بداءة يجب أن نعلم أن الإسلام قد أقر للمسلم من الجنسين حق الملكية ، بحيث يستطيع الرجل أن يتملك الشيء الممكن تمله كالمنقولات والعقارات ، وهذا الحق أيضا ينصرف إلى المرأة على وجه التساوي دون الاختلاف أو التمييز في أحقية التملك . وبالتالي عند الإقرار بهذا الحق للرجل والمرأة ، فإن صاحبه له الحرية المطلقة في التصرف بحقه ، كقيام بنقل ملكية الحق إلى الغير عن طريق البيع أو الهبة ، أو قيام باستغلال الحق لذاته كاتخاذ المنزل سكن له أو الانتفاع بغلته مثل في العقارات التي يستطيع صاحب المنزل أو المزرعة مثلا أن يؤجر للغير ويحصد منها قيمة الأجرة .

ومن هذا المنطلق يمكن أن نكيف راتب الزوجة على أنه حق مكتسب وملك لها مصدره العمل الذي تقوم به وبموافقة الزوج سواء قبل الزواج منها أم بعد الزواج ، وإن كان الحكم يختلف بطبع الاتفاق الذي تم في عقد الزواج ، هذه قضية سأبينها في حينها .

فلطالما أن تكييف راتب الزوجة على أنه حق ، إذا يجب أن يقابل هذا الحق التزام واحترام من جانب الغير . فلا يجوز الاعتداء على هذا الحق دون وجه حق شرعي يستند إليه . وإلا يطلب من القضاء إزالة الاعتداء بالجبر والقوة . ومن هنا يجب على الزوج أن ينظر إلى راتب الزوجة على أنه حق مكتسب مطلق أي ليس له فيه شراكة على الإطلاق ، مما ينبغي عليه عدم التعرض على هذا الراتب أو المساس به أو إصدار المضايقات من قول أو عمل .

بطبيعة الحال أن للمرأة التي لها راتب سواء مصدره وظيفة تعمل بها أو كان مصدره نابع عن استحقاق من القانون كالورثة المستحقين لراتب مورثهم ، لها الحرية المطلقة في التصرف بهذا الراتب ، كصرفه كل أو جزء منه لمساهمة في تخفيف أو تقليل من أعباء المعيشة اليومية ، أو تنفقه على أولادها إن كانت لها أولاد من زوجها ، أو تنفقه على إخوانها وأخواتها أو والديها أو الأقارب لها . أو تتصدق به ، ولها أيضا أن تدخره دون أن تصرف منه شيء . فلا يحق للزوج هنا التعرض على تصرف زوجته في مالها . وإن كان عليه أن يقدم لها النصح إن كان التصرف في راتبها ينصرف في ليس على الوجه الذي ينتفع به .

وشكرا على الموضوع ، ويمكن لنا عودة .

السلام عليكم ,

صحيح أن للمرأة حرية تامة في مشاركة زوجها براتبها أو بعدمه …. ولكن في النهاية كل ذلك يعتمد على الضروف التي تحكم على صاحب المال بكيفية إنفاق راتبه …

وإذا ذهبنا إلى أمثله حيه في مجتمعنا .. نرى الكثير من الحالات التي تكون فيها المرأة اللاعب الأساسي في تسيير أمور العائلة سواء بالمساهمة براتبها أو عقلها أو طاقتها البدنية …

ما أود الوصول إليه هو إن أهم نقطة في هذا الموضوع .. هو ((التفاهم التام بين الزوجين)) فإذا نجح هذا الأمر بينهم … فلا أعتقد سوف تشكل الأمور المالية أي عائق في مسيرتهم الدنياوية ….

أما إذا كانت هناك بعض الأمور التي يختلف بها الزوجان كـ ( مسؤولية توفير إحتياجات الأسرة) , فهذا يعني بأن هناك خلل في هذا النظام الذي يجب أن يكون متكامل من الطرفين …أي إن المرأة إذا رأت زوجها في حاجة ماسة إلى المال ووقفت مكتفة الأيادي بدون أدنى مساندة له .. فهي في الحقيقة لا تعلم بأنها بهذا العمل فإنها تلحقق الضرر في بناء أسرتها بسبب إنها ليست مجبورة في هذه المساندة … ومن وجهة نظري .. يجب على المرأة مساندة الزوج مدام إنه بحاجة إلى ذلك … أما إذا كان الزوج مقتدر على تحمل أعباء إعاشة هذه الأسرة فهنا يحق للمرأة حرية التصرف بما تكسبه من مال عن طريق عرق جبينها .

الحوار حول هذا الموضوع طويل … ولهذا أكتفي بهذا القدر في الوقت الحالي …

تحياتي للجميع
بدر