الرئيسية › منتديات › مجلس الفقه والإيمان › لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه
- This topic has 8 ردود, 8 مشاركون, and was last updated قبل 20 سنة، 5 أشهر by قيس وليلى.
-
الكاتبالمشاركات
-
15 يناير، 2004 الساعة 10:39 م #21644أزوردهمشارك
بسم الله الرحمن الرحيم لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه
ثبت في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ” لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة , فانفلتت منه , وعليها طعامه وشرابه فيئس منها فأتى شجرة فأضطجع في ظلها – قد أيس من راحلته – فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وان ربك – أخطأ من شدة الفرح – “
سبحان الله … وما أجمل تلك الحكاية التي ساقها ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين حيث قال : ” وهذا موضع الحكاية المشهورة عن بعض العارفين أنه رأى في بعض السكك باب قد فتح وخرج منه صبي يستغيث ويبكي , وأمه خلفه تطرده حتى خرج , فأغلقت الباب في وجهه ودخلت فذهب الصبي غير بعيد ثم وقف متفكرا , فلم يجد له مأوى غير البيت الذي أخرج منه , ولا من يؤويه غير والدته , فرجع مكسور القلب حزينا . فوجد الباب مرتجا فتوسده ووضع خده على عتبة الباب ونام, وخرجت أمه, فلما رأته على تلك الحال لم تملك أن رمت نفسها عليه, ولتزمته تقبله وتبكي وتقول : يا ولدي , أين تذهب عني ؟ ومن يؤويك سواي ؟ ألم اقل لك لا تخالفني , ولا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة بك والشفقة عليك . وإرادتي الخير لك ؟ ثم أخذته ودخلت .
فتأمل قول الأم: لا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة والشفقة.
وتأمل قوله صلى الله عليه وسلم \” الله أرحم بعباده من الوالدة بولدها \” وأين تقع رحمة الوالدة من رحمة الله التي وسعت كل شيء ؟
فإذا أغضبه العبد بمعصيته فقد أستدعى منه صرف تلك الرحمة عنه, فإذا تاب إليه فقد أستدعى منه ما هو أهله وأولى به.
فهذه تطلعك على سر فرح الله بتوبة عبده أعظم من فرح الواجد لراحلته في الأرض المهلكة بعد اليأس منها.حين تقع في المعصية وتلم بها فبادر بالتوبة وسارع إليها, وإياك والتسويف والتأجيل فالأعمار بيد الله عز وجل, وما يدريك لو دعيت للرحيل وودعت الدنيا وقدمت على مولاك مذنبا عاصي, ثم أن التسويف والتأجيل قد يكون مدعاة لاستمراء الذنب والرضا بالمعصية, ولئن كنت الآن تملك الدافع للتوبة وتحمل الوازع عن المعصية فقد يأتيك وقت تبحث فيه عن هذا الدافع وتستحث هذا الوازع فلا يجيبك.
لقد كان العارفون بالله عز وجل يعدون تأخير التوبة ذنبا آخر ينبغي أن يتوبوا منه قال العلامة ابن القيم \” منها أن المبادرة إلى التوبة من الذنب فرض على الفور, ولا يجوز تأخيرها, فمتى أخرها عصى بالتأخير, فإذا تاب من الذنب بقي عليه التوبة من التأخير, وقل أن تخطر هذه ببال التائب, بل عنده انه إذا تاب من الذنب لم يبقى عليه شيء آخر.ومن موجبات التوبة الصحيحة: كسرة خاصة تحصل للقلب لا يشبهها شيء ولا تكون لغير المذنب, تكسر القلب بين يدي الرب كسرة تامة, قد أحاطت به من جميع جهاته وألقته بين يدي ربه طريحا ذليلا خاشعا,
فمن لم يجد ذلك في قلبه فليتهم توبته. وليرجع إلى تصحيحها, فما أصعب التوبة الصحيح بالحقيقة, وما أسهلها باللسان والدعوى.فإذا تكرر الذنب من العبد فليكرر التوبة, ومنه أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله : أحدنا يذنب , قال يكتب عليه , قال ثم يستغفر منه ويتوب ,قال : يغفر له ويتاب عليه , قال : يكتب عليه , قال :ثم يستغفر ويتوب منه ,قال : يغفر له ويتاب عليه . قال فيعود فيذنب. قال:”يكتب عليه ولا يمل الله حتى تملوا \”
وقيل للحسن: ألا يستحي أحدنا من ربه يستغفر من ذنوبه ثم يعود, ثم يستغفر ثم يعود, فقال: ود الشيطان لو ضفر منكم بهذه, فلا تملوا من الاستغفار.إن الهلاك كل الهلاك في الإصرار على الذنوب وان تعاظمك ذنبك فاعلم أن النصارى قالوا في المتفرد بالكمال: ثالث ثلاثة. فقال لهم ( أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه ) وإذا كدت تقنط من رحمته فان الطغاة الذين حرقوا المؤمنين بالنار عرضت عليهم التوبة: ( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا )
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
تحياتي::أزورده::
15 يناير، 2004 الساعة 11:23 م #443119زاد المعادمشاركبارك الله فيك ازورده . مواضيعك قيمة جزاك الله خيرا وزادك في العلم.
زاد
16 يناير، 2004 الساعة 7:16 ص #443171مرجانمشاركبارك الله فيك أختي ….وجزاك الله خيراَ .
مرجـ ـــان
16 يناير، 2004 الساعة 11:06 م #443292cat7مشاركجزاك الله خيرا أختي الغاليه
26 يناير، 2004 الساعة 11:40 ص #445042أزوردهمشاركشكرا أخي زاد , مرجان … وأختي الغالية cat7 لمروركم الطيب.
30 يناير، 2004 الساعة 10:53 ص #445449بر الأمانمشاركجزاك الله خيرااا
اختي أزوردة
30 يناير، 2004 الساعة 3:48 م #445472عاشقة الحرفمشاركالسلام عليكم……..
في البداية اشكرك على موضوعك الي احلى من العسل وكلامك كله صحيح فاالله سبحانه وتعالى رحمته وسعت كل شئ فلو تفكر الانسان بمقدار رحمه الله سبحانه وتعالى ومغفرته للبشر لما تأخر احد بالتوبة فقد ورد انه من رحمة الله يوم القيامة حتى ابليس _لعنه الله _يتطاول بين الخلائق طمعا برحمه ارحم الراحمين …..تحياتي لكي….
…………………………………………………
من حقنا ان نحلم ولكن ليس من حقنا دائما تحقيق مانحلم به31 يناير، 2004 الساعة 10:16 ص #445517اسيرمشاركجزاكم الله الف خير ومن لم يستطع ان لا يتوب لانه اصبح ديدنه وحاياته مرتبطة بذلك فعليه الرجوع الى الله تعالى والاستغفار والتوبة وشكر الله علىنعمه والتوبة تجب ماقبلها
3 فبراير، 2004 الساعة 9:56 م #445824قيس وليلىمشارك
مشكوره أختي أزورده على موضوعك الأكثر من رائع.ليلى
-
الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.