الرئيسية › منتديات › مجلس القانون والقضايا والتشريعات › الكفالة الشخصية غرضها ضمان الدين
- This topic has رد واحد, مشارك واحد, and was last updated قبل 20 سنة، 9 أشهر by مجد العرب.
-
الكاتبالمشاركات
-
3 مارس، 2004 الساعة 9:40 ص #22623مجد العربمشارك
بسم الله الرحمن الرحيم في الوقت الذي تتضارب المصالح بين أفراد المجتمع ، وخاصة تلك التي تتعلق بالذمم المالية أي حقوق الأفراد المالية اتجاه بعضهم البعض ، وحتى يتم نزع فتيلة القنبلة الموقوتة من أعلى رأسها ، تأتي أهمية توثيق المعاملات المالية التي تحدث بين الأفراد ، وذلك من أجل الحفاظ على الحقوق من التلاعب والإهدار من قِبل العبث العابثين .
لذلك يحرص القانون دائما في المعاملات المالية التي تتم بين الأفراد أن تكون هذه المعاملات موثقة بالكتابة ، باعتبار أن الكتابة من أقوى الأدلة لإثبات الحق المدني .
فمن يستقرض مبلغا من المال من شخص آخر ، فيعني أنه قد رتب على ذمته دينا يتوجب عليه الوفاء به عندما يحل أجل الوفاء ، وهنا من الأفضل له القيام في هذه الحالة بتوثيق هذا القرض أو الدين في ورقة تحتوي على بيان أطراف العلاقة ومقدار القرض وتاريخ إنشاء القرض وتاريخ السداد ، والشهود إن توافروا ، وذلك من أجل ضمان الحقوق .
وكل هذه الأمور لها أهمية بالغة تعود على أطراف العلاقة المباشرة وغير المباشرة ، فلا يجب أن تُهمل أبدا .
ونظرا إلى أن الكتابة هي من أقوى وسائل الإثبات بالنسبة للمعاملات المالية التي تتم بين الأفراد ، إلا أن هذه الوسيلة قد لا تكفي في كثير من الأحيان تدعو إلى وفاء الدين الذي أقره المدين على نفسه لغيره ، باعتبار أن الكتابة ليست أداة الوفاء ، وإنما أداة الإثبات . وهنا إن جاز لنا القول عن الكتابة وفي هذا موضع الحديث تعتبر وسيلة غير عملية بحيث يتمكن الدائن من استفاء دين مدينه ، ونتيجة هذا الإختلاف نجد البعض وخاصة المؤسسات المالية كالبنوك والمصارف ، يتجه إلى استخدام وسيلة أكثر عملية تضمن الحقوق المالية التي تترتب في ذمم الغير ، وهذه الوسيلة في حقيقتها توفر الجهد والمال ، وكذلك تختصر المسافات بين الدائن والمدين في اللجوء إلى القضاء والمحاكم وما شابه ذلك ، وكما أنها وسيلة لقضاء الدين من المدين بأسرع وقت .
هذه الوسيلة الكثير منا يعرفها تمام المعرفة وهي الكفالة الشخصية ، ولكن معرفتهم لها فإن البعض منا يجهل تبعات هذه الكفالة ، إذ يعتبرونها من الأمور العادية تحدث بين الأفراد .
والحقيقة هذه النظرة التي يراها البعض في الكفالة الشخصية نظرة خاطئة ، فهذه الكفالة ليست بأمر هينٍ كما يتصور لدى البعض ، بل أنها مسؤولية تسوق بمن رتبها على نفسه إلى تحمل التبعات وخاصة تلك القانونية .
ويتبع >>>
3 مارس، 2004 الساعة 9:44 ص #448804مجد العربمشاركوالكفالة الشخصية وسيلة خطيرة يستخدمها الطرف القوي إن جاز لنا تصنيفه ضد الطرف الآخر له في العلاقة ، من أجل أن يحفظ حقه عليه .
ولكون الحديث يتعلق بالكفالة الشخصية ، فسوف نسلط الضوء على معناها ، ومن الذي يقوم بها .
فإذا ما جئنا نعرف الكفالة الشخصية ، فيمكن القول أنها عبارة عن ضمان الدين غير مباشر يقدمه المدين لدائنه نتيجة قيام علاقة مالية بين الدائن والمدين ، يحل محل الدين الأصلي في حالة تخلفه .
أما الذي يقوم بالكفالة الشخصية ، فيشتق من تسميتها فهو غالبا ما يكون شخص طبيعي ، أو شخص معنوي أي الشركات والمؤسسات العامة والخاصة ومن يدخل في حكمهم .
ويطلق على من يقدم الكفالة الشخصية أو يقوم بالكفالة الشخصية ، بمصطلح الكفيل ، وهو في هذه الحالة يعتبر ضامن الدين غير مباشر .
ونلاحظ أن الكفيل أساسا ليس طرفا في العلاقة المالية التي نشأت بين الدائن والمدين ، إذ هو عبارة عن ضامن الدين غير مباشر أو ثانوي يقدمه المدين للدائن للوفاء بالدين ، فيرجع إليه أي الكفيل في حالة مماطلة المدين في الوفاء ، أو في حالة عجزه عن الوفاء ، أو التعنت ، أو أي أمر يحول بينه وبين سداد الدين المترتب على المدين للدائن .
إذا الكفيل هو الذي يقوم بضمان دين المدين الذي كفله ، وهذا الضمان يكون غير مباشر ، أي بمعنى أن الكفيل ليس هو الذي يتحمل الدين مباشرة ، بل يأتي دور الكفيل في الضمان في حالة توقف المدين عن سداد الدين بأي طريقة كانت هذا التوقف .
وهنا يحرص الدائن دائما في الكفيل ، من حيث أنه ينظر إلى وضعه المالي ، إن كان قادرا على تحمل دين المدين أم لا .
ومن صور الحياة في الكفالة ، أغلبها نجدها في القروض البنكية ، فالبنوك لا تقرض عميله مبلغا من المال إلا بعد ما يقدم هذا المدين شخص ما يكفله .
الخطورة التي تقع على الكفيل :
ليست هناك خطورة تقع على عاتق الكفيل ، إذا ما جرت الأمور على طبيعتها ، كما لو التزم المدين في سداد الدين الذي عليه بشكل منتظم ، أو وفق أجاله . ولكن الخطورة تكمن في حالة توقف المدين عن سداد الدين المترتب عليه في ذمته للدائن ، فهنا حتما سيلجأ الدائن إلى طرق باب ذمة الكفيل ، ويستقصي الدين من ذمته .
بطبيعة الحال الكفيل هنا لا يستطيع الإحتجاج بالدفع أمام الدائن بعدم السداد مبلغ الدين ، بل عليه أن يقوم بالسداد بدلا عن المدين ، إلا أن له الحق في الرجوع إلى المدين لاسترجاع ما دفعه من المبالغ للدائن من وقت التوقف عن الدفع لحين التسوية .
فاحرص أيها القارئ من تقديمك للكفالة الشخصية لأحد ، إلا بعد أخذ الضمانات الكافية عليه ، وذلك من أجل ضمان حقك عليه في حالة قيامه بأي تلاعب بحقوق الآخرين ، ومن ثم لا تجعل أمر الثقة محلا للتعامل ، فكثير من الناس لا ثقة بهم أبدا مهما بدرت الطيبة الخداعة في نفوسهم ، فكثير من الناس وقعوا في هذه المسألة ولستم غرباء بما يدور حولكم .
وشكرا لقراءتكم الموضوع .
-
الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.