الرئيسية › منتديات › مجلس الثقافة العامة › الصورة الفنية للماء في القرآن الكريم
- This topic has 10 ردود, 6 مشاركون, and was last updated قبل 19 سنة، 10 أشهر by
سماره.
-
الكاتبالمشاركات
-
20 سبتمبر، 2004 الساعة 12:39 ص #27823
سماره
مشارك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهالماء في القرآن الكريم
لقد فاضت آيات الذكر الحكيم بالحديث عن هذا العنصر الغالي في حياة العرب
ولقد ذكر ت كلمة الماء وما يتصل بها من مطر أو غيث أو برد أو وابل
أو نهر أو بحر أو يم أو عين أو شراب لتبلغ حوالي 170 آية كريمة
وإن دل هذا فإنما يدل عل عظيم أهميته وقدره من
صور الماء الفنية في —> القرآن العظيم
جاء في سورة الزمر قوله تعالى ( ألَمْ تَرَ أن الله أنزلَ من السـَّماء
ماءً فسـلَكَهُ ينابيع في الأرض، ثم يُخرِجُ به زرعاً مُختلِفاً ألوانَه،
ثم يَهِيجُ فتراهُ مُصْفَرَاً، ثم يَجعلُه حُطاماً، إنَّ في ذلك لَذِكرى لأولي الألبابِ ).هذه الآية في ظاهرها تقول أن الله ينزل الغيث من السماء
فتتكون منه الينابيع وتشـرب منه المزروعات المختلفة
ثم تصفر في خريف حياتها ثم تذوي وتذروها الرياح لكن مراد
الآية أكبر بكثير من هذه النظرة العجلى إنها تشـير إلى
أصل خلق الإنسـان وتطوره وحتى موته
وتشـير إلى قدرة الله وسـره في خلقة
كما تشـير إلى الغيث وإنسـرابه في أعماق الأرض
ثم تفجيره ينابيع واسـتقاء الزروع منه وتفتح الثمر
الحلو والحامض والأبيض والأحمر والأخضر وسـواها
واختلاف المنافع والطعوم مع أن الماء واحد والتربة واحدة
أليس ذلك داعياً إلى تفكير الإنسـان بهذا الإعجاز العظيمبدت الأية الكريمة باستفهام تقريري
كأنه يريد أنأن يقر الإنسان بأن الله الذي أنزل ماءً واحداً
فأخرج منه مالا يحصى من المنافع
وبناء على هذه الحقيقة وجب عليه أن يركن بعد التفكير
في قدرة الله إلى الإيمان به والإطمئنان إلى جنابه
ولفظه ( فسلكه ) لآ أروع منها ولا أدق
ففيها صورة لسلك دقيق يمكنه أن يخترق بسهولة ويسر
أدق الأشياء ويسري فيها دون أن يصده عائقإنها صورة نقطة الماء التي تنساب بكل راحة ودقة ونعومة
بين ذرات التراب وتتعرج هنا وهناك لتنأى عن العقبات حتى
تصل أخيراً إلى مستقرها وتتجمع الذرات المائية واحدة بعد أخرى
حتى تصبح كتلة هائلة من المياه في جوف الأرض
فإذا ما ضاقت بها الأعماق تفجرت على صورة ينابيع وكونت
أنهار ومرت في طريقها على كل أرض فروتها
وسقت زرعها وأشجارها وما حولها من مخلوقات
نرى كلمة ( فسلكه ) كيف عبرت عن صورة أو لوحة كاملة
فيها حركة وحياة وصوت هامس ؟وعبارة ( ثم يُخرجُ به زرعاً مختلفاً ألوانُهُ ) تمكننا من
أن نذكر جميع ألوان المزروعات في الوجود سواء كانت في
باطن الأرض أو على سطحها مرتفعة على صورة أشجار
ويدخل فيها ما يؤكل وما لا يؤكل .. ما يشم وما يضم
ما ينفع وما يضر .. كلها تستقي من الماء وكلها تستقي من الماء
وكلها تموت إذا أنقطع عنها هذا العنصر الحيوي الأساسي
إن العبارة القرآنية اختصرت بثلاث كلمات مزروعات الوجود
وما تنتجه تلك المزروعات .. ورسمت لنا في الذهن ألف صورة وحركة
وخاتمة الأية مخيفة تبعث الرعب في قلب من يفهمون سر الكلمات
إنها جاءت بصورة خبر إنكاري فيه مؤكدات شديدة ( إنَّ ) التي ابتدت بها الخاتمة
ولام التوكيد في كلمة ( لَذِكرَى ) ولتقديم الخبر في قوله ( في ذلك ) والتقديم لون من ألوان التوكيد.هنا نرى الآية الكريمة تقرع الآذان وتصرخ في وجوه الناس
جميعاً —> أن آمنوا بالخالق القادر الواحد الأحد
وهذه النهاية هي سر القرآن وإحدى غاياته.لوحة ثانية من الآية ذاتها
لننظر إلى الآية الكريمة ذاتها من منظور أخر
هو حياة الإنسـان التي تشتبه الماء والزرع والنبات
آية أخرى في سـورة يونس قال تعالى
( إنما مثَلُ الحياةِ الدنيا كماءٍ أنزلناهُ من السـماء،
فاختلَطَ به نباتُ الأرضِ مما يأكلُ الناسُ والأنعامُ، حتى إذا
أخذَت الأرض زخرُفَها وازْيَنَتْ، وظنَّ أهلُها أنهم قادرون
عليها، أتاها أمرُنا ليلاً أو نهاراً، فجعلناها حصيداً كأن لم تَغْنَ
بالأمس، كذلك نفصِّلُ الآياتِ لقومٍ يتفكَّرون ).الصورة ترسم لنا كفتي ميزان
في الكفة الأولى —> الإنسان في مختلف مراحل حياته
وفي الكفة الثانية —> صورة ماء أنزله الله من السماء
فامتزجت به تربة الأرض ورويت وراحت تنبت الزرع والثمر
حتى إذا ما تكامل النبات واستوى على سوقه ونضجت
الثمار وحان قطافها فجأة تساقط الثمر وأقحلت الأرض ونظر
الزارع إلى هذه النهاية الحزينة المرة فراح يضرب كفاً بكف
ويذرف الدمع مدراراً على هذا المصير الأليم.
يقول علماء البلاغة عن هذه الآية الكريمة إنها مثال
للتشبيه التمثيلي فكلا المشبه والمشبه به مقتطف من متعدد
فحياة الإنسان وهو نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم بشر سوي
يمر بمراحل الطفولة فالفتوة فالشباب فالكهولة
فالشيخوخة فالموت والغياب المطلق عن هذه الدنيا
إنه في هذه المراحل يشبه كل الشبه ماء السماء
الذي نزل إلى الأرض فرواها ثم فتح الزهر والثمر وطاب
القطاف والجني والحصاد ثم حلت الكارثة.أليست عملية زواج الرجل من المرأة وخلق الجنين في بطن الأم
يشبه نزول قطرة الماء على الأرض وبدء تفتح الزرع والزهر
أليست صورة بدء الزرع ونموه وظهور الثمر يشبه
نمو الوليد وفتوته وشبابه وكماله؟
أليس احتراق الزرع وتساقط الثمر بفعل عامل أو عوامل الطبيعة
يشبه انقصاف عمر الإنسان وهو في عز العمر وريعان الصبا
بفعل عمل طائش قام به سائق سيارة مستهتر أو المرور
بجانب عمارة سقطت عليه فجأة
لأن مهندسها وبناءها كانا غشاشين كاذبين لا يخافا الله
صورة قابلت صورة
وما كان التصوير إلا بكلمات
( إنما مثَلُ الحياةِ الدنيا كماءٍ أنزلناهُ من السـماء )
كم من المعاني والصور حملت كلمة ( الحياة الدنيا )
وكم من المعاني والصور حملت عبارة
( كماءٍ أنزلناهُ من السـماء )
ذلك هو التصوير الفني الإلهي الذي أعجز العرب والعالم
وكم حاول الخصوم التحدي والمعارضة ثم عادوا بخفي حنينمنقول من مجلة السعودية
اللهم أعطني إيماناً صادقاً ويقيناً ليس بعده كفر ورحمة أنال بها شرف كرامتك في الدنيا والآخرة
اللهم آمين20 سبتمبر، 2004 الساعة 9:58 ص #481157عزمى
مشاركالسلام عليكم
سبحان الله20 سبتمبر، 2004 الساعة 11:41 ص #481207أبو نجم
مشاركموضوع رائع
جزاك الله خير
تحيـــــــــــــــــــــــاتي
20 سبتمبر، 2004 الساعة 3:21 م #481270ابو هيثم
مشاركجزاك الله خيرا وعقب الخير جنات نعيم
شكرا على الموضوع الجميل وكل يوم
تاتي بالجديد …
تحياتي لكي وعلىالمواضيع الجميلة
ابو هيثــــــــــــــــم،،،،
20 سبتمبر، 2004 الساعة 5:25 م #481312سماره
مشارك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهشكراً لمرورك أخي الفاضل عزمي
20 سبتمبر، 2004 الساعة 5:28 م #481313سماره
مشارك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهأخي الفاضل أبو النجم
شكراً لمرورك وعبق دعواتك الرائـ
ـعة
أحتسبها الله في ميزان حسناتك
20 سبتمبر، 2004 الساعة 5:30 م #481314سماره
مشارك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهالعفو أخي الفاضل أبو هيثم
وشكراً لمرورك وعبق دعواتك الرائـ
ـعة
أحتسبها الله في ميزان حسناتك
21 سبتمبر، 2004 الساعة 2:21 م #481556حبة فصفص
مشاركشكرا سمارة على الموضوع الرائع
21 سبتمبر، 2004 الساعة 5:15 م #481606سماره
مشارك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهالعفو وشكراً لمرورك عزيزتي حبة فصفص
23 سبتمبر، 2004 الساعة 10:23 ص #482130raif32
مشاركالسلام عليكم شكرا لك اختي عالموضوع الرائع
تحياتي
24 سبتمبر، 2004 الساعة 1:44 ص #482385سماره
مشارك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهالعفو وشكراً لمرورك أخي رائف
-
الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.