مدريد/12 فبراير/آفي/اصبح مرض التهاب الدماغ الاسفنجي البقري, المعروف باسم مرض جنون البقر والذي يثير قلق الحكومات والمستهلكين في كافة انحاء اوروبا, يؤثر الآن ايضا في العادات والتقاليد التي تسود احد الاحتفالات الوطنية الاسبانية العريقة: مصارعة الثيران.

ففي يوم 4 فبراير/شباط الجاري بدأ موسم مصارعة الثيران لعام 2001 في بلدة بالديموريّو (القريبة من مدريد) كالمعتاد, ولم يمنع البرد القارس ولا المصارعون متوسطو المستوى المشاركين في هذا الاحتفال الجمهور من الحضور الكثيف, ولكن الاهتمام الاعظم للحاضرين كان مشاهدة كيفية تأثير القوانين الاوروبية الجديدة المتعلقة بقطعان الابقار والثيران, بهدف تفادي انتشار مرض جنون البقر في طقوس مصارعة الثيران.
وتم قطع اول اذن ثور -وهي الجائزة التي تمنح لمصارع الثيران مكافأة له على حسن ادائه- وتقديمها للمصارع ليحملها ويقوم بالدورة التقليدية حول حلبة المصارعة امام الجمهور لتلقي تصفيق المشاهدين وتشجيعهم, ولكن في هذه المرة, وبعد انهاء الدورة, كان على المصارع أن يعيد هذه الاذن ليتم حرقها مع باقي جسد الثور, حيث أن القانون الاوروبي, الذي صادقت عليه اسبانيا ايضا, ينص على حرق الحيوان الذي يقتل خارج المذابح والمسالخ.
وكانت وزارة الزراعة الاسبانية قد شكلت في الاسبوع الماضي لجنة فنية من الخبراء البيطريين لمحاولة التوصل الى لائحة موحدة حول تنظيم احتفالات مصارعة الثيران في كافة انحاء اسبانيا لمواجهة مشكلة جنون البقر.
واعلنت صفحة مصارعة الثيران على شبكة الانترنت أن اولى الاجراءات التي تبناها الخبراء كانت تطالب مصارعي الثيران بعدم الاحتفاظ بأي جوائز من جسد الثور -الاذنين والذيل- أو تقديمها للجمهور, كإجراء احتياطي لاحتمال أن تكون مصابة بالبريونات التي تحمل مرض جنون البقر, مما قد يؤدي الى انتشار العدوى.
وكان من بين الاجراءات ايضا إخضاع كافة المعدات والادوات المستخدمة في مصارعة الثيران لعملية تعقيم بمحلول قلوي عالي التركيز, بهدف قتل البريونات التي قد تحتوي عليها.
ويقول مربو الماشية ان حالة الثيران الباسلةلا علاقة لها بحالات باقي انواع البقر والثيران, ويبررون ذلك بأن ثيران المصارعة تتم تربيتها في مزارع واسعة, حيث تتغذى على الاعشاب والاعلاف الطبيعية, مما يعني أنها لا يمكن أن تصاب بمرض التهاب الدماغ الاسفنجي البقري.
وعلى هامش احتفالات مصارعة الثيران, تم إلغاء عادة الاستهلاك التقليدي في اسبانيا للحوم ثيران المصارعة, نظرالأنه يجب حرق الثور بأكمله وفقا للقوانين الجديدة, ويطلب رجال اعمال قطاع مصارعة الثيران في هذا الصدد من الحكومة دفع تعويضات لهم بسبب الخسائر الاقتصادية التي يعنيها حظر بيع لحوم الثيران المقتولة في حلبة المصارعة.