الرئيسية › منتديات › مجلس القانون والقضايا والتشريعات › لا قيمة للقانون أمام الإعتبارات الشخصية
- This topic has 3 ردود, 3 مشاركون, and was last updated قبل 20 سنة، 3 أشهر by امير المساء.
-
الكاتبالمشاركات
-
28 أبريل، 2004 الساعة 7:15 ص #23776مجد العربمشارك
إن كيان المجتمع عبارة عن عدد من الأفراد مجتمعون في إقليم معين . وهؤلاء الأفراد في هذا الإقليم تجمعهم قواسم مشتركة تتمثل في اللغة والدين والعادات والتقاليد ، وهذه القواسم المشتركة تؤدي بهم إلى تكييف البيئة التي يختارونها لعيشهم .
والإنسان يُعرف على أنه كائن اجتماعي بطبعه ، فهو لا يعيش بمعزل عن بني جنسه ، ولا يقوى العيش بمفرده ، لذلك ينخرط في المجتمع الذي يألفه ، ويأخذ موقعه ومكانه بين هذا المجتمع .
المجتمع كما قلنا عبارة عن عدد من الأفراد والإنسان يعد فرد من المجتمع ، فنجد لكل فرد من هؤلاء الأفراد له مصالح يريد تحقيقها وقضائها لدى الآخرين . وهذه المصالح بين الأفراد دائما تكون متبادلة بينهم .
فلو أردت رغيفا من الخبز ، فسوف تذهب إلى الخباز . الخباز لكي ينتج الخبز يحتاج إلى طحين . الطحين عبارة عن حبوب زراعية أو محصول زراعي ولكي يكون طحينا يحتاج إلى الطحان . الطحان يحتاج إلى ذلك المحصول الزراعي ليطحنه . المحصول الزراعي عند المزارع . المزارع يحتاج إلى أدوات الزراعة كالآلات الزراعية والأسمدة . وهلم جرى . فأنظر إلى هذا المثل كيف أن العلاقات نشأت وتبادلت بين الأفراد وفق لحاجتهم ومصلحتهم . فالمصلحة تنشئ علاقات بين الأفراد .
إذا جئنا وحللنا سلوكيات الأفراد فلن نجدها فيهم متساوية ، بل هم عليها مختلفون ومتميزون ، وهذا الإختلاف والتمييز يولد تباين وتضارب في المصالح والسلوكيات . فنجد منهم ما هو ملتزم في الوفاء ما عليه من الإلتزام ، والآخر مماطل في الأداء ما عليه من الواجب . وعلى ضوء هذا التباين ينتج سلوك قد يكون غير محمود وهو أن القوي حتما سيهضم حق الضعيف ، وحق الضعيف معرض للإعتداء عليه في أي وقت لطالما لا توجد ضوابط في المجتمع تحُول بينها وبين وقوع الإعتداء . وإذا ما استمر الحال على هذا الوضع أو الصورة في المجتمع ، ستكون هناك فوضى تعم عليه ، مما يترتب عليها ولادة الجرائم كالقتل والسرقة والنصب والإحتيال .
لذلك لابد من معالجة هذا الخلل الذي يصيب المجتمع ، وذلك عن طريق إيجاد آلية معينة تكون فعّالة تكفل لأفراد المجتمع حماية حقوقهم من التجاوزات والتعديات من قبل أصحاب النفوذ ، وكذلك إيجاد آلية تعمل على ضرب اليد المعتدية من خلال فرض العقوبات على المعتدين ، وأيضا العمل على الحيلولة دون وقوع التعدي والتجاوزات على الحقوق . هذه الآلية هي سن القوانين التي تنظم المجتمع من حيث ضبط سلوكيات أفراد المجتمع وحماية مصالحهم والحفاظ على حقوقهم ومكتسباتهم .
إذا فسن القوانين أصبح ضروريا للمجتمع الذي يستفاد منه خلق الضبط في السلوكيات واحترام الأخلاقيات ومنع التجاوزات أو التقليل منها وتحقيق الرغبات وإشباع الحاجيات .
وسن القوانين من تداعيات الضرورة الملحة التي أدركها المجتمع حين رأى كيف أن المصالح كثرت وتشعبت وتباينت ، ولذلك دعت الضرورة والحاجة إلى من ينظمها ويحميها من نزغات المعتدين . إذا فتداعيات الضرورة هي التي ساقت بالمجتمع إلى إيجاد التنظيم ، وفي هذا التصرف يصور نبوعه عن قناعة المجتمع بوجود هذا التنظيم بينه .
ويتبع الموضوع >>>
28 أبريل، 2004 الساعة 8:03 ص #455244مجد العربمشاركرأينا في سن القوانين أنه جاء نتيجة تداعيات الضرورة الملحة التي أدركها المجتمع حين رأى كيف أن مصالحهم كثرت وتشعبت وتباينت ، مما يدعو الأمر إلى من يقوم بعملية تنظيمها وحمايتها من نزغات المعتدين ، لذلك ساقت بالمجتمع إلى إيجاد التنظيم ، نبوعا عن قناعته بضرورة وجود هذا التنظيم بينه .
ولكن وجود التنظيم وحده في المجتمع هل يكفي لتحقيق الهدف المنشود منه ؟
أرى شخصيا أن ذلك لا يكفي ، بل لابد من احترام هذا التنظيم بكل المعايير من قبل المجتمع الذي سعى في إيجاده وفق لتلك الإعتبارات من أجل منع تضارب المصالح بين الأفراد وخلق الفوضى .
إذا إن احترام التنظيم من قبل المجتمع دون استثناء أحد منه ، من الركائز الهامة التي تجعل المجتمع متماسك ومترابط ، وأن علاقة أفراده ببعضهم البعض تتسم بالقوة والمتانة . بل إن احترام التنظيم هو خير الكفيل لبقائه قائم ومنتج ومجدي تأتي ثماره وأكله للجميع .
وإن بقى هذا التنظيم على حالة من الإحترام من قبل الذين أوجدوه ، فلن تكون هناك سلبيات تعود على المجتمع ، حيث سيعم الرضا على الجميع باعتبار أن الكل يعلم ما له وما عليه وأنهم متساوون في الحقوق والواجبات وأمام القانون أو التنظيم .
ولكن إذا ما حدث خلل في الإحترام لهذا التنظيم ، فسوف يهدمه ، وإذا ما استمر هذا الخلل وتكرر حدوثه ، فلن يكون لهذا التنظيم أي قيمة له ، وسيبقى مجرد حبر على ورق يتغنى به المجتمع . والخلل الذي يجعل من التنظيم لا قيمة له هو الإعتبارات الشخصية التي يأتي أغلبها من ذوي أصحاب النفوذ في البلاد .
وأكيف الإعتبارات الشخصية في هذا المحفل بالمصطلح المعروف عنه والشائع ” الواسطة ” والبعض يردد هذه العبارة ( الواسطة فوق القانون ) . ولنقف قليلا عند تلك العبارة ، فعندما يتخذ المجتمع تنظيما معينا ليكون مرجعا له في كل أمر ينظمه هذا التنظيم ، فيعني ذلك أن هذا التنظيم قد بلغ القمة وليس بعد القمة شيء يأتي بعدها ، فلا يجب تجاوز هذه القمة باعتبار أن ما يأتي بعد القمة لا يكون على أساس يستند إليه ، ويكون خارج دائرة التعامل مما يترتب على بطلان ما يأتي بعد القمة . فليس بعد الحق إلا الضلال كذلك يُقاس الأمر . فما يأتي فوق القانون هو باطل ، والواسطة التي تأتي فوق التنظيم تهدم كل القيم الأخلاقية والمبادئ الفاضلة وتهدم العهد الذي أتخذه المجتمع حين وضع التنظيم لنفسه وكفل على احترام ما فرض على نفسه ، وخاصة إذا كانت الواسطة تلحق ظلم بالآخرين . وبالتالي سيكون التنظيم لا قيمة له .
والإعتبارات الشخصية التي تجعل من التنظيم لا قيمة له كما قلتُ ، لها سلبيات كثيرة نذكر منها :
1 ـ تعطيل التنظيم في المجتمع .
2 ـ خلق الفوضى في المجتمع .
3 ـ إحلال الظلم محل العدل في المجتمع .
4 ـ زرع البغض والحقد بين أفراد المجتمع .
5 ـ ولادة الجرائم بأنواعها في المجتمع .
6 ـ عدم المساواة في الحقوق وأمام القانون بين أفراد المجتمع …. وغيرها من السلبيات .فلو رجعنا إلى النظام الأساسي للدولة سنجده يمنع خلق الفوضى في المجتمع ، ويمنع إحلال الظلم محل العدل ، ويمنع ما يؤدي إلى التفرقة بين المجتمع العماني ، يمنع الجريمة بأنواعها ومحاربتها بالملاحقة وفرض العقوبة ، ويأخذ بمبدأ المساواة بين المواطنين أمام القانون .
وفي ختام الموضوع وبعد ما رأينا كيف أن الإعتبارات الشخصية لها دور في إلحاق المساوئ في المجتمع وهدم قيمة القانون .
فهل انتهينا من أخذ الإعتبارات الشخصية التي تهدم التنظيم في تعاملاتنا ؟
هل جعلنا التنظيم هو السائد والأساس في تعاملاتنا ؟ودمتم سالمين
4 يوليو، 2004 الساعة 10:28 ص #466237hani0مشاركشكرا للمواضيع
10 سبتمبر، 2004 الساعة 8:55 م #479221امير المساءمشاركشكرا من القلب
-
الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.