الرئيسية › منتديات › مجلس الأصدقاء والمرح › ارجوكم انقذوووني من الورطة
- This topic has 3 ردود, 4 مشاركون, and was last updated قبل 20 سنة، 9 أشهر by شمعة الليل.
-
الكاتبالمشاركات
-
24 مارس، 2004 الساعة 8:24 ص #23290جنان الحائرةمشارك
اخواني الاعزاء:
ارجوكم ساعدوني انا عندي مشكلة كبيييرة وكتبت هذا الموضوع في مجلس شؤون الطلبة بس ماحد راضي يساعدني
انا اريد اعرف ايش المقصود بنظرية المعرفة وخاصة عند ابن سينا او اي واحد من الفلاسفة ارجوكم الموضوع مستعجل
انقذووووووووووووووووووووووووووووووووووووووني
تحياتي لمن يساعدني فقط24 مارس، 2004 الساعة 9:05 ص #451956Al-Hajriمشاركاول مرة اسمع بهذه النظرية
24 مارس، 2004 الساعة 11:03 ص #451968عبير الشوقمشاركابسط شىء تروحي موقع جوجل للبحث… http://www.google.com واكتبي جملة نظرية المعرفة وانشاء الله على طول بتحصلي اللى تريدية
24 مارس، 2004 الساعة 11:46 ص #451982شمعة الليلمشاركنظرية المعرفة :
سؤال : ما هو المقصود من المعرفة ؟
جواب : المقصود من المعرفة هو حصول العلم لدى الإنسان بالجزئيات القابلة للإدراك عن طريق الحواس الخمس ، فلو حصل للإنسان علم بجزئيات شيء أصبح الإنسان عارفا بذلك الشيء ، و قد يُراد به إدراك الجزئي و البسيط المجرد عن الإدراك فيقال مثلا ” عرفت الله ” و لا يقال ” علمت الله ” .
أما المراد من معرفة الله سبحانه و تعالى الإطلاع على صفاته الجلالية [1] و الجمالية [2] بقدر الطاقة البشرية ، و أما الإطلاع على الذات المقدسة فما لا مطمع فيه لأحد .
ثم إن المعرفة ذات مراتب و درجات أشار إليها العلماء و طبقوا أمثلتها على معرفة النار تقريبا للذهن ، و قسّموها كالتالي :
1. معرفة النار عن طريق السماع بوجود شيء حارق يلتهم الأشياء و يجعلها رماداً إذا ما وصلت لها ، و تعتبر هذه المعرفة أدنى مرتبة من مراتب المعرفة .
2. معرفة النار عن طريق مشاهدة الدخان و من ثم الحكم بوجود النار باعتبار أن الدخان هو من آثار النار .
3. معرفة النار عن طريق الاستضاءة بالنار و الاستفادة المباشرة من حرارتها .
4. معرفة النار عن طريق الاحتراق بالنار ، و هذه الأخيرة تُعد أعلى مرتبة من مراتب المعرفة .
هذه هي مراتب المعرفة بصورة مختصرة كما ذكرها العلماء .سؤال : ما هو الدليل على لزوم تحصيل المعرفة ؟
جواب : لا يستطيع أي إنسان أن ينكر أن هناك أسئلة كثيرة يطرحها الإنسان على نفسه بصورة مستمرة منذ أن عرف نفسه ، و هو إذ يسعى للحصول على ما يقنعه من الإجابات الصحيحة ، فهو إنما يسعى ـ في الواقع ـ وراء معرفة الإجابة الصحيحة لثلاثة أسئلة رئيسية حائرة تتشعب منها سائر الأسئلة .
أما الأسئلة الرئيسية فيمكن حصرها في ما يلي :
1. من أين أتيتُ أنا الإنسان إلى هذا العالم ؟ ـ أي معرفة الماضي ـ .
2. لماذا أتيتُ إلى هذا العالم ؟ ـ أي معرفة الحاضر ـ .
3. إلى أين سأذهب في ما بعد ؟ ـ أي معرفة المستقبل ـ .
و هذه الأسئلة يطرحها الإنسان على نفسه بحكم ما وهب الله له من العقل و التفكير ، و يجد نفسه ملزماً على السعي وراء الحصول على الإجابات الصحيحة المقنعة لهذه الأسئلة الآنفة الذكر .
هذا و إن من حق كل إنسان معرفة ما يخُصّ حياته التي يعيشها ، كما يحق له معرفة حالته السابقة لهذه الحياة ، و له أيضا حق معرفة ما سيلحق به بعد حياته هذه ، بل العقل يحكم بوجوب تحصيل المعرفة بالنسبة إلى هذه الأمور .
ثم إن البحث والتحري عمّا سبق يُحدد للإنسان مساره و يمنحه فرصة لانتخاب مناهج مادية أو إلهية بعد فرزه للصالح منها .
هذا من جانب ، و من جانب آخر فإن أي تقدم يمكن أن يحققه الإنسان في حياته ، إنما يتحقق بوجود برنامج دقيق و تخطيط صائب ، ثم العمل بذلك البرنامج و الأخذ بذلك التخطيط ، و من الواضح جدا أنه لا يمكن وضع أي برنامج و رسم أي تخطيط للحياة إلا بعد معرفة صحيحة و دراسة واقعية للحياة نفسها و لما يدور حول الإنسان ، فيجب على من يريد رسم برنامج لحياته و التخطيط لها أن يحصل على المعرفة بالمكان و الزمان و المبدأ و المعاد ، و ما إليها من الأمور الأخرى ، كي يوفّق لوضع برنامج دقيق و رسم مخطط سليم يتوصل بهما إلى شاطئ السعادة و الفلاح .
هذا و إن الإنسان لا يستغني عن تحصيل المعرفة مع كل خطوة يخطوها و مع كل عمل يقوم به ، و إلى هذه الحقيقة تُشير الأحاديث المروية عن المعصومين ( عليهم السَّلام ) .
فعَنْ كُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السَّلام ) أَنَّهُ قَالَ فِي وَصِيَّتِهِ إِلَيْهِ … : ” ياكُمَيْلُ مَا مِنْ حَرَكَةٍ إِلَّا وَ أَنْتَ مُحْتَاجٌ فِيهَا إِلَى مَعْرِفَةٍ … ” [1] .
و عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السَّلام ) يَقُولُ : ” الْعَامِلُ عَلَى غَيْرِ بَصِيرَةٍ كَالسَّائِرِ عَلَى غَيْرِ الطَّرِيقِ لَا يَزِيدُهُ سُرْعَةُ السَّيْرِ إِلَّا بُعْداً ” [2] .
و عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السَّلام ) يَقُولُ : ” وَجَدْتُ عِلْمَ النَّاسِ كُلَّهُ فِي أَرْبَعٍ ، أَوَّلُهَا أَنْ تَعْرِفَ رَبَّكَ ، وَ الثَّانِي أَنْ تَعْرِفَ مَا صَنَعَ بِكَ ، وَ الثَّالِثُ أَنْ تَعْرِفَ مَا أَرَادَ مِنْكَ ، وَ الرَّابِعُ أَنْ تَعْرِفَ مَا يُخْرِجُكَ مِنْ دِينِكَ ” [3] .
و لاشك أن الأمر الرابع لا يقل أهمية عن بقية الأمور الثلاثة الأخرى ، ذلك لأن المعرفة بالهدف وحدها لا تكفي في الوصول إلى الهدف ، بل لا بد لضمان الوصول إلى الهدف المنشود معرفة المخاطر و المعوقات التي تمنع أو تعرقل الوصول إليه .سؤال : ما هي طرق المعرفة و أدواتها المعترف بها في الإسلام ؟
جواب : يستعين الإسلام لمعرفة الكون ، و للوصول إلى الحقائق الدينية بثلاثة أنواع من الأدوات مع أنه يعتبر لكل واحد منها مجالا مختصا به ، و هذه الأدوات هي :
1. الحِسّ ، و أهم الحواس هما حاستا السمع و البصر .
2. العقل الذي يكتشف الحقيقة في مجال محدود و خاص ، منطلقا في ذلك من أصول و مبادئ خاصة .
