تحيه مسائيه جميله …

ما أن رأيت الأعلان بالتلفاز عن وقت البرنامج حتى أوصيت ُ الجميع بالبيت بتذكيري لأتابعه ُ !! ففي مثل وقت البرنامج

كثيراً ما أكون يومياً غارقه بين صفحات الشبكه العنكبوتيه التي تغرقني بها فتنسيني التلفاز وما يحويهِ ..

ومنذ صباح البارحه وأنا أنتظر أن تصبح الساعه 10,30 بتوقيت دبي لأرى هذا البرنامج الذي سيناقش ما أصبح شئ مهم

ومرتبط ليس بحياتي فقط بل بحياة الكثيرين …

البرنامج هو “حدث ولا حرج ” الذي يعرض كل يوم أثنين ..وقد كانت الحلقه هذه ِ المره تناقش الشبكه الألكترونيه وما تحتويه من مواقع دردشه

ومنتديات ..بصراحه لم أكن أعرف الميكانيكيه التي يدور بها البرنامج بها لأني ولا مره كنت ُ من متابعيهِ ولكن كما

قلت ُ عنوان النقاش هو ما دفعني للتسمر أمام التلفاز ..

بدأ البرنامج ..وبدأت المذيعه “لينا صوان ” بمقدمه عن هذه ِ الشبكه طارحةً سؤال ” هل ستكون الدردشه الألكترونيه

بديلاً عن الدردشه أمام فنجان شاي؟؟ ” … سؤال جميل وقلت ُ لنفسي بدايه تبشُر بالخير .

للحلقه ضيوف كعادة برامجنا العربيه لتعطي مصداقيه للفكره التي يريدون زرعها بنا ..الضيوف لا أذكر أسمائهم

كامله سوى د.ريما ..هي دكتورة علم أجتماع ..وأستاذ مروان ..المنسق العام لمجلة E.FOR ALL

ولكي يأخذالنقاش شكلاً أكثر حده لما يريدون أيصاله بدأ بقصه ساذجه جــــــــــدا سأقولها لمن لم َ يرى هذهِ

الحلقه ..وهي فتاة في سنواتها 19 تروي أنها تعرفت على شخص لمدة ستة أشهر وتطورت علاقتهما الى أن قابلته ُ

لتكتشف أن عمره ُ 70 سنه !! ..طبعاً كم هم ساذجون فيا ليتهم طلبوا من مبدعين المنتديات لنسجوا لهم قصه أكثر

مصداقيه ..لأني سأبين لاحقاً كم هي هذه ِ القصه واهنه …

بدأت الحلقه وأنتهت لتنقل صوره أن النت عالم سئ ..أغلبه ُ كذب وخداع ..وأن 195 مليون شخص أغلبهم يهربون

للنت من الوحده التي يعانونها ..وأن أغلب الكلام هو كلام فارغ لأشباع فراغات عاطفيه وهروباً من مشاكل شخصيه ..

رحماكم بعقولنا العربيه !! .. فهي لم تتصدأ لهذهِ الدرجه لأقناعنا ببرنامجكم ..الذي لم يستمر أكثر من ساعه والذي

عرض بصوره بسيــــــــطه عن محاسن هذا العالم والبــــــــقيه كأنه كغول يُخشى منه … فما أن حاول الأستاذ مروان

محاولة الدفاع حتى وجهته ُ المذيعه والدكتوره بشكل يظهر أنه ُ مخطئ ..

التجاهل الذي أستعملوه ُ في هذا البرنامج لمـــحاسن هذهِ الشبكه كان لا يطاق ..ألا يعلمون أننا ,نقرأ ,

نحاور ,نتعلم , ننفتح , نحاول البحث عن ذاتنا بين ذوات أخرى مجهوله عنّا ..أن كثيرين بعد دخولهم هذه ِ المواقع

تغير فيهم الكثير ..وأن كل شخص لا بد أنه ُ أستفاد ولو القليل من هذهِ الشبكه !! ..ولكل منا تجربه او تجارب أضافت

لشخصيتهِ شئ سيعينه ُ في أرض الواقع ..

