مشاهدة 10 مشاركات - 1 إلى 10 (من مجموع 10)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #28192
    moddaa
    مشارك

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين.. وبعد: ما من شيء أفسد لدين المرء من الطمع في شهوات الدنيا من مال أو منصب أو جاه، ذلك أن العبد إذا استرسل مع الأمنيات استعبدته كما قال القائل:
    العبد حرٌ ما قنع .. … ..والحر عبدٌ ما طمع
    وقال آخر:
    أطعت مطامعي فاستعبدتني.. … ..ولو أني قنعت لكنت حرًا
    يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
    وهكذا حال من كان متعلقًا برئاسة أو ثروة ونحو ذلك من أهواء نفسه، إن حصل له رضي وإن لم يحصل له سخط، فهذا عبد ما يهواه من ذلك، وهو رقيق له إذا لم يحصل.
    والعبودية في الحقيقة هي رقُّ القلب وعبوديته”أهـ.
    ولأجل هذا المعنى كان يقال: الطمع فقرٌ، واليأس غنى، وإن أحدكم إذا يئس من شيء استغنى عنه.
    وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الطمع أشد التحذير فقال: “وأهل النار خمسة: … والخائن الذي لا يخفى له طمع، وإن دق إلا خانه…”الحديث.
    وكان صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله “من نفس لا تشبع”.
    الطمع يمحق البركة
    والطمع يمحق البركة ويشعر النفس بحالة الفقر الدائم، فعن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال: “سألت رسول الله فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم قال: “يا حكيم إن هذا المال خضرة حلوة، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يُبارك له فيه، كالذي يأكل ولا يشبع..” الحديث.
    وكان السلف يرون أن الطمع يُذهب بركة العلم، فقد اجتمع كعب وعبد الله بن سلام، فقال كعب: يا بن سلام: مَن أرباب العلم؟ قال: الذين يعملون به. قال: فما أذهب العلمَ عن قلوب العلماء بعد أن علموه؟ قال: الطمع، وشَرَه النفس، وطلب الحوائج إلى الناس.
    ورحم الله القائل:
    ولم أقض حق العلم إن كان كلما .. … ..بدا طــمعُ، صيَّرته لي ســـلمًا
    وما كل بــرق لاح لي يسـتفـزني.. … ..ولا كل من لاقيت أرضاه منعمًا
    إذا قيل هــذا منهـل قلت قد أرى.. … ..ولكـن نفس الحر تحتمل الظما
    أنهنهها عـن بعض مـا لا يشـينها.. … ..مخــافة أقوال العــدا فيم أو لـمَ
    ولم أبتذل في خدمة العلم مهجتي لأخْدِمَ مَن لاقيتُ ولكن لأُخَدما
    أأشقى به غــرسًا وأجنيــه ذِلة؟ .. … ..إذا فاتباع الجهل قد كان أحزما
    ولو أن أهـــل صـانــوه صـــانهـم.. … .. ولو عظموه في النفوس لعظِّما
    ولكـــن أهانــوه فهــان ودنســوا.. … .. محيـاه بالأطمــاع حتى تجهما
    ومن كان ذا طمع مسيطر على قلبه فإن الذل قرينه؛ لأنه يبذل عرضه في سبيل تحقيق ما هو ته نفسه وطمع فيه قلبه؛ وفي هذا المعنى يقول أبو العتاهية رحمه الله:
    تعالى الله يا سَلْمُ بنَ عمرو.. … ..أذلَّ الحرص أعناق الرجال
    وقال بعضهم:
    الحرص يُنقص قدر الإنسان، ولا يزيد في رزقه.
    وقالوا: العبيد ثلاثةٌ: عبد رِقّ، وعبد شهوة، وعبد طمع.
    ولو لم يكن في الطمع إلا تضيع العمر الشريف الذي يمكن أن يشتري به صاحبه الدرجات العلى والنعيم المقيم، في طلب رزق قد تكفل الله به لكفى بذلك زجرًا، فكيف وفي الطمع التعب الدائم وتحقير النفس وإذلالها، ونقص الثقة بالله عز وجل مع شعور صاحبه بفقر دائم:
    “وما فتح عبد بابَ مسألةٍ، إلا فتح الله عليه باب فقر”.
    نسأل الله أن يقينا شر الطمع، وأن يرزقنا القناعة..

    #484406
    عزمى
    مشارك

    السلام عليكم
    شكرا
    وبارك الله فيك

    #484613
    moddaa
    مشارك

    بارك الله فيك اخ عزمى

    #484799
    سماره
    مشارك


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الله يعطيك العافية أخي moddaa

    #484885
    moddaa
    مشارك

    اشكرك جدا اختى سمارة

    #485021
    يوسف
    مشارك

    تحيــــــــــــــة معـــطره بالـــورد …

    بارك الله فيك اخي على هذا الموضوع ..

    شي معروف ان الطمع يقتل صاحبه … لا اعتقد يحتاج له تعليق وتوضيح اكثر لهذه الكلمات

    ان شاء الله نرى تواجدكم وتواجد مواضيعكم معنا ان شاء الله

    مع تحياتي

    #485026

    القناعة كنز لا يفنى

    #485062
    moddaa
    مشارك

    بارك الله فيك يوسف على مشاركاتك الفاعلة معى والتى تشحعنى كثيرا

    #485233
    يـاسمين
    مشارك

    الطمع وحش كثير الله يبعدوا عنا

    شكرا إلك

    #485433
    moddaa
    مشارك

    فعلا ياسمين اشكرك كتير على المرور والمشاركة

مشاهدة 10 مشاركات - 1 إلى 10 (من مجموع 10)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد