لكن ماذا تقدم الاسرة لنا هنا في البلد…..؟؟؟؟

فقليلون فقط من هم مقربين من الحكومة…..

هذا من ناحية ومن ناحية أخرة يجب ألا تغفلي من نقطة مهمة وهي درجة البعض منهم في الأسرة…..

أعتقد بأنك تفهمين ما أعني…..

كيف يكون تصنيف الأسرة المالكة ، هل هي من صنف البشر ، أو من صنف الملائكة ؟

إن كانت هي من صنف الملائكة ، إذا ليس من البشر يقوى على نقدها ، باعتبار أن الملائكة من الكائنات غير المحسوسة ، ولا ترى بالعين ، ولا توجد هناك علاقة مباشرة بين البشرية وبين الملائكة ، الأمر الذي يؤدي إلى انعدام النقد .

أما إن كانت من صنف البشر ، فالبشرية من سمتها تصيب وتخطئ . ولكونها من البشرية ، إذا فهي لا تغدو العيش بمفردها ، أو بمعزل عن المجتمع ، إذ من سمة البشرية اجتماعية بالطبع ، ولكونها اجتماعية بالطبع إذا لابد من هناك علاقات بين أفراد المجتمع ، وهناك من تبادل بين المصالح ، وهناك من تضارب بين الأخذ والعطاء ، وهناك من تعاكس الاتجاهات بين الشد والجذب ، وبين الحسن والذم ، وبالتالي سيولد النقد من الحدث الذي يتصف هنا بسيد الموقف .

فالحدث يولد النقد ، ويرجع النقد لاعتبارات شخصية أكثر من موضوعية ، ولكون العلاقة تولد مصلحة ، والمصلحة نوعان : العامة والخاصة ، والإنسان بطبعه يميل إلى حب التملك ، إذا الترجيح عنده يكون منصبا على المصلحة الشخصية المؤدية إلى التملك ، فيميل إلي حب التملك بل يحن عليه أكثر من حنينه للمصلحة العامة .

فما كان الحدث مع هذه الأسرة حدث حسن يحكم الناقد على هذا الأساس بالحسن ، وإن الحدث مع هذه الأسرة ما يذم ، فيحكم الناقد على هذا الأساس بما يذم .

وكل ذلك يقاس النقد من خلال الاعتبارات الشخصية التي تلعب العاطفة والحالة النفسية دور في رفعها أو خفضها .

فأتصور من ينتقد من هذا الأساس ينطلق . علما بأن للنقد اتجاهان : اتجاه ينقد المحاسن في المنقود عليه . واتجاه ينقد المساوئ في المنقود عليه .

خلاصة القول :

الأسرة المالكة هي من البشر ، والبشر تصيب متخطئ ، إذا يحق النقد عليها بما يسفر عنه الحدث .

ربما يوجد هناك مثل هذا التنظيم ، إلا أنه عن نفسي في الحقيقة ليس لديّ علم في مثل هذه المسألة ، وخاصة أن هناك أمور يأمر بها مولنا السلطان يحفظه الله ويرعاه ، أو تصدر عنه تعليمات أو مراسيم لا تنشر .

أما من حيث التمييز ، فلا يجزم القول بانعدامه ، بل من خلال الواقع الملموس يُستشف وجوده في بعض الأمور بطبيعة الحال وليس كل الأمور ، مثل في المناسبات الرسمية وكيفية ظهورهم باللباس الخاص بهم .

أما الأمور الأخرى التي هي أكثرها أمور عادية فلا أتصور هناك تمييز بينهم وبين أفراد الشعب العاديين ، ويجدر بي القول هنا بأن التمييز يأتي من خلال قواعد المجاملة التي تطبقها العامة وهي احترام من له مركز اجتماعي أو منصب في الدولة ليس إلا .

وعلى فرض القول مثلا بوجود قانون يميز الأسرة المالكة عن بقية أفراد الشعب ، فوفق المبادئ القانونية ، يعتبر هذا القانون مخالف للنظام الأساسي للدولة الذي صدر بالمرسوم السلطاني رقم 101/96 ، وذلك أن هذا النظام أورد نص صريح يقضي على أن ( المواطنون جميعهم سواسية أمام القانون ، وهم متساوون في الحقـوق والواجبـات العـامـة، ولاتميـيز بينهم في ذلك بسبب الجنس أو الأصـل أو اللون أو اللغـة أو الـدين أو المذهب أو الموطن أو المركز الاجتماعي . ) مادة / 17 من النظام الأساسي للدولة .

بحيث يعتبر النظام الأساسي للدولة أعلى تشريع في البلاد ، فلا يجوز للقوانين العادية التي تأتي بالمرتبة التالية بعد هذا النظام أن تخالف أحكام هذا النظام ، وإلا اعتبرت غير دستورية ، وبالتالي لا يجدر بها التطبيق .