في الوقت الذي تحتاج الدول العربية إلى تفعيل مسألة التعاون بينها ، وأعني هنا التفاعل الحقيقي وليس حبر على ورق كالمعهود عليه منذ تأسيس جامعة الدول العربية ، وذلك لمواجهة التحديات العصرية والعنصرية والتي رائدتها الولايات المتحدة الأمريكية ومدللتها إسرائيل .

فينبغي على الدول العربية أن تقيّم الأمور وتسارع في اتخاذ خطوة إعادة هيكلة وضعها الحالي ، الذي يتشائم منه الشارع العربي كلما ظهرت مشكلة الوخز بإبر سامة مستوردة من الخارج تُطعن بها بداعي أو بدون داعي .

فمواجهة التحديات الخارجية لا يمكن تصديها في حالة إنفراد اليد الواحدة بذاتها ، وكما يقول المثل ( اليد الواحدة لا تصفق ) . إذا لابد من تفعيل دور التعاون بين الدول العربية تفعيلا حقيقيا إذا ما أرادت فعلا مواجهة التحديات التي تأتي من دول الشر كأمريكا وإسرائيل والتي تراعي الإرهابية الحقيقية ضد العالم بأكمله وبالخصوص الدول العربية لمحاذاتها لإسرائيل ، ثم الدول الإسلامية كإيران وباكستان ، باعتبارهما تملكان بعض الأسلحة التي ترهب إسرائيل أولا وأخير .

فانظمام اليمن الجزئي إلى النادي الخليجي بعد موافقة مجلس إدارة هذا النادي ، يعد خطوة هامة نحو تحقيق التعاون وتفعيل دوره المرتقب وبحذر من قبل أعداء المنظومة الخليجية . وإن كان هذا الانظمام جاء مشفوعا بتحفظات بعض أعضاء النادي الخليجي بسبب الظروف السياسية التي مرت بالمنطقة إبان حرب الخليج الثانية حين غزت القوات العراقية دولة الكويت ومواقف اليمن اتجاه هذه الحرب ، الأمر الذي شكل عائق وتأخير هذا الانظمام . ولكن المؤشرات تدل على أن هناك تغيير في المفاهيم والمواقف التي تبشر بالخير في حقيقتها . فدول الخليج في أسوء حالة عُرفت في هذا العصر السريع .

السؤال الذي يسابق الزمن بمحرك النفاثة : هل من جدوى انظمام اليمن إلى النادي الخليجي ؟ وخاصة أن الدول العربية في الأساس لديها جامعة الدول العربية وهي منظمة إقليمية خاصة أدت وهي حية بنعومة أظافرها ، فلم نرَ قراراتها وضعت موضع التنفيذ يوما ما . والحال من بعضه فأعضاء النادي الخليجي لا يتميزون عن بقية إخوتهم في منظومة جامعة الدول العربية . فالضعف السياسي والعسكري من سمة كل الدول العربية ، ناهيك التفاوت والفارق الاقتصادي بينها حدث ولا حرج . والأنظمة السياسية فيها منفردة عن شعوبها فمالكي الأنظمة السياسية لهم شأنهم ، وأنت يالشعب لك شأنك ، فما كان لشأن الشعب فلهم فيه نصيب ، ومكان لشأنهم فلا نصيب لك يالشعب .