واشنطن/17 فبراير/الجريدة/اختارت قناة ان بي سي NBC الامريكية المعروفة بميولها الصهيونية المكشوفة التحولات الجديدة في البحرين وانتقالها الى عهد جديد من الحرية والانفتاح لتشويه صورة المرأة العربية المسلمة عموما ودولة البحرين بشكل خاص من خلال الاعلان عن عرض فيلم غدا عن الاميرة البحرينية التي هربت مع جندي امريكي قام بتزوير اوراقها لخطفها من البحرين والمتاجرة بقصتها في وسائل الاعلام الغربية.

وفي مواجهة ذلك بدأ مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) حملة لمواجهة الآثار الإعلامية السلبية التي قد تتعرض لها صورة المسلمين في أمريكا والعالم من جراء عرض هذا الفيلم الذي أنتجته قناة إن بي سي NBC والذي سيذاع يوم غد الأحد من التاسعة حتى الحادية عشر مساءا تحت عنوان الأميرة والمارين، وكلمة مارين Marine تعني جندي بالبحرية الأمريكية.
ويحكي الفيلم وفقا لما أعلنته القناة المنتجة عن قصة الحب الحقيقية بين جندي البحرية الأمريكية جايسون جونسون وألاميرة البحرينية، قصة محبين شابين من عالمين مختلفين، وكان حبهما كان على عناوين الصحف العالمية.
وقد أثارت الإعلانات التي بثتها القناة المنتجة عن الفيلم منذ الشهر الماضي تحفظات جماهير عريضة داخل المجتمع المسلم الأمريكية حيث احتوت الإعلانات على أكثر من فكرة مسيئة للإسلام والمسلمين،
ففي بعض الإعلانات تتحدث بطلة الفيلم على لسان الأميرة البحرينية قائلة لقد فعلت أسوأ شيء يمكن فعله، لقد تزوجت من رجل أبيض أمريكي ومسيحي، وهم جميعا (أي البيض والأمريكان والمسيحيين) محرمين علي، وتقول أيضا دائما كنت قوية الإرادة ومفكرة مستقلة في بلد يعرف دور المرأة بأكثر الطرق الإسلامية تقليدية وتزمتا.
ومن بين النصوص التي استخدمت في الإعلان عن الفيلم فقرات مثل أنهم ضعفاء وعاجزين أمام الإغراء إشارة إلى النساء المسلمات، كما تعرض الإعلانات لبعض الصور النمطية السلبية عن النساء المسلمات كنساء محبوسات في قصور فخمة محرومات ولكنهن مقيدين بالتقاليد والعادات الصارمة.
ومما يثير مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية والجماهير المسلمة الأمريكية ضد هذا الفيلم أنه قد يمتلئ بالعديد من الصور النمطية الخاطئة عن الإسلام والمسلمين وعن مواقفهم من المرأة المسلمة وأنه يتماشى مع منطق بعض الجماعات الأمريكية التي تتناول العلاقة بين الرجل والمرأة من منظور معادي للأديان ومن ثم تحاول مهاجمة موقف الإسلام من المرأة دون فهم أصول الموقف الإسلامي معتمدة على خلط تعاليم الإسلام بممارسات بعض الثقافات المسلمة المعاصرة، وهو ما يخشى المجلس من حدوثه في هذا الفيلم.
وقد قام المجلس بالاتصال بالقناة المنتجة للفيلم والتعبير عن تحفظاته وتحفظات مسلمي أمريكا على الفيلم وأقنع القناة بتغيير إعلاناتها عن الفيلم، كما حصل المجلس على وعد القناة المنتجة بخلو الفيلم من أية صور نمطية سلبية عن المسلمين أو عن الإسلام أو عن المجتمع البحريني. ومازال المجلس يتحفظ على الفيلم رغم الوعود التي حصل عليها من القناة المنتجة.
وطالب المجلس مسلمي أمريكا – في بيان وزعه من خلال شبكة كير نت CAIR-NET الإلكترونية التي يمتلكها المجلس وتصل إلى عشرات الآلاف من المسلمين داخل الولايات المتحدة وخارجها – بمشاهدة الفيلم وتحليله والاتصال بالشركة المنتجة للتعبير عن رأيهم وتحفظاتهم تجاه الفيلم ومطالبتها بعرض أفلام إيجابية عن الإسلام والمسلمين حيث تضمن البيان الذي وزعه المجلس عناوين القناة المنتجة.
يذكر أن مجلس العلاقات المسلمة الأمريكية هو أحد أكبر المنظمات المسلمة الأمريكية المعنية بإعلاء وجهة النظر والمصالح المسلمة في الإعلام الأمريكي ولدى الرأي العام الأمريكي،
وقد سبق للمجلس الضغط على أكثر من شركة إنتاج إعلامي لتغيير محتوى برامج أنتجوها عن الإسلام والمسلمين، ففي الشهر الماضي أقنع المجلس شركة أفلام برمونت وهي أحد أكبر الشركات السينمائية بهوليود بإسقاط الهوية المسلمة عن البطل الشرير بفيلمها الجديد مجموع كل المخاوف والذي يحكي قصة مجموعة من الإرهابيين يحاولون تفجير إستاد رياضي مليء بالجماهير خلال نهائي بطولة كرة القدم الأمريكية، وبعد عامين من المفاوضات وافقت الشركة على تغيير هوية الشريرين بالفيلم.