الرئيسية منتديات مجلس الصحة النــــــحاس للـــــعلاج

مشاهدة 3 مشاركات - 1 إلى 3 (من مجموع 3)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #26177

    نجد في كثير من صيدليات أوروبا خلف زجاج الواجهات نماذجَ لأقراص رقيقة وأساورَ من نحاس تظاهرها إرشادات طبية مطبوعة وموثقة، وفي الشوارع نلمح رجالا ونساء تلتف حول معاصمهم أساور النحاس، للنساء أساور منقوشة وللرجال بلا نقوش، وشيئا فشيئا نتعرف على جهات صنعها: فالمضفرة-كالسلاسل- بإحكام وأبهة، أميركية الصنع، والرشيقة الخفيفة أوروبية غربية، أما الموسومة بزخارف أيقونية الطابع وعليها ختم أسعارها فهي روسية.
    وفي الدليل الدوائي الفرنسي للطبابة المثلثية Homeoapathy نستطيع أن نحصي عشرين نوعاً من العلاج جوهرها النحاس.
    ولا يقف المرء عند تلك الصور التي قد تبدو للبعض عاميَّة الطابع، فقد صار للعلاج بالنحاس أركانُه المكينة في معامل البحث العلمي، ففي إحدى الجامعات الكبرى بأوروبا الشرقية، تأسس مع بداية الثمانينات قسمٌ كاملٌ لدراسة إمكانيات المعالجة بالمعادن وعلى رأسها النحاس، وهنا وهناك، نتعرف على أسماء لعلماء مثل يايمان ورايتسيس وإيوانينا وروماشوف وفيل كوفر، يدرسون في غرب أوروبا وشرقها مواضيع مثل كهربية الجسم، والمستقبلات العصبية الإضافية للجلد، وغير ذلك مما يثيره موضوع النحاس، وبالتحديد: استخدام شرائح النحاس الأحمر للعلاج على الجلد، بالتدليك أو الملامسة أو الوخز أو التثبيت إلى غير ذلك من الطرق.
    فما الحكاية ؟

    طب جديد!

    مع الأيام صارت تتبدى بجلاء الآثار الجانبية الضارة للحماس المبالغ فيه للتكنولوجيا.. على بيئة الأرض بشقيها الروحي والجسدي. وفي مجال الطب الشائع – الطب الغربي- طب ما يسمى بالحضارة الصناعية صار مرصودا بأسى: خطأ الوقوف عند العقاقير الكيميائية كتوجه وحيد للتعامل مع المرض، فَمِنْ فقد الفعالية أمام الميكروبات، إلى تثبيط الجهاز المناعي، وحتى القول بأنها مجرَّدُ مواد قامعة للأعراض تفيد في المدى القريب وتضر على المدى الأبعد، دون أن تقتلع المرض من جذوره، وإذا أضفنا إلى العقاقير أدواتِ التكنولوجيا الطبية باهظة التكاليف يتجلى أثرٌ جانبيٌّ أشد ضرراً كوصفة وحيدة للوصول إلى حالة الصحة، ألا وهو إهمال الجانب الروحي وإهمال الجانب الاقتصادي أيضا، أمام هذا الانكشاف للوجه الآخر لطب (الحضارة الصناعية).
    ويجري الآن صعود حثيث لطب آخر، طب كلي النظرة يرى الإنسانَ ككونٍ مصغرٍ يسبح في أكوان أكبر: بيئة الأرض. كون من روحٍ وجسدٍ، لا انفصال بينهما في حالتي المرض أو الصحة، ومن ثم لا يكون علاجُه صحيحا ، إلا باحترام هذا العلاج لبيئة هذا الكون المصغر(روحا وجسدا)، واحترام بيئة الكون الأكبر من حوله.
    وفي هذا السياق يبرز تفضيل العلاج بالطرق (الطبيعية) واستخدام مواد (الطبيعة).
    وهنا يأتي الطب الآخر .. الطب الذي يسمونه في الغرب بديلا (Alternative) أو مكملا (Complementary) أو موازيا، أو غير ذلك من تسميات تشير إلى نوع من الطب يستخدم موادَّ الطبيعة البكر(كالنباتات، والمعادن، والمياه)، ويستنفر الكامن من طاقات الإنسان بوسائلَ طبيعية أيضا (كالتنفس، وتركيز الفكر، والاسترقاد، والتريض)، كل هذا لرد المرض، أو تحاشيه، في سبيل الوصول إلى حالة الصحة التي هي حالة معافاة للروح وللجسد معا.
    وحتى يتم تقنين هذا الطب، ذي المراجع الشرقية القديمة على الأغلب- وتقديمه للعقل الغربي فقد ولفوا له علما هو (علم المناعة النفسي العصبي)، يدرسون فيه وسائل هذا الطب البديل بمفاهيم الطب المعاصر المتعلقةِ بالنفسِ والأعصابِ والجهازِ المناعي، ويقف النحاسُ اليوم في طابور المدروسات بإلحاح لدى هذا العلم.

    عودة إلى الزمن القديم
    يعود اسم النحاس في اللاتينية إلى اسم جزيرة قبرص، التي يُزعم أنَّ مولد النحاس كان بها، ولذلك أطلق عليه اسم (كوبر)، إلا أن استخدام النحاس عُرف مبكرا لسهولة حصول الإنسان عليه غير مختلط بسواه، ومن ثم صار يشكل منه أدواته حتى ليقال إن عصر النحاس أزاح العصرَ الحجري في تاريخ البشرية .
    أما طبيا، ففي حضارتي مصر وسوريا القديمتين كان يوصى بارتداء أساور النحاس للوقاية من لين العظام ومن الصرع، وفي الطب الصيني القديم كان يشار إلى استخدام إبرة من المعدن الأحمر، أي النحاس، للتنشيط والتحفيز، وكان الفلاسفة اليونانيون وخاصة الفيلسوف الطبيب أنبادرقليس يرتدي صندلا من النحاس لعله هو الذي وقاه من وباء الكوليرا الذي كان شائعا معالجته والوقاية منه بالنحاس.
    كما أن أرسطوطاليس كان يعمدُ بعد يوم عمل شاق إلى النوم وفي راحته كرة من النحاس تمتص تعبه، وفي القرنين العاشر والحادي عشر كان الطبيب والفيلسوف المسلم ابن سينا واضعُ كتاب القانون الذي ظل المرجعَ الرئيسي لأطباء المسلمين حتى القرن التاسع عشر والذي ظل الغربيون يستعينون به في حضارتهم لأكثر من خمسمائة عام كان ينصح بتناول مسحوق النحاس عند كسور العظام ،وكان يضع رقائق النحاس على الجروح المتقيحة حتى تبرأ، وهو ما استمر متوارثا في ذاكرة الطب الشعبي لهذا ظل القرويون والرعاة في أماكن عديدة من الأرض يعطون برادة النحاس لحيواناتهم المصابة بالكسور وأيضا للحيوانات التي تصاب بالإسهال وتغير لون الفراء وتقصفه، وهو ما يُعزى إلى نقص النحاس.
    كما أن شعوبا كثيرة في الشرق ما زالت تضع خلاخيل النحاس وأساورَه في أقدام وأيادي الأطفال لتساعدهم عند التسنين، ويمضي الزمان بالنحاس، ويتقدم، ومع ذلك لا يصدأ نفعه، بل ينجلي، وتعود حقائقه الطبية القديمة التي رأت ببسيط إمكاناتها ما نعود إلى رؤيته الآن مستخدمين أعقد وسائل التكنولوجيا، فننبهر ونتعجب.

