الرئيسية منتديات مجلس الثقافة الأدبية والشعر محاولة لجمع شتات العرب الثقافي !!!

مشاهدة 4 مشاركات - 1 إلى 4 (من مجموع 4)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #21058
    العلي
    مشارك

    اخواني … أعود اليكم بعد فترة انقطاع محاولا اثراء هذا المجلس بفكرة جديدة …. تقوم على اساس كتابة مقالات عن الادباء و المفكرين و المثقفين العرب …. راجيا من الجميع المشاركة و إثراء المجلس …
    وبداية سأبداء مع احد هؤلاء لكي تتواصل بعدها مشاركاتكم .. وشكر ا

    غازي القصيبي

    تقلد العديد من المناصب القيادية بجامعة الملك سعود ثم السكة الحديد ثم وزارة الصناعة والكهرباء ثم وزارة الصحة ثم سفير في البحرين واخير في بريطانيا

    شاعر وكاتب متمكن ،،، له قدرة متميزة على صياغة افكاره وكتاباته بشكل يجبر القارئ على متابعة القراءة الى النهاية

    من مؤلفاته :
    بعض من مؤلفاته العربيه

    مع ناجي ومعها، سبعة ، صوت من الخليج ، قراءة في وجه لندن
    مصالحات ومغالطات وقضايا أخرى ،العودة سائحاً إلى كاليفورنيا
    العصفورية ، سحيم ، شقة الحرية ، من هم الشعراء الذين يتبعهم الغاوون ، أزمة الخليج محاولة للفهم ، التنمية الاسئلة الكبرى
    في خيمة شاعر ، حتى لا تكون فتنه ، الغزو الثقافي ومقالات أخرى
    ورود على ضفائر سناء ، عقد من الحجارة ، حياة في الإدارة ، هما

    وهذا احد لقاءات هذا المبدع … مع مجلة عربيات ..

    الدكتور / غازي القصيبي لـ عربيات :

    سنتمكن من تحرير القدس عندما نحرر أنفسنا من داء الهزيمة

    عربيات – لندن

    مي ابراهيم كتبي

    في عالمنا العربي نماذج مشرفة عديدة ورمزنا العربي اليوم هو أحد أبرز هذه النماذج….. احترنا باختيار اللقب المناسب له فهو وزير أسبق وسفير حالي وشاعر ومفكر وأديب…والأهم من كل ذلك أنه انسان….بكل ما تحمل هذه الكلمة من معانٍ سامية ونبيلة….تجتمع في شخصيته البساطة مع الوقار والإحترام….وتتميز كتاباته بالصراحة والجرأة والتشويق فتحمل تأشيرة مفتوحة للدخول الى عقل وفكر القاريء….تسرقك أفكاره فتحلق معها لتضحك تارة وتبكي تارة أخرى…معالي( الدكتور/ غازي القصيبي)الذي يحمل بين يدية قلم الإنسانية الصادق….ويتعامل مع عقلية القاريء بنفس الدبلوماسية التي يجيدها في عمله كسفير للمملكة العربية السعودية في بريطانيا….وبلا شك هو خير سفير ليس فقط عن وطنه ولكن عن نبض الإنسان العربي وهمومه ومشاعره….يكفي ان تقرأ حروفه لتعلم أنه يتحدث عنك ويحكي قصتك ويمثل قدوتك…

    ونترككم مع مبدع(شقة الحرية)و(العصفورية)و(حياة في الإدارة)ورائعته الأخيرة في رثاء الشهيد محمد الدرة….

    الدكتور (غازي القصيبي) قيل أن رواية “شقة الحرية” تروي قصة حياتك فإلى أي مدى هذا القول صحيح؟

    هل من المعقول ان تقتصر حياتي على فترة الدراسة الجامعية في القاهرة؟!”شقة الحرية”تروي تجربة أجيال من الطلبة العرب درسوا في الخمسينات والستينات الميلادية في مصر،ولم أكن سوى واحد منهم….لو كانت قصة حياتي لما وجد فيها الكثيرين ممن درسوا في القاهرة قصتهم هم هناك!

    كتاب “حياة في الإدارة” نال قسط كبير من النجاح،ماذا لو قمنا بعكس المسمى إلى (ادارة الحياة) و سألناك ما هي الروشتة التي تصفها لادارة حياة سعيدة و صحية؟

    بالإعتدال في كل شيء ، والإنضباط في كل شيء ، والجد والدأب،يمكن لكل انسان ان يديرحياته بحد أعلى من الكفاءة.

    ذكرت في هذا الكتاب انك سوف تقوم بتأليف كتاب عن سيرة الملك الراحل خالد بن عبد العزيز رحمه الله فمتى سيرى ذلك الكتاب النور؟

    سوف يصدر الكتاب،ذات يوم،باذن الله….لا أستطيع تحديد الموعد بالضبط ولكن أرجو ألا يتأخر.

    بعض مؤلفاتكم يمنع دخولها الى بعض البلاد العربية،فماهي الأسباب التي تحجب هذه الأعمال عن الوصول إلى قراءك؟

    ألا ترين ان هذا السؤال يجب ان يوجه إلى المانع لا الممنوع؟!

    لعل الأحداث المؤلمة الأخيرة في القدس هي حديث الساعة و قد كان لك ردة فعل لمست قلوب الجميع بقصيدتك للشهيد ( محمد الدرة) ، فكيف انعكست متابعة الأحداث عليك كإنسان؟

    المشاهد الدامية التي نقلتها لنا الكاميرات تركت جرحاً لا يندمل في قلب كل من رآها،سواء كان عربياً أو غير عربي،بشرط ان يكون انساناً.

    و بصفتك سفير في دولة لها ثقلها و دورها الكبير في القرارات الدولية هل كان هناك أي تحركات من جانبكم أو من جانب الجاليات العربية في بريطانيا لمساندة فلسطين؟

    مساندة القضية الفلسطينية جزء أساسي من عملي اليومي كما هو جزء أساسي من عمل كل زملائي السفراء العرب.

    أحاول توسيع هوامش الكتابة لكن لا أتجاوز خطوطها

    من وجهة نظرك متى سيتمكن الإنسان العربي من تحرير القدس؟و ما هو في تصورك الفعل الذي سيخرج العرب من وهدتهم؟

    عندما يتمكن العربي من تحرير نفسه من داء الهزيمة،وتحرير فكره من مرض الخوف،وتحرير انظمته السياسية من وباء الإستبداد….عندها سوف يتمكن من تحرير القدس.

    خلال توليكم وزارة الصناعة كانت نتيجة اهتمامكم بقطاع الكهرباء و استشرافكم لأهميته إقدامكم على ما يشبه “تأميم” هذا المرفق و نزعه من أيدي القطاع الخاص…اليوم و بعد تجربة أليمة مع عواقب هذا التأميم يبدو أن الدولة ستعيد هذا القطاع مجدداً للقطاع الخاص لأنه الأقدر على توفير الإستثمار دون إثقال كاهل الدولة و تأمين الإدارة الجيدة.ما هو رأيكم في هذا التقييم؟ و هل لو استقبلتم من أمركم ما استدبرتم ستتخذون نفس الإجراء القديم؟

    كان القطاع الخاص قادراً على ادارة شركات الكهرباء يوم كانت التعرفة مجزية والزيادة في الإستهلاك محدودة.عندما قامت الدولة بتخفيض التعرفة وعندما تزايد الإستهلاك بوتائر مذهلة لم يعد بوسع القطاع الخاص ان يستمر في ادارة الكهرباء بكفاءة.ما قامت به الدولة وقتها لم يكن عملية (تأميم) ولا يشبه التأميم بل كان عملية إنقاذ بكل ماتحمله الكلمة من معنى.فيما يتعلق بالوقت الحاضر،أفضل ان يتولى الحديث عنه الوزير المسؤول الحالي.

    القدرة على التعامل بدبلوماسية و ممارسة السياسة ليس بالأمر اليسير،فالدبلوماسي تخلق شخصيته عدة عوامل و ظروف تجعله سريع البديهة ليفاوض،بعيد النظر ليتخذ القرار المناسب،و هاديء الى حد ليحتوي ما يقابله من مشاكل،ومعاليك مثال على كل ذلك فهل تعتقد أن هناك بالفعل أحداث و ظروف محددة كانت وراء تكوين شخصيتك الدبلوماسية الناجحة؟

    حاولت ان اتعلم شيئاً من كل انسان لديه ما يمكن ان اتعلمه،وحاولت ان استفيد شيئاً من كل تجربة مرت بي،ولا أعرف مدى نجاحي،وان كنت أعرف أني لا أزال أتعلم كل يوم.

    حتى بعيداً عن السياسة يلمس القاريء لأعمالك مدى قدرتك على الوصول إلى النفس البشرية بأسلوب سلس و مشوّق حتى أن أحد المشتركين ما أن علم باستضافة (عربيات) لمعاليك حتى راسلنا يرجو أن نسألك كيف تكتب هذه الروائع و من أين تبدأ فكرة كتاب جديد؟

    يستحيل وصف العملية الإبداعية،شعراً أو نثراً،على من لم يحترق في نارها ، وقديماً قيل:

    لا يعرف الشوق إلا من كابده ولا الصبابة إلا من يعانيها

    أما عن الأفكار فهي تأتي من كل مكان،أحياناً من داخل النفس وأحياناً من خارجها….وفي كثير من الحالات لا يعرف الكاتب نفسه كيف ولدت فكرة ما أصبحت فيما بعد رواية أو قصيدة.

    تتميز بالجرأة و الصراحة في طرحك و في قصائدك و في حوارك فالجميع يؤكد أنك لا تخاف لومة لائم فهل خدمك ذلك أم تسبب لك باحراجات في بعض المواقف جعلك تندم عليها؟

    أعتقد أنك تبالغين بعض الشيء،فأنا كغيري من الكتَّاب العرب،لا أكتب إلا ضمن الخطوط التي أحاول أحياناً توسعة هامشها،ولم أحاول ، قط ، تجاهلها أو تحدِّيها.

    ألا ترون أن السفارة لأديب و شاعر و مفكر مثلكم تسرق من وقت الإبداع؟أم ان لها دور ايجابي ينعكس على المفكر والأديب والشاعر؟

    في كل عمل يتصل بالناس مادة خام للإبداع،والعمل الدبلوماسي في هذا المجال لا يختلف عن العمل في أي موقع آخر.

    تغلب على تقييمكم للأعمال الأدبية السعودية المجاملة و العجلة..فهل نطمع في تقييم موضوعي لما يجري في الساحة الأدبية السعودية تأليفاً و نشراً،أدباً و شعراً ، و رواية و قصة مقارنة بالبلاد العربية الأخرى؟

    (يقول ضاحكاً) لا تطمعي في شيء كهذا، أنا مجرد قاريء،ومهمة الدراسة والتقييم والتصنيف تقع على عاتق الأساتذة النقاد الأكاديمين وهم بحمد الله يملأون الجامعات.

    هذه هي حقيقة خلافي من نزار قباني

    هناك مقالة للشاعر الراحل (نزار قباني) كتبها واصفاً العرب بالسريلانكيين و قد رديت عليه بمقالة استفزته و لم يتقبل ردة فعلك تجاه مقالته و خلق ذلك نوع من التوتر في علاقتكما فلماذا كان غضبه كبيراً منك؟ و هل تم فيما بعد صلح بينكما؟

    كان نزار قباني ،مفرطاً في حساسيته ،وقد أغضبته المقالة على نحو لم أدرك مداه إلا بعد وفاته،والعلاقة بيننا على أية حال لم تتعد بعض اللقاءات العابرة،ولم يكن بينها أي لقاء حميم سوى لقائي به في منزله قبل موته بأيام وقد كتب الأستاذ (عرفان نظام الدين)بالتفصيل عن هذا اللقاء.

    و الأن بعد رحيل نزار قباني عن هذا العالم ماذا تقول عنه و من هو نزار في عيون و فكر (د.غازي القصيبي)؟

    نزار قباني شاعر “ملأ الدنيا وشغل الناس” في القرن العشرين كما لم يفعل أي شاعر عربي آخر.أعتقد ان هذا الحكم،وهو مؤقت بطبيعته،يلخص موقفي وموقف معظم محبي الشعر،منه.

    كيف تصف المرأة ؟ و هل تظن أن كيدهن عظيم؟

    يخطء الكثيرون حين يعتقدون ان القرآن الكريم وصم النساء بوصمة الكيد العظيم،حقيقة الأمر ان القرآن الكريم في سورة يوسف نقل عن العزيز خطاباً لامرأته التي راودت يوسف عليه السلام عن نفسه ثم كذبت على زوجها”انه من كيدكن،ان كيدكن عظيم”.أما رأيي في المرأة فيلخصه ماورد في الاثر((النساء شقائق الرجال)).

    كيف يرى( د.غازي القصيبي) العالم عام 2025م لا أعني كيف يتمنى أن يكون بل كيف يتوقع أن يكون؟

    لا أدري،ولو كنت أدري لما بخلت بالمعرفة….كل ما استطيع قوله ان نظرتي إلى العالم بعد ربع قرن مليئة بالتشاؤم.

    لو عادت السنين بك الى الوراء،الى سن الشباب..هل كنت ستسير من نفس الطريق؟

    لا أدري،الآن ماذا سأفعل لو حدث هذا الشيء أو لم يحدث ذاك الشيء،مثل هذه التساؤلات الخيالية مضيعة للوقت…أفضل أن اترك الخيال للروايات.

    أخيراً سأدخل سنة تمهيدي كمبيوتر

    التكنولوجيا و الإنترنت أصبحتا لغة العصر التي لم يتعرف على أبجدياتها العدد الأكبر في عالمنا العربي فهل لها مساحة معينة في حياتكم؟

    أنا استفيد من جميع معطياتها عن طريق الأولاد والزملاء….وأوشك أخيراً ان ادخل سنة تمهيدي كمبيوتر!

    كان أهم الأهداف التي دفعتنا لإنشاء مجلة “عربيات” هو رغبتنا في ابراز الرموز العربية و أعمالهم المتميزة التي شعرنا انها تكاد مختفية على الإنترنت تماماً،بينما في الغرب لم يعد كاتب و لا اديب و لا عالم إلا و له موقع يحتوي على سيرته الذاتية و كل ما تبحث عنه من معلومات فلماذا لم يتحرك عالمنا العربي بهذا الإتجاه؟ و متى سنجد موقع للدكتور غازي القصيبي و أعماله؟

    بدون موقع على الإنترنت يصلني يومياً من الرسائل ما لا أتمكن من الإجابة عليه.فلنترك الموقع إلى ما بعد التقاعد.

    كلمة أخيرة

    إلى لقاء آخر قريب مع عربيات

    ——————————————————————————–

    في نهاية لقاءنا نشكر معالي الدكتور غازي القصيبي على اتاحة هذه الفرصة لنا ولرواد الإنترنت…كما نشكر الأستاذ منصور الخريشي المسؤول الإعلامي بالسفارة السعودية في لندن على تعاونه الكبير معنا
    ________________________________________________

    وهذه الوصلة تحتوي علي بعض قصائدة …

    http://www.alanan.net/shu3ra/ghazy/qusybe.htm

    _______________________________________________

    وشكرا ….

    #439290
    العلي
    مشارك

    نجيب محفوظ
    رائد الرواية العربية
    والحائز على جائزة نوبيل العالمية
    عام 1988

    علمٌ من أعلام الأدب العربي و رائد من رواد الرواية العربية، ذلك هو نجيب محفوظ الذي وقف على أعلى قمة أدبية عند حصوله على جائزة نوبيل العالميّة في الآداب.
    حمل نجيب محفوظ مشعلَ الحرية، فأرادَ أن يهدي الشبابَ والأجيال القادمة إلى رؤية جديدة في الدراسة الأدبية، وينشر حب المناقشة وتبادل الرأي في إطار إنساني متفاهم.
    وُلدَ نجيب محفوظ بحيّ الجمالية الذي هو أحد أحياء منطقة <<الحسين>> بمدينة القاهرة الفاطمية في 11 كانون الأول/ديسمبر 1911، والاسم الكامل لنجيب محفوظ هو <<نجيب محفوظ عبد العزيز إبراهيم أحمد باشا>> وأصل أسرته من مدينة <<رشيد>> على ساحل البحر الأبيض المتوسط.
    عاشَ نجيب محفوظ في حيّ الجمالية وهو قلب القاهرة القديمة. و في هذا الحيّ القديم الأصيل يعيشُ أبناء الشعب جيلاً بعد جيلٍ. و في حيّ الجمالية عرفَ نجيب محفوظ الحياة الشعبية وعادات سكانها حيثُ تركتْ آثاراً عظيمة في أدبه وفي معظم روايته وقصصه.
    فمن <<حيّ الجمالية>> أخذ الكثير من الأسماء << خان الخليلي>>،و<< زقاق المدق>>، و <<بين القصرين>> و <<قصر الشوك>> و <<السكرية>>. ومن <<حيّ الجمالية>> أخذ نجيب محفوظ كلمة <<الحارة>> التي أصبحت فيما بعد رمزاً للمجتمع والعالم، أي رمزاً للحياة والبشر.
    وتناول نجيب محفوظ المعاني الإنسانية في رواياته الأدبية، ففي رواية<<خان الخليلي>> كانت الحارة صورة حيّة لمجتمع مصر في صراعاته وتطوراته المختلفة مع كل جديد في الحضارة الحديثة.
    وانتقل نجيب محفوظ من <<حيّ الجمالية>> إلى <<حيّ العباسية>> مع أسرته، وكان الحيّ الجديد أعلى مستوى، فتعرف محفوظ على طائفةٍ من الأدباء والشعراء والمثقفين، أمثال: <<إحسان عبد القدوس>> و الدكتور <<أدهم رجب>>.

    بدأ نجيب محفوظ نشاطه الفكري وهو طالب، واتصل بأستاذين كبيرين له، وهما:
    الأستاذ <<الشيخ مصطفى عبد الرزاق>> أستاذ الفلسفة الإسلامية في كلية الآداب. والأستاذ <<سلامة موسى>> الصحفي والمفكر الكبير.
    وقد أخذ نجيب محفوظ عن أستاذه سلامة موسى نزعته التجددية و تطلعه إلى الحضارة الحديثة وحماسه لفكرة العدالة الاجتماعية، واهتمامه بالبحث عن أصول الشخصية المصرية في جذورها الفرعونية.
    وكان نجيب محفوظ محباً للضحك والنكتة والموسيقى والطرب، وكان صديقاً للناس يخاطب العامة، يزور المقاهي ويلتقي بالأصحاب والأصدقاء، وكان مقهى <<عرابي>> في حيّ الجمالية حيث زاره أكثر من عشرين سنة. ومكان آخر كان يتردد عليه وهو <<كازينو الأوبرا>> ومقهى <<ريش>>.
    ونستطيع القول بأن (الثلاثية) هي أعظم عمل قام به نجيب محفوظ، وبل أعظم عمل روائي عرفه الأدب العربي في العصر الحديث. فالثلاثية عمل أدبي رائع يصور هموم ثلاثة أجيال في مصر: جيل ما قبل ثورة 1919، وجيل الثورة، وجيل ما بعد الثورة. فصوّر محفوظ أفكار وأذواق هذه الأجيال ومواقفها من المرأة والعدالة الاجتماعية والقضية الوطنية. كما صوّر محفوظ عادات وأزياء وثقافة هذه الأجيال وما تقرأه من صحف ومجلات. <<فالثلاثية>> ملحمة تصور الواقع الاجتماعي والتجربة الإنسانية في الحياة.
    وأنهى نجيب محفوظ عمله الأدبي بـ 49 عملاً روائياً وقصصياً وجائزة نوبيل العالمية عام 1988، وكان نجيب محفوظ أول عربي ينال هذه الجائزة.

    #439300
    العلي
    مشارك

    نزار قباني

    الأرض و أمي حملتنا في وقت واحد..و وضعتنا في وقت واحد.
    هل كانت مصادفة يا ترى أن تكون ولادتي هي الفصل الذي تثور فيه الأرض على نفسها, و ترمي فيه الأشجار كل أثوابها القديمة؟ أم كان مكتوباً عليَ أن أكون كشهر آذر, شهر التغيير و التحولات؟.
    كل الذي أعرفه أنني يوم ولدتُ, كانت الطبيعة تنفذ إنقلابها على الشتاء.. و تطلب من الحقول و الحشائش و الأزهار و العصافير أن تؤيدها في إنقلابها..على روتين الأرض.
    هذا ما كان يجري في داخل التراب, أما في خارجه فقد كانت حركة المقاومة ضدّ الإنتداب الفرنسي تمتد من الأرياف السورية إلى المدن و الأحياء الشعبية. و كان حي (الشاغور), حيث كنا نسكن, معقلاً من معاقل المقاومة, و كان زعماء هذه الأحياء الدمشقية من تجار و مهنيين, و أصحاب حوانيت, يمولون الحركة الوطنية, و يقودونها من حوانيتهم و منازلهم.
    أبي, توفيق القباني, كان واحداً من هؤلاء الرجال, و بيتنا واحداً من تلك البيوت.
    و يا طالما جلست في باحة الدار الشرقية الفسيحة, أستمع بشغف طفولي غامر, إلى الزعماء السياسيين السوريين يقفون في إيوان منزلنا, و يخطبون في ألوف الناس, مطالبين بمقاومة الإحتلال الفرنسي, و محرضين الشعب على الثورة من أجل الحريّة.
    و في بيتنا في حي (مئذنة الشحم) كانت تعقد الإجتماعات السياسية ضمن أبواب مغلقة, و توضع خطط الإضرابات و المظاهرات و وسائل المقاومة. و كنا من وراء الأبواب نسترق الهمسات و لا نكاد نفهم منها شيئاً..
    و لم تكن مخيلتي الصغيرة في تلك الأعوام من الثلاثينيات قادرة على وعي الأشياء بوضوح. و لكنني حين رأيت عساكر السنغال يدخلون في ساعات الفجر الأولى منزلنا بالبنادق و الحراب و يأخذون أبي معهم في سيارة مصفحة إلى معتقل (تدمر) الصحراوي..عرفت أن أبي كان يمتهن عملاً آخر غير صناعة الحلويّات..كان يمتهن صناعة الحريّة.
    كان أبي إذن يصنع الحلوى و يصنع الثورة. و كنت أعجب بهذه الإزدواجية فيه, و أدهش كيف يستطيع أن يجمع بين الحلاوة و بين الضراوة.. في التشكيل العائلي, كنت الولد الثاني بين أربعة صبيان و بنت, هم المعتز و رشيد و صباح و هيفاء.
    أسرتنا من الأسر الدمشقية المتوسطة الحال. لم يكن أبي غنياً و لم يجمع ثروة, كل مدخول معمل الحلويات الذي كان يملكه, كان ينفق على إعاشتنا, و تعليمنا, و تمويل حركة المقاومة الشعبية ضدّ الفرنسيين.
    و إذا أردت تصنيف أبي أصنفه دون تردد بين الكادحين, لأنه أنفقخمسين عاماً من عمره, يستنشق روائح الفحم الحجري, و يتوسد أكياس السكَّر, و ألواح خشب السحاحير..
    و كان يعود إلينا من معمله في زقاق (معاوية) كلَّ مساء, تحت المزاريب الشتائية كأنه سفينة مثقوبة..
    و إني لأتذّكر وجه أبي المطلي بهباب الفحم, و ثيابه الملطخة بالبقع و الحروق, كلّما قرأت كلامَ من يتّهمونني بالبرجوازية و الأنتماء إلى الطبقة المرفهة, و السلالات ذات الدم الأزرق..
    أي طبقة.. و أي دم أزرق.. هذا الذي يتحدثون عنه؟
    إن دمي ليس ملكياً, و لا شاهانياً, و إنما هو دم عادي كدم آلاف الأسر الدمشقة الطيبة التي كانت تكسب رزقها بالشرف و الإستقامة و الخوف من اللّه..
    وراثياً, في حديقة الأسرة شجرة كبيرة..كبيرة..إسمها أبو خليل القباني. إنه عمّ والدتي و شقيق جدّ والدي..
    قليلون منكم_ربّما_ من يعرفون هذا الرجل.
    قليلون من يعرفون أنه هزّ مملكة, و هزَّ باب (الباب العالي) و هزَّ مفاصل الدولة العثمانيَّة, في أواخر القرن التاسع عشر.
    أعجوية كان هذا الرجل. تصوَّرووا إنساناً أراد أن يحول خانات دمشق التي كانت تزرب فيها الدواب إلى مسارح..و يجعل من دمشق المحافظة, التقيّة, الورعة..(برودواي) ثانية..
    خطيرة كانت أفكار أبي خليل.و أخطر ما فيها أنه نفَّذها.. و صُلب من أجلها..
    أبو خلبل القبّاني كان إنسكلوبيديا بمئة مجلد و مجلد.. يؤلف الروايات, و يخرجها, و يكتب السيناريو, و يضع الحوار الحوار, و يصمم الأزياء, و يغني و يمثل, و يرقص, و يلحّن كلام المسرحيات, و يكتب الشعر بالعربية و الفارسيّة.
    و حين كانت دمشق لا تعرف من الفن المسرحيّ غير خيمة (قره كوز) و لا تعرف من الأبطال, غير أبي زيد الهلالي, و عنترة, و الزير..كان أبو خليل يترجم لها راسّين عن الفرنسية..
    و في غياب العنصر النسائي, اضطر الشيخ إلى إلباس الصبية ملابس النساء, و إسناد الأدوار النسائية إليهم, تماماً مثلما فعل شكسبير في العصر الفيكتوري.
    و طار صواب دمشق, و أصيب مشايخها, و رجال الدين فيها بإنهيار عصبيّ, فقاموا بكل ما يملكون من وسائل, و سلّطوا الرعاع عليه ليشتموه في غدوه و رواحه, و هجوه بأقذر الشعر, و لكنه ظل صامداً, و ظلّت مسرحياته تعرض في خانات دمشق, و يقبل عليها الجمهور الباحث عن الفن النظيف.
    و حين يئس رجال الدين الدمشقيون من تحطيم أبي خليل, ألفوا وفداً ذهب إلى الأستانة و قابل الباب العالي, و أخبره أنَّ أبا خليل القباني يشكل خطراً على مكارم الأخلاق, و الدين, و الدولة العليّة, و أنه إذا لم يُغْلَق مسرحه, فسوف تطير دمشق من يد آل عثمان..و تسقط الخلافة.
    طبعاً خافت الخلافة على نفسها, و صدر فرمان سلطاني بإغلاق أول مسرح طليعي عرفه الشرق و غادر أبو خليل منزله الدمشقي إلى مصر, و ودّعته دمشق كما تودّع كلُّ المدن المتجرة موهوبيها, أي بالحجارة, و البندورة, و البيض الفاسد..
    و في مصر, التي كانت أكثر إنفتاحاً على الفن, و أكثر فهماً لطبيعة العمل الفني, أمضى أبو خليل بقيَّة أيام حياته, و وضع الحجر الأول في بناء المسرح الغنائي المصري.
    إن انقضاض الرجعيّة على أبي خليل, هو أول حادث استشهاد فنيّ في تاريخ أسرتنا..و حين افكر في جراح أبي خليل, و في الصليب الذي حمله على كتفيه, و في ألوف المسامير المغروزة في لحمه, تبدو جراحي تافهة..و صليبي صغيراً صغيراً
    فأنا أيضاً ضربتني دمشق بالحجارة, و البندورة, و البيض الفاسد..حين نشرتُ عام 1954 قصيدتي (خبز و حشيش و قمر)..
    العمائم نفسها التي طالبت بشتق أبي خليل طالبت بشنقي..و الذقون المحشوّة بغبار التاريخ التي طلبت رأسه طلبت رأسي..
    (خبز و حشيش و قمر) كانت أول مواجهة بالسلاح الأبيض بيني و بين الخرافة..و بين التاريخين

    تخرج نزار قباني من كلية الحقوق بدمشق 1944 ، ثم التحق بالعمل الدبلوماسي ، وتنقل خلاله بين القاهرة ، وأنقرة ، ولندن ، ومدريد ، وبكين ، ولندن.
    وفي ربيع 1966 ، ترك نزار العمل الدبلوماسي وأسس في بيروت دارا للنشر تحمل اسمه ، وتفرغ للشعر. وكانت ثمرة مسيرته الشعرية إحدى وأربعين مجموعة شعرية ونثرية، كانت أولاها ” قالت لي السمراء ” 1944 .
    نقلت هزيمة 1967 شعر نزار قباني نقلة نوعية : من شعر الحب إلى شعر السياسة والرفض والمقاومة ؛ فكانت قصيدته ” هوامش على دفتر النكسة ” 1967 التي كانت نقدا ذاتيا جارحا للتقصير العربي ، مما آثار عليه غضب اليمين واليسار معا.
    في الثلاثنين من أبريل/ نيسان 1999 يمر عام كامل على اختفاء واحد من أكبر شعراء العربية المعاصرين: نزار قباني.
    لنزار قباني روائع شعرية … تنبع من رؤيته الشعرية … وهذه الوصلة تحتوي على العديد من اشعارة
    http://www.nizar.net/poetry/poems.htm

    #440514
    العلي
    مشارك

    مظفر النواب

    الكلام عن مظفر النواب سهل بقدر ما هو صعب، سهل لإتساع المساحة، وصعب لاتساعها أيضاً، وإذا أردنا الخروج مما يقترب من مناخات الشعر لمناخات الالتفات الى التفاصيل في اللوحة، فإننا نتوقف أولاً عند مسألة الشهرة والشعر.
    في هذه المسألة، وكما هو معروف، ثمة شعراء كانت لهم من الشهرة ما هو أكبر من حجم ما لهم من الموهبة، وثمة مغبونون، عندهم من الشعر أضعاف أضعاف ما لهم من الشهرة، حتى لكأننا أمام حقيقة أن الشهرة حظ، أما مظفر النواب، فقد نال من الشهرة مجداً يغبطه، أو يحسده عليه الآخرون، بيد ان في شهرته ما هو دون بنائية شعره، ووهج ذلك الشعر، وروحيته، إذ أن شهرته، في قسم منها، انبنت في الغالب، على ارتفاع الموج للخطاب السياسي، وللموقف النضالي المعروف في حياة النواب، ولا غضّ، ولا استصغار، غير أن ذلك طغى، او سمح بإخفاء ما هو أكثر ألقاً، وحيويةً، وإبداعاً.
    شهرة لم يقترب من ذروتها إلا القليل، من حدود ازدحام الجمهور في الطرقات لسماع (إنشاده).. وحتى تملك شريط الكاسيت، ولئن كان قد أخذ على عاتقه، بإحساس جمعي غامر أن ينطق سياسياً وطبقياً وعروبياً باسم الملايين الكادحة المظلومة المنتجة، بطريقة وأسلوب خاصين،.. ولئن كان حضوره على المسرح في الإلقاء، أو في شريط الكاسيت ذا روعة نادرة. فإن هذا ليؤكد صميمية التفاعل، والتعبير، والتحمّس حتى (الشتم)، وهو في هذا وفي غيره، لا يساير الجمهور بل يحمل مرارة أحاسيسه بصدق عال، وقليلون جداً هم الذين دفعوا الثمن الذي دفعه من أجل مبادئه التي يحمل.
    كثيرون هم الذين يحملون الأفكار والمبادئ التي آمن بها مظفر النواب، غير أنه وحده وقف فوق تلك الذروة، مما يؤكد أن لطريق القول، والصياغة الفنية بمجملها، إضافة الى حياته، سحراً خاصاً طافحاً بالإبهار، وبالفريد المتميز.
    يتوقف الكثيرون عند محطة الصراخ من الألم، أو رفع نبرة الصوت بغرض التعرية، كعملية تفاعل، أما عشاق الشعر، عشاق الإبداع، فإنهم يتوقفون عند الصياغة الجميلة العالية، صورةً، وشفافيةً، وتعبيراً، وغنائية، في القصائد الحاملة لهمّ هذا الوطن والأمة، وفي تلك التي لا تقال إلا بمرافقة وتريّات الروح، وعلى كأس يختصر الأمداء، والنبض، والتوق بقدر ما يوقف صاحبه على حد سكين.
    هنا، لا البوح بالاسم، ولا المجاهرة بالجرح هما ضفتا الطريق، بل ثمة شيء أعمق في الروح/ الغنائية/الذوبان/الإحتراق/ المشبع بحنين صوفي من نوع خاص/الملامح المبثوثة في الألوان، في المفردة، في الصورة، والعشق الجارف حتى التماهي/المقطوع حتى الإفتراق.
    عوالم من الخلق ينشأ بعضها إثر بعض بعكوسات فيضية تأخذ شكل العناقيد الكثيرة المدلاة في شجرة الكرمة، مع محافظة على بذاخة الإيقاع الشعري (الوزن القوي)، ترافقها اختراقات محمولة على طبق الوعي من غير لواذ بمسوّغات غير بصيرة، تتراوح -في محطة التدقيق- بين المباشرة التي تتخلى عن ثياب الفنية لصالح مضمون الخطاب التحريضي، و: تحطيم إيقاعية الوزن، و: صياغة عوالم لغوية خاصة.
    كلمة أخيرة في هذه الشهادة العجلى، أقولها باختصار أن مظفر النواب واحد من أهمّ شعراء الحداثة، ومما يتوقف عنده أن الاهتمام بدراسة شعره لم يقترب قط من حدود شهرته، ولسنا ندري متى يُنصف مع غيره، بعيداً عن تجمعات التطويب والتكوكب الذي يحتاج الى كثير من النزاهة وجرأة الضمير .
    من اشعارة
    جسر المباهج القديمة
    مظفر النواب

    ملك العُمق..
    أزور نجوم البحر
    أزوّجها بنجوم الليل
    أطيل لدى موضع أسرار الخلق
    زياراتي

    * * *

    سوف أحدثكم في الفصل الثالث عن أحكام الهمزة
    في الفصل الرابع عن حُكام الردّة
    وأما الآن فحالات العالم فاترة
    ملل يشبه علكة
    لصقته الأيام بقلبي

    * * *

    يا صاحب هذا الكَلك المتعب
    كنت تسميه سفينة عشق
    أنّى أوقدت سيفقس هذا البيض الفاسد
    أوساخاً
    ألديك فوانيس ؟
    زيت ما لمسته يدان ؟
    روح تبصر في الزمن الفاسد ؟
    أوقدَ بَحّارُ البَحّارين قناديل سفينته
    أبقاها خافتة
    بَحّار البَحّارين ومن جمع اللؤلؤ والأضواء وأصوات البحر
    بخيطٍ لحبيبته
    أبقاها خافتةً
    تملك أحلى ميم أعرفها
    ولها جسد مزجته الآلهة الموكولة بالمزج
    فبالغ بالطيب وأربى بالحسن عليها … إرتبكت .

    * * *

    توضأت بماء الخلق ،
    أخذت بهذي القيثارة
    دوزنت عقوداً أربعة
    وشددت على وجع المفتاح الخامس والسابع
    فاعترض النحو البصري عليَّ
    كذاك اعترض النحو الكوفيّ
    من لا أعرفه يعرف نحواً في الشعر
    دع الريح يهدهدك الهدهدة الإهداء
    نذرك كان كثير الشمع الأحمر والآس
    ومرت كل شموعك من تحت الجسر
    وأوغلت كثيراً في البحر
    فأين البصرة ؟!
    صحيحٌ أين البصرة ؟
    البصرة بالنِيّات
    لقد خلصت نِيّاتي
    وتسلق في الليل عمى الألوان عليها
    أين البصرة ؟
    أين البصرة ؟ مشتاق
    بوصِلتي تزعم عدة بصرات
    منذ شهور قلبي لا يفرح إلا بين النخل
    أتسير ببوصلة ؟!
    – حين يكون لذلك فائدةٌ
    ما دختَ ؟!
    – إذا كنتُ بلا أملٍ
    يا صاحب هذا الكلك المتعب
    أنت تسمِّيه المركب ، لا بأس عليك
    تفاءل ما شئت
    أطلق ما ترتاح من الأسماء عليه

    * * *

    وأضاف قميءٌ عفنٌ كان يقوّق بين القوم
    وكنت تفرِّغ شحنتنا الثورية !
    يا ابن الشُحَن السلبية !
    بطاريّة حِزبك فارغة ماذا أعمل ؟
    والتفت الآخر لفتة من فاجأه الحيض وقال :
    تفاهمت مع السلطة تشتمها وتورطنا
    إربأ أن تسمع واتعذ الله
    فمهما قيل فأنت تُعلِّمُ مثل نبيّ
    سلمك المفتاح على ذمة بَحّار البحّارين وأعطاك السعفة

    * * *

    ولكن أين البصرة يا مولاي
    وما شأني بالبحر
    – لا يوصلك البحر إلى البصرة ؟
    – بل يوصلني
    – لا يوصلك البحر إلى البصرة ؟
    – بل يوصلني البحر إلى البصرة
    – قلنا لا يوصلك البحر إلى البصرة ؟
    – أحمل كل البحر وأوصل نفسي
    أو تأتي البصرة إن شاء الله
    بحكم العشق
    وأوصلها …

    المسلخ الدولي وباب الأبجدية
    مظفر النواب
    تعلل فالهوى علل
    وصادف أنه ثمل
    وكاد لطيب منبعه
    يشف
    ومانع الخجل
    وأسرف في الهوى ولهاً
    فأسرف شيبه الحجل
    وفيما كان في حلم
    تقاطر حوله المحل
    وسافر صحبه في رحلة الدنيا
    وما وصلوا
    ولما أيقظته الريح
    ضاقت بالشجى الخيل
    فما يبكي ولكن
    لو بكى
    يرجى له أمل
    تفرد صامتاً مراً
    ومنه يقطر العسل
    فما خلل بهذه الدنيا
    ولكن كلها خلل
    ذئاب كلما سمت جريحاً
    بينها أجل
    أطالت من مخالبها
    وصارت فيه تقتتل
    بمدأبه كذلك
    كيف دعوى
    يسلم الحمل
    وكيف يقال أن الحكم
    للأغماد ينتقل
    سفاهات .. وأسفهها
    ضمير تحته عجل
    يفلسف ثم ينقض
    ثم لا عقم
    ولا حمل
    مزالق في مزالق
    يرتشي فيها
    وما زلل
    بمختصر العبارة
    أنه عهر تركب فوقه دجل
    طباق أو جناس .. أو مراحل
    كلها حيل
    فإن لم تقدحوا ناراً
    فكيف يراكم الأمل
    فإن قدحت فكونوا لبها
    فتظل تشتعل
    ففي ليل كهذا تكثر الضوضاء .. والجمل
    وما نظروا هذا الحضيض
    وهذه العلل
    قضيتنا وان عجنوا .. وان صعدوا .. وان نزلوا
    لها شرح بسيط واحد .. حق
    لم الهبل ؟
    لماذا ألف تنظير
    ويكثر حولها الجدل
    قضيتنا لنا وطن
    كما للناس في أوطانهم نزل
    وأحباب .. وأنهار .. وأجداد ..
    وكنا فيه أطفال .. وصبياناً
    وبعض صار يكتهل
    وهذا كل هذا الآن محتل ومعتقل
    قضيتنا سنرجع او سنفنى .. مثلما نفنى
    ونقصف مثلما قصفوا .. ونقتل مثلما قتلوا
    فإرهاب بعنف فوق ما الإرهاب ثوري
    يمينا هكذا العمل
    أقول ويمنع الخجل
    بشج العين يكتحل
    وكيف عروسكم حصص
    وحصتكم بها نغل
    أراهنتم على جمل بمكة
    تسلمون ويسلم الجمل
    غفا جرح فأرقه
    بماذا قد غفا كهل
    وأنب قلبه
    ما كان عشق فيه يكتمل
    وكاد لما تصبى وإلتقت في روحه السبل
    تطيب بريقه القبل
    وأطيبهن تتصل
    ولكن في قرارته
    هموم ما لها مقل
    كما قطط ولائد في عماها
    والعمى كلل
    تذكر أهله فقضى
    فكابر دمعه الخضل
    وكاد يجوب لولا
    تمسك الآمال والحيل
    وعاتب صامتاً
    لو كان يحكي إنما الملل
    فما أحبابه يوماً بأحباب
    ولا سألوا
    وما مسحوا له دمعاً
    كما الأحباب
    بل عزلوا
    ونقل قلبه لكنهم كانوا
    هم الأول
    فلم يعدل بنخلة أهله الدنيا
    فنخلة أهله الأزل
    وماؤهم الذي يروي
    وماء آخر بلل
    وحبره الذي نصف الهوى في قلبه
    وحل
    يخط عدوه من وطنه له شبراً
    فينتقل
    طباق .. او جناس .. او مراحل
    كلها حيل
    قضيتنا وان نفخوا الكلى
    وشرارهم جبل
    وصاغوا من قرارات
    وان طحنوا .. وان نخلوا
    لها درب مضيء واحد رب
    فا هبل .. ولا لات .. ولا عزى .. ولا لف
    ولا جدل
    قضيتنا لنا أرض قد أغتصبت
    وكنا عزلاً لا نعرف السوق البرجوازية في الدنيا
    ولا ما تصنع الأموال والحيل
    وطالبنا فكان قرار تقسيم
    وطالبنا فصرنا لا جئين وخيمة
    جعنا .. عرينا ..
    ثم طالبنا فأصبح كل شبر مسلخاً
    أما الآن لا طلبا ولكن
    تحكم السكين .. تختزل
    يميناً انه درب الى “حيفا”
    غداً يصل
    تعافى جرحه من طهره وبدى سيندمل
    ولكن نكأة ثغرته
    حتى كاد يشتعل
    فغص بدمعه مضضاً
    وكابر حيث يحتمل
    وعلل نفسه وتعلة
    فيما انتهى محل
    فما شيء كعشق ينتهي
    لا يرتجى أمل
    أعدله فينخذل .. وأخذله فيعتدل
    تغلب طبعه عن ثابت فيه
    وينتقل
    فبعض عاشق يصحو
    وبعض عاشق ثمل
    وكاد لولا كاد
    لا دبر ولا قبل
    وأمسكه هوى لبلاده ما
    بعده غزل
    عراقي هواه وميزة فينا الهوى
    خبل
    يدب العشق فينا في المهود
    وتبدأ الرسل
    ورغم تشردي
    لا يعتريني بنخلة خجل
    بلادي ما بها وسط
    وأهلي ما بهم بخل
    لقد أرضعت حب القدس
    وأئتلقت منائرها بقلبي
    قبل ان تبكي التي قد أرضعتني
    وهي تحكي كيف ينتزع التراب الرب
    من قبضات من رحلوا
    وتغتصب الذوائب ثم ترمى
    فوق من قتلوا
    وكيف مشت مجنزرة
    على طفل .. وكيف مسيرها مهل
    وكيف تداخلت شرفاتها بعموده الفقري في حقد ..
    وصار اللحم في الشرفات ينتقل
    فلم يسمع له صوت
    وفي خديه ما زالت ظلال المهد
    والقبل
    تغير صوت أمي
    واعترى كلماتها الشلل
    وقالت لي قضيتنا .. وغصت بالدموع
    فقلت يا أمي : قضيتنا الدمار
    أو التراب الرب
    لا وسط ولا نحل
    قبيل ذهابكم للمسلخ الدولي وفداً
    أرسلوا السكين وفداً
    أنها أمل
    سيسمع صوتها
    وتشق درباً للرجوع
    وينتهي الخطل
    بذلت الروح حتى قيل يا مولاي
    يبتذل
    وقد صار الفراق عوا جديداً
    وهو متصل
    فما أدري سلوت أم إبتدأت
    تشابه الزعل
    وان من الهوى ما ليس عشق
    انما سبل
    وساجنتي محجرة ببيت في العراق
    علائم فيها الفم العذري
    اغفاء شديد الوصل بين الحلمتين
    اطالة في الخصر ما طال الهوى
    خصر وحزن توأمين
    وطقس عشق ليس يعتدل
    ورغم تشردي لا يعتريني بدجلة خجل
    فلست أدري ليومي
    انما ما يمحض الأمل
    فما جوعي مذلي
    او وعيد
    كلها طفل
    وأشهر كل ظفر في كياني
    حينما النهاز يرتجل
    وقد يفتي بنفيي من هنا فأظل أفنيهم
    وأرتحل
    أعيط بكل نهاز وجيبي .. وهم شلل
    قضيتنا سلام بالسلاح …
    فثم سلم حفرة
    وسلامنا جبل
    وأن العنف باب الأبجدية
    في زمان
    عهره دول
    قبيل ذهابكم للمسلخ الدولي وفداً
    أرسلوا السكين وفداً
    ينتهي الخلل …

مشاهدة 4 مشاركات - 1 إلى 4 (من مجموع 4)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد