ربما أن جل إن لم يكن كل وسائل الإعلام صورت إعتقال صدام حسين على أنه انتصار أمريكي كبير، صورته على أنه حدث ضخم، وغاية في الأهمية، ودعم ذلك أن أولى طلقات هذا الخبر خرجت منهم أعني الأمريكان.
إني أرى أن الأمريكان حققوا انتصارا كبيرا للمقامة العراقية باعتقال صدام حسين، فهناك من العراقيين الكثيرين من عانوا أشد المعاناة خلال فترة حكمه، ونالهم من بطشه ما نالهم، وربما في نفوسهم من الحقد ما كان يمنعهم من المشاركة في المقاومة على اعتبار أن صدام هو من يتزعم هذه المقاومة، أما وأن صدام قد اعتقل الآن، وأصبح واضحا أن المقاومة هي مقاومة شعبية خالصة، فقد سقط عذر هؤلاء، وانهار الحاجز بينهم وبين المقاومة، ويكأني أرى المقاومة يشتد عودها، وتقوى شوكتها، فقد أصبح جليا الآن أن أبطالها هم من المخلصين الذين نذروا نفوسهم رخيصة من أجل وطنهم ودينهم.
ثم إني اطلعت على كثير من الصحف التي تتحدث عن هذا النبأ، وكلها تروي نفس الرواية الأمريكية، وحتى أقوال الأمريكيين منسق تنسيقا غريبا، يثير الشبهة، فكلهم يروون نفس القصة بتفاصيلها الدقيقة دون أن يكون هناك اختلاف بين قول وقول، حتى في أدق التفاصيل، ثم إن كلام الأمريكان الإعلامي ترى فيه تصوير مقصود لصورة انهزامية ذليلة في عملية القبض على صدام، والإعلام الأمريكي ومن يتبعه يضخم صورة الفرح في الشارع العراقي بالقبض على صدام، بينما قرأت في صحف أخرى أن الذين احتفلوا كانوا مئات، ومئات يعني قلة من أهل بغداد، كما أني لم أقرأ في الإعلام الأمريكي عن المشاجرات التي حدثت بين العراقيين المحتفلين وغير المحتفلين بهذا النبأ، كل هذا أثار تساؤل في نفسي…
هل الصورة الإنهزامية التي أظهر الإعلام الأمريكي بها صدام حقيقية أم أنها أحد فصول الحرب الإعلامية التي يتقنها الأمريكيون أكثر من غيرهم؟
وأترك الباب مفتوحا عند هذه النقطة ليتفكر فيها القراء.
تحياتي
الكاتب
المشاركات
مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.
يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافقإقرأ المزيد