    حضور في زماننا

    بدأ الاهتمام بدور النحاس في الطب المعاصر في أواخر عشرينيات هذا القرن وبالتحديد عام 1928 عندما ثبت أنه بدون النحاس يعجز الجسم عن تكوين كرات الدم الحمراء، حيث يرتبط التمثيل الغذائي للحديد بالتمثيل الغذائي للنحاس، وثبت كذلك أن النحاس هام لتكوين الإنزيمات اللازمة لنمو العظام، كما يُعتقد أن النحاس يدخل في تركيب صبغة الميلانين الملونة للجلد والشعر وكذلك الحامض الريبو نووي، والبروتين الداخل في تركيب كل خلية.
    وإن هذه الوظائف جميعها، وغيرها مما لم يُكتشف بعد، تقوم على قدر ضئيل من النحاس يصل المطلوب منه للإنسان البالغ يوميا ما بين 1.5-2 من الملليجرامات ليحافظ على محتوى الجسم من النحاس وقدره100-150 ملليجراما ويكون التركيز الأقصى للنحاس في المخ والكبد، أي في مركز الإدارة العليا للجسم، وفي أعظم مصانعه، ولعل هذا يشير إلى خطورة الدور الذي تقوم به هذه الكمية من النحاس في الجسد الإنساني.
    وإن اختلالات عنصر النحاس يمكن إصلاح بعضها عن طريق إعطاء النحاس منفردا أو مع مركبات أخرى، بالفم أو بالحقن، وهو ما يدخل في حقل الطب الغربي المعروف، بينما الطب الآخر، البديل يعتمد على العلاج بطرق طبيعيةبحيث يُستخدم في العلاج الموضعي، من الخارج في صورة رقائق معدنية ،أو أقراص ،أو كريات ،أو أساور، إلى غير ذلك ،من أشكال النحاس الأحمر، عند ملامسته للجلد.

    ماذا يفعل؟
    الاستخدام الموضعي:
    إن استخدام النحاس، لِيَلْعبَ دورا علاجيا عِبْرَ ملامسته للجلد ليس اكتشافا جديدا، لكن الجديد هنا هو تقنية ذلك القديم، وإعادة بحثه، وتوسيع مجاله، بما صار متوافرا تحت يد الإنسان من معارف وتقنيات جديدة لعلها تكون الوسيلة لإنقاذ التكنولوجيا من نفسها، وإنقاذ عالمنا بالعود المحمود إلى المنابع القديمة لتطهيرها والارتواء منها مجددا.
    وبهذا المنطق تُجرى دراسة الاستخدام الموضعي لمعدن النحاس، ولقد ثبتت عدة حقائق من أهمها أن مجرد ملاصقة النحاس للجلد يولد تيارا كهربائيا دقيقا جدا ،مثل التيار المتولد في الحد الفاصل عند تلامس وسطين مختلفين موصولين بالكهرباء، ثم تبين أن النحاس على الجلد يعطي شحنة مقوية ومحفزة، لأنه يعمل كقطب سالب (كاثود)، بينما الفضة مثلا تعطي شحنة مهدئة لأنها تعمل كقطب موجب (آنود).
    ويعزى هذا التأثير في النحاس إلى سهولة حركة إلكتروناته الحرة، وهذا ليس بغريب على المعدن الذي يطلقون عليه لقب (معدن الكهرباء الأعظم)، لاتساع رقعة استخدامه في الأجهزة الكهربائية والإلكترونية.. بعد ذلك تلعب شحنة هذا التيار الدقيق المتولد على الجلد دور المثير للمستقبلات العصبية التي تنقل الرسالة الكهربائية عبر الأعصاب والحبل الشوكي إلى المراكز العليا في المخ، فيتكون الرد على الرسالة ويحدث تفاعلٌ منعكسي في العضو أو المنطقة المرتبطة بالمنطقة المثارة على الجلد، وتنبعث الطاقة الكامنة لرد المرض عن هذا العضو أو من هذه المنطقة.
    وإن هذا التفسير يشبه أحد التفسيرات العلمية الحديثة للوخز بالإبر الصينية حتى لقد سموا العلاج الموضعي بالنحاس (الوخز الجلقاني)، أو الوخز باختلاف الجهود الكهربائية.
    وإن هذا التفسير الكهربائي والمنعكسي للعلاج بالنحاس أكدته وصاحبته ظاهرة مثيرة هي انهم عندما كانوا يضعون الأقراص النحاسية على الجلد تحت أربطةِ تثبيتها فوجئوا في بعض الأحيان وبعد نزع الأربطة مع مضي بعض الوقت بأن الأقراص تحركت من مواضعها. ولقد فسر البروفيسور (روماشوف) الروسي هجرة هذه الأقراص بأنها تتم على حساب تباين التأثير للحقول الكهربائية لمختلف مناطق الجسم.
    وعادة يتحرك القرص صوب الموضع الأكثر مرضا ليعيد تعمير هذا الموضع بالكهرباء الاستاتيكية، ويمكن في هذه الحالة أن يقع القرص من تلقاء نفسه عن الجلد، وهذا التفسير لكيفية عمل أقراص النحاس ينطبق أيضا على عمل الأساور النحاسية المنتشرة عالميا، أو الرقائق التي يستخدمها الفرنسيون، أو كريات اليابانيين المستخدمة في العلاج المسمى تسوبو. إضافة لهذا التأثير الكهربائي المنعكسي فقد ثبت أخيرا أن الجلد لديه القدرة على امتصاص القليل من النحاس الموضوع عليه خاصة عندما يعرق، فما الذي يعالجه هذا النحاس؟

    علاج ومحاذير
    القائمة طويلة لما يمكن أن يعالجه هذا النحاس الموضعي، وتشمل: إجهاد العضلات وتقلصها، والصداع، والوهن العصبي، وآلام العضلات والأعصاب الطرفية المزمن، والتهاب جذور الأعصاب، والتهاب المفاصل الروماتيزمي، والتهاب بطانة الشرايين، إضافة للدور الوقائي من التهابات الجهازين التنفسي والهضمي.
    ومع إمكان استخدام النحاس على شكل كريات أو أقراص رقيقة كبديل للوخز بالإبر، في الحالات التي لا تحتمل الوخز، فإن القائمة تطول. ويجب الإشارة إلى المحاذير، لأن النتيجة لن تكون واحدة لكل الناس فهي إيجابية عندما يكون هناك احتياج لتأثير هذا العنصر، ويمكن معرفة ذلك بإجراء اختبار بسيط تلتصق فيه رقيقة من النحاس على الجلد وتترك لمدة 6-8 ساعات على الموضع المريض ثم ترفع وينظر إلى الأثر الذي تتركه الرقيقة، فإذا كان بقعةً داكنةً فهذا يشير إلى إمكان العلاج بالنحاس، وعموما لا ينبغي إلصاق الأقراص أكثر من يومين على الجلد، أما الأساور فننصح بخلعها ليلا حتى لا تسبب الأرق أو التوتر في بعض الحالات، ولا ينصح باستخدام العلاج بالنحاس الموضعي عموما، لدى الناس الذين تسميهم أدبيات الطبابة المثلية (ذوي التكوين النحاسي) وهم الذين تنخفض عندهم عتبة الشعور بالألم كثيرا، فيجنحون إلى الأنين والتوجع بسهولة مع اضطراب ظاهر في قدرتهم على التعبير، لأن هؤلاء لن يزيدهم النحاس إلا توترا.
    وإن الأشكال المختلفة للنحاس، وكيفية تطهيره، والمواضع التي سيُلصق بها على الجلد ينبغي أن يحددها مختص يعرف خريطة ما يسمى بالنقاط الحيوية، ومناطق الانعكاس، لإحداث الأثر العلاجي المطلوب، وللمتابعة والتدخل عند الضرورة، كما ينبغي التحذير من عشوائية استخدام النحاس على إطلاقه، لأن النحاس العلاجي له شروطه، وهو ما ينبغي أن يخضع لرقابة السلطات الصحية .

    تحياتي.

    #470836
    عزمى
    مشارك

    السلام عليكم
    شكرا على الموضوع المفيد والقيم

    #471335

    وعليكم السلام

    العفووو

    عزمي

    تحياتي.

مشاهدة 3 مشاركات - 1 إلى 3 (من مجموع 3)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد