الإفراط في النوم من أسباب الوفاة الفجائية المبكرة

يبدو ان الشاعر عمر الخيام عندما قال «فما أطال النوم عمراً ولا قصر في الأعمار طول السهر» كان على حق فقد اثبتت دراسة جديدة ان الافراط في النوم يزيد مخاطر الموت المبكر بنسبة 15% وقد اجريت الدراسة على مليون شخص واجرتها الجمعية الاميركية للسرطان وتلقي هذه الدراسة بالشكوك على مقولة ان النوم المفيد يكون ما لا يقل عن ثماني ساعات.

واكتشف الاطباء بجامعة كاليفورنيا ان الذين يعيشون اطول ينامون سبع ساعات فقط في اليوم، لكنه ليس من الواضح سبب ان السبع ساعات هو الرقم المناسب ويبدو ان النوم فترة اطول فيه مزيد من المخاطرة مقارنة بالنوم لفترات اقل اما من الجانب الآخر فإن الذين ينامون اقل من 4 ساعات يومياً ترتفع لديهم معدلات الوفاة المبكرة.

ويبدو ان هذه العادات عند الناس هي العامل الأول الذي يحدد العلاقة بين ساعات النوم والوفيات مع تنحية عناصر اخرى مثل الوزن والتدخين والرياضة. ينام الاميركيون في المتوسط ست ساعات ونصف الساعة وهو اقل قليلاً من حكمة الثماني ساعات والدراسة الجديدة تفيد بأن المرضى قد يسعون دون ضرورة الى الحصول على علاجات تساعدهم على النوم ثماني ساعات يومياً.

ويقول دانييل كريبكي عضو فريق البحث ليس هناك ما يوجب القلق اذا نام الشخص اقل من ثماني ساعات وتفيد البيانات بأن الذين يعانون من الارق ليسوا في خطر الموت المفاجئ لكن اقراص النوم على العكس قد تقلل اياماً من العمر المتوقع ويعتزم الفريق اجراء تجارب لمعرفة ما اذا كان ضبط المنبه يمكن ان يطيل العمر المتوقع.

لكن هناك من يعتقدون ان هناك مبالغة في هذه النتائج ويشيرون الى ان الدراسة لم تكن من الأساس مصممة لتحليل قضية النوم، بل ان هذه البيانات جاءت في اطار دراسة عن الوقاية من السرطان اجريت في الثمانينيات ولم يتم تحديد ما هو الأرق وما هي اقراص النوم، والذين شملتهم الدراسة ذكروا عاداتهم في النوم في حدود فارق ساعة واحدة اي بدون تفصيل دقيق لساعات النوم.

ويقول دانييل بويس اختصاصي النوم بجامعة بتسبرغ انه لا يعتقد ان هناك تأثيراً لعادات النوم على العمر المتوقع وهناك حاجة الى مزيد من الدراسات الموجهة «مصممة لدراسة ساعات النوم» لكشف آثار الافراط في النوم. وهناك بدائل اخرى لابد من اخذها في الاعتبار مثل تغير الحالة النفسية ومدى حساسية التعرض للأمراض وعدم تمثيل الجلوكوز وهي من الآثار الجانبية للحرمان من النوم وتقلل من جودة الحياة حتى لو لم تكن تسبب الموت المفاجئ.

تحياتي.