تختبأ العُثة وتنهش بكل شيء دون أن نراها أو نتوقع وجودها ، إنها كحبيبتنا الواو لا تعبث فقط في الوظائف و تغيير الوضع و بناء القصور و اقتناء السيارات الفخمة والحصول على الترقيات والعلاوات والسفرات المجانية بحجة الدورات الوهمية ، ولا تحشر انفها فقط في إيجاد الفرص للمغفلين بدلا من المثقفين والمجتهدين ، بل إنها تمادت وتفاخرت دون حياء أو خجل لتقحم نفسها في دائرة الكلمة ، فقد حاكت غوغائية سلطتها على الثقافة التي باتت ضحية من ضحايا حرف الواو !!
صدقوني قد فعلتها تلك الفاجرة ، فأنت إذا أردت أن تصبح كاتبا وكنت تملك كل مواصفات الكاتب يجب قبل ذلك أن تحصل على سلطة الواو لتدعمك!! وان أنت أردت أن تصبح كاتبا بين ليلة وضحاها فتعد مثقفا أديبا حتى وان لم تكن تملك مقومات الكاتب وان لم تكن تجيد من الكتابة سوى حروف اسمك ولكنك في المقابل تمتلك هبة الواو فتأكد انك بلا شك ستصبح كاتبا وأستاذا ….

اكتشفت أعزائي إن الكاتب أو الكاتبة باحتواء قصته أو قصيدته على ايحائات جنسية وافتضاحا شهوانيا حيوانيا ، يصبح قاصا وأديبا يملك صفة الحداثة ، وهكذا دون سابق إنذار نراه من المطلوبين والمطلوبين بشدة لأنه يعبر عن نفوس المشرفين على تدمير ،، اقصد تطوير الموهوبين المثقفين ؟!

هل تعلموا أننا نهدر وقتنا ونقودنا لقراءة جريدة تحتوي على ملحق ثقافي اغلب كتابه إن كانوا رجالا فكتابتهم دعاية مجانية لشهرتهم ومحاولة فاشلة لملئ مساحات الملحق بتفاهتهم ، وان كانوا نساء ، فهم كاتبات بمحض الصدفة الذي يخلقها الآمرين بالنشر تعشما بأن يحصلوا على توددا و تواصلا قد يبهج نفوسهم وينعش فلسفتهم الأدبية التي لا تشبعها زوجاتهن ظنوا أنها حق للإبداع الذي لا يتأتى إلا بتعددية الخليلات !! وان اختفت نفس الكاتبة التي امتدحوها ودعموها فهذا إما لأنها لم تفهم اللعبة أو لأنها تقيأـت قبح اللعبة .

العناوين والمقدمات تبعث في النفس السعادة حينما نسمع عن وجود هيئة تدعم الأنشطة الثقافية وتشجع الكتاب الموهوبين ، ولكن حينما نقترب من ارض الواقع نصدم بحقيقة باهتة ، فبعد اعتقادنا أن هؤلاء الموهوبين سيتم فرزهم بأيدي عباقرة أدبنا الوليد نكتشف أن عباقرتنا لا يقرئون سوى الأسماء التي وصوا بها وغيرهم من عباقرة يبحثون عن الأسماء التي وصتهم رغبتهم بها فيتم اختيار الموهوبين دون الألتفات إلا لأسمائهم !!!

حين تسمع عن الملتقى الثقافي العاشر ككاتب كشاعر كأديب يقفز قلبك فرحا وتظن انه لقاء النقاش لقاء الفكر لقاء الإبداع لقاء لا تشوبه الواو ولا الرغبة ولا الحماقة ولا التخلف لقاء للمميزين للمفكرين ، تنظمه فئات راقية لبقة متفتحة حرة كالبلاط البراق وتعيش في أوهامك وتقول العاشر إذا تعدى مراحل الأخطاء ، وحينما تفتح أول باب ، تجد في وجهك قانون الغاب حتى في ملتقى الأدباء !!

ولا نتخلص أبدا من الروتين ، من الجمود من القيود حتى في إبداعنا نبقى تحت تنظيم من لا علاقة لهم بالكلمة وبرقي الثقافة ، نتقيد بالملقنين أعداء التحرر الحاقدين الحاسدين عبدة الواو ، ومن يرئسوهم ويعطونهم الصلاحيات والأوامر .

قالوا لنا أن نصوصنا دون المستوى ، وبين قوسين كيف لا نملك عُثة تساندنا!! وهكذا نحن نهجر ونهاجر صروح الفكر في حينا ، ونرحل مع الطيور ونجد مكان لنا في غير أرضنا ، فنلمع في دارهم ونعطي الغرباء إبداعنا ، فلا نحن مبتدئين ولا يقتفي الأستحسان بيتنا ..

ترقبنا حروف الموهوبين وشخوصهم في كل حين ، وظننا أننا لا نملك ما يملكون من نضج الفكر ومن شبق اللغة ، ورضينا بأصابع اتهامنا لنا ، ولكن عبثا فلم يقتنع بهم حتى غيرنا ، فمن أعطاهم حق رحيلنا !!

إن جاءك العليل مستجيرا ولم تجره ، فلا تتأمل إجارته وهو جائر .