الرئيسية منتديات مجلس الفقه والإيمان لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه

مشاهدة 9 مشاركات - 1 إلى 9 (من مجموع 9)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #21644
    أزورده
    مشارك

    بسم الله الرحمن الرحيم

    لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه

    ثبت في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ” لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة , فانفلتت منه , وعليها طعامه وشرابه فيئس منها فأتى شجرة فأضطجع في ظلها – قد أيس من راحلته – فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وان ربك – أخطأ من شدة الفرح – “

    سبحان الله … وما أجمل تلك الحكاية التي ساقها ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين حيث قال : ” وهذا موضع الحكاية المشهورة عن بعض العارفين أنه رأى في بعض السكك باب قد فتح وخرج منه صبي يستغيث ويبكي , وأمه خلفه تطرده حتى خرج , فأغلقت الباب في وجهه ودخلت فذهب الصبي غير بعيد ثم وقف متفكرا , فلم يجد له مأوى غير البيت الذي أخرج منه , ولا من يؤويه غير والدته , فرجع مكسور القلب حزينا . فوجد الباب مرتجا فتوسده ووضع خده على عتبة الباب ونام, وخرجت أمه, فلما رأته على تلك الحال لم تملك أن رمت نفسها عليه, ولتزمته تقبله وتبكي وتقول : يا ولدي , أين تذهب عني ؟ ومن يؤويك سواي ؟ ألم اقل لك لا تخالفني , ولا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة بك والشفقة عليك . وإرادتي الخير لك ؟ ثم أخذته ودخلت .

    فتأمل قول الأم: لا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة والشفقة.
    وتأمل قوله صلى الله عليه وسلم \” الله أرحم بعباده من الوالدة بولدها \” وأين تقع رحمة الوالدة من رحمة الله التي وسعت كل شيء ؟
    فإذا أغضبه العبد بمعصيته فقد أستدعى منه صرف تلك الرحمة عنه, فإذا تاب إليه فقد أستدعى منه ما هو أهله وأولى به.
    فهذه تطلعك على سر فرح الله بتوبة عبده أعظم من فرح الواجد لراحلته في الأرض المهلكة بعد اليأس منها.

    حين تقع في المعصية وتلم بها فبادر بالتوبة وسارع إليها, وإياك والتسويف والتأجيل فالأعمار بيد الله عز وجل, وما يدريك لو دعيت للرحيل وودعت الدنيا وقدمت على مولاك مذنبا عاصي, ثم أن التسويف والتأجيل قد يكون مدعاة لاستمراء الذنب والرضا بالمعصية, ولئن كنت الآن تملك الدافع للتوبة وتحمل الوازع عن المعصية فقد يأتيك وقت تبحث فيه عن هذا الدافع وتستحث هذا الوازع فلا يجيبك.
    لقد كان العارفون بالله عز وجل يعدون تأخير التوبة ذنبا آخر ينبغي أن يتوبوا منه قال العلامة ابن القيم \” منها أن المبادرة إلى التوبة من الذنب فرض على الفور, ولا يجوز تأخيرها, فمتى أخرها عصى بالتأخير, فإذا تاب من الذنب بقي عليه التوبة من التأخير, وقل أن تخطر هذه ببال التائب, بل عنده انه إذا تاب من الذنب لم يبقى عليه شيء آخر.

    ومن موجبات التوبة الصحيحة: كسرة خاصة تحصل للقلب لا يشبهها شيء ولا تكون لغير المذنب, تكسر القلب بين يدي الرب كسرة تامة, قد أحاطت به من جميع جهاته وألقته بين يدي ربه طريحا ذليلا خاشعا,
    فمن لم يجد ذلك في قلبه فليتهم توبته. وليرجع إلى تصحيحها, فما أصعب التوبة الصحيح بالحقيقة, وما أسهلها باللسان والدعوى.

    فإذا تكرر الذنب من العبد فليكرر التوبة, ومنه أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله : أحدنا يذنب , قال يكتب عليه , قال ثم يستغفر منه ويتوب ,قال : يغفر له ويتاب عليه , قال : يكتب عليه , قال :ثم يستغفر ويتوب منه ,قال : يغفر له ويتاب عليه . قال فيعود فيذنب. قال:”يكتب عليه ولا يمل الله حتى تملوا \”
    وقيل للحسن: ألا يستحي أحدنا من ربه يستغفر من ذنوبه ثم يعود, ثم يستغفر ثم يعود, فقال: ود الشيطان لو ضفر منكم بهذه, فلا تملوا من الاستغفار.

    إن الهلاك كل الهلاك في الإصرار على الذنوب وان تعاظمك ذنبك فاعلم أن النصارى قالوا في المتفرد بالكمال: ثالث ثلاثة. فقال لهم ( أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه ) وإذا كدت تقنط من رحمته فان الطغاة الذين حرقوا المؤمنين بالنار عرضت عليهم التوبة: ( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا )

    هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

    تحياتي::أزورده::

    #443119

    بارك الله فيك ازورده . مواضيعك قيمة جزاك الله خيرا وزادك في العلم.

    زاد

    #443171
    مرجان
    مشارك

    بارك الله فيك أختي ….وجزاك الله خيراَ .

    مرجـ ـــان

    #443292
    cat7
    مشارك

    جزاك الله خيرا أختي الغاليه

    #445042
    أزورده
    مشارك

    شكرا أخي زاد , مرجان … وأختي الغالية cat7 لمروركم الطيب.

    #445449
    بر الأمان
    مشارك

    جزاك الله خيرااا

    اختي أزوردة

    #445472

    السلام عليكم……..
    في البداية اشكرك على موضوعك الي احلى من العسل وكلامك كله صحيح فاالله سبحانه وتعالى رحمته وسعت كل شئ فلو تفكر الانسان بمقدار رحمه الله سبحانه وتعالى ومغفرته للبشر لما تأخر احد بالتوبة فقد ورد انه من رحمة الله يوم القيامة حتى ابليس _لعنه الله _يتطاول بين الخلائق طمعا برحمه ارحم الراحمين …..

    تحياتي لكي….

    …………………………………………………
    من حقنا ان نحلم ولكن ليس من حقنا دائما تحقيق مانحلم به

    #445517
    اسير
    مشارك

    جزاكم الله الف خير ومن لم يستطع ان لا يتوب لانه اصبح ديدنه وحاياته مرتبطة بذلك فعليه الرجوع الى الله تعالى والاستغفار والتوبة وشكر الله علىنعمه والتوبة تجب ماقبلها

    #445824
    قيس وليلى
    مشارك


    مشكوره أختي أزورده على موضوعك الأكثر من رائع.

    ليلى

مشاهدة 9 مشاركات - 1 إلى 9 (من مجموع 9)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد