حقائـــق عن الإيـــدز

الإيدز مرض معدٍ، يصيب الرجال و النساء و الأطفال على حد سواء.
الإيدز له أبعاده الصحيحة و الاجتماعية و الاقتصادية على الفرد والأسرة و المجتمع.

على مستوى العالم:
يقدر إجمالي المصابين بفيروس الإيدز الأحياء 40 مليون شخص بنهاية عام 2001م.
يصاب بفيروس الإيدز كل يوم 7000 شخص تتراوح أعمارهم ما بين 10 – 24سنة.
يعيش أكثر من 95% من المصابين بالإيدز في الدول النامية.
يقدر إجمالي الوفيات بسبب الإيدز 22 مليون شخص حتى عام 2001م.
يقدر أن كل حالة إيدز مكتشفة يقابلها 10 حالات غير معروفة في المجتمع.

على مستوى سلطنة عمان:
بلغ عدد العمانيين المصابين بفيروس الإيدز الأحياء 692 شخصا بنهاية عام 2001م.
أكثر من 70% من الذين أصيبوا بفيروس الإيدز خلال السنوات العشر الأخيرة كان بسبب الممارسات الجنسية غير المشروعة.

ما هو الإيدز؟
الإيدز مرض معدي قاتل ينتج عن الإصابة بفيروس يهاجم أساسا خلايا الجهاز المناعي التي تدافع عن جسم الإنسان ضد أنواع العدوى المختلفة، و بالتالي يفقد الإنسان القدرة على مقاومة الأمراض الجرثومية المختلفة و غيرها من الأمراض الانتهازية.
و من هنا جاءت تسمية هذا المرض بالإيدز (AIDS) أي متلازمة العوز المناعي المكتسب. و كلمة متلازمة
تعني مجموعة الأعراض التي تصاحب وجود مرض ما، و العوز المناعي
يعني قصور الجهاز المناعي عن أداء وظائفه الحيوية، و المكتسب
تعني أن العوز المناعي ليس موروثا و لكن نجم عن عدوى لم تكن موجودة من قبل.
ومن غرائب هذا الفيروس أنه يستطيع العيش داخل جسم الإنسان دون إحداث ضرر ظاهر، و بالتالي فإن العديد من الحاملين لهذا الفيروس و الذين لا تظهر عليهم أي أعراض، قادرين على نقل هذا الفيروس لأشخاص آخرين مع العلم أن حاملي الفيروس سوف تظهر عليهم علامات الإصابة عاجلا أم آجلا.

طرق الإصابة بفيروس الإيدز
ينتقل فيروس الإيدز بواسطة واحدة أو أكثر من الطرق التالية:

1. الاتصال الجنسي بكافة أنواعه:
حيث يسبب أكثر من 90% من حالات الإصابة بالإيدز و ينتقل فيروس الإيدز عن طريق الاتصال الجنسي مع الشخص المصاب، سواء كان ذكر أم أنثى، فالجماع المهبلي يمكن أن يؤدي إلى انتقال الفيروس من رجل إلى امرأة أو من امرأة إلى رجل إذا كان أحد الطرفين مصابا بالعدوى.
و يعتبر الشذوذ الجنسي (اللواط) من أخطر الممارسات التي تؤدي إلى الإصابة بفيروس الإيدز لأنه كثيرا ما يؤدي إلى حدوث تمزقات طفيفة في الغشاء المخاطي للمستقيم يمكن من خلالها أن تنتقل العدوى بمرض الإيدز. كما أن العلاقات الجنسية مع البغايا لها خطورة بالغة في نقل عدوى الإيدز، حيث وجد أن البغايا نتيجة ممارسة الجنس مع أفراد متعددين و إصابتهن بأمراض تناسلية كثيرة أكثر عرضة للإصابة بعدوى فيروس الإيدز و من ثم ينقله إلى من يمارس الجنس معهن.

2. الاستخدام المشترك للإبر و المحاقين بين مدمني المخدرات،
حيث أن قدرا ضئيلا جدا من الدم الملوث في الإبرة أو الحقنة يمكن أن ينقل العدوى إلى شخص آخر سليم.

3. نقل الدم الملوث أو مشتقاته من شخص مصاب إلى شخص سليم. لذلك فإن وزارة الصحة تتخذ التدابير اللازمة لفحص عينات الدم و مشتقاته و التحقق من سلامته قبل استعماله في عمليات نقل الدم، لذلك لم يبلغ عن أي إصابة بفيروس الإيدز عن طريق الدم بعد عام 1990م.

4. من الأم المصابة إلى طفلها سواء أثناء الحمل عن طريق المشيمة أو أثناء الولادة عن طريق الخدوش أو الجروح في جسم المولود أو بعد الولادة عن طريق الرضاعة الطبيعية، حيث يصاب كثير من الأطفال الأبرياء بهذا المرض بانتقال العدوى إليهم من الأم التي أصيبت بعدوى المرض. و في سلطنة عمان و كنتيجة للإرشاد النفسي و الصحي للنساء المصابات بفيروس الإيدز فأن الإصابة بهذه الطريقة تكون نادرة الحدوث.

5. نقل أعضاء من أشخاص مصابين بفيروس الإيدز إلى شخص سليم في عمليات زرع الكبد أو الكلى أو غيرها. و في عمان يتم فحص الأشخاص المتبرعين بالأعضاء قبل العملية.
تؤكد الإحصائيات السنوية لحالات الإيدز المبلغة أن أكثر طرق العدوى انتشارا في سلطنة عمان خلال السنوات العشر الأخيرة هي الممارسات الجنسية غير المشروعة و إدمان المخدرات.

طرق و ممارسات لا تنقل العدوى
لا تنتقل عدوى مرض الإيدز عن طريق:

1. المعايشة اليومية العادية مع شخص مصاب مثل المشاركة في المسكن أو في محيط العمل أو المدرسة أو الملامسة أو الصافحة أو المعانقة.

2. استعمال الحمامات و دورات المياه العامة وأجهزة الهاتف العمومية و زيارة المرضى في المستشفيات.

3. لدغ أو عض الحشرات مثل البعوض و الصراصير و الذباب و غيرها.

4. رذاذ العطس أو السعال.

5. الاختلاط في الأماكن العامة و المزدحمة كالمواصلات و الأسواق و إستعمال أدوات الطعام و الشراب في التجمعات العامة.

مراحل وأعراض حدوث مرض الإيدز:
يمكن تقسيم العدوى بفيروس الإيدز إلى عدة مراحل مختلفة، علما بأنه ليس بالضرورة أن تحدث كلها في جميع المصابين بالمرض، وهذه المراحل هي:

1- مرحلة الطور الحاد للمرض: و هي مظاهر عامة لا نوعية، تظهر بصورة مفاجئة عقب العدوى بمدة لا تزيد عن أسبوع، و تستمر من 3 – 14 يوما، و تتميز هذه الحالة المرضية بوجود ارتفاع في درجة الحرارة و العرق الليلي و السعال و الإعياء و تضخم عام في الغدد الليمفاوية و بقع حمراء بالجلد و نقص الخلايا الليمفاوية و كرات الدم الحمراء ثم يلي هذه المرحلة المرضية تماثل مفاجئ للشفاء مع بقاء تضخم الغدد لبعض الوقت.

2- مرحلة الكمون:وتلي مرحلة الطور الحاد للمرض، و قد تمتد من عدة شهور إلى عدة سنوات و في التوسط من 5 – 7 سنوات، وخلال هذه المرحلة يتكاثر الفيروس و يصيب مزيدا من الخلايا.

3 – مرحلة التضخم العام و الدائم للغدد الليمفاوية:يحدث التضخم في اثنين أو أكثر من مجموعات الغدد غر الإربية، حيث يزيد قطر الواحدة منها عن واحد سنتيمتر، و يكون التضخم مستمرا لعدة شهور وقد تقل حدته و يعاود الظهور مرة ثانية، و في بعض الحالات يكون ذلك مصحوبا بالإعياء و فقط الشهية و نقص الوزن و العرق الغزير ليلا و الإسهال، و لا تظهر هذه الأعراض على حوالي ثلث المرضى بتضخم الغدد اللمفاوية.

4 – مرحلة المتلازمة المرتبطة بالإيدز:
قد تتطور الحالة بعد ذلك إلى صورة تشمل واحد أو أكثر من المظاهر التالية:
نقص الوزن (أكثر من 10%) و الفتور، و الإنهاك و فقد الشهية، و تعب البطن، و الإسهال، و الحمى و العرق و الليلي، و الصداع، و الحكة، و انقطاع الطمث، و تضخم الطحال، و هذه الأعراض تماثل نظائرها في مرض الإيدز إلا أن الأعراض الإضطرابات المناعية تكون أقل خطرا، و على خلاف مرضى الإيدز، لا تظهر في هؤلاء أمراض انتهازية و لا أورام خبيثة و يصاب كثيرون ممن لديهم هذه المتلازمة بآفات مخاطية جلدية لها أهمية في التشخيص المبكر للإيدز أو المتلازمة المرتبطة به و إلتهابات متكررة و مستمرة بالشفتين و الفم والأعضاء التناسلية.

5 – مرحلة الصورة الكاملة لمرض الإيدز:
يمثل الإيدز أخطر المراحل و تظهر على مرضى الإيدز نفس العلامات و الأعراض التي تظهر على مرضى المتلازمة المرتبطة بالإيدز، حيث يتسبب الفقد الشديد للمناعة المكتسبة لدى المريض في حدوث إلتهابات انتهازية تعتمد بالدرجة الأولى على تعرض المريض في الماضي و الحاضر لإصابات بكتيرية، كذلك حدوث الأورام السرطانية التي تصيب الغدد الليمفاوية و أغشية الجهاز الهضمي في الفم و المريء و المستقيم بالإضافة إلى نوع آخر من سرطان الجلد يسمى سرطان كابوسي يظهر على شكل بقع بنفسجية في الجلد و الأغشية المخاطية.

طرق الوقاية من عدوى مرض الإيدز:
إن الوقاية هي السلاح الوحيد المتاح حاليا لمواجهة المرض، و أهم ما يجب التركيز عليه في الوقت الحاضر ما يلي:

– تجنب العلاقات الجنسية المحرمة من خلال التمسك بتعاليم ديننا الحنيف الذي يحث على الفضيلة و ينهى عن الرذيلة و كل علاقة شاذة أو محرمة، لقوله تعالى:( ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة و ساء سبيلا).
– عدم مصاحبة قرناء السوء أو متعاطي المخدرات، و تجنب استخدام أي حقن أو إبر سبق استخدامها، و الاعتماد على الإبر التي تستعمل لمرة واحدة فقط.
– تجنب نقل الدم إلا إذا كانت هناك حاجة ماسة لذلك، و يجب التأكد من خلوه من فيروس الإيدز، خاصة إذا كانت عملية نقل الدم تتم خارج السلطنة.
– حث الشباب على الفحص قبل الزواج لتكوين أسره سليمة، و توجيه النساء المصابات بالإيدز و هن في سن الإنجاب إلى ضرورة تجنب الحمل من أجل الحفاظ على صحتهن و خوفا من نقل العدوى إلى أطفالهن.
– التأكد من سلامة الأعضاء و خلوها من الإصابة بفيروس الإيدز قبل نقلها إلى الآخرين خاصة عندما تجري هذه العملية خارج السلطنة.
– عدم استخدام أدوات الغير، خاصة أمواس الحلاقة أو فرشاة الأسنان.
– عند إصابة أحد الزوجين بفيروس الإيدز يجب استخدام الواقي الذكري.

هل يوجد علاج أو لقاح للإيدز؟
ظل البحث مستمرا دون انقطاع طوال الفترة الماضية و لا يزال، في كل أنحاء العالم، عن لقاح فعال أو علاج ناجح ضد الإيدز، و حتى الآن لم يتم التوصل إلى دواء يشفي من الإيدز و لا إلى لقاح يحمي الإنسان منه.
و لكن العلاجات التي اكتشفت حتى الآن تعمل للحد من تكاثر الفيروسات في جسم المصاب لفترة محدودة. و من عيوب هذه الأدوية أن الفيروس يمكنه التأقلم معها و يجعلها غير مؤثرة، كما تسبب هذه الأدوية تأثيرات جانبية عديدة، خاصة على الكبد و الجلد و الكلى.

إن التمسك بتعاليم ديننا الإٍسلامي الحنيف يقينا من كل هذه الأمراض الخطيرة.

قال تعالى:
(ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة و ساء سبيلا). سورة الإسراء آية 32.
و قال تعالى:
(ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها و ما بطن) سورة الأنعام، آية 151