لقد أكد العلم أن لكل مرحلة من مراحل عمر الطفل لعبة معينة تساهم مساهمة كبيرة في نموه الجسمي والنفسي وهي أي اللعبة تعتبر عاملاً مؤثراً إيجابياً على حواس الطفل الخمس وعلى حب استطلاعه للأشياء.

واللعبة تساعد الطفل على اقتحام عالم الكبار وذلك من خلال تقليده للأطفال الكبار:

فالبنت تقوم بدور الأم مع دميتها والولد يحرك سيارته الصغيرة تصدر أصواتاً تشبه صوت المحرك كما تعمل اللعبة على تنمية ذكاء الطفل مثل ألعاب التركيب LEGO وألعاب القص واللصق كما أن هناك ألعاباً تفتح أمام الطفل عالماً كبيراًِ يضم كل ما من شأنه أن يساهم في تكوين نظرة شاملة حول عالم التكنولوجيا الحديثة. كما أننا لا ننسى أن اللعبة تعد أهم وسيلة لتنمية التواصل بين الطفل ومجتمعه وبين الطفل وطفل آخر نذكر من بين هذه الألعاب تلك الألعاب الجماعية التي يمارسها الأطفال مع بعضهم البعض.

وإذا ما وجدنا أنفسنا أمام بائع الألعاب لاقتناء لعبة لطفلنا علينا التفكير ملياً بحيث تكون اللعبة التي سنشتريها مناسبة لسن الطفل، تخدم مداركه وتوسع خياله وتنمي ذكاءه:

من سن الولادة إلى 12 شهراً:
====================

خلال الثلاث شهور الأولى من العمر تلعب اللعبة دوراً كبيراً في تنمية حواس الطفل مثل النظر والسمع واللمس لذلك فقد عمد خبراء صناعة لعب الأطفال إلى تصنيع ألعاب معينة خاصة بهذه السن وهي عبارة عن مجسمات ملونة بألوان فاقعة جداً، كما أوجدوا بعض الرسومات الواضحة جداً التي يمكن تعليقها أمام الطفل بحيث ينظر إليها ويدقق فيها فينمي حاسة النظر لديه وتقوي عضلات عينيه في هذه السن، وقد يكون من الجيد أيضاً اختيار الألعاب التي تصدر نوعاً من الموسيقى الهادئة وشيئاً فشيئاً يتعود الطفل على هذا النوع من الموسيقى ويصبح لا ينام أو يهدأ إلا عند سماعها. وفي هذه السن يحتاج الطفل أيضاً إلى أشياء يمسكها ويعضها ويمصها.. لذلك يجب شراء ألعاب من القماش الطري أو البالستيك الصحي.

من 3 إلى 6 شهور :
=============

يصبح بإمكان الطفل تحريك يديه وشد الأشياء إليه ورميها والبحث عنها ويصبح أكثر اهتماماً بمحيطه. لذلك من الضروري إهداؤه ألعاباً تنمي حاسة اللمس لديه مثل المجسمات المصنعة من القماش والبالستيك كما يمكن إهداؤه مجموعات اللعب التي هي عبارة عن أشكال هندسية مختلفة الأحجام والألوان.

سن التسعة شهور:
==================

يتنقل الطفل على أربعة وقد يتمكن من الوقوف والتعرف على الأشياء ويفرق بينها ويصبح بإمكانه تتبع بعض الأشياء المتحركة لذلك فإن إهداءه بعض الألعاب التي يمكن تحريكها يصبح أمراً ضرورياً في هذه السن ويصبح أيضاً بإمكان الطفل تركيب الأشياء وتفكيكها لذلك يجب ألا ننسى إهداءه ألعاب التركيب المتوافرة بكثرة في الأسواق.

من سنة إلى سنتين:
=================

إنه ينتقل ويصل إلى أشياء كثيرة ويلمس أشياء كثيرة ويكتشف أن العالم مليء بالمفاجآت لذلك فهو يريد أن يرى كل شيء عن قرب: يفتح ويغلق الأدراج ويقلب صفحات كتاب ويمزقها، يكتب على الحائط ويسقط الأشياء ويكسرها، إنه بذلك لا يتعمد التخريب وإنما يتعرف على الأشياء من حوله. لماذا إذاً لا نحول الأشياء المحيطة به إلى ألعاب نكون قد اخترناها بدقة بحيث يلهو بها ولا يفكر أبداً في الدخول إلى المطبخ أو الحمام أو حجرة أمه في هذه السن يعشق الطفل الألعاب المتحركة التي تصدر صوتاً أو موسيقى مثل السيارات أو التليفون وآلات العزف والقطط والكلاب التي يمكن جرها بواسطة حبل.

سن العامين:
============

هنا يأتي دور اللعبة في تكوين شخصية وكيان الطفل إنه طفل مليء بالحيوية والنشاط يجري ويقفز ويصرخ وقد يلعب طوال النهار فلا يتعب ولا يمل ولا يفكر لا في النوم ولا في الأكل.. يجب إذن إهداؤه ألعاباً تنمي طاقاته الذهنية مثل ألعاب التركيب وألعاباً تنمي تكوينه الجسمي مثل الكرة والدراجة وألعاباً تنمي الإحساس بالجمال مثل لوحات التلوين وأدوات الموسيقى.

في هذه السن يبدأ الطفل أيضاً في ممارسة عملية التقليد: يقلد والده في مهنته أو يقلد أمه ومن المهم جداً توفر لعب تجسم هذا الدور فإذا كان أبوه طبيباً فلا بأس من إهدائه لعبة على شكل شنطة طبيب مثلاً.

من 3 إلى 4 سنوات:
==============

يبدأ الطفل في بناء علاقات مع أطفال آخرين وقد يظهر نوعاً من الغيرة وحب الذات ولكي يصبح الطفل اجتماعياً يجب إهداؤه لعباً تمارس مع شخص آخر وبذلك سوف يدرك أن التعاون بين الأفراد ضروري جداً لإتمام بعض الأمور.

وعندما يتجاوز هذه السن يصبح من الضروري أن يهتم الطفل بما يسمى بالألعاب التربوية التي تعده للدخول إلى المدرسة مثل ألعاب العد وألعاب تلوين الحروف والأشكال وهذه الألعاب يمكن الحصول عليها من المكتبات.

نصيحة أخيرة:
=========
***********
===============

**قبل التسرع في شراء اللعبة لا بد من معرفة الهدف منها، ولمعرفة الهدف لا بد من معرفة نوع اللعبة التي يحتاجها في هذه السن..

**لا تشتروا لأطفالكم ألعاباً لا تفيدهم أو ألعاباً تنمي في داخلهم بعض الأنماط السلوكية السيئة وتذكروا دائماً أن اللعبة وسيلة تربوية تعليمية ينبغي اختيارها بدقة.