مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #24008
    alhnon
    مشارك

    امتلأت الغرفة بالمهنئات ..
    أنظر الى زميلاتي وقريباتي .. الكل يسلم .. ويبارك
    بارك الله لكما وبارك عليكما ,, وجوع بينكما
    ويدعو بالتوفيق والذرية الصالحة
    بعد دقائق
    جلست وحيدة اترقب القادم سقطت من عيني دمعة
    عندما تذكرت أمي وهي تدعوا لى بالزوج الصالح
    كأنني في حلم .. رجعت بي الذاكرة سنين طويلة
    صباح ذاك اليوم ..
    ايمن امي .. ؟ أين ذهبت ..؟
    ارتفع صوتي اطول من هامتي .. فانا ابنة خمس سنين
    أعدت السؤال .. اين امي ..؟
    كانت الدموع الجواب …
    هناك من اضاف .. بصوت ضعيف .. قطعه البكاء
    ذهبت الى الجنة انشاء الله ..
    لا اعرف في ذلك اليوم من ابكى الآخر ..؟
    أبكي انا وأخي الصغير ذو الثلاث سنوات .. ام بكاء من حولنا
    امسكت بيد اخي نبحث عن أمنا
    تعبت اقدامنا من الجري هنا ,, وهناك
    صعدنا الى الدور العلوي
    طرقنا ابواب الغرف كلها .. ذهبنا الى المطبخ
    ورغم التعب لم نجدها
    عندها .. تأكدت ان امى ليست في المنزل
    ضممت أخي الى .. وبكيت
    من التعب والارهاق غفونا ..
    بعد ساعة او ساعتين .. امسكت بيد أخي .. لنعيد البحث
    لم نجدها في المنزل .. رغم كثرة النساء
    لقد كانت ملء السمع والبصر ,, ولكن أين اختفت ..؟
    بعد صمت طويل .. ووقوف مستمر .. تذكرت بفرح
    هناك مكان لم نبحث عنها فيه .. انه ظل الشجرة ..
    كانت تحب ذلك المكان .. بسرعة اجري .
    تعبنا من نزول الدرج ..وسقط أخي من شدة جذبي له ..
    ولكننا في النهاية لم نرى الا الشجرة ..
    نظرت اعلى الشجرة .. تحتها ..كل مكان وقع عليه بصري ..
    ليس هناك الا الشجرة .. وبقايا زرع كانت تحبه ,,
    ولكن اين امي ..؟
    فجأة ..!
    تعالت الأصوات .. رأيت رجالا وقد تنادوا
    أطرقت سمعي .. واشخصت بصري
    لحظات من الحركة السريعة
    مروا من امامنا يحملون شيئا على اكتافهم ..
    قلت لأخي حين سألني .. ما هذا ..
    قلت له ببراءة الطفولة ..
    هذا شئ ثقيل .. فالكل يشارك في حمله
    لم اكن اعرف ان تلك المحمولة .. هي .. أمي
    وإلا لمسكت بها ,, ولم ادعها تذهب
    اختفى الرجال ,,
    هدأت الأصوات .. وساد الصمت
    جلسنا نلعب في التراب بطمأنينة
    في ظل الشجرة .. كعادتنا عندما تكون امي بجوارنا ..
    هذ1ا اول يوم نخرج فيه الى الحديقة بدون حذاء ..
    نعطش فلا نجد الماء ..
    أقبلت احدى قريباتنا واخذتنا الى الداخل
    في صباح الغد
    بدأنا مشوار البحث في كل مكان ..
    أستجمعت قواي .. قلت لأخي وهو يبكي حولي ..
    سترجع أمي .. وستعود .. وستعود
    هبت جدتي مسرعة عندما ارتفعت اصواتنا بالبكاء ..
    ضمتنا الى صدرها ..
    لا زلت اتحسس دمعتها التي سقطت على رأسي ..
    كلما شاهدت اما قبلتها .. فيها رائحة أمي ..
    تذكرت يوما .. أنها قالت عندما أغضبتها
    سأذهب .. وأترككم ..
    لازلت اتذكر حين أتينا لزيارتها في المستشفى ..
    بجوار سريرها .. حملني ابي .. وقال لها .. هذه أروى ..
    ضمتني وقبلتني .. ثم قبلت أخي ..
    تساقطت دموعها وهي تضغط على يدي الصغيرة ,, وتقبلها بقوة ..
    كل يوم يطرق سمعي ,, آخر صوت سمعته منها ..
    أستودعكما الله الذي لا تضيع ودائعه ,,
    ثم اجهشت بالبكاء .. وغطت وحهها ..
    اخرجونا من غرفتها .. ونحن بكاء ,, ودموع
    بدأنا رحلة التنقل
    رحلت .. من دار كان لى فيها أب وأم ,, وأخ ..
    رحلت ونحن رحلنا ..
    بعد خمس سنوات
    رجعت الى دار ابي .. قادمة من بيت جدتي
    أنا.. وأخي
    وغائب الموت لا ترجون رجعته *** اذا ذووغيبة من سفرة رجعوا ,,

    امرأة في بيت ابي ..
    هذه اسماء .. سلموا عليها
    ليست أمي .. لكنها نعم الزوجة لأبي ..
    اهتمت بتربيتنا تربية صالحة .. حرصت على متابعة دراستي
    بدأت تحثني على حفظ القرآن .. اختارت لى الرفقة الصالحة..
    هيأت لى ولأخي .. ما نريد .. بل أكثر من ذلك ..
    احيانا كثيرة نغضبها ..لكن رغم ذلك ..
    كانت المرأة الصبورة العاقلة ..
    لم تضع دقيقة من عمرها بدون فائدة ..
    لسانها رطب من ذكر الله .. جمعت بين الخلق والدين ..
    ملأت فراغا كبيرا في حياتنا ..
    هذا هو تفسيرها للمعاملة الطيبة .. عندما سألتها فيما بعد ..
    قلت لها انت تختلفين عن زوجات الأباء ..
    فأين الظلم وأين المعاملة السيئة ..
    قالت أخاف الله .. واحتسب الأجر في كل عمل اقوم به ..
    انتم امانة عندي ..كما ان الإنسان يطلب الأجر والمثوبة
    في العبادات كالصوم والصلاة فإنه يطلبها في المعاملة ..
    المسلم يابنتي مطالب بالمعاملة الحسنة..
    قاطعتها .. ولكننا نتعبك .. وقد نضايقك ..
    يا اروى ,, في كل عمل تعب ونصب ,, ولكن الجنة لها ثمن ..
    ما ذنب يتيم يظلم ,, وصغير يقهر ..
    قلت لها ,, والعبرات تخنقني ..
    هذه دعوة أمي رأيتها في حسن معاملتك ..
    فالله لا تضيع ودائعه ..
    قالت : لقد حفظت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    (( اذا صلت المرأة خمسها , وصامت شهرها , وحفظت فرجها , واطاعت زوجها , قيل لها .. ادخلى الجنة من اى الأبواب شئت )) ..
    قلت في نفسي ..
    ما أخطأ أبي حين تزوج إمرأة صالحة ..
    ما أخطأ أبي حين تزوج إمرأة تخاف الله ..

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد