الرئيسية › منتديات › مجلس شؤون العائلة › في باطن البحر
- This topic has 4 ردود, 4 مشاركون, and was last updated قبل 20 سنة، 4 أشهر by
قيس وليلى.
-
الكاتبالمشاركات
-
31 يناير، 2004 الساعة 9:30 م #21948
زاد المعاد
مشاركفي باطن البحر أنا شاب كان يظن بأن الحياة… مالآ وفير… وفراش وثير… ومركب وطيء… وغير ذلك كثير… وها أنا أسرد قصتي لعلها توقظ غافل قبل فوات الأوان…
كان يوم جمعة… وكالعادة لهو ولعب مع الأصدقاء على الشاطيء… ولكن من هم الأصدقاء… هم مجموعة من القلوب الغافلة…
وقلوب فيها من الظلام ما يطفىء نور الشمس … وسمعت المنادي ينادي… حي على الصلاة… حي على الفلاح… وأقسم بالله العظيم أني سمعت الأذان طوال حياتي… ولكني لم أفقه يومآ معنى كلمة فلاح… وكأنها كانت تقال بلغة لا أفهمها مع أنني عربي ولغتي العربية… ولكنها الغفلة… وكنا أثناء الأذان نجهز أنا ورفاقي عدة الغوص وأنابيب الهواء… استعدادآ لرحلة جميلة تحت الماء… وأنا أرتب في عقلي برنامج باقي اليوم الذي لا يخلو لحظة من المعاصي والعياذ بالله…
وها نحن في بطن البحر… سبحان الخلاق فيما خلق وأبدع… وكل شيء على ما يرام … وبدأت رحلتي الجميلة… ولكن…
حصل مالم أتوقع… عندما تمزقت القطعة المطاطية التي يطبق عليها الغواص بأسنانه وشفتيه لتحول دون دخول الماء إلى الفم ولتمده بالهواء من الأنبوب… وتمزقت أثناء دخول الهواء إلى رئتي… وفجأة أغلقت قطرات الماء المالح المجرى التنفسي… وبدأت أموت…
بدأت رئتي تستغيث وتنتفض… تريد هواء… الهواء الذي طالما دخل جوفي وخرج بدون أن أفهم أنه أحد أجمل نعم الله علي… وبدأت أدرك خطورة الموقف الذي لا أحسد عليه… بدأت أشهق وأغص بالماء المالح… وبدأ شريط حياتي بالمرور أمام عيناي…
ومع أول شهقة… عرفت كم الإنسان ضعيف… وأني عاجز عن مواجهة قطرات مالحة سلطها الله علي ليريني أنه هو الجبار المتكبر… وأنه لا ملجأ منه إلا إليه… ولم أحاول الخروج من الماء لأني كنت على عمق كبير…
ومع ثاني شهقة… تذكرت صلاة الجمعة التي ضيعتها… تذكرت حي على الفلاح… ولا تستغربوا إن قلت لكم أني في لحظتها فقط فهمت معنى كلمة فلاح… ولكن للأسف بعد فوات الأوان… كم ندمت على كل سجدة ضيعتها… وكم تحسرت على كل لحظة قضيتها في معصية الله…
ومع ثالث شهقة… تذكرت أمي….. و الحزن الذي يمزق قلبها وأنا أتخيلها تبكي موت وحيدها وحبيبها… وكيف سيكون حالها بعدي…
ومع رابع شهقة… تذكرت ذنوبي وزلاتي ويا لكثرتها… تذكرت تكبري وغروري… وبدأت أحاول النجاة والظفر بأخر ثانية بقيت لي… فلقد سمعت فيما سبق أنه من ختم له بأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله دخل الجنة…
فبدأت أحاول نطق الشهادتين… فما أن قلت أشهـ… حتى غص حلقي وكأن يد خفية كانت تطبق على حلقي لتمنعني من نطقها… فعدت أحاول وأجاهد… أشهـ… أشهـ… وبدأ قلبي يصرخ ربي ارجعون… ربي ارجعون… ساعة… دقيقة… لحظة… ولكن هيهات…
بدأت أفقد الشعور بكل شيء… وأحاطت بي ظلمة غريبة… وفقدت الوعي وأنا أعرف خاتمتي… و واأسفاه على خاتمة كهذه والعياذ بالله…
إلى هنا القصة تبدو حزينة جدآ… ولكن رحمة ربي وسعت كل شيء…
فجأة بدأ الهواء يتسرب إلى صدري مرة أخرى… وانقشعت الظلمة… وفتحت عيناي لأجد مدرب الغوص يمسك بي مثبتآ خرطوم الهواء في فمي… محاولآ إنعاشي ونحن مازلنا في بطن البحر… ورأيت ابتسامة على محياه… فهمت منها أنني بخير… ونطق قلبي ولساني وكل خلية في جسدي وقبلهم روحي…
أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله… الحمد لله….. الحمد لله… الحمد لله… وفجأة بدأ قلبي يحدثني قائلآ: لقد رحمك ربك بدعاء أمك لك… فاتعظ…
وخرجت من الماء إخواني وأخواتي… شخص آخر… وأنا فعلآ أعني كلمة آخر… صارت نظرتي للحياة شيئآ أخر… وها أنا والحمدلله الأن شاب كل ما يرجوه من الواحد القهار… أن يختم له بأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله لحظة الغرغرة التي أعرفها جيدآ… شاب يريد أن يكون ممن ذكرهم الرحمن في كتابه الكريم قال تعالى في سورة مريم -=( إلا من تاب وءامن وعمل صالحآ فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئآ (60) جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب إنه كان وعده مأتيا )
وللعلم : عدت بعد تلك الحادثة بفترة وحدي إلى نفس المكان في بطن البحر وسجدت لله تعالى سجدة شكر وخضوع وولاء وامتنان… في مكان لا أظن أن إنسيآ قبلي قد سجد فيه لله تعالى… عسى أن يشهد علي هذا المكان يوم القيامة فيرحمني الله بسجدتي في بطن البحر ويدخلني جنته اللهم أمين…
ثبتني الله وأياكم على طريق الحق… وجمعني الله وإياكم في جنات النعيم… اللهم آمين
لا تنسونا من صالح الدعاء
نقلته لكم للعبره.
زاد
1 فبراير، 2004 الساعة 8:11 ص #445576فتى السعودية
مشاركشكراً اخي زاد المعاد
على هذه القصه
الموثره التي اجبرت دموعي
على الانطلاق من اعيني
بلا شعور
ولكن متى يفيق القلب
ااااااااااه من كابوس اسمه(سواء الخاتمه)
اسال الله ان يردنا اليه رداً جميلا
عاجلاً غير اجل وان يهدى شباب المسلمين
جميعا .اميـــــــــن0
1 فبراير، 2004 الساعة 8:12 ص #445577ya ghli
مشاركبصراحه موضوعك اكثر من رائع
وانشاء الله الى الامام
بارك الله فيك
3 فبراير، 2004 الساعة 6:42 ص #445733زاد المعاد
مشاركبار الله فيكم فتى السعوديه ويا غالي وعلى ردودكم الطيبة.
ونسأل الله حسن الخاتمة ونعوذ به من سوء الخاتمة. آمين
زاد
3 فبراير، 2004 الساعة 10:12 م #445826قيس وليلى
مشاركمشكور أخي على هذه القصه المفيده للعبره. اللهم احسن خاتمتنا.
ليلى
-
الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.