وبمهارة مخاتله حاولوا الضرب على الوتر الحساس ..بأن تطرقوا ولأكثر من مره الى أكثر المسائل حساسيه وهي

الزواج عن طريق النت ..وهذه ِ الظاهره التي ما زالت غير مرغوبه بمجتمعنا العربي لأسباب معروفه للجميع …محاولين

أظهار بأن كل شاب يتحدث مع فتاه أو العكس هو يبحث عن علاقة عاطفيه أو شئ مماثل ..

بربهم ..أكل حديث هو كذلك؟ فكم من أستاذ يحدث طالبته ُ ..وكم من معلمه تحاول أن تشرح لطالب .. وكم من حوار

خرج صاحبه ُ أو صاحبته ُ بكم معلومات لا يجدها الأ بدردشه أو منتدى ؟؟

ما رأيكم الرجوع للقصه التي أبتدأ بها البرنامج ؟؟

كما قلت فتاة عمرها 19 ..تبدأ بشرح قصتها بمراره تعودناها من كل فتاة مخذوله أو شاب مخذول بعد قصة حب

فاشله ..تقول تعرفت ُ عليه ِ وقليلاً قليلاً بدأت العاطفه وأحببتــــــهُ ..طلبت مقابلته ُ فكان يتهرب الى أن أتى اليوم

الذي وافق فذهبت مع أخي وفُوجئت أن عمره ُ 70 عاماً …
أكررها مره ثانيه ..يا مسؤلين الأعلام ..رحماكم بعقولنا ..كيف يريدون منّا تصديق مثل هذه ِ القصه ؟؟..

رجل عمرهُ سبعين ..ويجلس أمام شاشة الكمبيوتر أربع ساعات متواصله ” كما تقول الفتاة ” وغيرها بفترات

متقطعه ..فقط ليكلم فتاة ..

كيف ذلك ..بصراحهُ أحسده ..فرجالنا ما أن يتخطوا الستين حتى يفقدوا معظم صحتهم !! ولا يقدرون الحركه فكيف

الجلوس كل هذا الوقت أمام شاشة كمبيوتر ..وهذا الشئ نحن الشباب يرهقنا ؟؟!! وأيضاً أن يستطيع أن يتقرب لشابه

تصغرهُ بـــــ خمسين عاماً .كيف أستطاع الوصول لعقلها والتحكم بمشاعرها ؟؟…وحتى لو كانت القصه حقيقه أتصلح

لكي تكون شهاده أعلاميه تُبث على ملايين من جهله ومثقفين ؟؟….

أما القصة ألأخرى بأن شاب تعرف على أمرأه أميركيه فبدأت هي وطلابها تسأله عن الأسلام وأسئله جاهله

جداً ..مثل “هل يقبل الأسلام بأن تلعبوا الفولي بول والفوت بول ” على أساس أن الغرب لا يعرف عن الأسلام شيئاً ..

ومازاد الطين بله هو سؤال المذيعه لصاحب التجربه ..ألم يخطر ببالك أن تكون المرأه جاسوسه ؟! …سؤال طرحته ُ

بدون مبالاة بل حتى حاولت ترسيخه ُ بطرقة الطرح ..

للأسف ما زال أعلامنا يفقد الكثير .. ويحاول بسلبياتهِ وبعده ُ عن الشفافيه بنقاشهِ المواضيع يحاول أفقادنا الكثير ..

قضايانا الأجتماعيه لها ساعه ..أما الفن والفنانين فلهم ساعات ..ونبقى نحن ُ نندب حظنا وسوء أعلامنا الذي يحاول

تهشيم قضايانا من خلال رؤيتها بمنظار عدسته ُ مشروخه ..وطرحها من وجهة نظر واحده ..

..بعد أنتهاء البرنامج أحسست بالغضب من سوء الطرح والنقاش فأمسكت الكيبورد لأكتب دون أن أراجع

أو حتى أن أنسق موضوع يستحق للنشر ..أردت أن أفرغ غضبي ولم أستطع نشر الموضوع الا الان “بعد يوم كامل ” ..فعــــــــذراً …

دمتم بخير ..