صباح الخير أيها الليليون
مساء الخير أيها النهاريون

ها قد عدت إلكيم أيها الأحبة من بين الأزقة والذكريات ..

من ضباب الأماني ودخان الآلام ..

***********
شراب من جرار الصمتِ
عتقه جرحنا المعصور
هو نخب أهازيجٍ بترت
وملامح ضحكةً نازفةٍ
داهمها جني العجز
وأيدي عتمةٍ بيضاء
تشق أضرحة الحزن
لتسقط قنديلاً كان
حلمه المكسور
أن يلامس وجه شعلةٍ
قد تلاشت في زمن الطأطأةِ
وكتاريخنا المهزوز اندثرت

عباءةٌ مثقوبةُ الضمير
لا تحمي غابات العراة
من قضبان الذل
ولا تشعل ناراً عظيمة
في وجهِ وحشٍ جليدي
مخالب بردهِ المسعور
في أجسادنا انغرزت
عباءةٌ منخورةُ الشعور
تقيم على شرف دمائنا وليمة
وبابلُ جائعةُ الروحِ
ونحنُ نسترق النظر
فمن يطفأُ شهوة البؤس
وضراوة النزفِ بداخلها
من يتمرد على سلالة الحجر
ويترجل عن ظهرٍ امتطاه
منذ طفولة الأوجاع
حتى شيخوخةِ آخرها
أيا قوم الدجل والعهر
يا شعب الأرض الصفراء التي
تنضح بالماء الأسود
يا سادة البيانات المخصية
بابلُ حضنتها المنية
حراب الرعشةِ حاصرتها
وآلام الآلام
هشمت زجاج أنفاسها
من بعدما على نهديها
في آخر فجرٍ مصلوبٍ
قد عبرت

بابلُ يا طفلة الصفصاف
التي لم تبلغ بعد سن الرشد
قدموكِ للموتِ قسراً
والثمن كان بعضُ حراب
أجبروكِ أن تنزعي أوشامكِ
وتبقي بلا أحد
فأنجبتِ بعد أولِ خلوةٍ
جنين هزيمةٍ
ومهرجان خراب

بابلُ نواح أصابعكِ
يجرح ستار الصوت
وعويل حفر الشظايا
في مرايا وجهكِ
يرجعنا لنظمأ فنشرب
من جرار الصمت
ونعتق الجرح المعصور
لربما ينتفض في عروقنا
بابلُ لا تنتظري أحداً
فأصحاب الأدمغة الخشبية
يعوون بعيداً عن النار
كقطيع ذئاب
وأنتِ يا شمعتي
جنازةٌ بعد جنازة
وحشرجةٌ تذبح الدعوات
في صومعةِ حلوقنا
وملوك الضاد ماضون
بابٌ يوصدُ بعد باب …