الرئيسية › منتديات › مجلس أخبار ومقالات › صـــــرخـــــة العــــــراق
- This topic has 0 ردود, مشارك واحد, and was last updated قبل 20 سنة، 8 أشهر by خبل بس عاقل.
-
الكاتبالمشاركات
-
6 أبريل، 2004 الساعة 1:28 ص #23584خبل بس عاقلمشارك
بسم الله الرحمن الرحيمصـــــرخـــــة العــــــراق
قالوا غزو العراق لا لشيء إنما لدمار الطاغية ، غزو العراق لإنقاذ الشعب من حياته الكاويـــة ، غزو العراق لتحقيق الأمن في كل زاويـــــــــة ، غزو العراق لإنقاذ المنطقة من الهاويـــــــــــة….
فصدَّق المأفون ، وصفَّق المأبون ، وقالوا عن العاقل هذا مجنون !! هذا خؤون !! ، وصدَّق الناس أن العاقل مجنون!!
فتطايرت الرؤوس ، وأُزهقت النفوس ، ودُمر المحسوس والملموس ؛ حتى أصبحت الدور أطلالا ، والأحياء دماءً وأشلاءً ، والدماء والأشلاء أهوالاً ، وتحول الناس ما بين طريد ، وشريد ، وغريب ، ووحيد ، ويتامى ، وثكالى ، وحيارى ، كل هذا لدمار الطاغية . لغة البلاد أشجان ، وأنفاس الناس آهات وأحزان ، كل هذا لدمار الطاغية !! اغتصبت العذارى ، وبكى فوق اليُتم اليتامى ، وبدد أهل الإسلام النصارى ، كل هذا لدمار الطاغية.
قام الصليب ، وقتل البعيد والقريب ، والحاضر والغريب ، وَسِيقت الأموال ، واستوثق الأنذال ، واغتُصِبَ كل ذي بال ، كل ذلك لأجل دمار الطاغية !!
وذهب الطاغية ومن معه من الحثالة الباقية ، وأُعلن النصر ، وحل بأهل الديانة الهم وعظيم القهر ، بين مذهول ، ومغلول ، ومعلول ، ومشلول ، ومكلول ، ومذلول.
قام العاقل المجنون ، وهو مغموم ومحزون ، ونادى أيها المأفون ذهب الطاغية وهذه الدماء تسيل ، وهنا كثر العويل ، وهناك خطب جليل ، فأين من الغزاة الرحيل ؟!!
أيا مأبون أيا ملعون كل شيءٍ هنا مكلوم ومحزون ، ولكن العيب كل العيب أن يخاطب العاقل المأفون ، ويعاتب الشريف المأبون .
من المســـــــؤول
من المسؤول عن دمار أرض الخلافة
من المسؤول عن دموع اليتــــامى
من المسؤول عن صرخات الثكالى
من المسؤول عن تغريب الأجيـــال
من المسؤول عن تقميص العباد ثياب الذل والخزي والعــــــــــار
من المسؤول عن نشء الأجيــــال تحت وطأت الحديد والنــــــار
من المسؤول عن انتهــــاك حصــــون حمى المحصنـــــــات
من المسؤول عن ضحكات الجنود الأوغاد على عذارى البنـــات
من المسؤول عن درس معالم الديانــــــة وأصول المقدســــــات
من المسؤول عن إحلال الفقر المدقع فـي العباد وأكل الثــروات
من المسؤول عن العبـــرات والنحـيب والقـــهر والآهــــــاتولكن أقول يا ويل ثم يا ويل ثلاثة حاكم وعالم وراض
مُسلّمــــات
أعلم أن الأجيال المقبلة ستعيش جاهلة عن حقيقة بيع العراق ، كما عشنا نحن حقيقة بيع فلسطين .
أعلم أن المأبونيين سيُجيِّرون كل شيء لصالحهم ، وأنهم هم أبطال القضية ، وهم أصحاب النضالات المرضية ، والمواقف المخلصة السوية .
أعلم أن المؤتمرات ستعقد كما عقدت لفلسطين وستكون التنديدات والخطابات والنذالات والحقارات لتُستخف بها عقول الأمة تحت مسمى إنجازات ، وتضحيات ، وانتصارات ، وتبرعات ، هرطقة ، وسفسطة كما هو حال فلسطين .
ولكني أحب أن أسطر هنا للأجيال مرجعاً صادقاً للقضية ، منها يأخذ علماؤهم أحكامهم الشرعية ، ويسطر مؤرخوهم قصة الخيانة التاريخية ، وليُأخذ منها العبر الصالحة السوية .
تاريخ القضية
أعلنت حاضنة اليهود وابنة الكفر أمريكا أن رئيس العراق يملك أسلحة – دمار شامل – يهدد المصالح العامة ، والخاصة ، ولا بد من إزالته ؛ ومما يُلْفَتْ إليه النظر أن إسرائيل تملك أكبر ترسانة نووية في الشرق الأوسط ، إلا أنها تمثل أمريكا ؛ ومع هذا سمح الرئيس العراقي بتفتيش كل شيء في العراق حتى غرفة نومه ، وبسبب هذه التهمة جُوِّع الشعب العراقي حتى مات على مدار ثلاثة عشر عاماً مليون ونصف طفل عراقي ، وقطَّعت دول الجوار كل سبل التعاون مع شعب العراق المظلوم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
واستمر الحصار والتجويع والتدمير أربعة عشر عاماً ، ولم تمت دولة عربية يد العون لهذا الشعب الغريق ؛ بل تعيش الشعوب المجاورة في ترف من العيش على وجه مخيف جداً ينم على عدم توفر أدنى إحساس ؛ حتى أن كويتياً عرض مليون دولار لشراء حطام سيارة ديانا الإنجليزية الكافرة ، وآخر اشترى منديل – أم كلثوم – بخمسة ملايين دولار ، وآخرون يصرفون على الجمال ملايين الدولارات ، حتى أن بعض الفقراء يتمنى أن يكون جملاً ولو لليلة واحدة فقط .
ولم يقتصر الأمر على هذا فحسب بل تقوم الدوريات الجوية الأمريكية لضرب أطفال ونساء وشيوخ العراق من أكثر الدول المجاورة على مدار أربعة عشر عاماً ، وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم تقرأ عليهم وآيات الله تقرع مسامعهم على مدار هذه السنوات الطوال ؛ ولم يُأنب أحدهم ضميره ، ويعلن توبته ، ويستقيم حاله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
بعدها أرادت أمريكا أن تشتري من مجلس الخوف ]مجلس إسرائيل[ إعلان الحرب على العراق ، وسعت جاهدة ، وفعلت ذلك وشرت ذمم الكثير منهم وجمعت وبريطانيا أكثر من ثلاثمائة ألف جندي مسكنهم ، ومأكلهم ، ومشربهم ، وحمايتهم من أهل الإسلام والله المستعان ؛ وكل من ندد بوجودهم ، ووجوب إخراجهم ، قالوا عنه خارجي جاهل لا يفهم الواقع متأثر بأفكار سقيمة أحسن أحواله تحت الأرض ، ويستحسن الخلاص منه ، ومنهم من يقول لا بل متسرع مصاب بحماس الشباب ، ولا يميز بين المصالح والمفاسد فالأمر لله سبحانه .
وخرجت أمريكا بعددها وعدتها ، ونقطة انطلاقها من أراضي المسلمين ، بل والمؤسف أن هناك من شارك في الجيش الأمريكي من المسلمين ، وقامت قائمة أمريكا وانطلقت الـ p52 تحمل القنابل الذكية ، لتحرق الموحدين أطفلاً ، وشيوخاً ، ونساء ؛ ودوت المآذن في بغداد بالتكبير لتعلن للمسلمين إن لم تجمعنا الأرض فليجمعنا شعار الإسلام ، بكت الأمة في كل مكان ، ولكن النحيب لا يرد غدر الجبناء ، واختلط صراخ الأطفال بدوي القنابل ، وساء صباح العراقيين ، وارتفعت أكف المخلصين ، وانصبت دموع الثكالى لتعلن الغوث ، ولتطلب العون من المسلمين ، ولكن العون اليوم مذبوح .
ملأت أشلاءهم شاشات العالمين ، وسمع صيحات استغاثتهم حتى وثنية البوذيين ، وموقع الضرب من أرض المسلمين ، فليعلم ذلك الأجيال .
وخرج العراقي الشريف يدافع بإمكانياته المحدودة ساعة برشاشة ، وأخرى بنحره ، دفاعاً عن دينه ، وعرضه ، وأرضه .
ترى الجندي العراقي يحتضن أبناءه حضناً لا لقاء في الدنيا بعده ، ويكفكف دمع زوجته ، ويَبْصُم قبلة اللحظة الأخيرة على وجنات أبنائه ، ليقابل القنابل العنقودية ، والأسلحة التي تُصهر الحجر ، والمدر ، والأخضر ، واليابس ، واستمر الكفاح ، وطعام ومشرب الأمريكان من أرض أهل الإسلام ، وماء طائراتهم من مائهم .
يتنفسُ صبح العراقي بدم أبنائه ، ودمار عشه ، وقطع كل جميل من بنيات أماله ، شوارعهم جنائز ودولة قطر تقدم للأمريكان الجوائز ، وأجواءهم قاذفات ، وأرضهم حارقات ، بينما أراضي من حولهم رقصات ، وسهرات ، وأغاني ، وماجنات ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، ه فليعلم الأجيال هذا .
وبعد مرور العشرين يوماً من المقاومة سقطت بغداد ، ولا تسل الكاتب كيف ذلك أبداً ، كل ما أستطيع قوله أنها سقطت ، ليستلم الأمريكي عذارى بغداد يرجي إليه من يشاء ويختار ؛ فإذا بالعراقية تفاجئ بأن زوجها العسكري لم يعد إليها ، وإنما أصبح أمامها جندي أصفراً أو أسوداً يراودها عن نفسها ، ويغتصب بنياتها ، ويسيطر على البر ، والبحر ، والسهل ، والجبل ، والرخيص ، والنفيس فليعلم الأجيال هذا .أُخذت الأموال عنوة وجهراً ، واغتصب النساء أمام كامرات التصوير ، كل ذلك تحت مسمى التحرير ، ولا زالت الضحكات ، والسهرات ، والنوادي ، والمنتزهات تملأ أرض المسلمين ، وفي الحقيقة أيها الأجيال لا أدري ءأكتب هذه الشكوى إلى الله وهو يعلمها ، أم أسطرها لكم لتعلموها ولا عاصم من أمر الله إلا من رحم ؟!!
وانتهى الأمر وأصبح لدينا فلسطين أخرى بمقاومة يسيرة كحماس ورحمة الله وبركاته .
خاتمة
لم نر موقفاً مشرفاً من أحد سوى ما رأينا من مواقف أبطال الجهاد في العراق ومن هنا تخلق استفهامات لا حدود لها ، وإشكالات لا حصر لحدها عن مسببات هذا الخذلان من بعض الأمة لبعض ، وعن ماهية النفوس التي استوطنت أجساد الناس في هذا الزمن ، والذي أستطيع أن أفيد به الأجيال عن أخصر عبارة تجسد لهم السبب الرئيس لكل هذا البلاء (( محبة الدنيا وكراهية الموت )) بل أقول أن أهل الإسلام يحاربون اليوم الإسلام إلا من رحم الله منهم علموا ذلك أم لم يعلموا بل أصبح أهل الإسلام أقسام من حيث مسميات الديانة منهم (( ملتزم )) – مطوع – ومهنم (( عادي )) – أي غير ملتزم ومنقاد ، ومنهم منفتح ، ومنهم منغلق ، وهلم جر .
أيها الأجيال إن الذي أوصلنا إلى هذا الحال شر كبير يجعلنا نستحق أكثر من هذا بكثير لولاحلم الله ، وسعة رحمته ، وفضل كرمه .
نحن لم ننصر الله في هذه الأرض على مستوى الدول ، والمجتمعات ، والأسر ، والأفراد إلا من رحم الله ، وهم أقل من القليل والله المستعان ومن استزاد من الشر إنما يستزيد المهانة والذل والله المستعانمع خالص تحياتي للجميع
-
الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.