لعلك تنعم في قصر كبير ، فيه الخدم والحشم ، ويكثر لديك الطعام والشراب ، وتنام على أصوات الموسيقى وتهرب من لهيب الصيف على أجنحة تلك المكيفات المركزية الضخمة ، وتدفئك جدران ذلك القصر من برودة الشتاء ، لكن هنالك من ينام في حجرة صغيرة ولا يتوفر لديهم الطعام يومياً ، وينامون على أصوات بكاء الأطفال ويتصببون عرقاً من لهيب الصيف ويتجمدون في تلك المنازل الشبه مكشوفة من البرد ، هذا هو واقع المواطن (……….) الذي يسكن في منطقة الخضراء بولاية السويق ورغم هذه المعاناة إلا أنهم يعيشون حياتهم رغم كل شيء إلا أن وزارتكم الموقرة تأبى أن يعيشوا بسلام ، وتأبى أن تستمر الحياة في هذا البيت الذي يقطنه هذا المواطن بسيط الحال الذي يتقاضى 120 ريالاً من وزارة الدفاع لعمله البسيط والذي يكاد يغطي 60% من مصروفات أسرته ……

نعم يا معالي الوزير فلا أنت ولا الحكومة الموقرة ( سامحها الله) فكرت في هذا المواطن وفي الحالة التي يمر بها فقد قام أهل الخير ببناء منزل لا يتعدى الحجرتين له ولأولاده بعد أن أوشك منزله القديم على الانهيار بسبب الأمطار والرياح وعوامل الطبيعة التي لا ترحم …..

ولم تنتهي المشكلة عند هذا الحد بل تفاقمت بعد أن انتهى البناء في المنزل وتوجه المواطن كي يوصل التيار الكهربائي وكانت وجهته بلدية السويق ، لكن البلدية رفضت إعطائه شهادة إتمام البناء بحجة عدم توفر ملكية للأرض التي تم البناء فيها ، علماً بأنها نفس الأرض التي عاش فيها هذا المواطن قبل أن تنشأ الوزارة أو البلدية ، وهذه الأحداث جرت قبل شهر رمضان …..

تخيلوا معي جميعاً حجم معاناة هذه الأسرة من تلك الفترة إلى اليوم ، تخيلوا أن يعيشوا في ظلام دامس طول تلك الفترة وقد مر عليهم شهر رمضان وهم بدون كهرباء ، تخيلوا فقط أيها الأخوة والأخوات كيف يستطيع الأطفال النوم في تلك الأجواء ؟ كيف يستطيعون العيش بدون هذا الاختراع الذي تغلغل في كل شيء ولا يمكن الاستغناء ولا لحظة عنه……؟؟؟؟

علماً بأن وزارتكم الموقرة تقوم بإعطاء شهادات – لمن ترغب – لإدخال التيار الكهربائي وتسمح – لمن يجلب معه أكبر واسطة – بعمل كل شيء في وزارتكم حتى في حالة وجود مخالفات أو حيازات على تلك الأراضي إلا أن وزارتكم الموقرة تقوم بإعطائهم تلك الرسالة أو الشهادة كي يقوموا بإدخال التيار الكهربائي في منازلهم ……

فهل تتبعون نظام الكيل بمكيالين أيها الوزير الموقر……؟؟؟؟؟؟