الرئيسية › منتديات › مجلس أخبار ومقالات › الحي الميت
- This topic has رديّن, مشاركَين, and was last updated قبل 21 سنة by صادق أمين.
-
الكاتبالمشاركات
-
4 ديسمبر، 2003 الساعة 4:16 م #20524صادق أمينمشارك
سأحكي لكم اليوم قصة الحي الميت
هو شخص ليس غريب عليك، ربما عشت معه، أو قابلته، وقد تكون تعرفه أكثر مما تعرف أي شخص في العالم، إنه الحي الميت، لا يكش ولا يهش، وجوده وعدمه سواء، إن حضر فهو مفقود، وإن غاب فلا أحد يشعر بغيابه، موجود غير موجود، وغائب غير مفقود، كثر أمثاله في زماننا وبلداننا ( إنما يستجيب الذين يسمعون)، هذا الحي الميت تراه يطبق في حياته مبدأ يراه عظيما، وقد يتمسك به أكثر من تمسكه بأوامر الله، أتعلمون ما مبدأه في الحياة، إنه ( من تدخل فيما لا يعنيه وجد مالا يرضيه، )، يطبقه تطبيقا أعمى، دون أن يعي معناه وموضعه، وهو في هذه الحياة لا يعنيه شيء سوى نفسه، ضرره أكثر من نفعه، صديقنا هذا مثقف بعض الشيء، فهو في علم الفيزياء يعشق قانون القصور الذاتي ويعتبره قانونا يجب تطبيقه على الحياة إذا ألقيت بجسم إلى الأمام في خط مستقيم سيظل يندفع في نفس الاتجاه وبنفس القوة الدافعة الأولى ، هذا يسمى قانون القصور الذاتي ، أي أن الجسم قاصر أن يوقف نفسه أو يغير من اتجاهه، وهذا ما يعشقه صديقنا الحي الميت، يكره التغيير، عفوا هو لا يكره التغيير ولكنه قاصر ذاتيا عن التغيير أو التغير، أو هو هكذا يحب، أما في علم الكيمياء فقدوته المواد الخامله، التي لا تقبل التفاعل مع الغير.
فذاك الذي ان عاش لم ينتفع به وان مات لم تحزن عليه أقاربه
هوان لا يعرف الحزم، وجمود لا يعرف الحركة، و كسل لا يعرف الجد، إذا رأى منكرا لا يغيره، بل لا ينكره حتى.
عبر عنه رب العزة وسماه الكل، وبين أنه عالة على مولاه أينما يوجهه لا يأتي بخير1. وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ [ النحل الآية 76]
تصور يا أخي الكريم، كم من الناس من أشكال هؤلاء في مجتمعنا، والآن اسأل نفسك
هل أنت الحي الميت؟ هل حقا تريد أن تعرف الحقيقة؟ إذا إليك الطريقة:
هل قدمت لمجتمعك أي شيء سيذكرك المجتمع به بعد موتك؟
هل سيفقدك مجتمعك بعد موتك؟أم أنك سترحل عنه دون أن يشعر المجتمع بريحلك؟
هل فكرت يوما أن تعيش لغيرك؟ قالها سيد قطب من قبل ( إننا نعيش حياة مضاعفة عندما نعيش لغيرنا)، ومعنا أن تعيش لغيرك هو أن تخدم غيرك، أن تغير ما يجب تغييره، أن تعيش لتقدم للناس، أن تعيش لفكرة، لهدف أو مبدأ، وما أعظمها من عيشة عندما تعيش لله.
هل أنت شخص فاعل في مجتمعك؟
هل يعنيك الناس من حولك؟
وأخيرا وليس آخرا..بماذا تحب أن تلقى الله؟
. يروى أن ملكا ركب في موكب عظيم ، فهرع الناس أفواجا لينظروه فمر بصانع فرآه مكبا على شغله ولم يلتفت إليه ، ولم يرفع رأسه للسلام عليه فوقف الملك عنده وقال : كل الناس ينظرون اليّ إلا أنت فما السبب ؟ فقال الرجل : أيها الملك ، أدام الله ملكك ، إني رأيت الأيام تمر مر السحاب وتسير سير الشهاب ، وما رأيت أنفع ولا أبقى للمرء من عمل ينتفع به في حياته ، وينتفع به الناس ، فها أنا أبذل غاية جهدي في إتقان عملي ، والمحافظة على وقتي .اذا أنت لم تزرع وأبصرت حاصدا ندمت على التقصير في زمن البذر
4 ديسمبر، 2003 الساعة 7:23 م #435420ذو الكفلمشاركوالله جميل هذا الموضوع، يا ليتنا بس نهتم في عملنا ودراستنا، ونفكر في حياتنا الدنيوية والأخروية.
والحديث الشريف يقول: يسأل المرء عن ثلاث منها : شبابك في ما قضيته) . والله المستعان,
نسأل الله الثبات والعافية.4 ديسمبر، 2003 الساعة 8:31 م #435449صادق أمينمشاركلا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس : عن عمره فيما أفناه ؟ وعن شبابه فيما أبلاه ؟ وماله من أين اكتسبه ؟ وفيما أنفقه ؟ وماذا عمل فيما علم
-
الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.