السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد………

إن من أتفه الأمور أن نتكلم عن أمر ولا نعلم عنه شيئاً, والموضوع هنا عن القائد المخلوع صدام حسين الذي لا نعلم كل ما فعله من جرائم ضد شعبه سوى ما نقرأه ونسمعه، وأهل البلاد هم أولى بالكلام عن قائدهم ، لأنه بالطبع هم الوحيدون الذي يحكم فيهم.
وكما أنه لا أنسى أننا نحن كعرب يجب أن نحافظ على ترابطنا وديننا ولغتنا ، فإن دخول اليهود والنصارى على أرضنا سيحدث تغييراً واضحا يتجلى أولا في أخلاقنا ، والأخلاق كما تعلمون أفضل خصائص الإنسان.

لكن الحديث الشريق يقول: الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والأحمق من أتبع نفسه هواها.

فيجب علينا ألا نفكر فقط في حاضرنا ، بل في حاضرنا ومستقبلنا ، ليكون مشرقا نيرا.

وأخيرا أدعو وأقول: اللهم إنصر أخواننا في كل أنحاء الأرض وثبت أقدامهم على الحق وثبت الحق بهم يا الله، اللهم أكسر شوكة أعداء الدين واخزهم وشتت شملهم وافعل بهم كما فعلت تثمود وعاد وفرعون ذو الأوتاد، ولا تجعل لهم من باقية يا ذا الجلال والإكرام. آمين.

ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.

أخي الرباش الكبير

أهل مكة أدرى بشعَبها ، وأتصور أن العراقيين هم وحدهم إن جاز القول يحسون ما عانوا من ويلات نظام صدام حسين طوال الفترة التي قضاها في الحكم ، ومازالت تبعات هذا النظام تلحق بالشعب العراقي المعاناة به ، فلها بداية وليست لها نهاية بحسب معطيات المشاهد التي نراها .

نحن العرب نتألم كثيرا من مشاهدة الأحداث التي تدور في العراق يوم بعد يوم ، إخواننا هناك يقَّتلون ويذبَّحون وبأي سبب يذبحون ، وبأي ذنب يقتلون .

فلنكون واقعيين ونطرح التساؤل من الذي سبب في هذا ؟

ولنكن أيضا واقعيين وبعيدا عن العواطف ، عندما نبكي على شخص فهناك سبب يدعونا إلى البكاء ، فعندما يموت رب الأسرة فهناك ما يدعونا للبكاء عليه فهو المعيل لأسرته وهو الذي يوفر لها سبل المعيشة بكرامة وعزة ، عندما تموت ربة الأسرة فهناك ما يدعونا للبكاء عليها فحنان الأم لا يقدر بثمن ، وعندما يموت حاكما منا وفينا فهناك ما يدعونا للبكاء عليه ، فقد يكون قدم عطاءا لأبناء شعبه مما يحفظ لهم كرامتهم ورفاهية معيشتهم ويحقق العدالة بين أفراد شعبه ويحفظ أمنهم وسلامتهم وراحتهم في أرواحهم وممتلكاتهم .

فهل الرئيس صدام حسين فعل هذا ؟!

إن كان كلامك يدور حول ( سقوط صدام وسقطت معه الكثير من الآمال والكثير من الأمنيات التي كانت بمثابة البداية لنهوض أمة عربية قوية … )

فهذا القول مردود ، ذلك أن معنى القول أن العروبة في الأصل ماتت ، وأن صدام هو الذي جاء ليحييها ، إلا أن سقوطه سقطت معه الآمال . بينما الأصل أن العروبة كانت تنفث بالحياة ، وصدام هو الذي أماتها .

فماذا أنت قائل ؟

فصدام هو الذي خان وليس الذين تصفهم في موضوعك أنهم هم الخائنون ، فصدام خان العروبة منذ أن غزى دولة الكويت بغض النظر عن الأسباب والتداعيات هذا الغزو ، فالكويت دولة عربية لها ماله من القواسم المشتركة في الدين واللغة والعادات والتقاليد ، فما كان لصدام أن يضع نفسه جلادا على عرب مثله لتأديبهم ، وتبقى العروبة هي العروبة تتأصل من جذورها لتتفرع من أغصانها نابعة من أصل واحد وهو العروبة . فهل كان صدامنا هذا تتأصل فيه العروبة ؟!

لم يكن الخليج يعرف ويلات الحروب ، وكان كافيا على نفسه خيره وشره ، وسرعان ما تحول من نعمة تتربع في أكفان شعوبه إلى مغبات الذل والهون من قبل شعوب حاقدة على خيرات الخليج ، ومازالوا كذلك .

فأي خيانة أنت عنها تتحدث ؟

وأي بكاء أنت تدعو ؟

وأي سقوط أنت عنه تريد إنهاضه ؟

من حيث تقول أن ( هل تعتقد بأن صدام حسين هو الذي جاء بالأمريكان إلى الجزيرة العربية ؟؟؟؟ ) .

أقول نعم ، فكان هو السبب الذي فتح الطريق لهؤلاء المحتلين لدخول الخليج لاحتلاله وسلب خيراته .

نعم أنا معك أن الأمريكان واليهود وغيرهم من يكن في قلوبهم أطماع على خيرات الخليج ، كانوا يخططون لهذه العملية ، ولكنهم ما كانوا لديهم الفرصة لدخول الخليج ، وبعد مضحكة أحاطوها بصدام ، والغرور الذي توهم به على أنه سيكون سيد العرب ، دخل الكويت الذي أستباح ما حرمه الله ورسوله ، رمى كل القيم الأخلاقية والإسلامية ، وفعل ما فعل .

وغالبا الأمركان يصفقون للأغبياء للإطاحة بهم ، وقد نجحوا في هذا ، وللأسف الشديد .

أما ملف الكراهية ، فلا أتصور شعب في دولة واحدة يكره حاكمهم هكذا من فراغ ، فلابد من سبب تولد في الفئة التي تعنيها بالكراهية لصدام ، فهم أعلم ما فعل بهم صدام حتى يكنون له هذه الكراهية .

فهل يمكن أن يكرهك الغير بدون سبب ؟

أما ملف من يكره صدام ومن يحبه ، فهذا أمر طبيعي ستجده في كل دولة ، فهناك من يحب الحاكم وهناك من يكرره ، والكل يلتف حول الجهة التي ينحاز إليها دون شك .

ولكن يبقى أن لا نبالغ في المديح والذم إلا بحق .