السَلامُ عليكُمْ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه ..

الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ،الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ،مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ..

والصلاةُ والسلامُ على نبينا ورسولنا وقدوتنا مُحمّد بن عبد الله

أمّا بعد..

معاشِرَ الإخوة الأفاضل،في ظّلِّ هذه الظروف،ووسطَ هذهِ الفِتن ..

خَرَج علينا كثيرٌ مِن أعداء الإسلام والمتربصين به،

وأصبحوا يطعنون في الجِهاد والمُجاهدين،

ويدَّعون أن مايحصل اليوم في بِلاد الحرمين سببُهُ الجِهاد في أفغانستان والشيشان والبوسنة والهرسك ..

وأنَّ هذه الأفكار ماأتت إلّا مِن هُنالِك ..

فتجِدهُم تارَةً يُحذِّرون من فتحِ بابِ الجِهاد،ومِن خروجِ الشباب للجهاد ضِدَّ اليهودِ والصليبيين والشيوعيين والهندوس خوفاً من أن يُصبِحَ الشباب إرهابيين بِزعمِهم،

أو يطعنون في المُجاهِدين السابقين،والشهداء-نحسبهم شهداء واللهُ حسيبهم-،

أو يطعنونَ فيمن يدعو للجهاد،

وهذا الشيء لا يصدر إلّا مِن أعداءِ الإسلام والمسلمين في هذا الزمان،كالعلمانيين والليبراليين والجاميَّة والمنافقين ومن سار على نهجهم ..

لكن مع الأسف إنساقَ بعض إخواننا من المسلمين وراء مايدَّعيه أعداء الدين،فصاروا يطعنون في الجهاد والمجاهدين ..

مُتناسين قول اللهِ تعالى: “وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ”..

ولهذا وجبَ التذكير بفضل الجِهاد والمُجاهِدين وفضلُ التحريضِ على الجِهاد..

يقولُ اللهُ تعالى لرسولهِ صلى الله عليه وآله وسلم : “فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَاللّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلاً”..

ويقول عزَّ وجل: “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ”..

وقالَ اللهُ عزَّ وجل: “إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ”..

ولينتبه المسلم اللبيب من أن يقع في أعراض المجاهدين أو يلمزهم ،فهُم خَيرُ الأُمّة،وهُم عِمادُ الأُمّة،فقد خرجوا نُصرةً للمُسلمين،ودِفاعاً عن أراضيهم وأعراضهم ..

قال اللهُ تعالى: “لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا”..

فيا أخي الحبيب،إن لم تكًُن مع المُجاهِدين فلا تكُن ضدهم ،وإياكَ إياكَ أن تلمِزهُم بكلمة إرهابيين أو مُتشددين أو غيرِها مِن الكلِمات التي يُطلِقُها اعداء الدين ..

جآء في صحيح الإمامُ البُخاري رحِمهُ الله:عن أبي هُريرةََ رضيَ اللهُ عنهُ قال:قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّم: “إن اللهَ -عزَّ وجلَّ- قال:من عادى لي وليَّاً فقد آذنتهُ بِالحربِ……”

جآء في صحيح البخاري رحمه الله:عن أبي سعيدٍ الخُدري رضيَ اللهُ عنه قال: “قيلَ يارسول الله،أي الناسِ أفضل؟،فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : “مؤمِنٌ يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله”..

وجآء ايضاً،عن أبي هُريرةَ رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “مثل المجاهد في سبيل الله،-والله أعلم بمن يجاهد في سبيله-كمثل القائم الصائم،وتوكل الله للمجاهد في سبيله بأن يتوفاه: أن يدخله الجنة،أو يرجعه سالماً مع أجرٍ وغنيمة”..

وقال عليه وآله الصلاة والسلام : “مااغبرَّت قدما عبدٍ في سبيلِ الله فتمسهُ النار” ..

هذا ولينتبه المسلم من أن يرمي المُجاهِدين بما يحصُل الآن مِن فِتن في بلاد الحرمين،فهذه أُمنية أعداء الإسلام،ألا وهو أن يكره المسلمين إخوانهم المُجاهدين..

اللهُمَّ إحفظ بِلادنا وأمننا وأهلنا مِن السوء،

اللهم ومن أرادنا بسوءٍ فأشغله بنفسه وأجعل كيده في نحره،وأجعل تدبيره تدميراً عليه يارب العالمين ..

اللهم وأحفظ إخواننا المجاهدين في كل مكان،اللهم وانصرهم على من عاداهم ،اللهم سدد رميهم وإجمع كلمتهم وثبت أقدامهم وأربِط على قلوبهم ..

اللهم وعليك باليهود والصليبيين والهندوس والشيوعيين ومن عاونهم مِن المنافقين والعملاء،أحصِهم عدداً وأقتلهم بددا ولا تُغادِر مِنهُم أحدا..

اللهم رمِّل نِسائهم وثكِّل أُمّهاتِهم ،ويتَّم أطفالهم،وشرِّد آبناءهم ..

اللهم أنزِل عليهم سخطك ورِجزكَ وبأسكَ الذي لا يُردُّ عن القوم الظالمين ..

اللهُمَّ وأهدي ضالَّ المسلمين،اللهم وأهدِنا ورُدَّنا إليكَ ردّاً جميلاً..

وآخرُ دعوانا أنِ اللهِ ربِّ العالمين,وصلَّى الله على نبينا محمد وآله وصحبه ..