الرئيسية منتديات مجلس الثقافة العامة صور رخيصة في الفضائيات

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #27900
    emamegypt
    مشارك

    صور رخيصة في الفضائيات
    مجلة الجزيرة العدد : 82

    ت.ب : الصور الرخيصة لجسد المرأة تحاصرنا في كل مكان باسم الفن وباسم الغناء.. أينما فتحت قناة فضائية أملاً في أن تشاهد ما يشرح صدرك هنا وهناك.. تطالعك صورة غير محتشمة لفتاة عربية تتمايل ذات اليمين وذات الشمال.. يقولون إنها فنانة.. وتحت مسمى الفيديو كليب ترتكب الفنانات العار الذي لا تستطيع أن تمارسه أمام أقرب الأقربين، فكيف ترضى الفنانة لنفسها أن تلبس ملابس أقل حشمة من ملابس النوم أمام ملايين المشاهدين وتدعي في ذات الوقت أنها فنانة.. وإذا تحدث أحد منتقداً هذا السلوك الجنوني قالوا إنها الحرية، وموضة الفن، فنحن في عصر السرعة.. وعصر الحداثة وعصر العولمة.. وكلها كلمات تنال من التراث والحضارة والثقافة وتهدمها هدماً عياناً بياناً.

    ما نعرفه عن مفهوم الفن أنه إبداع يرتقي بالذوق الاجتماعي والفهم الاجتماعي ويناقش قضايا الأمة من خلال الكلمة والنص وربما اللحن الجميل.. ويقودك لترى من الواقع ما لا تستطيع أن تراه بمفردك.. لكن ما يحدث في الفضائيات من أغاني لفيديو كليب هو الانحطاط بعينه.، لأنه يهبط بالذوق العام ويتردى به إلى أسفل سافلين، ويغيب المعنى الحقيقي لكلمة فنان، ويجعل هذا السلوك مجرد حركات إثارة تظهر من خلالها المرأة جسدها عبر الكاميرات لينظر إليها الناس، وهي ترتدي من الثياب ما يشف أكثر مما يستر، وتدعي الفن، أو بالأحرى يدعي من يخدعها بذلك أنها تمارس فناً يعجب الجمهور.

    هذه الظاهرة التي باتت تنتشر بسرعة، وتسمم شاشات الفضائيات، للأسف تجد التشجيع من الشركات الفنية التي تبحث عن الربح ولا وزن لديها للقيم، والفن الأصيل أو العادات أو التقاليد.. وهذا لا يمنع قيام نقاشات وحوارات تسعى في اتجاه ترسيخ الفن العربي الراقي الذي تتكامل أدواته من نصوص قوية، وألحان جيدة وأداء يمزج كل عناصر الأغنية العربية ليخاطب المشاهد العربي بلغة الإبداع والفن الحقيقي، وليس بلغة الصور المثيرة والجسد العاري والرقص الرخيص.. الخالي من كل دلالات الفن.

    45 – الفضائيات أفسدت أطفال العرب

    تحقيق: محمد عبد الحميد

    أسهمت برامج الأطفال في القنوات الفضائية العربية في إفساد ذوقهم العام من خلال ما تقدمه تلك الفضائيات من إعلانات غير ملائمة وأفلام كارتون تحضّ على الجريمة كالسرقة والكذب والاستهتار بالقيم. هذه هي حقيقة أكدتها دراسة حديثة قام بها خبراء بالمجلس العربي للطفولة والتنمية على شريحة من الأطفال في المنطقة العربية.

    نوّهت تلك الدراسة إلى أهمية الدور الذي يلعبه التلفزيون في تثقيف وتوسيع مدارك الطفل من خلال نقل المعارف والخبرات عبر البرامج الهادفة المختلفة، لكن هناك العديد من السلبيات التي تؤثر على الناحية التربوية للطفل، منها زيادة نوعية البرامج التي تحتوي على مشاهد العنف.

    كما أشارت إلى أن القنوات الفضائية بسيطرتها وهيمنتها على قطاع كبير من المشاهدين أصبحت بمرور الوقت أشبه بالأسرى، مما أضعف التواصل والعلاقات الأسرية خاصة بين الأطفال وآبائهم.

