الرئيسية › منتديات › مجلس أخبار ومقالات › هل يهدمونه؟
- This topic has رديّن, 3 مشاركون, and was last updated قبل 19 سنة، 11 شهر by
كورفت ابو ملا.
-
الكاتبالمشاركات
-
23 أغسطس، 2004 الساعة 8:57 ص #26950
سامي 2
مشاركبقلم: مجدي شندي
صحيفة البيان الإماراتية 4/8/2004
يقف المسجد الأقصى وحيداً عرياناً معزولاً.. لو كانت له عينان لبكى دماً إذ أن أشباح الهدم تتهدده. والنصير يخذله، والمرابطون فيه مشغولون بالتقاتل من أجل السلطة، والعالم لا يعيره عشر معشار الاهتمام الذي أولاه لتماثيل بوذا.
التهديد هذه المرة جاد وليس لمجرد تهيئة العالم العربي والإسلامي حتى يتقبل الفكرة. «هناك خطر» – يقول تساحي هنغبي وزير الأمن الداخلي الاسرائيلي – ويضيف «لدينا اثباتات تؤكد مخاوفنا.. هناك نيات حقيقية تنتقل إلى الصعيد التنفيذي وليس أفكاراً فقط». هنغبي هذا ليس مسئولاً فلسطينياً ولا حمامة سلام، بل إنه متطرف صهيوني اعتبر السماح بدخول اليهود لساحات المسجد الأقصى العام الماضي واحدة من أهم انجازاته كوزير.
قد يكون من قبيل اضاعة الوقت التذكير بفضائل الأقصى. جميعنا يعرف أنه ثاني مسجد بني في الأرض بعد المسجد الحرام «وبينهما أربعون عاماً» كما يقول الحديث النبوي الشريف. ولا يعرف على وجه الدقة من بناه أول مرة، لكن الذي رفع قواعده هو النبي سليمان عليه السلام، كما رفع أبو الانبياء إبراهيم قواعد المسجد الحرام.
ثم أعاد بناء الأقصى عمر بن الخطاب رضي الله عنه لدى فتح القدس، وأنفق الأمويون مبالغ طائلة، لدرجة أنهم خصصوا خراج مصر بأكمله لمدة سبع سنوات لاتمام بناء قبة الصخرة بالشكل التي هي عليه الآن، ولم يكن ذلك نوعاً من البذخ المغالى فيه بقدر ما كان دليلاً على توقير الحرم القدسي، والمعرفة بفضل تلك البقعة المباركة، وجلب الوليد بن عبدالملك لنفسه تهمة مؤرخين متشيعين بأنه فعل ذلك لتحويل الحجيج من مكة المكرمة إلى الصخرة!
ويبدو أن جهات ما في “إسرائيل” تعتبر أن هناك لحظة تاريخية ينبغي اهتبالها – حسب ما يقول غير (شون سالمون) زعيم جماعة أمناء الهيكل المتطرفة. فالمد اليميني الصهيوني بلغ أوجه. اتضح ذلك في حشده لسلسلة بشرية ضمت نحو مئتي ألف يهودي متطرف، واتضح في تجمع حاشد عقد بمدينة القدس المحتلة يوم 29 يونيو الماضي، وفيه ألقى الحاخام المتطرف (افيغدور نبنزال) خطاباً أهدر فيه دم شارون قائلاً إنه «دن رويف» وتعني أنه يجب أن يلاحق ويطارد ويقتل.
وهي العبارة نفسها التي لفظت يوما ما ضد رابين، وقادت أحد المتطرفين الصهاينة إلى قتله محتمياً بفتوى حاخامية. فشارون بانسحابه المخادع من غزة وتفكيك مستوطناتها إنما يتنازل (في رأي اليمين) عن أرض “إسرائيل”.
على الطرف الآخر من المعادلة هناك فلسطينيون يتقاتلون، كسروا حرمة الدم الفلسطيني التي كانت قائمة حينما كان الصراع محصوراً بين فتح من جهة والقوى الوطنية والإسلامية من جهة أخرى.
أما وقد انتقل سرطان الخلاف إلى داخل تنظيمات فتح نفسها، لم تعد هناك حرمة لشيء.. اختطاف ومحاولات اغتيال واحراق مقار واستعراض قوة بالسلاح واتهامات تتطاير هنا وهناك لدرجة استفزت الرئيس عرفات أحد طرفي الخلاف، فصرخ في وجوه الصحفيين المتجمعين في مقره داعياً اياهم إلى الالتفات للخطر الذي يحيق بالقدس والذي شغلهم عنه الصراع الشخصي الذي تدور رحاه.
وليس وضع الخارج العربي والإسلامي بأفضل من الداخل الفلسطيني، فالجميع مشغولون بالتكيف مع وقائع جديدة وظرف دولي عاصف.. تراجعت الاهتمامات بالقضايا العامة لصالح الانشغال بترتيبات محلية قطرية تجعل السلطات العربية بمنأى عن النقد الأميركي على وجه الخصوص.
أما المجتمع الدولي فلم يعد بامكان أحد المراهنة عليه، بل إن القوى النافذة في المجتمع الأميركي قد تستحل لنفسها تشجيع السلطات الصهيونية على هدم الأقصى، خاصة وأن أجواء كراهية تخيم على المجتمع الأميركي اتضحت يوماً من مطالبة واحد من الكتاب بقصف الحرم الشريف في مكة المكرمة والمسجد النبوي بالمدينة المنورة كنوع من الرد على هجمات 11 سبتمبر، ومن ثم فليس مستبعداً أن يعتبر هدم الأقصى (أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين) نوعاً من الانتقام المبرر من وجهة نظر اليمين الأميركي، وطريقة فعالة للكيد للمسلمين واذلالهم رداً على هتك نفر منهم لحرمة الأمن الأميركي.
هذا على مستوى النخب اليمينية صاحبة اليد الطولى في الإدارة الأميركية أما على مستوى دائرة القرار نفسها فإن هناك حالة من الشلل بسبب وضع جورج بوش الحرج من الانتخابات القريبة، وليست هناك قضية يزايد فيها الحزبان الديمقراطي والجمهوري على بعضهما غير دعم “إسرائيل”.
في ضوء المعطيات السابقة تكون الإجابة على تساؤل هل يمكن لإسرائيل أن تنفذ جريمتها وتقلب الطاولة على رؤوس أصدقائها وأعدائها معاً؟ هي بنعم، إذ أنه ما الذي يمنعها من أن تفعل؟
فإذا كان التحذير الذي أطلقه وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي قبل أكثر من عشرة أيام لم يثر أي ردود فعل ذات بال. اللهم إلا بينا هزيلاً من منظمة المؤتمر الإسلامي كتبه أحد الموظفين باعتباره عملاً روتينياً وبيانات صدرت من المقدسيين المرابطين وهم عزل ولا يملكون غير أجسادهم يذودون بها عن الحرم القدسي الشريف.. ما الذي يمنع “إسرائيل” إذن من هدم الأقصى، وماذا يمكن أن يردعها؟
للأسف لا شيء!
أحد مواقع الدردشة الجادة ناقش هذه القضية، ويمكن اعتبار آراء من شاركوا عينة ممثلة للرأي العام العربي الذي سقطت الرهانات القريبة عليه.
كان هناك اجماع من المشاركين على أن شيئاً ذا بال لن يحدث. مجرد مظاهرات تنطلق من الأزهر.. تلتهب فيها الحناجر بالهتاف ضد أعداء الله الذين هدموا الأقصى، وتحرق أعلام إسرائيلية وأميركية لمدة أسبوع (في الحد الأقصى) بعدد من العواصم العربية، ثم تتحرك المجموعة العربية في الأمم المتحدة لاستصدار قرار يدين “إسرائيل”، وكالعادة تستخدم واشنطن ضده حق الفيتو فيتم الاكتفاء ببيان من رئيس مجلس الأمن.
هل يجرؤ الإسرائيليون؟ نعم.. وماذا يمنعهم خاصة وأنه ليس هناك نظام عربي على استعداد لخوض حرب يعرف أنها خاسرة.
التهديد جاد وصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية كشفت (نقلاً عن جهات الأمن الإسرائيلي) وجود مخططات لمتطرفين بتفجير المسجد الأقصى باستخدام طائرة بدون طيار يتم ملؤها بالمتفجرات أو عن طريق طائرة ملغومة يقودها أحد الانتحاريين من المتطرفين اليهود.
كما أن الاحتياطات الأمنية الإسرائيلية لن تحول دون ذلك – هذا إذا كانت تحاول فعلاً الحيلولة دون هدم المسجد – وعلى حد ما يقوله أحد زعماء كاخ (نعدم فيدرمان) فإن من يريد شن الهجوم على الأقصى لن يتبع الطريق الرسمي ويدخل من بوابة المغاربة مبرزاً بطاقة هويته، إنه يستطيع استخدام حيل كثيرة منها التخفي كعربي يريد الصلاة في المسجد.
أليس من العار أن الشرطة الإسرائيلية هي التي تحرس المسجد من مجموعة مجانين؟ أم أن هؤلاء المتطرفين اليهود يفعلون ما يعتقدون ونحن المجانين بحق لأننا ننتظر حتى نصحو يوماً على خبر هدم المسجد الأقصى؟
ربما نبكي كثيراً يومها.. لكن الأوان سيكون قد فات.. ودموعنا يومها لن تكون صك براءة من الذنب الذي نرتكبه بصمتنا.
23 أغسطس، 2004 الساعة 1:41 م #474949عزمى
مشاركالسلام عليكم
انا عندي يقين انهم لن ولن يستطيعو هدم المسجد الاقصى23 أغسطس، 2004 الساعة 7:49 م #475025كورفت ابو ملا
مشاركتوقعها لان الكل ساكت عليهم
-
الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.