الينبوع والغيمة

خرج الينبوع يوماً من جوف الأرض، وجرى نحو الغابة.

فرحت شجيرات قريبة، ومدت جذورها وشربت.

خاف الينبوع وصاح: ” من يسحب مائي؟ “

قالت الشجيرات : ” نشعر بالعطش يا ينبوع، ماؤك يسقينا ويجعلنا نحيا ونكبر”.

ابتسم الينبوع ودفع موجات صغيرة غمرت الجذور بالماء.

أتى الراعي الصغير. ولحقت به الأغنام.

غسل الراعي وجهه ويديه، وشربت الأغنام.

ضحك الينبوع. ورشق الراعي وأغنامه بالماء.

نزلت أشعة الشمس واستلقت فوق الماء.

سخن وجه الينبوع، فتضايق وطلب من الشمس أن ترحل.

قالت الشمس : ” اصبر يا صديقي . . . سأصنع من مائك غيمة تركض في السماء. وتحمل المطر للحقول والغابة والناس ” .

فرح الينبوع وقال : ” ما أجمل الغيوم ! ” .

غنى وجرى مسرعاً.

ومنذ ذلك الحين يجري الينبوع وينشد.

فإذا مررتوا به يا أصدقائي، اقتربوا قليلا منه، وأصغوا إليه…..

وعندئذ ستسمعون أنشودته الرفيقة، الرقيقة.

تمام المنة