إلى ماذا يخضع سلوك الإنسان ؟

سلوك الإنسان ، الإنسان الحر السوي طبعاً يخضع لمراقبة الوظائف العقلية العليا وظائف الانتباه والإدارة والتفكير والإدراك والعقلنة لهذا نراه يفعل هذا ويبتعد عن ذاك .

ولاشك في أنه يوجد لدى الإنسان سلوك غريزي إنما الإنسان العاقل هو من يعقلن هذا السلوك ويخضعه قدر المستطاع للإرادة ، كما يوجد لدية أيضاً مربك لوضعه الاجتماعي أو مرهق المسيرة العائلة لكنة لا يستطيع أن يمنع عن لإشباع رغباته في إنجاز هذا السلوك غير المستحب بمعنى أنه يشبع سلوكاً بسلوك آخر قد يكون أسوأ من الأول كان يسرق أو يقتل أو يحتال الخ … لإشباع سلوكه في المقامرة أو الإدمان أو ما شابة ذلك . هذا السلوك غير المستحب اجتماعياً قد يتوزع بين درجات : منها البسيطة كالتدخين والشتيمة أو التجديف ومنها المتقدمة في الانحراف كالإدمان على المخدرات والإجرام وما بينهما من درجات كالإدمان على تعاطي الكحول والمقامرة والفجور … تجدر الإشارة إلى أن هذه الأنواع من السلوك المنحرف وأية أنواع أخرى من السلوك السوي والمشرف ليست فطرية إنما هي مكتسبة يتمرسها الإنسان ويعتاد عليها مع تتالي الأيام والسنين إلى أن تصبح جزءاً من شخصيته وجانباً مهما لهذه الشخصية أنها باختصار عادات الإنسان . والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هو (( طالما أن سلوك الإنسان مكتسب واجتماعي لماذا إذن هذه الانحرافات بدرجاتها المختلفة ؟ لماذا نسمح لعادات غير مستحبة أن تعشعش في نفوس أطفالنا ؟ لماذا نترك لأطفالنا وشبابنا أن يتمادوا ويتعودوا على ما هو ليس بمستحب ؟ هل نحن فعلاً مشاركون في ذلك أم غير فادرين على فعل أي شيء أم لا مبالين نترك الأمور تتفاقم لتحصد كل المعاني الإنسانية وكل القيم الاجتماعية ؟ هل بمقدورنا تدارك الأمور على الأقل قبل استفحالها لحماية أجيالنا الطالعة ؟ أمل من كل أمة في غدها والعدة التي بها سينبني المستقبل …

إنه الموضوع الأساسي الذي يجب أن تتضافر الجهود من أجله أنها مشكلة الوقت في وجه كل العادات السيئة العادات التي يرفضها المجتمع وتشكل انحرافاً مهما كانت بسيطاً على قيمه ومبادئه وأخلاقه .