3. الوحي الذي هو وسيلة لارتباط ثلة ممتازة و مميزة من البشر بعالم الغيب .
و بإمكان البشرية جميعا أن يستفيدوا من الطريقين الأوليين في معرفة الكون و في فهم الشريعة كذلك ، بينما الطريق الثالث خاصّ بمن شملته العناية الإلهية ، و أبرز نموذج لهذا النمط من الناس هم رُسُل الله و أنبياؤه الكرام .
هذا مضافا إلى أن أدوات الحسّ و ما يسمّى بالحواس الخمس ، لا يستفاد منها إلا في مجال المحسوسات ، كما لا يستفاد من أداة العقل إلا في مجال محدود يملك العقل مبادئه .
على حين يكون مجال الوحي أوسع نطاقا و أكثر شمولية ، كما أنه نافذ في جميع الأصعدة سواء في مجال العقيدة أو في إطار الوظائف و التكاليف .
و لقد تحدَّث القرآن الكريم حول هذه الأدوات الثلاث في آيات متعددة نذكر هنا نموذجين منها :
1. قال الله عَزَّ و جَلَّ : { وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [1] .
و المراد من الأفئدة في الآية ـ و هي جمع فؤاد ـ بقرينة لفظَتي : ” السمع ” و ” البصر ” هو العقل البشري .
على أن ذيل الآية المذكورة الذي يتضمن أمراً بالشكر يفيد أن على الإنسان أن يستفيد من هذه الأدوات الثلاث لأن الشكر يعني صرف كل نعمة موضعها المناسب .
2. و حول ” الوحي ” قال سبحانه و تعالى : { وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } [2] .
إن الإنسان المتدين يستفيد ـ في معرفة الكون و الحياة و العقيدة و الدين ـ من الحسّ ، و لكن غالبا ما تكون المدرَكات الحسية أساسا و منطلقا لأحكام العقل أي أن تلك المدرَكات تصنع الأرضية للفكر و حُكمه ، كما أنه قد يستفاد من العقل و الفكر في معرفة الله و صفاته و أفعاله و تكون حصيلة كل و احدة من هذه الطرق و الأدوات مقبولة و نافذة و معتبرة في اكتشاف الحقيقة و معرفتها .سؤال : ما هي المعارف التي لا يستغني عنها الإنسان المؤمن ؟
جواب : المعارف التي حثّ الإسلام على تحصيلها و لا غنى عنها كثيرة نذكر أهمها فيما يلي :
معرفة الله جَلَّ جَلالُه :
إن معرفة الله سبحانه و تعالى أساس كل خير و هي رأس العلم و أعلى المعارف و أوجبها ، فأول العلم معرفة الجبار .
أما حدود ما يلزم علينا تحصيله من المعرفة بالنسبة إلى الله تعالى فهي كما بيّنها الرسول المصطفى ( صلَّى الله عليه و آله ) عندما سُئل عن ذلك .
جاء رجل إلى رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) و قال : ما رأس العلم ؟
فقال ( صلَّى الله عليه و آله ) : ” معرفة الله حق معرفته ” .
قال السائل : و ما حق معرفته ؟
فقال ( صلَّى الله عليه و آله ) : ” أن تعرفه بلا مثل و لا شبه ، و تعرفه إلها و احدا خالقا قادرا ، أولا و آخِراً و ظاهرا و باطنا ، لا كفو له و لا مثل له ، فذاك معرفة الله حق معرفته ” [1] .
معرفة الكون و الطبيعة :
يقول الله العظيم في كتابه الكريم : { قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ … } [2] .
و يقول تعالى أيضا : { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ } [3] .
و المؤمن لا يستغني عن التفكر في خلق السماوات و الأرض لتثبيت إيمانه و ترسيخ دعائم عقيدته .
معرفة الإنسان نفسه :
هذه المعرفة أيضا من ضروريات المعارف التي أكد الله تعالى في القرآن الكريم ، و كذلك الأنبياء و الأئمة المعصومون ( عليهم السَّلام ) على تحصيلها ، و أهمية هذه المعرفة واضحة جداً إذ أن الجهل بالنفس يعتبر من الموانع الرئيسية التي تقف بوجه الإنسان إذا أراد معرفة ما يحيط به ، خصوصا إذا أراد معرفة الله تعالى ، و من عرف نفسه فقد عرف ربه ، و لقد أشار القرآن الكريم إلى أهمية معرفة النفس حيث قال :
1. { سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } [4] .
2. و قال تعالى أيضا : { وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ } [5] .
أما الأحاديث فهي كثيرة في هذا الباب نشير إلى نماذج منها في ما يلي :
1. قال أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) : ” معرفة النفس انفع المعارف ” [6] .
2. و قال ( عليه السَّلام ) أيضا : ” كيف يعرف غيره من يجهل نفسه ” [7] .
3. و قال ( عليه السَّلام ) أيضا : ” نال الفوز الأكبر من ظفر بمعرفة النفس ” [8] .
4. و قال ( عليه السَّلام ) : أيضا ” من عرف نفسه فقد انتهى إلى غاية كل معرفة و علم ” [9] .
معرفة التاريخ :
إن لمعرفة التاريخ و التدبر في أدواره أهمية كبرى و دوراً هاما في اكتشاف الحقائق بهدف الاستفادة من تجارب الماضيين و تحاشي الوقوع فيما و قع فيه الماضون من أخطاء و اشتباهات و عدم تكرارها ، كما و إن معرفة التاريخ تعطينا فرصة اكتشاف إيجابيات الأمم السالفة و العمل بها اختزالا للوقت و الجهد و تجنبا للإسراف في الطاقات و الإمكانيات ، و لذا فإننا نجد القرآن الكريم يَحُثُّ على تحصيل هذه المعرفة حيث يقول :
1. { لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ … } [10] .
2. { … فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } [11] .
ثم إن من يُعرض عن تحصيل هذه المعارف سيكون محجوبا عن معرفة الله سبحانه و تعالى و سننه في الكون .
معرفة الحجة و الإمام :
نظرا لأهمية مسألة الإمامة و القيادة في الإسلام ، نجد أن هناك أحاديث كثيرة تحث على معرفة الإمام الذي هو حجة الله على خلقه ، و كما هو واضح فان المراد من الإمام هنا هو النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) و أوصيائه المعصومون في كل عصر .
يقول الإمام علي بن موسى الرضا ( عليه السَّلام ) : ” إن الإمامة زمام الدين و نظام المسلمين ، و صلاح الدنيا ، و عزّ المؤمنين ، إن الإمامة أسّ الإسلام النامي ، و فرعه السامي ، بالإمام تمام الصلاة و الزكاة و الصيام و الحج و الجهاد ، و توفير الفيء و الصدقات ، و إمضاء الحدود و الأحكام ، و منع الثغور … ” [12] .
و قال الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) : ” بني الإسلام على خمسة أشياء : على الصلاة و الزكاة و الحج و الصوم و الولاية ” .
قال زرارة : فقلت و أي شيء من ذلك أفضل ؟
فقال : ” الولاية أفضل لأنها مفتاحهن ، و الوالي هو الدليل عليهن … ” [13] .
و قال الإمام أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) : ” اللَّهُمَّ بَلَى لَا تَخْلُو الْأَرْضُ مِنْ قَائِمٍ لِلَّهِ بِحُجَّةٍ إِمَّا ظَاهِراً مَشْهُوراً و إِمَّا خَائِفاً مَغْمُوراً لِئَلَّا تَبْطُلَ حُجَجُ اللَّهِ و بَيِّنَاتُهُ ” [14] .
وتأكيدا على ضرورة معرفة الإمام و الحجة نجد الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) يقول : ” من مات لا يعرف إمامه ، مات ميتة جاهلية ” [15] .
وعن الشَّيْخُ الْمُفِيدُ فِي الْإِخْتِصَاصِ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّلِ ( عليه السَّلام ) قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ : ” مَنْ مَاتَ بِغَيْرِ إِمَامٍ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً إِمَامٍ حَيٍّ يَعْرِفُهُ ” .
قُلْتُ : لَمْ أَسْمَعْ أَبَاكَ يَذْكُرُ هَذَا يَعْنِي إِمَاماً حَيّاً .
فَقَالَ : ” قَدْ واللَّهِ قَالَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلَّى الله عليه و آله ) ” .
قَالَ و قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلَّى الله عليه و آله ) : ” مَنْ مَاتَ و لَيْسَ لَهُ إِمَامٌ يَسْمَعُ لَهُ و يُطِيعُ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً ” [16] .
و قال الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) : ” من بات ليلة لا يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية ” [17] .
إلى غيرها من الأحاديث الكثيرة .سؤال : ما هي المعرفة المعتبرة في علم الكلام و عند المتكلمين ؟
جواب : المعرفة المعتبرة و المعترف بها عند المتكلمين هي تلك المعرفة القائمة على الأسس التالية :
1. أن تكون المعرفة قطعية بحيث يمكن الجزم بها ، أما المعارف الظنية أو الوهمية أو الشكية فلا اعتبار لها .
و في هذا المجال يقول الله العظيم في قرآنه الكريم : { وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً } [1] .
و يقول سبحانه و تعالى أيضا و هو يذمّ الذين يتبعون الظن : { … وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ شُرَكَاء إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ } [2] .
و يقول عز من قائل أيضا : { وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا } [3] .
فكل معرفة خارجة عن إطار العلم القطعي مرفوضة عند الإسلام و عند المتكلمين ، و لذلك فإننا نرى أن كثيرا من الآيات الكريمة تنتقد و تذم المقتفين سنن الآباء و الأجداد بلا دليل قطعي واضح ، و بلا علم بصحة أدلة الآباء و الأجداد .
و بهذا الشأن يقول الله العظيم : { بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ * وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ } [4] .
و يقول جل شأنه : { … قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ } [5] .
و هكذا فان الإسلام يدين المنطق الرجعي القائم على تقديس مذهب الآباء و الأجداد ـ لكونهم آباء و أجداد لا لصواب منطقهم ـ لأن ذلك ينفي العقل الإنساني و يرفض تطور التجارب البشرية ، و يصادر الموضوعية في معالجة قضايا السلف ، و الغريب أن هذا المنطق الجاهلي يسود حتى اليوم على العالم ، و يظهر تارة على شكل عادات و تقاليد خرافية مطروحة باسم ” آثار الآباء ” ، و تارة باسم الحفاظ على المآثر القومية و الوطنية ، لذا فيجب عدّ هذا المنطق الرجعي من أسباب انتقال الخرافات من جيل للآخر ، و من الواضح أنه ليس المقصود طبعاً هجرة تقاليد الآباء و عاداتهم كلها ، بل الصحيح هو تحليل عاداتهم و أخذ ما انسجم منها مع العقل و المنطق و طرح ما يُنافي العقل منها .
إذن فالعادات و التقاليد المنسجمة مع العقل و المنطق يمكن عَدُّها تراثا قوميا يستحق الحفظ ، أما الاستسلام التام و التقليد الأعمى لطريقة الآباء و الأجداد فليس له مبرر و هو الرجعية بعينها .
2. أن تكون المعرفة نابعة عن أدوات المعرفة الحسيّة و القلبية أو العقلية ، كما أشار إلى ذلك القرآن الكريم : { وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [6] .
فالسمع و البصر هما رمزا الأدوات الحسيّة ، كما أن الفؤاد هو كناية عن العقل و الإدراكات الصحيحة الفكرية ، فالحس و العقل هما المعتمدان عند المتكلمين من بين أدوات المعرفة لأنهما الأكثر صوابا و الأعظم نتيجة ، ذلك لأن العلم لا يحصل إلا عن طريق الفؤاد أي العقل .
ثم انه لاشك و إن معرفتنا للعالم الخارجي لا تحصل بصورة مباشرة و إنما تتم عن طريق السمع و البصر و ذلك بعد التقاط المعلومات الصوتية و التصويرية و إرسالها إلى عقولنا بغية فهمها و تحليلها و الاستنتاج منها . -
الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.