مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #26225
    عزمى
    مشارك

    السلام عليكم

    وافته المنية وهو يشتري حزام الإحرام:

    هذا صديق العائلة كان عمره إحدى وعشرين سنة, خرج من بيته سليمًا في كامل الصحة والشباب ليشتري حزام الإحرام … ويتوجه في اليوم التالي لأداء مناسك العمرة…. وهو في الطريق صدمته سيارة وانتقل على إثرها إلى المستشفى وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة … رحمه الله .. وأحمد الله أنه توفي على هذه النية الكريمة.
    قصص ومشكلات:
    تقول إحدى الفتيات: أتهاون في صلاتي وأخشى أن أموت.
    وتقول أخرى: صديقتي شجعتني وأنا الآن نادمة!!
    وهذه امرأة تسأل: مات ابني في عز الشباب [17 سنة] ولم يصل، فماذا أفعل؟
    عزيزتي الفتاة المسلمة:
    ما الذي يدعو الفتيات إلى استعراض ما لديهن ولفت الأنظار إليهن أحيانًا؟
    ولماذا تسعى الكثير من الفتيات إلى اقتناء المجلات غير المحافظة؟
    ولماذا تتابع الفتاة الأفلام والمسلسلات الغرامية فضلاً عن الإباحية؟
    ولماذا تقوم بعض الفتيات بالمراسلات والمهاتفات والمعاكسات؟
    ولماذا تتهاون كثير من الفتيات في أداء فريضة الصلاة وكذلك الالتزام بالحجاب الشرعي؟
    وغيرها الكثير والكثير من الأسئلة المتعلقة بنفسية الفتاة المراهقة وأفعالها.
    تحليل ودراسة نفسية:
    للإجابة على هذه الأسئلة لا بد أن نرجع إلى علماء النفس الذين يؤكدون أن المراهق يعيش تحولاً عضويًا وجسديًا لا يعي الكبار عنه إلا القليل، ومن ثم فإنهم لا يحسنون التعامل مع المراهق والمراهقة.
    ـ إن المراهق يمر بمجموعة من التغيرات التي تحدث في نموه الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي، فالمراهقة تعتبر مرحلة انتقال من الطفولة إلى الرشد.
    ـ وتؤكد الدراسات الحديثة أن المراهقة ليست بالضرورة مرحلة عواصف وضغوط بينما هي مرحلة نمو سريع فقط.
    فترة المراهقة ليست فترة أزمات بالضرورة:
    وسوف نلاحظ أن المجتمعات الإسلامية في عهودها الأولى قد تسامى فيها الشباب نحو أعمال البطولة والجهاد أو الدعوة أو العبادة، والعلم وأعالي الأمور، مما يؤكد أن فترة المراهقة ليست فترة أزمات بالضرورة وإنما قد تحولت إلى طاقات بناءة بسبب التربية العقدية والسلوكية تحت مظلة الدين الجديد’.
    ـ إن علم النفس الحديث ينكر تمامًا أن مرحلة المراهقة مرحلة مصحوبة بمظاهر سلوكية تدل على الانحراف أو سوء التوافق ـ خلافًا للمعنى الشائع عند بعض الباحثين ـ بل يرى أصحاب علم النفس الحديث أن هذه الظاهرة ما هي إلا حالات عارضة تصاحب النمو السريع للمراهق.

    وكل عجز عن التكيف أو اضطراب في السلوك أو تمرد هدام فإن أساسه ما يصادفه الفتى أو الفتاة من ظروف تسبب له هذا التوتر وعدم التكيف.
    وذلك نتيجة لعوامل إحباطية قد يتعرض لها الفتى أو الفتاة في الأسرة أو المدرسة أو المجتمع، وهذه العوائق وعوامل الكبت والإحباط هي التي تدعو المراهق عادة إلى العناد والسلبية وعدم الاستقرار والانحراف السلوكي في بعض الأحيان.
    معادلة ولكنها ليست صعبة:
    والآن نتساءل:
    كيف توازن الفتاة بين هذه المرحلة العمرية وما يصاحبها من تطورات وتغيرات سريعة، وبين سعيها للاستقامة والبعد عن الحياة العابثة اللاهية؟
    ـ الجواب الشافي لهذا السؤال يتجسد في هذه النصوص:

    1ـ ‘قل آمنت بالله ثم استقم’
    2ـ {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ} [هود:112].
    3ـ {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ[13]أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأحقاف:13ـ14].
    عزيزتي الفتاة .. تعالى معي نغوص في أعماق هذه النصوص لنصل إلى الجواب الشافي لهذا السؤال.
    1ـ عن أبي عمرو ـ وقيل أبي عمرة ـ سفيان بن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ قال: قلت: يا رسول الله قلُ لي في الإسلام قولاً لا اسأل عنه أحدًا غيرك.

    قال: ‘قل آمنت بالله ثم استقم’ [رواه مسلم].

    استقم: أي على عمل الطاعات والانتهاء عن المخالفات.

    قال العلماء: معنى الاستقامة لزوم طاعة الله تعالى.

    قالوا: وهي من جوامع الكلم وهي نظام الأمور.

    2ـ {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ} [هود:112].

    فالاستقامة: الاعتدال, والمعنى: على النهج دون انحراف، وهو في حاجة إلى اليقظة الدائمة والتدبر الدائم، والتحري الدائم لحدود الطريق، وضبط الانفعالات البشرية التي تميل الاتجاه قليلاً أو كثيرًا، ومن ثم فهي شغل دائم في كل حركة، من حركات الحياة’. [في ظلال القرآن ـ سيد قطب]

    3ـ {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ[13]أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأحقاف:13ـ14].

    ربنا الله: ليست كلمة تقال، بل إنها ليست مجرد عقيدة في الضمير إنما هي منهج كامل للحياة يشمل كل نشاط فيها وكل اتجاه وكل حركة وكل خالجة، ويقيم ميزانًا للتفكير والشعور.

    ‘ربنا الله’ فله العبادة وإليه الاتجاه، ومنه الخشية وعليه الاعتماد.

    ‘ربنا الله’ فكل نشاط وكل تفكير وكل تقدير متجه إليه، منظور فيه إلى رضاه.

    ‘ربنا الله’ منهج كامل على هذا النحو، لا كلمة تلفظها الشفاه ولا عقيدة سلبية بعيدة عن واقعيات الحياة.

    ‘ثم استقاموا’: وهذه أخرى … فالاستقامة والاطراد والثبات على هذا المنهج درجة بعد اتخاذ المنهج … استقامة النفس وطمأنينة القلب … استقامة المشاعر والخوالج، فلا تتأرجح ولا تضطرب ولا تشك ولا ترتاب بفعل الجواذب والدوافع والمؤثرات ـ وهي عنيفة ومتنوعة وكثيرة ـ واستقامة العمل والسلوك على المنهج المختار.

    وفي الطريق مزالق وأشواك ومعوقات، وفيه هواتف بالانحراف من هنا ومن هناك! وهؤلاء:

    ‘فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ’ الاستقامة ضمان لعدم الخوف وعدم الحزن.

    ‘أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ’.

    كلمة ‘يعملون’ تشير إلى أن هناك عملاً كان الخلود في الجنة جزاءه.

    عملاً منبعثًا من ذلك المنهج ‘ربنا الله’، ومن الاستقامة عليه والثبات.

    ـ ومن ثم ندرك أن الكلمات الاعتقادية في هذا الدين ليست مجرد ألفاظ تقال باللسان، فشهادة أن لا إله إلا الله ليست عبارة ولكنها منهج.

    ومن ثم ندرك القيمة الحقيقية لمثل هذه الشهادة التي ينطق بها اليوم ملايين ولكنها لا تتعدى شفاههم ولا يترتب عليها أثر في حياتهم.

    عزيزتي الفتاة المسلمة:

    كيف تقولين: آمنت بالله ثم تتهاونين في الصلاة؟ [أي لا تستقيمين].

    كيف تقولين: آمنت بالله ثم تؤجلين الحجاب؟ [أي لا تستقيمين].

    كيف تقولين: آمنت بالله ثم تضيعين وقتك مع المجلات الهابطة والمسلسلات والأفلام الخليعة؟ [أي لا تستقيمين].

    كيف تقولين: آمنت بالله ثم تستمتعين بالمعاكسات والمراسلات الغرامية؟ [أي لا تستقيمين].

    كيف تقولين: آمنت بالله ثم تعقين والديك وتسيئين الأدب معهم؟ [أي لا تستقيمين].

    كيف تقولين: آمنت بالله ثم تجرين وراء الموضة وأحدث الصيحات وأدوات المكياج؟ [أي لا تستقيمين]

    عزيزتي الفتاة … الحياة قصيرة مهما طال بها الوقت:

    وإن امرؤ دنياه أكبر همه لمستمسك منها بحبل غرور

    وإذا جلست مع نفسك فستجدي شيئًا ما يحيك في صدرك إنه إحساس المعصية وعدم الاستقامة على طريق الله.

    فمن أراد حفظ قوة الإيمان فذلك بثلاث أمور:

    الأول: امتثال أوامر الله [الغذاء].

    الثاني: اجتناب النواهي [الحمية].

    الثالث: التوبة النصوح [استفراغ المواد الفاسدة والأخلاط].

    واعلمي عزيزتي الفتاة أن الشيطان يستعين بأمرين:

    أحدهما: الغفلة ـ فإن غفل قلبك عن الله تعالى والدار الآخرة دخل لك الشيطان من كل مدخل.

    والثاني: الشهوة ـ إذا زينت في قلبك وحسنت في عينك فقد فاز بك الشيطان وإنما أخرج آدم وحواء من الجنة بهذين المدخلين الغفلة والشهوة.

    المعصية تنسى العبد نفسه:

    قال تعالى: {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [الحشر:19]، فعاقب سبحانه من نسيه عقوبتين:

    إحداهما: أنه سبحانه نسيه: أي أهمله وتركه وتخلى عنه وأضاعه فيكون بذلك الهلاك أدنى إليه من اليد للفم.

    والثانية: أنه أنساه نفسه ـ فهو إنساؤه لأسباب سعادتها وفلاحها وصلاحها.

    والمعاصي تزيل النعم:

    فإن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته، وزوال النعمة تكون في معصيته.

    والمعصية تباعد بين العبد والملك: [أي الملك الموكل به].

    قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ[30]نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ} [فصلت:30ـ31].

    وقال تعالى: {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا} [الأنفال:12].

    فيقول له الملك عند الموت: ‘لا تخف ولا تحزن وأبشر بالذي يسرك’.

    ويثبته بالقول الثابت أحوج ما يكون عليه في الحياة الدنيا، وعند الموت، وفي القبر عند المسألة.

    وهذا ليس منك ببعيد أيتها الفتاة وقد سمعت عن الكثير ممن ماتوا وهم شباب.

    ولعل رسالة الأم التي تقول: مات ابني في عز الشباب [17 سنة] ولم يُصلِّ تكون عبرة لشبابنا الذين يؤجلون طاعتهم لله والاستقامة على طريقه ـ سبحانه ـ بدعوى أنهم سوف يستقيمون عندما يكبرون.

    {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان:34].

    والعمر بيد الله وحده لا يدري الإنسان هل سيصل إلى مرحلة الشيخوخة أم سيقبضه الله وهو في شبابه أم أم …..

    عزيزتي الفتاة المسلمة:

    إن قلت آمنت بالله فعليك إذن بالاستقامة على تعاليم الله الذي آمنت به، وافخري واعتزي بهذا الإيمان وهذا الشرف العظيم أنك من عباد الله قال الشاعر:

    ومما زادني شرفًا وتيهًا وكدت بأخمصي أطأ الثري

    دخولي تحت قولك:ياعبادي وأن أرسلت أحمد لي نبيًا

    فريقان على النقيض:

    الأول: هذه أم قطعت لابنتها الحجاب ومنعتها من النزول من البيت.

    وهذه أخرى حرمت ابنتها من المصروف حتى لا تشتري به الطرحة.

    والثاني: وهذه أم تدعو ابنتها للهداية والمواظبة على الصلاة وارتداء الحجاب والفتاة لا تريد وتؤجل وتؤجل بدعوى أنها ما زالت صغيرة، وتريد أن تستمتع بالحياة وتعيش كما تعيش بنات سنها.

    عزيزتي الأم من الفريق الأول:

    وعزيزتي الفتاة من الفريق الثاني:

    لقد ذكر العلامة ابن قيم الجوزية رحمه الله في كتابه عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين فصلاً في تقوية باعث الدين اخترت منها المشاهد التالية أسوقها لنموذج الأم الأول ونموذج الفتاة الثانية:

    المشهد الأول:

    إجلال الله ـ تعالى ـ أن يُعصى وهو يرى ويسمع.

    ومن قام بقلبه مشهد إجلاله ـ سبحانه ـ لما طاوعه قلبه لذلك البتة, وهذه هي مرتبة الإحسان الذي جاء في حديث جبريل ‘الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك’.

    المشهد الثاني:

    مشهد محبته سبحانه فيترك معصيته محبة له يقول الشاعر:

    إن المحب لمن يحب مطيع

    المشهد الثالث:

    مشهد النعمة والإحسان، فإن الكريم لا يُقابل بالإساءة ممن أحسن إليه، وإنما يفعل هذا لئام الناس، فيمنعه مشهد إحسان الله تعالى ونعمته عن معصيته حياء منه سبحانه وتعالى.

    عزيزتي الفتاة … فكيف يكون خير الله نازلاً ومعاصيك وقبائحك صاعدة إليه فملك ينزل بهذا وملك يعرج بهذا … فأقبح بها من مقابلة.

    المشهد الرابع:

    مشهد الغضب والانتقام، فإن الله تعالى إذا تمادى العبد في معصيته غضب، وإذا غضب لم يقم لغضبه شيء يقول تعالى: {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ} [البروج:12].

    فتاتي .. أنت إذا غضبت عليك الأم أو الأب أو المعلمة أو من له سلطة عليك فكيف يكون حالك؟

    ‘ولله المثل الأعلى’ فكيف يكون حالك إذا غضب عليك خالقك ـ تبارك وتعالى ـ؟

    المشهد الخامس:

    مشهد الفوات, وهو ما يفوت بالمعصية من خير الدنيا والآخرة.

    ويكفي في هذا المشهد فوات الإيمان، فكيف يبيعه بشهوة تذهب لذاتها وتبقى تبعتها … تذهب الشهوة وتبقى الشقوة.

    وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: ‘لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن’.

    قال بعض الصحابة: ينزع منه الإيمان حتى يبقى على رأسه مثل الظلة ـ فإن تاب رجع إليه, وقال بعض التابعين: ينزع عنه الإيمان كما ينزع القميص فإن تاب لبسه.

    ولهذا ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري: ‘الزناة في التنور عراة لأنهم تعروا من لباس الإيمان، وعاد تنور الشهوة الذي كان في قلوبهم تنورًا ظاهرًا يحمى عليهم في النار.

    تأملي عزيزتي الفتاة، فما أدق هذا التشبيه العجيب.

    المشهد السادس:

    مشهد القهر والظفر، فإن قهر الشهوة والظفر بالشيطان له حلاوة وفرحة أعظم من الظفر بعدوه من الآدميين.

    المشهد السابع:

    مشهد العوض، وهو ما وعد الله سبحانه من تعويض من ترك المحارم لأجله ونهى نفسه عن هواها.

    قال تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى[40]فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعـات:40ـ41]

    وهنا نلمس شقين أساسيين يعينان الفتاة هما:

    1ـ خوف مقام الله.

    2ـ نهي النفس عن الهوى.

    فإن تحقق هذا الشقان كان الجزاء برضاء الله في الدنيا والفوز بجنته في الآخرة يقول تعالى:’فَأَمَّا مَنْ طَغَى وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى’.

    الأول: طغيان.

    والثاني: إيثار الحياة الدنيا.

    والعاقبة بعد ذلك هي الجحيم والعياذ بالله.

    فأيهما تؤثرين وترضين لنفسك أيتها الفتاة؟ عليك إذن الاختيار.

    المشهد الثامن:

    مشهد المعية

    وهو نوعان: معية عامة ومعية خاصة.

    فالعامة: هي إطلاع الله عليك بعينه سبحانه فهو لا تخفى عليه حال.

    والخاصة: المقصود بها هنا كقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} [النحل:128].

    وقوله تعالى: {وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت:69].

    عزيزتي الفتاة المسلمة:

    هذه المعية الخاصة خير لك وأنفع في الدنيا والآخرة، وهذه المعية تفقدها من تنال شهوتها على التمام من أول عمرها إلى آخره.

    وهذا ما أكده رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في حديثه لابن عباس:

    ‘احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك’.

    المشهد التاسع:

    مشهد المعاجلة:

    وهو أن يخاف أن يفاجئه الأجل فيأخذه الله على غرة فيحال بينه وبين ما يشتهي من لذات الآخرة، فيا لها من حسرة.

    وقد قيل: يا من لا يأمن على نفسه طرفة عين، ولا يتم له سرور يوم .. الحذر … الحذر وكلنا يقرأ ويسمع يوميًا ـ تقريبًا ـ عن شباب ماتوا بدون سبب أو مقدمات من مرض وغيره.

    المشهد العاشر:

    مشهد البلاء والعافية:

    فإن البلاء في الحقيقة ليس إلا الذنوب وعواقبها، والعافية المطلقة هي الطاعة وعواقبها، فأهل البلاء هم أهل المعصية وإن عوفيت أبدانهم، وأهل العافية هم أهل الطاعة وإن مرضت أبدانهم.

    وقال بعض أهل العلم في الأثر المروي: إذا رأيتم أهل البلاء فاسألوا الله العافية.

    وأنت عزيزتي الفتاة المسلمة إذا رأيت غيرك من الفتيات على علاقة بشباب أو ترتدي الضيق والعجيب من الملابس أو أو أو …… مما فيه حال البنات اليوم، احمدي الله على العافية وعلى نعمة الإيمان، ولا تتمني أن تكوني مثلهن، فقد ادخر الله لك الخير الكثير في حياتك وبعد مماتك، وادخر للأخريات ما الله به عليم من العقاب إلا إذا تبن ورجعن إلى الطريق الصحيح.

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد