من الممكن أن يطلب أي مهاجر عربي في استراليا كيلو من الحلويات العربية عبر الانترنت، فيصله بعد يومين

بيروت: المأكولات اللبنانية والحلويات العربية تعبر بالانترنت الي جهات الأرض الأربع (هل توقع أجدادنا الذين عانوا مشقة الحياة الجبلية، ان المونة التي اخترعوها تلبية لتأمين طعامهم في الشتاء، سترتبط ذات يوم، بأحدث وسائط التكنولوجيا؟ هل حلموا يوماً بأن تعبر في الطائرة طازجة الي أحفادهم في القارات، التي لم يسمعوا بها، ولا هم عرفوا الطائرات؟
تكنولوجيا هذا العصر، والمفاهيم التجارية الغالبة، جعلت الربط بين العلم والعادات القديمة سهلاً، وصار من الممكن أن يطلب أي مهاجر عربي في استراليا كيلو من الحلويات العربية عبر الانترنت، فيصله بعد يومين.
ليست هذه الفكرة شائعة بعد، لكنها حققت انطلاقتها، إذ أسس شابان لبنانيان هما كريم صيقلي ونصري مسره موقعاً الكترونياً علي شبكة الانترنت عنوانه: http://www.BuyLebanese.com.
وأطلقاه في أيلول (سبتمبر) 2000، عبره عقدا اتفاقاً مع محال تبيع اسطوانات مدمجة لأغاني فيروز، وأخري تنتج مأكولات لبنانية وعربية. فيطلب المستهلك ما يريده منها وترسل اليه طازجة وبأسعار مخفضة. أما المنتجات فهي كل ما يصنف في إطار المونة الجبلية، من خبز، ومشروبات روحية، وماء الورد وماء الزهر، والصعتر، والزهورات، والحلويات العربية والنرجيلة.
ولدت الفكرة بعد نقاشات طويلة بين مؤسسي الموقع اللذين أرادا الترويج للمنتوجات اللبنانية والعربية، وإعادة ربط المغتربين – في شكل خاص – بما تربوا عليه، وبذكريات يحملونها من الطفولة.
لمَ لا يكون الموقع مخصصاً للغناء، للمونة، للنراجيل؟ هكذا تبلورت الفكرة، وكان هذا الموقع الاكتروني الجديد انطلاقاً من العاصمة اللبنانية بيروت الي كل أنحاء العالم.
ويعرّف صيقلي ومسره موقعهما: بأنه الأول عبر الانترنت والمتخصص بالمنتوجات الشرق أوسطية، والذي ينطلق عمله من هذه المنطقة، وبأنه يتميز عن المواقع الالكترونية الأخري، بأنه يشبه السوق الجامعة، هو بالأصح سوق افتراضية تجمع كل هذه المنتجات، ومعه تنتفي الحاجة للبحث في اكثر من موقع، عن مواد مختلفة. ويؤكد المؤسسان أيضاً ان موقع BuyLebanese.com يهدف الي الترويج للمصنوعات اللبنانية، والافادة من الانترنت لخلق مجالات جديدة لتصدير منتوجات هذه الصناعة.
آلاف الرسائل تلقاها كريم ونصري حتي الآن، وهما يؤكدان انهما أرسلا من الموقع أكثر من عشرين ألف طرد بريدي الي استراليا وكندا والولايات المتحدة الاميركية، والي بلدان في أوروبا الغربية. وقالا ان مئات المستخدمين يزورون يومياً موقعهم الالكتروني، معظمهم بالطبع من أبناء الجاليات العربية المغتربة، وتحدثا عن رسائل شكر تصلهما علي الخدمة التي يقدمانها. ويشير كريم الي رسالة وصلته من مغترب لبناني في استراليا، بعدما وصله الطرد الذي طلبه، كتب فيها انه لم ير لبنان ولم يذق الحلويات العربية منذ سنوات، وانه جمع عائلته حول البقلاوة، تناولوها بتلذذ، والدموع في عيونهم، بالنسبة اليهم كان مذاقها يختلف عن كل ما أكلوه منذ تركوا لبنان. ولا يغفل كل من كريم ونصري، أصول الترويج لموقعهما، فهما يؤكدان ان خدمتهما ممتازة وسريعة ورخيصة. ويلفتان الي ضرورة متابعته لأنه يجدد دائماً محتوياته. وإذا سئلا عن العاملين في هذا الموقع – المؤسسة، يؤكدان انهما جعلاه مرتبطاً مباشرة بالمحلات المصنعة للمنتوجات وبالشركة التي تتولي نقل الطلبات، لذا لا يحتاج الأمر الي عدد كبير من الموظفين، بل الي متابعة دقيقة لآخر التطورات في عالم الانترنت، والاستفادة منها لتطوير الموقع .
(عروب الإخبارية،مصادر متعددة)