الرئيسية منتديات مجلس أخبار ومقالات بأيدينا نحطم آخر أسوار الفضيلة

مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #22551
    الوسيم2004
    مشارك

    بأيدينا نحطم آخر أسوار الفضيلة

    احسنت القنوات الفضائية (العربية) حينما أكدت على هويتها، ورسخت القيم والمبادئ التي نفتقدها، والتي تشعرنا بالغربة في عالم لا يعترف بهوية اقليمية او فردية، ويضع الجميع موضع السواسية في الفكر والثقافة والسلوك وينادي بعولمة كل شئ بما فيها القيم والمبادئ والسلوكيات التي (يجب) ان تتحول في نظر العالم الجديد الى امور بالية لا قيمة لها ولا ينبغي ان تفرق الفرد عن الجماعة والجماعة عن الجماعة الاكبر وهي التي تمثل الجماعة الاقوى والاصلح.. وذلك حق من حقوقها باعتبار ان احد الشعارات التي ننادي بها منذ زمن الجاهلية الاولى واغارة القبيلة على الاخرى وتسييد الفرد او الجماعة ان البقاء للاصلح او الاقوى.

    اقول احسنت.. لأنها بما تقدمه وتغرسه فينا من سلوكيات كافية لانتشالنا من الوهم والشعارات التي نرفعها ونرددها باستمرار ونؤكد تمسكنا بها، ورفض الآخر الذي يحاول المس بهذه القيم والاخلاقيات، فقد تكفلت القنوات الفضائية (العربية) وأؤكد هنا على الهوية العربية لهذه القنوات، واؤكد على الدعم والتمويل العربي الخالص الذي لا شائبة فيه الذي تتلقاه هذه القنوات، اذ تكفلت بما عجز عنه المستعمرون طيلة قرون مضت وبأشكال وهيئات مختلفة لانتزاع ما نسميه الاخلاق والفضيلة من سلوكياتنا وحياتنا، ونصبح مجتمعا لنا كيان ومكانة في العالم الجديد الذي سنشترك جميعا في قيمه واخلاقياته التي ينادي بها الاقوى والافضل، وسنتوقف عن صم آذان العالم بالشعارات الواهية التي ننادي بها في كل شئ دون ان ندرك أي شئ.

    احسنت اذن القنوات الفضائية العربية اذ ما برحت تتنافس في تغير الفكر (المتخلف) و العقلية (المتحجرة) التي تغلف ذاتنا العربية الابية، فالبرامج التي تبثها هذه القنوات والافكار التي تطرحها والرؤية المستقبلية الحاذقة التي تحاول ايصالها لنا عبر برامجها المستنسخة من مثيلاتها الغربية، ستسهم بلا شك في جعلنا نلحق بالركب ونصبح من دول العالم الاول.. ذلك ان العالم الثاني دفن وتلاشت آثاره ومعالمه ولم يبق في الوجود سوى عالمين يفصلهما زمن يمتد سنوات وقرون طويلة تمثل حقبة من التخلف والتحجر في تاريخنا العربي والاسلامي ـ وفق المفهوم الذي اوضحته لنا برامج هذه الفضائيات ـ .. فعالمنا الثالث ولنكن اكثر تحديدا فمجتمعنا العربي ولنكن مرة اخرى اكثر شمولا عالمنا الاسلامي ما برح يتمسك ويتشبث بقيمه وتقاليده واخلاقياته حتى وهو يجابه تحديات وضغوط المجتمع الغربي ويقارع بهذه الاخلاقيات والسلوكيات هذا المجتمع في عقر داره.. لم تثنه التقلبات والتغيرات التي شهدها العالم عن التنازل بها والتخلي عنها.. فظلت الفضيلة والعفاف ـ مثلا ـ رمزا لكل من الرجل والمرأة، واستطاع كل منهما ان يحكم العلاقة بين الرجل والمرأة ويوجد مجتمع قويم سليم لا يخشى افراده من انتشار آفات الرذيلة والانحطاط الاخلاقي، ولم ينجح المستعمرون طيلة عقود الاستعمار والاحتلال ان يغيروا من مفاهيم المجتمعات العربية والاسلامية الا بقدر يسير لا يقارن بكم الحشود والميزانيات الباهظة التي صرفت لاجل ذلك، والخطط والدسائس التي حيكت لاجل احداث هذا التغيير والانسلاخ من العقيدة والمبادئ والاخلاق التي تحكم المجتمعات العربية والاسلامية، حتى ان بعض المستعمرين ارتدوا لباس الفضيلة في سعي منهم الى التوغل داخل اعماق المجتمع وتظاهروا باحترامهم وتقديرهم للقيم التي غرسها الاسلام في ابنائه ومجتمعاته، حتى اذا ما اينعت افكارهم وخططهم وحان موعد قطاف ثمارها ظهروا على حقيقتهم وبثوا سموم افكارهم ومعتقداتهم وتنادوا بمبادئ اقل ما توصف انها انحلالية وانحطاطية، لكنهم عادوا بعد حين يجرون اذيال الهزيمة وينظرون في خطط وافكار اخرى تنفذهم الى نشر ثقافتهم وتمكنهم من بث عقائدهم وافكارهم.. وكانت جل هذه المحاولات تصطدم بحائط منيع وسد قويم هو المبادئ والاخلاق الفضيلة.

    ولم تكن محاولات الخروج عن القيم والمبادئ القويمة التي ظهرت بعض آثارها خلال سنوات مضت بذلك المؤثر الذي يمكن ان يعتبر ظاهرة فيروسية ستؤتى على المجتمع من شرقه الى غربه ومن شماله الى جنوبه في سنوات او ايام معدودة، اذ في الوقت الذي كانت تتعالى اصوات التغريب والتغيير وترفع شعارات الحرية والانسلاخ من الهوية التي لا معنى لها، كانت ثمة دعوات اكبر واكثر انتشارا ترفع شعار الارتكان الى الهوية والاخلاق الفضيلة واعتبارها السبل والوسائل الكفيلة لتحقيق التقدم والازدهار، وجلب الامن والرخاء للشعوب.. حيث يمكن لنا ان نتصور العلاقة التي ستحكم افراد مجتمع ما ـ رجالا ونساء ـ كل منهما ينظر الى الآخر وفق ما تمليه عليه اخلاقياته ومبادئه الفضيلة، ويمكن لنا ان ننظر الى هذا المجتمع، وافراده يتعاملون فيما بينهم على مبادئ المساواة ويطبقون العدالة، ولا تحكمهم القوة بقدر ما يحكمهم العقل والمنطق.

    وعلى هذا سارت المجتمعات العربية الى بر الامان حينما تمسكت باخلاقياتها، وهوت وردت حينما حاولت الانسلاخ من عقيدتها، وتهاوت عليها الامم وغارت على ثرواتها وغيرت افكارها ومبادئها، وكان ما كان من بث عقدة الذنب مما جرى ويجري في احداث العالم وتقلباته، حيث استطاعت العقلية الغربية بكل اقتدار ان تغرس في العقلية العربية الاسلامية عقدة الذنب من بعض الافراد الذين استغلوا عقيدة الاسلام المتسامحة والمتعاملة مع الآخر من مبدأ (لكم دينكم ولي دين)، والذين شوهوا صورة الاسلام والبسوا ما مكن اعدائه من التكالب عليه والفتك بافراده.. هذا الغرس آتى بنتائجه في فترة وجيزة كما سنرى، حيث ظهرت عقدة الذنب هذه في سلوكيات المجتمعات العربية الاسلامية التي حاولت ـ كما اشرت ـ الى التنصل من مسئولياتها وعلاقتها مما حدث في 11 سبتمبر 2001 وما تبعه من احداث، فتلقفت دعوات الاصلاح ونظريات التغير باعتبارها الخلاص من تبعات الجرم وما اقترفته الايادي المحسوبة على هذه المجتمعات فيما لو احتمت مرة اخرى بحائط الفضيلة والاخلاق، فانطلقت في القضاء اولا او لنقل التضييق على السلوكيات والمظاهر التي غرسها الاسلام في نفوس ابنائه، فاصبح التمسك بمبادئ الاسلام الحنيف والمجاهرة به والمباهاة بهذه السلوكيات جرما يعاقب عليه الفرد، ولم لا ؟!.. وذلك هو الثمن الذي يجب ان ندفعه حتى نظهر براءتنا من انصار ومرتكبي هجمات 11 سبتمبر، واصبح المظهر والسلوك الاسلامي مدانا في مجتمعاته، ومحاربا من قبل الذين دافعوا عنه ذات يوم واستمسكوا به ايما تمسك.. ولم تكن المعاول التي شرعت تحطم اسواره سوى معاول ابنائه وانصاره الذين وقفوا حماته ذات يوم.

    لقد اوجدت احداث 11 سبتمبر شرخا في الذات العربية والاسلامية، فرغم البعد الجغرافي والبراءة المسبقة من الذين زعموا انهم مرتكبوا ومخططو هذه الهجمات، الا ان الذات العربية والاسلامية ابت الا ان تدافع عن نفسها وكأنها بذلك تلقي ظلال الاتهامات على نفسها، وتعلن عن جرمها المشهود.

    لم يكن العالم يدار ويمضي وفق احداث يوم او تصرف افراد لا يتجاوز عددهم العشرين، واذا ما اضفنا المؤيدين لهم والمناصرين والمدافعين وكل من تسول له نفسه الامارة بالسوء ان يبارك صنيعهم، فأن عددهم لا يتجاوز المئات وفي اكثر الاحوال الآلاف، لم يكن العالم ليسير وفق ارادة مجموعة صغيرة لا تمثل حتى الصفر المئوي من سكانه، ليحمل وزر الحدث اكثر من مليار مسلم في شرق العالم وغربه.

    لقد ابتغينا تصحيح الجرم الذي لفقناه على أيدينا واتهمنا فيه انفسنا بانفسنا زورا وبهتانا، فسعينا الى مجاراة الغرب في سلوكياته وانحلاله الاخلاقي، ورفعنا شعار الحرية التي طالما حاول الغرب جليا ان يرفعها لنا بالنيابة عنا، فالحرية تتجلى بالصورة التي لم يكن الغرب ان يحلم بها ترفرف على ديارنا وتعانق السماء فخرا وزهوا بما وصلنا اليه ونصل اليه.

    اقول ذلك .. واعود لحديثي المنسي عن قنواتنا الفضائية العربية المبجلة الآبية التي استطاعت النفاد حتى لأنفاسنا ونحن نيام، ودخلت هذه القنوات بدون استئذان حتى لغرف النوم، دون ان نتحصن او نتخوف مما ستأتي به، أو أليست عربية في كل شئ في الهوية والمنشأ والتوجه والفكر.. لم نتخوف لأننا دأبنا على اعطاء الثقة والثقة العمياء لبني جلدتنا، ولم نخال يوما ان الغزو الفكري والثقافي سيأتينا من الداخل، وان جبهتنا المحصنة ستنهار بايدينا لا بأيدي اعدائنا، او أليس هدم هذه الجبهة الحصينة وتحطيم اسوارها العتيدة لتعفينا على الاقل من تبعات الذنب والجرم الذي لم نقترفه؟، و أليس الاختيار لا بد ان يتم بين اثنين لا ثالث لهما، اما ان نكون معهم في هدم اسوار المبادئ الحصينة او ضدهم وبالتالي فنحن ـ شئنا ام ابينا ـ من ارتكب الجرم المشهود.. ونحن الذين تلوثت اياديهم بدماء الابرياء.. ونحن الموصومون ابد الدهر بالارهاب ومقترفي جرائم الانسانية.. ولأننا لا نريد ان نكون من الصنف الاخير، فقد كانت هجماتنا الشرسة على مبادئنا هي الدليل الدامغ الذي لا يقبل الشك او التأويل اننا معهم نحارب جبهتنا العتيدة المؤلفة من مبادئ وسلوكيات وفضائل توارثنها من اخلاقنا وقيمنا الاسلامية والعربية القويمة.

    ولم تكن حربنا لتكتمل لولا الاسهام الكبير والمقدر من الاعلام العربي ولنقل تحديدا من الاعلام المرئي.. فهاهي قنواتنا الفضائية العربية الابية تظهر عزمنا الاكيد على كل ما يمت للقيم والمبادئ بصلة، فتنسخ برامج الانحطاط التي انتجها الغرب لتقدمها بصورة عربية خالصة، ولن اسمي هنا فضائيات او قنوات تليفزيونية بعينها، ولن اتعرض ايضا لمسميات البرامج التي خرجت علينا دفعة واحدة كلها تحمل ذات الهدف والمضمون، ولن اناقش في تسمياتها التي حرصت ان تكون على ذات المسمى الغربي لها، وكأن لغتنا العربية السامقة كانت هي الاخرى ستتهم بالارهاب لو جادت بمصطلحات ومسميات اخرى لهذه البرامج.

    رجالا ونساء من شتى الاقطار العربية يجتمعون تحت سقف واحد، يكشفون حياتهم الانحطاطية للجميع، ويظهرون سوءاتهم لكل المشاهدين، حتى في الكيفية التي ينامون بها، ويلبسون ويحطمون بمعاولهم اسوار الفضيلة والعفاف، على قنوات عربية خالصة ـ كما اسلفنا ـ يرفعون شعار الحرية والحياة الجديدة التي يجب ان تسود عالمنا العربي والاسلامي (المتحجر) في فكره وسلوكياته، ويقدمون النموذج الذي يجب ان يسود حياتنا، وكيفية الخلاص من عقدة الاخلاق والفضيلة التي تحول دون تعاملنا مع الجنس الاخر، وتقيم الحواجز والسدود وتحول دون تكوين حياة راقية لا فرق فيها بين الذكر والانثى، ويمارس كل منهم حياته بالكيفية والوضعية التي يبتغيها، لا كبت لمشاعره واحاسيسه العاطفية تجاه الاخر، ولا مانع او حاجز لبغيته ومراده، ولا قيود لهواه وارادته، او أليس عالم الحيوان كذلك؟، لم لا نرتقي بذاتنا الانسانية ونصل الى مدارك عالم الحيوان لنهنأ بالحرية التي يتمتع بها الحيوان.

    لقد نجحت هذه القنوات في شد انتباه ملايين المشاهدين نحوها، واكاد اجزم ان هذه البرامج ستدرج في موسوعة غينيس للارقام القياسية باعتبار انها حققت الوحدة التي لم تحققها أي قضية او حادثة ما، فكم الاتصالات الهائلة وكم العوائد المادية والارباح التي تجنيها القنوات الفضائية من الاعلانات ـ باعتبار ان ساعة بث هذه البرامج تعتبر من ساعات الذروة ـ وكم الارباح الهائلة التي تجنيها شركات الاتصالات، من ملايين الاتصالات التي تنهال لتؤيد هذا الشاب او تلك الفتاة، اذ لم تستطع القضية الفلسطينية ـ مثلا ـ وباعتبارها قضية العرب والمسلمين الاولى، ان تحوز ذات التأييد وذات المساندة الذي حظي به احدهم وهو يخرج خاسرا من احد هذه البرامج، حيث انهالت على المحطة التليفزيونية ملايين اتصالات الشجب والاستنكار واتهامات بالتخطيط المسبق لهذا العمل الاجرامي ـ ترجيح كفة فتاة على هذا الشاب ـ، هذا الكم من اتصالات الشجب والتنديد تعدى اضعاف أضعاف الاتصالات التي استنكرت قيام سناتور اميركي بالتهكم على الاسلام والافتراء على سيد البشر وخاتم المرسلين، اذ وصل عدد المكالمات التي استنكرت هذا الصنيع الى بضع مئات، ولم تقارب العشر الذي حققته قنواتنا الفضائية العربية من خلال برامجها الانحطاطية هذه.

    ولذا لا غرابة حينما يئن الشعب الفلسطيني ويرزح تحت جرائم الاحتلال، وتمارس بحقه ابشع صنوف الارهاب، ويشرد من ارضه، وتستباح دماؤه، ولا غرابة حينما تغطى رؤوس الرجال في العراق وتركع النساء، وتستباح الحرمات، لا غرابة ان يصفق الشعب العربي من مشرقه الى مغربه لفتاة تحمل علم بلادها، وتدخل وسط تهليل وتكبير الى عالم الحرية.. الحرية التي حطمت آخر اسوار الفضيلة.

    للصحفي المبدع

    خلفان الزيدي

    منقول

    #448912
    عصير7أخ
    مشارك

    لا ….. غـرابة …..

    اقف لك يا استاذي احتراماً ……..

    صحافي حر .. في زمن الانعتاق من الأسفل ….

    لك خالص التحيه على ما نقلته اخي الكريم …

مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد