هنـــاك .. بين أسوار مقبرة حارتنا ..
تتمايل شجرة عجوز .. تتساقط فتات أغصانها الميتة ..
تخرج رائحة كريهة بالليل .. وعند السكون ..
تصدر أنين مبحوح حزين عندما تهب نسمة عابرة ..
يقولون تسكن بها أفعى بها أجنحة عريضة ..
ويقولون أيضا تسكن بها عفريتة وربما ساحرة عجوز ..
لها أنياب من ذهب .. شعرها أبيض فاقع .. يلمع في الظلام .
هناك حيث قبر جدي ..
أجلس القرفصاء ..
أشعل دخاني المتصاعد الى السماء ..
أرفع رأسي عاليا ..
أبحث عن نجمة غائبة ..
تائه في خضم النسيان ..
أرتجف عندما أسمع حفيف عابر ..
أكاد أصرخ بلا صوت ..
وحدي في الظلام .. رائحة المقبرة تشعرني بالغثيان ..
ومواء القطط يكاد يقتلني ..
وأنا هنا .. تجف يدي القابضة على عود ريحان ..
وبجانبي زجاجة ماء الزعفران ..
أكاد لا أستوعب ما يجري حولي ..
مثلي أنا هنا ….
ينبغي عليه الرحيل الآن .. ومن هذا المكان .
من مقبرة الحارة ..
فأنا لا أقواها .

اليك وحدك أحمل حقائبي العتيقة ..
اسابق القطار ..
اليك وحدك أخوض غمار الفراق .. من أجل حفنة ذكريات ..
اليك وحدك ارمي بثقلي على الايام .. لأشرب رشفة ماء ..
من ساقية ذلك الحقل المهجور.. هل تذكرينه .. ؟؟!

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,