الرئيسية منتديات مجلس القانون والقضايا والتشريعات لا قيمة للقانون أمام الإعتبارات الشخصية

مشاهدة 4 مشاركات - 1 إلى 4 (من مجموع 4)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #23776
    مجد العرب
    مشارك

    إن كيان المجتمع عبارة عن عدد من الأفراد مجتمعون في إقليم معين . وهؤلاء الأفراد في هذا الإقليم تجمعهم قواسم مشتركة تتمثل في اللغة والدين والعادات والتقاليد ، وهذه القواسم المشتركة تؤدي بهم إلى تكييف البيئة التي يختارونها لعيشهم .

    والإنسان يُعرف على أنه كائن اجتماعي بطبعه ، فهو لا يعيش بمعزل عن بني جنسه ، ولا يقوى العيش بمفرده ، لذلك ينخرط في المجتمع الذي يألفه ، ويأخذ موقعه ومكانه بين هذا المجتمع .

    المجتمع كما قلنا عبارة عن عدد من الأفراد والإنسان يعد فرد من المجتمع ، فنجد لكل فرد من هؤلاء الأفراد له مصالح يريد تحقيقها وقضائها لدى الآخرين . وهذه المصالح بين الأفراد دائما تكون متبادلة بينهم .

    فلو أردت رغيفا من الخبز ، فسوف تذهب إلى الخباز . الخباز لكي ينتج الخبز يحتاج إلى طحين . الطحين عبارة عن حبوب زراعية أو محصول زراعي ولكي يكون طحينا يحتاج إلى الطحان . الطحان يحتاج إلى ذلك المحصول الزراعي ليطحنه . المحصول الزراعي عند المزارع . المزارع يحتاج إلى أدوات الزراعة كالآلات الزراعية والأسمدة . وهلم جرى . فأنظر إلى هذا المثل كيف أن العلاقات نشأت وتبادلت بين الأفراد وفق لحاجتهم ومصلحتهم . فالمصلحة تنشئ علاقات بين الأفراد .

    إذا جئنا وحللنا سلوكيات الأفراد فلن نجدها فيهم متساوية ، بل هم عليها مختلفون ومتميزون ، وهذا الإختلاف والتمييز يولد تباين وتضارب في المصالح والسلوكيات . فنجد منهم ما هو ملتزم في الوفاء ما عليه من الإلتزام ، والآخر مماطل في الأداء ما عليه من الواجب . وعلى ضوء هذا التباين ينتج سلوك قد يكون غير محمود وهو أن القوي حتما سيهضم حق الضعيف ، وحق الضعيف معرض للإعتداء عليه في أي وقت لطالما لا توجد ضوابط في المجتمع تحُول بينها وبين وقوع الإعتداء . وإذا ما استمر الحال على هذا الوضع أو الصورة في المجتمع ، ستكون هناك فوضى تعم عليه ، مما يترتب عليها ولادة الجرائم كالقتل والسرقة والنصب والإحتيال .

    لذلك لابد من معالجة هذا الخلل الذي يصيب المجتمع ، وذلك عن طريق إيجاد آلية معينة تكون فعّالة تكفل لأفراد المجتمع حماية حقوقهم من التجاوزات والتعديات من قبل أصحاب النفوذ ، وكذلك إيجاد آلية تعمل على ضرب اليد المعتدية من خلال فرض العقوبات على المعتدين ، وأيضا العمل على الحيلولة دون وقوع التعدي والتجاوزات على الحقوق . هذه الآلية هي سن القوانين التي تنظم المجتمع من حيث ضبط سلوكيات أفراد المجتمع وحماية مصالحهم والحفاظ على حقوقهم ومكتسباتهم .

    إذا فسن القوانين أصبح ضروريا للمجتمع الذي يستفاد منه خلق الضبط في السلوكيات واحترام الأخلاقيات ومنع التجاوزات أو التقليل منها وتحقيق الرغبات وإشباع الحاجيات .

    وسن القوانين من تداعيات الضرورة الملحة التي أدركها المجتمع حين رأى كيف أن المصالح كثرت وتشعبت وتباينت ، ولذلك دعت الضرورة والحاجة إلى من ينظمها ويحميها من نزغات المعتدين . إذا فتداعيات الضرورة هي التي ساقت بالمجتمع إلى إيجاد التنظيم ، وفي هذا التصرف يصور نبوعه عن قناعة المجتمع بوجود هذا التنظيم بينه .

    ويتبع الموضوع >>>

    #455244
    مجد العرب
    مشارك

    رأينا في سن القوانين أنه جاء نتيجة تداعيات الضرورة الملحة التي أدركها المجتمع حين رأى كيف أن مصالحهم كثرت وتشعبت وتباينت ، مما يدعو الأمر إلى من يقوم بعملية تنظيمها وحمايتها من نزغات المعتدين ، لذلك ساقت بالمجتمع إلى إيجاد التنظيم ، نبوعا عن قناعته بضرورة وجود هذا التنظيم بينه .

    ولكن وجود التنظيم وحده في المجتمع هل يكفي لتحقيق الهدف المنشود منه ؟

    أرى شخصيا أن ذلك لا يكفي ، بل لابد من احترام هذا التنظيم بكل المعايير من قبل المجتمع الذي سعى في إيجاده وفق لتلك الإعتبارات من أجل منع تضارب المصالح بين الأفراد وخلق الفوضى .

    إذا إن احترام التنظيم من قبل المجتمع دون استثناء أحد منه ، من الركائز الهامة التي تجعل المجتمع متماسك ومترابط ، وأن علاقة أفراده ببعضهم البعض تتسم بالقوة والمتانة . بل إن احترام التنظيم هو خير الكفيل لبقائه قائم ومنتج ومجدي تأتي ثماره وأكله للجميع .

    وإن بقى هذا التنظيم على حالة من الإحترام من قبل الذين أوجدوه ، فلن تكون هناك سلبيات تعود على المجتمع ، حيث سيعم الرضا على الجميع باعتبار أن الكل يعلم ما له وما عليه وأنهم متساوون في الحقوق والواجبات وأمام القانون أو التنظيم .

    ولكن إذا ما حدث خلل في الإحترام لهذا التنظيم ، فسوف يهدمه ، وإذا ما استمر هذا الخلل وتكرر حدوثه ، فلن يكون لهذا التنظيم أي قيمة له ، وسيبقى مجرد حبر على ورق يتغنى به المجتمع . والخلل الذي يجعل من التنظيم لا قيمة له هو الإعتبارات الشخصية التي يأتي أغلبها من ذوي أصحاب النفوذ في البلاد .

    وأكيف الإعتبارات الشخصية في هذا المحفل بالمصطلح المعروف عنه والشائع ” الواسطة ” والبعض يردد هذه العبارة ( الواسطة فوق القانون ) . ولنقف قليلا عند تلك العبارة ، فعندما يتخذ المجتمع تنظيما معينا ليكون مرجعا له في كل أمر ينظمه هذا التنظيم ، فيعني ذلك أن هذا التنظيم قد بلغ القمة وليس بعد القمة شيء يأتي بعدها ، فلا يجب تجاوز هذه القمة باعتبار أن ما يأتي بعد القمة لا يكون على أساس يستند إليه ، ويكون خارج دائرة التعامل مما يترتب على بطلان ما يأتي بعد القمة . فليس بعد الحق إلا الضلال كذلك يُقاس الأمر . فما يأتي فوق القانون هو باطل ، والواسطة التي تأتي فوق التنظيم تهدم كل القيم الأخلاقية والمبادئ الفاضلة وتهدم العهد الذي أتخذه المجتمع حين وضع التنظيم لنفسه وكفل على احترام ما فرض على نفسه ، وخاصة إذا كانت الواسطة تلحق ظلم بالآخرين . وبالتالي سيكون التنظيم لا قيمة له .

    والإعتبارات الشخصية التي تجعل من التنظيم لا قيمة له كما قلتُ ، لها سلبيات كثيرة نذكر منها :

    1 ـ تعطيل التنظيم في المجتمع .
    2 ـ خلق الفوضى في المجتمع .
    3 ـ إحلال الظلم محل العدل في المجتمع .
    4 ـ زرع البغض والحقد بين أفراد المجتمع .
    5 ـ ولادة الجرائم بأنواعها في المجتمع .
    6 ـ عدم المساواة في الحقوق وأمام القانون بين أفراد المجتمع …. وغيرها من السلبيات .

    فلو رجعنا إلى النظام الأساسي للدولة سنجده يمنع خلق الفوضى في المجتمع ، ويمنع إحلال الظلم محل العدل ، ويمنع ما يؤدي إلى التفرقة بين المجتمع العماني ، يمنع الجريمة بأنواعها ومحاربتها بالملاحقة وفرض العقوبة ، ويأخذ بمبدأ المساواة بين المواطنين أمام القانون .

    وفي ختام الموضوع وبعد ما رأينا كيف أن الإعتبارات الشخصية لها دور في إلحاق المساوئ في المجتمع وهدم قيمة القانون .

    فهل انتهينا من أخذ الإعتبارات الشخصية التي تهدم التنظيم في تعاملاتنا ؟
    هل جعلنا التنظيم هو السائد والأساس في تعاملاتنا ؟

    ودمتم سالمين

    #466237
    hani0
    مشارك

    شكرا للمواضيع

    #479221

    شكرا من القلب

مشاهدة 4 مشاركات - 1 إلى 4 (من مجموع 4)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد