مشاهدة 3 مشاركات - 1 إلى 3 (من مجموع 3)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #22052
    بحبوح
    مشارك

    الدكتور تركي الحمد ،، استاذ السياسة بجامعة الملك سعود سابقا ،،، مفكر وكاتب تعرض لحملات واتهامات كبيرة في السنوات الاخيرة ،،،

    وهنا مقالا له يعبر فيه عن كثير من هواجس واحلام من يعيش انسانيته في هذا العالم ،،، واتمنى ان يكتب الدكتور تركي يوما انها تحققت احلامه ،،،، رغم صعوبتها

    وكم هو رائعا في مهاجمته لغرائز الكره والحقد والتعصب الاعمى وحب القتل والسلاح

    ————————————————————

    الحلم شيء جميل ، بل أنه شيء لذيذ ، فرغم أنه كثيرا ما يكون نوعا من الهروب من قسوة الواقع من ناحية، إلا أنه كثيرا ما يشكل نوعا من الحافر للبحث عما في الحياة من جمال ، و محاولة تحقيق هذا المجال ، وفي ذلك يكمن معنى الإنسان و غايات الإنسان من ناحية أخرى . فالإنسان أولا و أخيرا كائن حالم ، و لولا الحلم ما كانت الحياة ذاتها . قد يكون الحلم مجرد هروب من الواقع إذا كان هو المسيطر على الذهن فقط ، و لكنه أحد بواعث الحياة و الحافز على تحقيق الآمال إذا كان جزءا من الحياة و ليس اختزالا لكل الحياة ، فالحلم هو التاريخ الحقيقي لحياة الانسان على هذه الأرض إذ لولاه لما كان هناك أي نوع من التاريخ المعيش، و لكان الانسان مجرد دابة من دواب هذه البسيطة ، تأكل و تتناسل و من ثم تموت ، دون أن تترك بصمتها بعد أن تمضي و تمضي الأشياء ، و في عالم مثل عالمنا فنحن في حاجة للعلم أكثر من غيرنا ، ربما على ألا يكون الحلم هنا نوعا من المخدر و التخدير ، بقدر أنه باعث على استمرار العيش في حالة يصعب العيش فيها ، و أمل في الحياة في حالة تفقد نضارة الحياة ، ففي عالم مثل عالمنا حقا ما أضيق العيش لولا فسحة الحلم ، و لا أقول مجرد الأمل رغم أن الحلم و الأمل يمتزجان ، فلولا الحلم و الأمل لربما فاق عدد العرب المنتحرين أولئك الذين يفعلونها في السويد و في بلاد أخرى من بلاد الرحمن . وكغيري ، ممن هو عربي في هذا العصر و مسلم في هذا الزمان رحت أحلم

    رحت أحلم بأنه ذات يوم سوف يسود الحب بين الناس ، فالحب و حسن الخلق هما جوهر الدين ، و لكن البغضاء تختل كثيرا من القلوب ، فيتحول النور إلى ظلام و يتحول الحب الى كلمة لا معنى لها و لا مكان .

    رحت أحلم بأنه سيأتي ذلك اليوم الذي تحب فيه لأخيك ما تحب لنفسك فعلا لا قولا . فنعم ، نحن نكرر مثل هذا الحديث الذي قال _أو ما في معناه _ رسولنا العربي الكريم ، صلى الله عليه و سلم ، و لكننا لا نفعل في أكثر الأحيان مقدار ذرة منه ، فنحب بالفعل لأخينا ما نكرهه لأنفسنا ، و نعتبر أن ذلك جزء من الدين ، و الدين منه براء ، براءة الإسلام من بعض رافعي رايته . سيأتي أحدهم و يقول ان حديث المصطفى الكريم منصب على العلاقة بين المسلمين ، و ليس كل البشر ، فنقول : وليت الأمر كان كذلك ، فحتى الإسلام الذي هو لكل البشر ورحمة للعالمين هناك من يريد أن يحتكره فلا يعود _ و الحالة هذه _ المسلم مسلما و لا يعود كل المسلمين من المسلمين ، كما لم يعد كل الناس من بني آدم و حواء و خليفة الله في أرضه معا .أناس يضعون أنفسهم فوق الناس ، و يريدون أن يكون الله سبحانه و تعالى ربا لهم وحدهم دون بقية خلق الله من الناس أجمعين :

    لا يعرف كلماته إلا هم ، و لا يفقه مراده إلا هم ، و أن يكون محمد صلى الله عليه و سلم حكرا لهم ، ليس إلا هم من يعرف ماذا يقول ، و معنى ما يقول . أما الإسلام ، هذا المظلوم في آخر الزمان من قبل بعض أهله أنفسهم ، فهو لهم وحدهم و هم المسلمون دون خلق الله أجمعين ، فسبحان الله عما يصفون .

    و رحت أحلم بأنه ذات يوم سوف يسود شيء اسمه التسامح . هذه القيمة ، بل هذه الفضيلة التي لا يعرفها الكثيرون منا ، و المصيبة أنهم لا يريدون أن يعرفوا . فقد خلقنا القدير جل شأنه بشرا . النقص بعض من جبلتهم ، ومن النقص ينبع السعي نحو الكمال ، ولكن البعض يعتقد في نفسه الكمال و أنه من الكاملين . و سبحان الله عما يصفون . لقد كانت مأساة البشرية الأولى ، و فاتحة ملحمة الإنسان على هذه الأرض ، تلك اللحظة التي أمر الرحمن فيها الشيطان أن يسجد لمن جبلت يده من طين ،/ و نفح فيه من روحه ، فأبى الشيطان كبرا و اعتدادا بنفس أعجبتها نفسها، فكانت مأساة الإنسان في المكان و الزمان من بعد ذلك . لقد خلق الرحمن الإنسان و الشيطان ، و كان بإمكانه جلت قدرته أن لا يخلق الإنسان ، أو أن يقضي على الشيطان حين عصاه ، و لكنه خلق الإنسان و أبقى على الشيطان لحكمة لا يعلمها إلا هو ، و لكن البعض يمارس سلوك الشيطان ، و يدعي معرفة مطلقة بحكمة الرحمن الخفية ، و هو القائل في محكم كتابه : ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله و هو أعلم بالمهتدين ) ” النحل 125 ” ، و القائل في كلمات قرآنه : ( إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله و هو أعلم بالمهتدين ) ” الأنعام 117 ” و القائل في آياته : (و ما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا و لولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم فيما فيه يختلفون ) ” يونس 19 ” ، و القائل في بيانه ( و لو شاء الله لجعلكم أمة واحدة و لكن يضل من يشاء و يهدي من يشاء و لتسئلن عما كنتم تعملون ) ” النحل 93 ” و القائل في تنزيله : ( إن الذين آمنوا و الذين هادوا و النصارى و الصابئين من آمن بالله و اليوم الآخر و عمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم و لا خوف و لا عليهم و لا هم يحزنون ) ” البقرة 62 ” ، رب الجميع و فاطر الوجود و الموجود ، يدعونا إلى التسامح ، و إلى الإقرار بالبشرية و النقص . و نتذكر هنا مقولة المصطفى عليه الصلاة و السلام لذاك الأعرابي البسيط : ( على رسلك يا أخي .. فما أنا إلا ابن امرأة كانت تأكل القديد في مكة ) ، أو كما قال المصطفى الأمين

    رحت أحلم بأنه ذات يوم سوف يكون السلام لا السلاح هو الفيصل في العلاقات بين بني الإنسان : ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ) ” الحجرات 13 ” خلقنا الله للتعارف و بناء هذا الوجود ، و ليس للقتل و سفك الدماء و الدمار ، و لكن المشكلة ان كثيرا من الناس لا يعلمون ،و المعضلة ان كثيرا من الناس لا يريدون أن يعلموا . فالفرق بين ” ميم ” السلام ، و ” حاء ” السلاح ، هو المحدد لذلك البون بين صنع الحضارة و دمارها ، و الحضارة هي الباعث على خلق الإنسان على هذه الأرض في النهاية : ( و إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ، قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون ) ” البقرة30 ” ، فربنا ، رب الناس أجمعين ، خلقنا و قضى علينا بالهبوط من جنة الخلد من أجل هدف قرره ألا وهو عمارة الأرض . فغاية الموجود هي عمارة أرض المعبود و ما عدا ذلك فهو خروج و صدود .

    تحية المسلمين من أهل القبلة جميعا هي : ( السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ) ، و ليس السلاح عليكم ، أو الغضب عليكم ، أو اللعنة عليكم ، كما يفعل البعض من أهل آخر الزمان فعلا رغم القول بالسلام و الرحمة قولا ، وذاك يعني البناء لا الهدم ، والحب و ليس العنف ، و السير في الأرض هونا ، وليس كأنك تخرق الأرض أو تبلغ الجبال طولا : ( فبما رحمة من الله لنت لهم ، ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم و استغفر لهم و شاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين ) ” آل عمران159 ” و لكنها العصبية ، و لكنها التعصب ، ذاك الداء ” الشيطاني ” الذي ” أبلس ” فيه إبليس فأتقن الأداء في فعله ، وجعل من البعض أتباعا له و هم لا يشعرون ، فاعتقدوا أنهم إنما يدافعون عن الرحمن ، وهم في الحقيقة قد وقعوا في تبليس إبليس و فخاخ الشيطان . و لكننا لا نقول إلا ما قاله سيدنا المصطفى الكريم ، صلى الله عليه و سلم : ( اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ) ، أو كما قال سيدنا و سيد بني آدم أجمعين .

    و رحت أحلم بأنه سوف يأتي ذلك اليوم الذي نشارك فيه أمم الأرض الحية في الإنتاج و الإبداع و إثراء الوجود الإنساني على هذه الأرض ، و كيف لا يكون ذلك و نحن من يتلو : (إني جاعل في الأرض خليفة ) و نردد : ( اليد العليا خير من اليد السفلى ) ، بدل أن نكون مجرد متلقين لما ينتجه الآخرون و ما يبدعه العقل الخلاق لدى أولئك و أولئك من خلق الله على أرضه و نتمنى على الله الأماني دون أن تتحرك الأيدي أو يحترق العقل منا ، نريد و نريد و نريد ، و لكن دون أن نحرك ساكنا ، أو نتحرك مع المتحركين ، و كيف نتحرك مع المتحركين و نحن في شغل شاغل بسفاسف الأمور و الصراع حول كل ما هو غير مهم ، و نقد الآخرين بمبرر و بلا مبرر ، في ذات الوقت الذي نأكل فيه مما تنتجه مزارعهم ، ونكتسي بما تنسجه مصانعهم ، و نركب نتاج أفكارهم ، و نقتل بعضنا بعضا بأسلحتهم ، و نشتم بعضنا بعضا بما تبدعه عقولهم من وسائل ما كنا نحن لننتجها و نحن في مثل هذه الحالة من البؤس و السلبية و البغضاء لأي شيء و كل شيء حتى لأنفسنا ذاتها .

    و رحت أحلم بذاك اليوم الذي نتخلص فيه من سلبيتنا و بغضائنا لأي شيء و كل شيء ، تلك التي نغلفها بمختلف أنواع المبررات و الادعاءات ، و ندخل هذا العالم بثقة بالنفس دون غرور و دون تقليل من شأن الذات . فنحن اليوم نعيش بين مطرقة مفرط في تصوره عن عظمتنا و فرادتنا و خصوصيتنا المتعالية ، و نحو ذلك من آليات دفاع نفسية تحاول تبرير السلبية و السكون في عالم لا يعرف السكون ، و بين سندان مفرط في التقليل من شأننا لدرجة الاحتقار ، في سادية جماعية هي الأخرى تستمرئ تعذيب الذات و جلدها ، وكلا الموقفين هو مجرد تعبير عن عصاب جماعي غرق فيه الجميع ، أو أغرقوا فيه ، إلا من رحم ربي .

    أحلم بذلك اليوم الذي ندرك فيه أننا جزء من البشر ، و ليس كل البشر ، و جزء من هذه الإنسانية ، و ليس كل الإنسانية : لسنا أفضل منهم ، كما أننا لسنا أسوأ منهم ، و لكن لكل مجتهد نصيب ، أما القاعدون أو الذين خدرتهم الأماني ، فإنهم في النهاية من الخاسرين ، فالله عادل و لا يأتي العادل إلا من العدل ، فكل البشرية هي خليفة الله في أرضه ، و من يزرع هو الذي يحصد في النهاية ، فالسماء في الخاتمة لا تمطر ذهبا و لا هي تمطر فضة ، و لن تمطر ذهبا و لن تمطر فضة ، مهما تمنى المتمنون .

    رحت أحلم و أحلم ، ثم تذكرت أننا نعيش في عالم توأد فيه الأحلام كما كانت توأد فيه البنات في غابر الأزمان ، و سالف العصر و الأوان ، و عرفت ساعتها لماذا نقول عن الفكر والأفكار ( بنات الأفكار ) ، فالكل في حالات كثيرة إلى الوأد يسير ، و القبر كثيرا ما يكون هو المصير . شعرت بالتشاؤم يملأ صدري ، كما يملأ الهواء الرئة ، بل يجثم عليه مثل كابوس لا انفكاك منه ، و لكنني تذكرت أن الحق في النهاية هو الذي يسود

    أن الضوء قادم لا محالة بالرغم من كثافة الظلام ، و أنه في الختام لا يصح إلا الصحيح : هكذا يعلمنا التاريخ ، بل هكذا هي سنن الخالق في خلقه و ما خلق ، و في النهاية لن تجد لسنة الله تبديلا ، و لن نجد لسنة الله تغييرا ، و كانت البسمة هي الختام

    #446246

    نحلم ونحلم ونحلم ….ولكن هل سياتي اليوم الذي سيتحقق فيه ولو جزء صغير من احلامنا ….
    صدقني صحيح ان احلام الاستاذ تركي هي احلام رائعه ….ولكننا يجب ان نكون واقعيين وربما لهذا السبب هوجم هذا الاستاذ…..
    لاننا من حقنا دائما ان نحلم ولكن ليس من حقنا دائما تحقيق ما نحلم به..
    وليس لنا لا ان ندعو رب العزه ان يحقق هذه الاحلام التي لو حققت نصفها لعشنا في زمن مثالي لا يوجد الا بالاحلام …..

    شكرا لك على اوراد هذه المقاله …

    تحياتي ……

    #446293
    ابو إيثار
    مشارك

    هوجم الكاتب تركي الحمد لعدة اسباب لعل من أ برزها

    أولا / سخريته ببعض الآيات :

    قال في[ رواية الشميسي – ص 39 ] : فيما حانت التفاته من عبدالرحمن نحو الكيس الذي يحمله هشام ويشد عليه فقال وهو يضحك : ( ماتلك بيمينك ياهشام ؟ ) وابتسم هشام وهو يقول ( لاشيء … مجرد كولا تروي عطشي ولي فيها مآرب أخرى ) وضحك الاثنان .

    ثانيا / سخريته بالأنبياء :

    قال في [ الكراديب – ص 122 ] : قتل قابيل هابيل من أجل المرأة وأخرج آدم من الجنة من أجل المرأة وأذنب داود من أجل المرأة وسخر سليمان الجن من أجل المرأة وقال رسولنا الكريم ( حبب إلي من دنياكم هذه الطيب والنساء وجعلت الصلاة قرة عيني ) [ لاحظ التحريف في الحديث ] ومزامير داود كلها عن المرأة وسكر لوط في التوراة من أجل المرأة وأبطل المسيح حد اليهود من أجل مريم المجدلية وخاف إبراهيم من فرعون مصر من أجل المرأة ….وضاعت الأندلس من أجل المرأة .

    ثالثا / سخريته بالفقهاء والمحدثين والإسناد :

    قال في [ الكراديب – ص 122 ] : ويقال أن فقيها ركب مركبا في البحر وكان معه نصراني وله غلام يهودي ..فلما انتصفوا البحر دعا النصراني بزق من الخمر وأخذ يشرب.. فعرض بعضا من الخمر على الفقيه .. فأبى سائلا إياه : وماأدراك أنه خمر؟؟ . فقال النصراني : باعها لي غلامي اليهودي هذا حالفا أنها خمر معتقة ..

    فأخذ الفقيه الكأس وشربها دفعة واحدة وهو يقول : نحن جماعة المحدثين نكذب خبرا عن سفيان بن عيينه عن سفيان الثوري ، وتريدنا أن نصدق خبرا عن نصراني عن يهودي .. والله ماشريتها إلا لضعف الإسناد .

مشاهدة 3 مشاركات - 1 إلى 3 (من مجموع 3)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد