الرئيسية منتديات مجلس القصص والروايات الأوزان الــشــعــريــة

مشاهدة 9 مشاركات - 1 إلى 9 (من مجموع 9)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #26195
    عزمى
    مشارك

    السلام عليكم
    الأوزان الــشــعــريــة

    ( 1 ) الخبب :

    يتألف نسقه الإيقاعي من السبب الثقيل منفصلاً ومتصلاً ؛ فمما جاء منه في النظم المقيّد متصلاً ما ينسب إلى الخليل بن أحمد قوله :

    هذا عمرو يَستعفي مِن زيدٍ عند الفَضْل القاضي

    فَانْهَوْا عَمْراً إني أخشى صَول اللَيث العادي الماضي

    ومما تَوالى فيه سببٌ منفصلٌ فآخَر متصلٌ قولُ الخليل أيضاً :

    سُئلوا فَأبَوا فلقد بَخلوا فَلَبئسَ لَعَمْركَ ما فعلوا

    أبكيتَ على طَلَلٍ طَرَباً فَشَجاكَ وأحزنك الطللُ(1)

    ولما كان الخليل لم يذكر هذا النسق في نظامه العروضي ، وكان كل ما رُوي على هذا النسق لا يسبق ظهورُه عصرَ الخليل إلا ما يُنسب لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه من قوله على مثال دقّ الناقوس :

    حَقّاً حَقّاً حَقّاً حَقّا صِدْقاً صِدْقاً صِدْقاً صِدْقا

    يابن الدنْيا جَمْعاً جَمْعاً إنّ الدنيا قد غَرّتنا

    يابْن الدنيا مَهلا ً مَهلاً لسنا ندري ما فرطنا

    ما مِن يَومٍ يَمضي عنّا إلا أوهى منّا رُكنا(2)

    فإنّ مسألة التحديد القاطع لمولد الخبب تبقى إذن موضع خلاف . وقد نُسب وضع هذا البحر، مرتبطاً مع بحر آخر هو المتدارك ، إلى الأخفش ؛ إلا أن ظهور كتابيه في العروض والقافية يقطعان بزيف هذه النسبة . والاحتمال الأقرب إلى الواقع أن هذا الوزن ظهر في عصر متأخر بقليل عن الخليل والأخفش ، على يد بعض المغمورين ؛ ولكن أرادوا له الذيوع أو شرف الاستعمال بنسبته إلى أهل الفضل والنباهة ممن ذكرنا .

    ولا شك أن هذا الوزن هو من أثر الغناء الذي تطور في العصر العباسي ، وفي إيقاعه طرب واضح يشي بهذا الأثر . ومنذ ذلك الحين وحتى أوائل القرن العشرين ظلّ الشعراء يلتزمون وَصْلَ كلّ ثاني سببين في البيت على النحو التالي :

    . . ـ . . ـ . . ـ . . ـ

    مع حرية الآخر في الفصل والوصل ، مثال ذلك قصيدة أبي الحسن القيرواني التي اشتهرت بكثرة معارضاتها وأولُها :

    يا ليلُ الصَبُّ متى غدُهُ أقِيامُ الساعة موعدُهُ

    رقَد السُمّار وأرّقهُ أسَفٌ للبَين يردّدُهُ

    وممن عارضها شوقي بقوله :

    مُضناكَ جَفاهُ مَرقدُهُ وبَكاهُ ورَحّمَ عُوّدُهُ

    حَيرانُ القلْبِ مُعَذّبُهُ مَقروحُ الجفْنِ مُسهّدُهُ

    ولم يُسجّل أي ظهور لإمكانية فصل ثاني السببين المتتاليين إلا في أواسط هذا القرن حين أثارت نازك الملائكة قضية هذا الفصل ، وجادلت فيما ظنه البعض خللا عروضيا وقعت فيه (3). والواقع أن هذا الخلل المقبول وُجد عند شوقي ولم ينتبه إليه معاصروه في حينه ، يقول :

    نَتّخِذ الشمسَ لَها تاجا وضُحاها عَرشاً وهّاجا

    ففي قوله ( نتخذ ) يقع الفصل على السبب الثاني بدلا من الأول .

    كما وجدتُ عند إيليا أبي ماضي في قصيدته ” الأشباح الثلاثة ” تصرّفَه في فصل ثاني السببين في أكثر من موضع من البيت ، يقول :

    راودَني النوم وما بَرِحا حتى طأطأتُ له راسي
    ……….

    فوقفتُ بعيداً أتطلّعْ فلمحتُ ثلاثة أشباحِ

    ………

    أو نَجبِل ماء وترابا ونُشِيدُ بيوتاً وقِبابا

    وغير ذلك مما لم ينتبه إليه طه حسين في نقده المرّ والهازئ لموسيقى هذه القصيدة(4) .

    غير أنه لم يتوال في هذا الوزن سببان منفصلان إلا قريبا ؛ وذلك بعد أن اطرّد النظم في الشعر الحرّ على هذا الوزن اطرادا كبيرا . فمن بدايات ذلك ما جاء في قصيدة للشاعر مجاهد عبد المنعم مجاهد حيث يقول :

    كان اكتمل لَها التكوين

    ثم تجيء لتستلقي بجوار رجال القرن العشرين(5)

    وقد ظل العروضيون ينظرون إلى هذا الوزن على أساس من التفعيلة سواء كانت ( فَعِلن ) أو ( فاعِلُ) أو غير ذلك مما يرونه مؤلفا من أسباب ثقيلة وخفيفة(6) بعد أن كانوا يربطونه بالمتدارك في تفعيلته المؤلفة من سبب فوتد .

    وقد رأينا أنه لا موقع للسبب الخفيف في هذا الوزن ، وإنما يتألف بكامله من السبب الثقيل وحده ، وبحيث يمكن للشاعر أن يورد أي عدد من الأسباب المنفصلة بحرية شبه مطلقة، كما في قول معين بسيسو :

    منذ خرجنا من تلك الزنزانة
    سقطت من يدنا الرمانة

    منذ خرجنا من تلك الحجرة فوق السطح

    سقط كحجر فوق الأرض الجرح

    فقد الذاكرة وفقد حقيبته الجرح

    وتقطيع البيت الأخير كما يلي:

    . . ـ ـ . . . . . . . . ـ . . ـ ـ

    وفيه تتوالى أربعة أسباب منفصلة ، وهو ما لم أجد أحدا من الشعراء بلغ في ذلك مبلغ بسيسو .

    ويخضع توالي الأسباب المنفصلة بكثرة لقيد لغوي منع العرب قديما من استخدامه فيما يسمى بكثرة توالي المتحركات ، وذلك لثقله في النطق . ولكن يبدو أن عملية مراعاة النبر تخفف من وطأة هذا الثقل إذا وافق نبرُ الكلمات نبرَ النسق الإيقاعي ، وخاصة في مقاطعه القصيرة حين يزداد تواليها بأكثر من أربعة مقاطع . ففي هذه الحالة لا بد أن يقع النبر على الأول منها ثم الخامس فالتاسع …وهكذا .

    فإذا وافق نبرُ الكلمات الطبيعي هذا النسقَ لم نشعر بخلل في إيقاعه ، كأن تقول مثلا :

    جَلَسَ وَقَرَأَ وَكَتَبَ وَقَامْ

    فالنبر الواقع على المقطع الأول من كل من ( جلس ، قرأ ، كتب ) موافق تماما لهذا النسق الإيقاعي . وكذلك في قول بسيسو : ( فقد الذاكرة وفقد حقيبته ) يقع النبر الطبيعي ، كما أحسه ، على المقطع ( كَ ) من ( الذاكرة ) ، والمقطع ( فَ ) من ( فقد ) .

    ومن الممكن أن يقع نبر ثانوي بعد كل نبر رئيسي يفصله عنه مقطع خال من النبر ، هكذا :

    ( .1 . .2 . )

    حيث يشير الرقم ( 1 ) إلى النبر الرئيسي على النقرة ، والرقم ( 2 ) إلى النبر الثانوي ، وهو أضعف من الأول . ولعل ذلك يفسر ثقل قراءتي للبيت الثاني من قول معين بسيسو(7) :

    أطلقتُ سَراح الماردْ

    فوهبني خمسة عيدانِ ثقاب

    ما لم أضع النبر على المقطع ( فَ ) والمقطع ( هـَ ) من كلمة ( فوهبني ) . والأول من حروف العطف ، ونبرُه في العادة إما ضعيف بالمقارنة بما يليه ، أو لا نبر عليه إطلاقا .

    #471021

    أخي “عزمي” .. .. ..

    نتوجه لك بالشكر ، من أسرة المجالس كعامة ، على جهودك الملحوظة في طرح المواضيع في هذا المجلس .

    وتقبل منا هذه التحية ، كما نرجوا أن نكون عند حُسن ظنكم بنا .

    وفقك الله أخي الكريم ، وإلى الأمام دوماً

    #471062
    عزمى
    مشارك

    السلام عليكم
    لا شكر على واجب
    فاناأستفيد قبل ان إفيد غيري فمعظم الذي اكتبه لم اكن اعرفة من قبل لجهلي الشديد بلغتنا العرابيه ووجدته فرصة لكي أثقف نفسي فيى علوم اللغة .

    #476984
    سماره
    مشارك


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أخي الفاضل عزمي

    موضوع مميز وجهد رائع

    الله يعطيك العافية

    #477003

    أخي عزمي ..تحية جميله ..
    بحق كم نشكرك على جهودك القيمه ..وشكراً لنقلك الموضوع ..
    ولكن لدي عتب بسيط وأرجو أن لا تأخذ على خاطرك مني

    أنت قمت بنقل موضوع مهم لكنه ُ في نفس الوقت صعب جداً ولو كنا نسعى للفائده فيجب أن ننقل ما يفيدنا أو يفيد غيرنا ولو كان صعب فيجب علينا التبسيط لمن سيقرأ ..

    موضوعك يتكلم عن الأوزان الشعريه ..أخي ليست هذه ِ الأوزان الشعريه ..
    فألأوزان الشعريه هي 16 وزن ..وما ذكره ُ الموضوع هي الأوزان الفرعيه الغير أصليه .. والأصليه ..هي الطويل والبسيط والرمل والهزج والمديد والمتدارك …الخ
    كما أن السبب والوتد هي مصطلحات تعني حروف مجتمعه تختلف بخواص كل منها ..

    وكذلك شعر التفعيله يختلف ..
    موضوعك هو نقــــــدي بحت ..فهو يبحث عن الثوره الشعريه وبواكر ظهور شعر التفعيله والذي قامت بواكيره على يد نازك الملائكه والسياب ..

    عذراً أخي ..لكن شعرت ُ بألأزعاج لهذا الخطأ الغير مقصود ..
    و لكم أعجبني وأفادني موضوعك…فسلمت َ للنقل ..
    وبالفعل عزمي جهودك رائعه بالمجالس ..فلا حرمنا الله من وجودك .
    وبأذن الله سأقوم بأنزال موضوع عن الأوزان الشعريه قريباً
    ..

    دمت َ بألف خير ..

    #477526

    شكرا جدا أخوي على الموضوع…

    تحياتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي.

    #505417

    شكرا للأخت عاشقة الحرف على ردها على الأخ عزمي الذي اقتبس الموضوع من كتابي ” في نظرية العروض العربي ” دون الإشارة إلى مؤلفه . وبإمكانك أن تتابعي الحديث عن البحور الستة عشر وغيرها في موقع العروض العربي على الرابط :
    http://www.arabic-prosody.150m.com/suleiman.htm

    #520579

    مشكوره علا الموضوع الحلو

    #527465

    شكرن علا الموضوووع الحلو

مشاهدة 9 مشاركات - 1 إلى 9 (من مجموع 9)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد