من أشد ما يعانيه القلب أن يظل يتأمل ، ويفتش في صفحات الذاكرة عن شيء يبهجه أو على الأقل يُهدؤ من روعه ، أن يبقى ينتظر صاحبه أو على الأقل ذكرى منه ، فيعود بعد ذلك كله بلا شيء ، بسراب ، ” بسراب الكلمات ”
حينما يأتي المساء
القصيدة تبدأ بخلق جو شاعري حزين ، إذ تبدأ بالمساء ، وبالمساء يرتبط الحزن ، والابتداء بالمساء إيذان بأن هنالك اضطراب يعيشه الشاعر ، وقلقل نفسي يراوده يريد أن يفجره باللجوء إليه وإلى محاسنه كالقمر مثلا .
على وجه القمر
دلالة أخرى على الليل والظلام ، وبالتالي الحزن ، وهنا إشارة أخرى إلى أن القلب يريد أن يبتهج ؛ فاختار القمر الذي هو أبهج ما في المساء .
على وجه القمر
يجمعنا ذاك الليل
وعلى شط الموج
يتسلل ضوء خافت
يأكل كل الآلام
يعبث في النفس
بأنامل فنان
وتطوق ذراعيك
عنقي
هنا يبدأ الشاعر بالتخيل أو الذكرى ليسلي نفسه المكتئبة من غياب الحبيبة
أبحث عن ذاكرتي
عن كل الكلمات
لأعبر عن شوق يجرفني
عن حب عاصف
يأخذني لحدود الموج
ثم ما لبث أن يبدد تلك الذكرى الجميلة أو التخيل المبهج ، بالعودة إلى الوراء ، إلى الذاكرة الممتلئة ، أو التي اعتقد أنها ممتلئة ، ليبحث عنها ، وعن الطريقة التي سيستطيع بها أن يعلن حبه الصادق .
ويمضي الليل سريعا
ويعود القلب صريعاً
يبحث في ذاكرته
عن تلك النغمات
ولا يجد القلب لحظتها
إلا سراب الكلمات
فعاد القلب متخاذلا ، حزينا ؛ إذ أنه لم يظفر بشيء ، ومن هنا خسر كل شيء ، خسر الحبيبة ، خسر الحب ، خسر حتى الكلمات التي أراد بها أن يكشف أو يقوي حبه أو يعبر عنه .
أخي العزيز : مجنون ليلى
كلماتك فعلا معبرة ، وجادة ، تدفع قارئها إلى التمعن فيها أكثر وأكثر ، لذلك قرأتها فحللتها فآثرت أن أنقل تحليلي البسيط إليك وإلى قارئها ، علها تزيدها روعة. وهذا هو القصد .
يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافقإقرأ المزيد