    واعتبرت الدراسة أن التنشئة التلفزيونية أثرت على الأطفال وحوّلتهم من نشطاء مندفعين راغبين في فهم الأشياء والشروع في العمل، إلى أطفال أكثر حذراً وسلبية لا يريدون التقدم واكتشاف ما حولهم.

    واستشهد الخبراء في بحثهم بالعديد من الدراسات التربوية التي أجريت في العقد الأخير والتي كشفت عن وجود علاقة بين مشاهدة التلفزيون والتحصيل الدراسي، وأنه كلما زادت مشاهدة الأطفال للتلفزيون انخفض تحصيلهم الدراسي.

    كما أشارت الدراسة إلى أن هناك دلائل تشير إلى أن مشاهدة التلفزيون لا تؤدي إلى تقليل وقت اللعب عند الأطفال فحسب، بل إنها أثرت في طبيعة لعب الأطفال، خاصة اللعب في المنـزل أو المدرسة.

    وأكدت أنه على الرغم من دور التلفزيون في النمو الاجتماعي والثقافي للطفل فإنه قد يؤدي إلى نتيجة عكسية، ويجعل الطفل شخصية ضعيفة منفصلة عن مجتمعها إذا ما ركّز على عرض قيم وثقافات أخرى، كأفلام الكارتون المدبلجة، تؤثر على ذاتية الطفل الاجتماعية والثقافية.

    وأوضحت الدراسة أن القنوات الفضائية أصبحت تشكل مدرسة موازية في نقل المعارف والعلوم، وأن عامل التكرار فيما تقدمه من برامج ليست هادفة تؤدي إلى تهميش ثقافة الطفل.

    وأوصت الدراسة بأهمية بحث القائمين عن الإعلام العربي خاصة قنوات التلفزيون سواء الأرضية أم الفضائية عن برامج جذابة ومشوقة وهادفة قادرة على تحفيز الأطفال على المشاركة في أنشطة المجتمع وإتاحة الحرية لهم للتعبير عن أفكارهم وتنمية قدراتهم على النقد وتشجيعهم على المناقشة والتواصل مع آبائهم.

    والتأكيد على أهمية أن تكمل تلك القنوات التلفزيونية الدور التربوي للآباء تجاه الأبناء من خلال حثّهم على احترام الحق في الاختلاف والتعدّد والتنوع والتسامح مع الآخرين، واحترام قيم المشاركة والحرية، وتحفيزهم على الاستفادة من تكنولوجيا العصر المتقدمة من حولهم.

    من جانب آخر يؤكِّد خبير علم الاجتماع في المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أن مشاهدة التلفزيون تلعب دوراً مؤثراً في حياة الطفل، خاصة في فترة ما قبل المدرسة، وهو أشبه بسلاح ذو حدين، فالعديد من البرامج ليست ذات هدف، وأشار إلى خطورة أن يتجاهل الآباء دور التلفزيون في حياة أطفالهم، وأشار إلى ضرورة تدخل الآباء والقائمين على برامج القنوات الفضائية لوضع الأمور في نصابها الصحيح.

    46 – وسائل الإعلام هل تهدد نظامنا القيمي والإجتماعي

    د. محمد الحضيف :

    حدثتني إحدى الأخوات الأكاديميات، عن طالبة عرضت على لجنة التأديب، بسبب قضية أخلاقية
    قالت الأخت الفاضلة ، إن الطالبة عزت انحرافها السلوكي لمشاهدتها برنامجاً معيناً في التلفزيون
    تقول الأخت : لم أستوعب أن يكون التلفزيون مسؤولاً عن انحراف أخلاقي بهذا الحجم
    وتضيف : أرغمت نفسي على الجلوس أمام التلفزيون لمشاهدة البرنامج (أفلام مكسيكية مدبلجة) مع بنات قريبات لي.. في سن تلك الطالبة وأصغر.
    كانت تجربة مخيفة، والكلام للأخت الكريمة لقد أحسست وأنا المرأة الناضجة بالأثر التدميري الذي تحدثه هذه البرامج في أنساق سلوكية قطعية
    الفكرة الرئيسية للبرنامج التي كانت تبرز لي وأنا منهمكة في المتابعة، هي: تطبيع (العلاقات المحرمة) بين الرجاء والنساء
    الفكرة الثانية التي تأتي بعدها في ترتيب (مدروس) أن هذه العلاقات أمر (عادي) يمر به كل مراهق ومراهقة
    وأنها مرتبطة بفترة معينة.. وأنها يمكن أن تنسى (…).

    تمتلك وسائل الإعلام من خلال ما تبثه القدرة على تغيير نظرة الناس إلى الحياة وإلى العالم من حولهم، من خلال تغيير مواقفهم تجاه الأشخاص والقضايا، فيتغير بالتالي، حكمهم عليها، وموقفهم منها، فمثلاً: حينما تمطرنا وسائل الإعلام الغربية بعشرات المواضيع الإعلامية، المقروءة، والمسموعة عن (السودان الأصولي)، الذي (ينتهك) حقوق الإنسان، ويرعى الإرهاب.. تكون النتيجة أن القارئ الساذج والمستمع السطحي يغير موقفه من السودان، فيصبح السودان المسلم.. خطراً يهدد الأمن الإقليمي، وتصبح عصابات جون قرنق الصليبي المتمردة اسمها (الجيش الشعبي لتحرير السودان).

    تغيير المواقف والاتجاهات، لا يقتصر على الموقف من الأفراد والقضايا، بل يشمل القيم وبعض أنماط السلوك، وهو ما بدا واضحاً في سلوك الطالبة التي وردت قصتها قبل قليل، فكثيرا ما قبل الناس، وتعاملوا بلا مبالاة، مع سلوك كانوا يأنفونه ويشمئزون منه، وكثيراً أيضاً ما تخلى الناس عن قيم كانت راسخة، واستبدلوا بها قيماً دخيلة، كانت موضع استهجان فيما سبق.
    إن (المتغير) الذي دخل حياتنا، وأحدث خللاً في منظومة القيم التي تحكم علاقاتنا تجاه الآخرين (أقاربنا، جيراننا.. بقية أفراد المجتمع)، وتحكم كذلك رؤيتنا للأمور (حلال، حرام، عيب، شرف، عرض) ليس الساقط، وما أدى إليه من وفرة مادية، ولا اقتناءنا للسيارات والأجهزة الإلكترونية المعقدة، وغيرها من منتجات الحضارة الحديثة، إن تعرض منظومتنا القيمية والأخلاقية لسيل لا ينقطع من المفاهيم، والتصورات المضادة والقيم المتناقضة والثقافات (الأخرى) عبر (مصادر) معلومات متعددة، في مقدمتها وسائل الإعلام هو الذي أحدث الخلخلة التي نراها في النظام الأخلاقي والسلوك العام لمجتمعنا.
    إن المسألة ليست (هشاشة) ثقافتنا، وقابليتها للاختراق، ولا ضعف (مناعة) نظامنا القيمي ضد الثقافات والأفكار الأخرى، إننا أمام واقع استهدفت فيه مجتمعاتنا في أَضعف حلقاتها.. أطفالها وشبابها وفتياتها، إن سياسة (تجفيف المنابع) في بعض البلاد العربية والإسلامية، وحملات الإثارة الغرائزية والشهوانية التي تقودها (الفضائيات) إضافة إلى انحسار الدور التربوي للبيت، ومؤسسات المجتمع التربوية الأخرى، وعجزها عن تحصين الأطفال والشباب أدى إلى هذا السقوط الأخلاقي الذي نشهده والخلخلة التي تهدد نظامنا القيمي والاجتماعي.

    في عملية تغير الموقف والاتجاه سواء على مستوى الأشخاص والقضايا أو على مستوى القيم والسلوك، يبقى الإعلام عاملاً مؤثراً ورئيساً في عملية التحول تلك، فمن خلال الرسائل الإعلامية (المعلومات) الصحيحة، أو المشبوهة، أو حتى المكذوبة، التي تقدمها وسائل الإعلام يشكل الفرد من الجمهور موقفه،
    إن الإنسان أياً كان لا بد أن يكون له حكمه الخاص على كل ما يصادفه في بيئته، من أفراد أو قضايا أو سلوك، هذا الحكم تشكل لديه على أساس من المعلومات المتوفرة لديه، ألسنا في طفولتنا نحكم على الأشياء (صواب أو خطأ) من خلال (المعلومات) التي يوفرها لنا والدانا وكذلك يفعل أطفالنا انطلاقا من القاعدة نفسها، إن وسائل الإعلام بما تبثه من كم هائل من الرسائل الإعلامية (معلومات)،
    وسعت مساحة نفوذها في عقول أبنائنا وبناتنا على حساب (المعلومات) التي نوفرها نحن لهم، كما أن وسائل الإعلام نفسها استحوذت على الجزء الأعظم من مصادر المعلومات التي نستقي منها فهمنا وبالتالي حكمنا على الأشياء.

    إن وسائل الإعلام أًصبحت تؤثر في مواقفنا لأننا أصبحنا نتعرض لها وحدها بطريقة تشبه الإدمان، والنتيجة الطبيعية لحالة التلقي من (مصدر واحد) هي فهم الأمور والحكم عليها بطريقة واحدة من خلال وجهة نظر واحدة، إن وجهة النظر ذات البعد الواحد غالباً بل دائماً ما تكون ناقصة ومنحازة لذا فالاتجاه الذي يشكل لدينا حيال أمر ما بتأثير وسائل الإعلام يحمل السمات نفسها.. أي أنه ليس دائماً صواباً.
    التغيير المعرفي Cognitive Change الذي تحدثه وسائل الإعلام في الجمهور أعم وأشمل من تغيير الموقف أو الاتجاه Attitude Change.
    المعرفة في أبسط تعريف لها هي (مجموع المعلومات) التي لدى الفرد وتشمل الاعتقادات والمواقف والآراء والسلوك، المعرفة بوضعها هذا، أعمق أثراً في حياة الإنسان، إن التغيير في المواقف طارئ وعارض سرعان ما يزول بزوال المؤثر فيعود كما كان سابقاً، أو ربما ينحى منحى إيجابياً عكس ما كان عليه.
    أما التغيرالمعرفي فهو بعيد الجذور يمر بعملية تحول بطيئة تستغرق زمناً طويلاً. تؤثر وسائل الإعلام في التكوين المعرفي للأفراد، من خلال عملية التعرض الطويلة المدى لوسائل الإعلام كمصادر للمعلومات فتقوم باجتثاث الأصول المعرفية القائمة لمسألة أو لمجموعة من المسائل لدى الأفراد، وإحلال أصول معرفية جديدة بدلاً منها، إن تأثير وسائل الإعلام في طريقة تفكيرنا وأسلوب تقييمنا للأشياء من خلال ما نتلقاه منها من معلومات يؤدي إلى تحول في قناعاتنا وفي معتقداتنا، لأن العقائد حصيلة المعرفة التي اكتسبناها، أي إن عقيدتنا في شيء هي نتاج ما علمناه عن ذلك الشيء، فمثلاً: نحن نعرف الحلال والحرام وهذه عقيدة، من خلال العلم والمعرفة التي تعلمناها عن ذلك الحلال والحرام، لو سقنا مثالاً لشرح هذا المفهوم فإن دور المرأة في المجتمع وما لها وما عليها هو حصيلة ما عرفناه عن ذلك الدور من تعاليم ديننا، بمعنى آخر وضع المرأة كما رسمه الإسلام هو (التكوين المعرفي) الذي لدينا عن واقع المرأة في المجتمع المسلم.
    في مثال المرأة، يحدث التغيير المعرفي، من خلال وسائل الإعلام، حينما تقوم تلك الوسائل بتقديم المرأة ضمن (إطار معرفي) مخالف للتكوين المعرفي الذي لدى الجمهور عن دور المرأة كما تعلموه وآمنوا به، تلجأ وسائل الإعلام في سبيل ذلك إلى استخدام قوالب جذابة، (تعرض) من خلالها المرأة فهي ناجحة لأنها متحررة من ضوابط القيم وهي محط الأنظار لأنها استغلت النواحي الجمالية في جسدها، وهي مشهورة، لأنه عرف عنها مقاومة الأعراف والتقاليد.. وهكذا تتم عملية التغيير المعرفي عبر عملية طويلة، تتنوع فيها جزئيات التكون المعرفي الجديدة التي يراد إحلالها محل المعرفة القديمة.

    فهذه مسلسلة تصور العلاقة بين الرجل والمرأة، من خلال رؤية (عصرية) تبدو فيها (العلاقات المحرمة) نوعاً من المتعة العابرة
    و(حق) من حقوق الحرية الشخصية، المسلسلات المكسيكية مثال، و(أنا لن أعيش في جلباب أبي) مثال آخر
    وهذا مقال يتحدث عن (قصة نجاح) فتاة تغلبت على ظروفها، فتمردت على التقاليد وسافرت وحدها إلى أمريكا، حيث رجعت بأعلى
    الشهادات، وقابلت هناك شخصاً فأحبته وتزوجته (…) ثم هناك خبر عن (إنجاز) نسائي، حيث حصدت النساء الألمانيات الميداليات الذهبية في مسابقات العدو للمسافات القصيرة والسباحة الحرة، بينما (فشل) الرجل في تحقيق أي شيء.
    لا يخلو (المشهد) الطويل لعملية التغيير المعرفي (المقصودة) الذي تقدمه وسائل الإعلام من امرأة ترأس مجلس إدارة إحدى الشركات، وفتاة حافظت على (عفتها) وهي تعمل في بيئة مختلطة، وقاومت (تحرشات) بعض الرجال قليلي الأدب الذين لا تخلو حتى المجتمعات المحافظة منهم (…)
    كما تغرس وسائل الإعلام ذلك في عقولنا.. وتؤكد لنا في كل مناسبة، أن العفة والأخلاق والحجاب (في القلب)، ولا علاقة لها بـ (المظهر) والسلوك (…)، وهكذا تتجمع (جزئيات المعرفة) الجديدة لوضع المرأة بين حياة عصرية، وتمرد على التقاليد وإنجازات (تفوقت) فيها على الرجال لتشكل إطاراً (معرفياً) جديداً، يحل شيئاً فشيئاً محل القديم.

    ما سبق ليس إلا مثالاً يوضح كيف يحدث التغيير المعرفي عبر وسائل الإعلام، وإلا فالعملية أعقد من ذلك بكثير، إذ تتداخل فيها عوامل كثيرة، مثل شخصية الإنسان وبنيته الاجتماعية، وتشكيله الثقافي، ونفوذ قوى الضغط الاجتماعي المضادة في المجتمع.

    وسائل الإعلام تستطيع أن تحدث تغيراً معرفياً لدى الجمهور متى استطاعت أن توظف العوامل السابقة، وتوجهها في إيقاع واحد متناغم، يعجل بالتغيير المعرفي المنشود، حسب الاتجاه الذي تريده.. ضد ما هو قائم ومناقض له.. ومع ما هو قائم وداعم له.

    47 – انتشار”مقاهي الفضائيات” بالسعودية

    الرياض-(ا ف ب)-وكالات 6 ديسمبر 1999م
    يعيش بعض السعوديين تناقضًا بين موجة غربية تتسلل إلى المجتمع السعودي وبين القوانين الإسلامية في المملكة؛ حيث يمضي البعض سهراتهم أمام قنوات تقدم لهم أجمل نساء العالم، لكن فقط على شاشات التلفزيون، في حين يكون الآخرون في المساجد ودروس العلم والزيارات العائلية.

    ويفضل البعض تمضية سهراتهم أمام شاشات الفضائيات التي تبّث المسلسلات الأميركية مثل “باي واتش” الذي تدور أحداثه على الشواطئ الأميركية، وتظهر فيه الممثلات بالمايوه، أو الحفلات الموسيقية التي تحييها مغنيات، ومسابقات تظهر فيها ملكات الجمال.
    وفي المقابل يجتمع الكثيرون لمشاهدة قناة الجزيرة الإخبارية السياسية ذات البرامج الجادة والمثيرة حيث يتناقشون حول قضايا المسلمين المشتعلة مثل الشيشان وغيرها.

    وتلقى هذه المحطات الفضائية إقبالاً كبيرًا، حتى إنه يظهر نوع جديد من المقاهي وضع على كل طاولة فيها آلة تحكم بالتلفزيونات لإفساح المجال أمام الزبائن لاختيار برنامجهم المفضل بحرية.
    وخشية من أن تؤثر هذه المقاهي على سكون الحياة الليلية في الرياض سمحت السلطات السعودية بإقامتها فقط في ضواحي العاصمة، وخصوصا في منطقة “الثمامة” على بعد نصف ساعة من الوسط التجاري.

    وتشهد هذه المقاهي التي أطلق عليها اسم “مقاهي الشيشة” نسبة إلى “النرجيلة” إقبالاً كثيفًا لدى السعوديين، وكل منها يمتد على مساحة آلاف الأمتار المربعة، وهناك سبعة مقاهٍ على سبيل المثال في “الثمامة” وحدها، بعضها يستوعب 400 شخص وأمامهم 250 شاشة تلفزيون، وهو يشهد إقبالاً شديدًا مساء الخميس عند بدء عطلة نهاية الأسبوع في الخليج.
    وبإمكان رواد المقهى أن يختاروا بين الجلوس على وسائد وفق الطريقة البدوية، أو على كراسي خشبية عالية مثل طريقة الحجاز، أو البرك الرخامية على الطريقة السورية، أو حتى على طاولات وسط الأرصفة وفق الأسلوب الغربي.

    ويقول “عبد اللطيف” الموظف الحكومي الذي يخرج عادة مع أصدقائه إلى هذه المقاهي لمشاهدة الأغاني والأفلام: “ليس هناك من مكان آخر للخروج واللهو”. وعلى الطاولة المجاورة يمكن مشاهدة سهرة تحييها الراقصة دينا على جهاز التلفزيون.

    إلا أن أحد العاملين في المقهى قال: “الرقص ممنوع”. في إشارة إلى الحدود المفروضة على ما يجري في هذه المقاهي. ومقهى “الأمم” أحد أهم هذه المقاهي هو حكر على الرجال، ولكن هناك مقهيان آخران في الثمامة مخصصان للعائلات؛ أي الرجال برفقة زوجاتهم وبناتهم أو أمهاتهم. وكل هذه المقاهي محاطة بسور من الجدران في إجراء يعكس حرص السلطات على مراعاة المشاعر الإسلامية. ويقول أحد رجال الأعمال السعوديين: إن السلطات سمحت بهذه المقاهي لأن “أي شيء غير شرعي” لا يحدث فيها، ولأن السلطات تعتبرها “صمام أمان لمجتمع محروم من سبل الترفيه الأبسط مثل السينما”.

    وفي المقابل فإن المحرَّمات تبقى ثابتة مثل منع الكحول. ويمكن تبادل الأنخاب فقط عبر تناول عصير التفاح ممزوجًا بالمياه الغازية.
    ولولا المساجد والكتابات بالعربية والنساء المحجبات والرجال بالثوب والغترة لما أمكن التمييز بين شوارع الرياض وشوارع أي مدينة أميركية من حيث الأبنية الشاهقة والساحات ومطاعم الوجبات السريعة مع استثناء دور سينما أو مسارح أو ملاهٍ ليلية؛ حيث إنها محظورة، وهذا يعني أن الطابع الإسلامي ما زال هو المميز لشكل الحياة

    48 – العوضي :الفضائيات تشيع الانفلات الأخلاقي

    كتبت ليلى الشافعي:
    قال الداعية د.محمد العوضي أن الشباب هم الثروة العظيمة لكل مجتمع, ولابد من استثمار هذه الطاقات في البناء والنماء وتطوير المجتمع.
    وقال في الندوة الإيمانية التي أقامها فندق كويت ريجينسي بالاس والتي حضرها أكثر من 1500 شخص من الشباب والشابات والكبار إن هذا الجيل اشتد تأثراً وتشكلاً ثقافياً وعرفياً ووجدانياً وسلوكياً.
    مشدداً على أن هذه الثروة العظيمة من شبابنا يجب أن تستغل فيما يعود على المجتمع بالخير.

    وبين طبيعة عنوان الندوة “للكبار فقط والنداء موجه للشباب” بقوله أن الإنسان في استطاعته مهما كان عمره أن يكون صغيراً أو كبيراً وذلك بالأهداف وبالآمال والتطلعات والسلوك الذي يصدر منك, فالكبر ليس بالعمر.
    وأوضح أن العلمانية التي جاءت في البداية لفصل الدين عن الدولة وفصل الدين عن السياسة أصبحت الأن مفهوماً مركباً تتداخل فيه عدة رواسب فكرية وفلسفية يفصل الإنسان عن أي مرجعية أخلاقية سواء أكانت مرجعية عشائرية أو دينية, أو عائلية أو أي مرجعية وتفصله عن أي هدف سلوكي في المستقبل وتحصره في اللحظة وتضخم عنده اللذة والغريزة, وأصبح هذا القطاع يتضخم بطريقة كبيرة عبر شاشات الفضائيات والهدف منها ربحي أصيل .

    وأشار د. العوضي إلى أن الهدف من هذه الفضائيات وما تبثه هو ربح مادي لكن النتائج هي انفلات أخلاقي وتفكك أسري وتحويل المرأة إلى حيوان استعراضي.
    مبيناً أن هذا الجو الذي يعيشه الشباب من مشاهدة الفيلم إلى مسرحية إلى فيديو كليب, يجعله يعيش في مرحلة التوهان واللامبالاة, والتخبط والحيرة, ويصبح مفصولاً عن الأسرة.
    وتطرق إلى الجنس الثالث وفرق بينه من الناحية الشرعية وبين الخنثى المشكل مؤكداً أن الخطورة ليست في وجود الظاهرة ولكن أن تصبح مشروعاً ربحياً أو تدعم من جهات أو تكون مرتبطة بجهات مشبوهة.

    وطالب بضرورة أن نفتح عقولنا بتساؤلات هذا الجيل من الشباب, وكيف نتعامل معه ثم كيف نوجه سلوكه حتى يتحكم في نفسه, لافتاً إلى ضعف الشباب وانتمائهم لأصدقاء السوء, وضرب عدة أمثلة حية من شباب وشابات يعانون نفسياً ومتمردون فكرياً.
    وأوضح المخرج العام في ظل طوفان الفساد الذي يدخل من كل باب وهو المدافعة والمصابرة .
    البوابة الاسلامية وزارة الأوقاف والشئون الاسلامية- الكويت .
    الدش ليس حلاً

    اطلعت على ما كتبته الأخت فاطمة بعنوان ” الدش ” و ” الطفش ” في العدد 83 من مجلة الأسرة
    فأحببت أن أدلي بدلوي للتخفيف مما تعانيه الأخت من وقت الفراغ .

    في البداية أود أن أوضح أن عبادة المسلم لله تعالى لا تنحصر فقط في الصلاة والصيام والزكاة والحج ، وإنما كل عمل أريد به وجه الله تعالى لا يخالف شرعه فهو عبادة حتى النوم الذي يتقرب به المسلم لممارسة يومه عبادة يؤجر عليها ، وكذلك الأكل والشرب إن قصد منهما التقوى لممارسة عبادة أخرى ، وأعمال المنزل من طبخ وكنس وغسيل وتربية .. الخ ، فهي عبادة يؤجر عليها المسلم ، فكل ذلك من شأنه أن يجلب الطمأنينة والسعادة في نفس المسلم ، لأن جهده لا يضيع سدىً ، والمسلم يُسأل عن عمره فيم أفناه ، وعن شبابه فيم أبلاه ، كما ورد في الحديث . فحري بنا أن نغتنم ساعات أعمارنا ودقائق حياتنا .

    ثم أسألك أختي الكريمة إن كان لديك كما تقولين شغل البيت الذي لا ينتهي ، فكيف يكون لديك وقت فراغ ترغبين أن تقضيه مع الدش ؟ ، بل الأحرى حينما تكونين صاحبة أعمال كثيرة في بيتك أن تكوني بخيلة على باقي الأوقات حتى تتزودي فيها بما ينفعك وينفع مجتمعك وأسرتك ، فتثقفين نفسك وتتقربين بأعمالك إلى ربك جل وعلا ، وتصلين رحمك وتقيمين حلقات تحفيظ القرآن للأطفال أو من هم أكبر سناً ، بأن تحددي السورة أو الجزء كهدف للحفظ ، فتكسبين بذلك أجر تعليمهم بإخلاصك النية .

    هناك أخيتي وسائل تستطيعين أن تقضي بها وقتك وتروحي عن نفسك غير الدش ، ومعي هنا عدة أسئلة وددت أن تجيبي عنها بينك وبين نفسك .
    – هل وضعت خطة لكيفية استغلالك لوقتك ، والأعمال أو المهمات التي لابد أن تلتزمي بها مثل : ” زيارة مفيدة ، مكالمة هاتفية أسبوعية لإحدى أخواتك في الله ، خياطة ، كمبيوتر ، قراءة كتاب مفيد كالتفسير ، قراءة قصة مفيدة ، زيارة مريض .. الخ “

    – كم جزءاً حفظت من القرآن ؟
    – كم حزباً من القرآن تقرئين في اليوم ؟
    – هل قرأت جميع الكتب والمجلات النافعة وسمعت الأشرطة النافعة الموجودة لديك ؟
    – هل تداومين على شراء ما جدّ من المحاضرات للمشايخ الفضلاء ؟
    – هل تقرئين الكتب المفيدة من الشعر ؟
    – هل أنت مُجيدة لمهارة الخياطة أو عمل التصميمات والأشكال الإبداعية ، وهل تستغلين هذه المهارة لتزيين منزلك ؟
    – هل فكرت في تنمية بعض مواهبك ككتابة الخواطر والقدرة على التعبير النافع ؟
    وجميل أخيتي بعدها أن تصارحي نفسك بمدى حاجتك إلى الدش في منزلك .

    أما النقطة التالية فهي قولك ( فنحن البنات لا نعرف كيف نقضي أوقات فراغنا ، على عكس الشباب الذين يذهبون إلى أماكن من غير رقيب ويسهرون الليل ، بينما نحن البنات في حسرة وألم ) ..
    اسمحي لي هنا أن أعارضك في فكرتك ، فإذا كان الشباب يذهبون إلى أي مكان دون رقيب ويسهرون الليل كما تقولين ، فهل يعني ذلك أنهم يعرفون كيف يقضون وقت فراغهم ؟! لا يا أختي ، فهم هنا يدمرون وقتهم ودقائق حياتهم ، فماذا سيقولون عندما يسألهم الله تعالى عنها ؟
    وكيف يا أخيتي تدّعين أننا معشر البنات في حسرة وألم ، ونحن والحمد لله نهنأ بحياة آمنة مطمئنة في ظل تعاليم ديننا العظيمة ، وفي ظل حياتنا .
    هل تتحسرين وتتألمين أننا لسنا كأولئك الشباب الذين يسافرون ويسهرون دون استشعار لرقابة الله تعالى !
    إنهم ليسوا في سعادة وهناء ، بل هي سعادة مؤقتة ثم ضيق وطفش ، إن رضا الإنسان بما قسمه الله تعالى له في الدنيا حتى بجنسه لحريّ أخيتي أن يجلب له السعادة والراحة ، فلنستغل نعم الله تعالى لرضاه ولننتفع بها .

    أختي العزيزة .. إن الإنسان أياً كان بحاجة لرفقة صالحة تعينه على فعل الخير وتدعو له بظهر الغيب ، فابحثي عنها وتمسكي بها وتآخي معها ، تجدين طعماً للحياة عذباً في ظل الأخوة في الله تعالى مهما كانت الظروف .
    وأنصح بالإطلاع على كتاب ( الوقت عمار أو دمار ) لمؤلفه : جاسم المطوع .

    أم بشار / سلطنة عمان
    مجلة الأسرة العدد 87
    كل الشكر والتقديرلمن أعد هذا التفرير
    وكل الشكر والتقدير لموقع صيد الفوائد
    http://www.ssaid.net

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد