رغد صدام حسين لـ “الحياة”: والدي اعتقل مخدِّراً
رغد صدام حسين تتكلم للحياة : (والدي اعتقل مخدرا لم يتصل بنا ولا اتصالات لنا مع سميرة الشهبندر )

——————————————————————————–

قالت رغد صدام حسين, ابنة الرئيس العراقي المخلوع المعتقل, ان القوات الاميركية اعتقلت والدها في احدى المزارع غير المعروفة لديها “بعدما تم تخديره”, وان الصور التي بثّت عبر الفضائيات تظهر الرئيس العراقي السابق وكأنه مستيقظ للتو من نومه. وقالت: “لا اعلم كيف تمت عملية التخدير فقد تكون بالتواطؤ مع شخص او من خلال وسائل هم أقدر على توضيحها”.

واستنكرت رغد من مكان اقامتها في عمان, عبر اتصال هاتفي مع “الحياة”, عرض تلك الصور “غير اللائقة” على حد وصفها وتساءلت “اين الديموقراطية التي يدعون؟ هل هي ان يخدر رئيس دولة ويعرض بهذه الطريقة, فالرئيس العراقي رئيس شرعي لدولة معترف بها في كل دول العالم ومن ضمنها الولايات المتحدة الاميركية, لذلك لا يجوز بثها على هذا النحو”, واضافت “لا شك في انهم تقصدوا الاهانة, أما انا فأشعر انه لشجاعة هذا الرجل وجدوا ان من الصعوبة بمكان مواجهته فاختاروا تخديره ومن ثم اعتقاله”.وقالت ان عملية الاعتقال “لم تستغرق اكثر من يوم, ومن خلال معرفتي به كان واضحاً من الصور التي بثّت انه شخص مستيقظ حديثاً”, مشيرة الى ان تأخير التصوير “استهدف اظهار الصور التي تخدمهم, والوقت كفيل بكشف المزيد من الامور”. وأكدت ان القوات الاميركية “أخفت الكثير من الامور لتضليل الناس. وإلا فلماذا يؤخرون عملية طالما انتظروها على مر السنين”. ووصفت والدها لدى ظهوره على شاشات التلفزيون بأنه “بدا مختلفاً تماماً, عصبياً ومتالماً, استيقظ على وضع خلاف الوضع الذي كان به, قرأت ذلك في عينيه وتفاصيل وجهه, لكني أعلم أنه انسان قوي وذو قدرة عالية على التحمل”. وشددت على ان ما قام به والدها يزيدني فخراً وشرفاً وعزّاً”, وقالت: “هذا الانسان سيبقى مثلي الاعلى انا وابنائي وله كل الحب والاجلال والاحترام”.

ولم توضح رغد ما اذا كانت لديها نية لإثارة موضوع عرض صور والدها بهذه الطريقة لدى المنظمات العالمية واكتفت بالقول ان الايام المقبلة تحمل في طياتها الكثير. كما استنكرت التصريحات التي يدلي بها من وقت لآخر اعضاء مجلس الحكم الانتقالي وقالت “إنهم غير معترف بهم لا دولياً ولا محلياً والشيء الأهم انهم لا يمثلون الشعب العراقي بل يمثلون محتلاً يحكم العراق فكيف لهم ان يحكموا على شخص له عمق تاريخي من النضال ومعروف عنه شجاعته ووقفاته الوطنية”.

ورداً على سؤال عن حكم الاعدام المحتمل الذي يواجهه والدها قالت “ان البريطانيين انفسهم أكدوا رفضهم حكم الاعدام لعدم قانونيته, ونحن سنتخذ الخطوات التي يجب اتخاذها في مثل هذه الاحوال ونسأل الله ان تكون الخطوات الصحيحة”, ولم توضح اذا كانت هناك اتصالات مع محامين للدفاع عن والدها وقالت “جميع هذه الامور ستتضح قريباً وحكم الله سيكون هو النافذ ولا يوجد اقوى من حكمه”. واضافت: “لكل مقام مقال, وهو ليس ضعيفاً وبإمكانه الرد على اي اتهامات, وسيكون الأجدر بالدفاع عن نفسه وبشكل قانوني, فهو لم ولن يصل الى درجة العجز”.

وقالت رغد ان هناك بحثاً في خطوات قانونية لإمكان زيارة والدها في العراق, مؤكدة انه لم يكن هناك أي وسيلة اتصال به قبل اعتقاله ولا تتوقع ان يتم الاتصال به الآن, مشيرة الى انه لم يرفع الهاتف للاتصال بأي من افراد العائلة. وأوضحت رداً على سؤال عما اذا كان هناك اتصال مع السيدة سميرة الشهبندر انه “لا يوجد أي اتصالات ولا أعرف أي تفاصيل كافية عن أهلي ولا عن السيدة شهبندر او عن تنقلاتها, وعلى أي اساس يكون لك اتصال مع شخص لا يمت لك بصلة”. اما في ما يخص والدتها السيدة ساجدة خير الله فقالت “اينما كانت هي بين اهلها”, مشيرة الى ان “ولادتهم في بلد ثري لوالد مسؤول كبير لا يعني انهم لم يتعلموا اشياء كثيرة منها الصبر”.

وذكرت رغد انها سمعت خبر اعتقال والدها من الفضائيات ولم تصدق في البداية ولكن بعد تأكيده استسلمت للامر الواقع, واضافت: “والدي بطل وانسان وطني مهما حاول البعض ان يقلل من ذلك, فهو لم يتخاذل ولم يترك بلده لحظة واحدة ودافع عنها حتى اللحظة الاخيرة, والذي يقاتل يتوقع كل شيء, كثيرون تعاطفوا معنا لدرجة انني بدأت اخفف عنهم, وأنا متأكدة بأن كل انسان شريف ووطني سيحترم صدام حسين, شعرت بذلك في كل عين وفي كل كلمة, واعرف ان جرح العرب الشرفاء اعمق من جرحنا, لأنه كان دائماً يقدم روحه وحياته لقضيته وامته وهو شيء نعتز به ونفتخر”.