الجـــــــــــــــــــزء الأول:::

إدارة القلب
لايمكن أن ينجح أحد في إدارة أي شيء مهما كان دون النجاح في إدارة القلب..
فإدارة القلب: هي الطرق والوسائل التي تعين المرء على الاستفادة القصوى من الوقت وموارد القلب التي وهبها الله له ( القلب أمير البدن ) والمتمثلة في الروح والفكر والعقل.
والاستفادة من الوقت والموارد القلبية هي التي تحدد الفارق مابين السعداء الحقيقيين والأشقياء التائهين في هذه الحياة.. إذ أن السمة المشتركة بين كل السعداء في طريق الله هو قدرتهم على إدارة القلب ومعرفة سمات وأنواع القلوب حتى يردون على أصفاها وأنقاها والتي توصلهم للحبيب المطلق والكمال المطلق والسعادة المطلقة كما قيل عن الامام محمد الباقر (( إن القلوب ثلاثة : قلب منكوس لا يعي شيئاً من الخير وهو قلب الكافر . وقلب فيه نكتة سوداء والخير والشر فيه يعتلجان . فأيهما كانت منه غلب عليه.
وقلب مفتوح فيه مصباح يزهر لاينطفئ نوره إلى يوم القيامة )) وهذه الإدارة تأتي من خلال عناصر الإدارة المعروفة:
1/ الطاعة والتخطيط: الطاعة القلبية وهي المتمثلة في الائتمار بالأمر الإلهي واجتناب النهي الإلهي.. عن رغبة وحب وعشق لأن القلب محل نظر الله ( إن الله لا ينظر إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم ) لذا يجب أن يبدأ السالك من القلب في عروجه وتطهير وتهذيب وتزكية كل ذاته حتى يصير القلب محل لتجليات أسماء الحق تعالى وصفاته والتخطيط الفعال يرتكز على ثلاثة أمور:
1- بعد النظر. 2- التطلع إلى المستقبل . 3- استشراف العواقب.
2/ الإخلاص والتنظيم: عندما يتذوق العبد حلاوة القرب من الله تعالى وجمال التحقق والتخلق بصفات الله .. إذا لم يكن لهذا القرب مطلق الإخلاص لله والفقر المطلق لجنابه العزيز .. هنا يلج السالك في قلبه دواب العجب والتخبط المخفيين فيظن أنه قريب وهو من الحقيقة بعيد.. فالسالك مسؤول عما يأنس به القلب وعما يكسبه هذا القلب . قوله تعالى(( ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم )) وقوله تعالى (( وإن تبدوا مافي أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله )) “فإذا كان القلب المخلص لله يسعى للاستفادة القصوى من كل ماحوله . وهذا السعي الصادق يعمله التنظيم”
(( وليس التنظيم في جوهره الإستفادة الفعالة من جميع الطاقات وجعلها تسير في قنوات منسجمة نحو الأهداف المرجوة. والإخلاص في التربية الإلهية هو العامل الأوحد الذي يجعل الإنسان مستعداً للإستفادة القصوى من الآخرين))

تقبلو تحياتي ………… أختكم…

الجزء الثاني >>> في مرة أخرى