الرئيسية › منتديات › مجلس أخبار ومقالات › بصدق .. لنخلد في مقعد صدق ..!!
- This topic has 23 رد, 6 مشاركون, and was last updated قبل 20 سنة، 11 شهر by الربيع.
-
الكاتبالمشاركات
-
9 ديسمبر، 2003 الساعة 7:48 ص #436075سـمـاءمشارك
عــدنـا و مـع الـحـرص و الـقـنــــاعة ( مستوحى من كتاب قناطر الخيرات )
قال الله تعالى : { و تحبون المال حباً جمّا } صدق الله العظيم
و عن رسول الله – صلى الله عليه و سلم – أنه قال ( إياكم و أمهات الخطايا فإنهن ثلاثة : الحسد ، الحرص ، و الكِبَر ) صدقَ رسول الله
و أنشد أحدهم : قد شابَ رأسي و رأس الدهر لم يشب ** إنَ الحريص على الدنيا لفي تعب
و يُقال : ” الحريص أسير مهانة ، لا ينفك أسره ” و لعلّ القصة التي سأدرجها الآن توضح هذه المقولة :
تقول إحدى الفتيات : ” عندما تخرجت .. كان جل همي هو العمل من أجل كسب المال و إملااء فراغ وقتي .. فوُفقت بالعمل بإحدى المجالات .. و لكني و للأسف أواجه الكثير الكثير من المشاكل فيها .. و خاصة مع مديري .. هذا غير المواقف التي أتعرض لها و تجبرني أن أنخلع عن ديني .. ناهيك عن الإهانات و الصراخ الذي أتلقاه من المدير السكّير حالي حال الفرّاش .. و كل هذا و أنا أتحمّل .. مع أني أعرف أني بذلك مخطئة و مغضبة لرب العالمين .. و لكن حرصي على المال لإقتناءه هو سبب تحمّل هذه الإهانات و المذلة ”سبحان الله .. نجمع المال .. و لا ندري هل نحنُ باقين إلى أن نحتاج إليه أم أننا نموت و نتركه لغيرنا .. إما أن يستعين به لمعصية الله .. أو عبادة الله .. سبحان الله ..!!!!
و في مثل هذه القصة أيضاً قال أحد الحكماء : ( وجدتُ أطول الناس غماً الحسود ، و أهنأهم عيشاً القنوع ، و أصبرهم على الأذى الحريص إذا طمع ، و أخفضهم عيشاً أرفضهم للدنيا ، و أعظمهم ندامة العالم المفرط )
إذاً .. فهناك سوء ظن بالله حينَ قال : { وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين }
لذلك .. فدواء الحرص أيها الأخوة هو القناعة، قصر الأمل و اليقين بالله و برزقه …
فعن النبي – صلى الله عليه و سلم – ( طوبي لمن هّدِيَ الإسلام و كان عيشه كفافاً و قنعَ به )
فلنعلم يا إخواني أنَ الرزق من عِندَ الله تعالى .. مكتوب من يوم ولادته إلى يوم يموت .. و كما قيل : “” لو جريت جري الوحوش ، غير رزقك ما تحوش “” فلا ينبغي لابن آدم إن يعرض نفسه للمعصية و المذلة و المهانة من أجل الحصور على رزقاً قد كتبه الله له مهما فعل ..و في هذا المعنى قالَ – صلى الله عليه و سلم – ( الحريص الجاهد ، و القانع الزاهد ، يستوفيان أكلهما غير منتقص منه شيء ) و يعني أن الزاهد في عيشه و الحريص على جمع المال يأخذان رزقهما كاملاً مستوفياً غير ناقص مهما زهد الزاهد .. و مهما حرص الحريص .. و في هذا الحديث حثّ على اليقين بأن الله هو مقسم الأرزاق و حسن ظن به ..
و قال الشاعر في هذا المعنى :
لا تطلـّبـن معيشة بتـذلل ** فليـأتـيـنـكَ رزقك المقدور
و اعلم بأنكَ آخذ كل شيء ** هو في الكتاب مـُحبرٍ مـسطورو لنعلم أن القناعة برزق الله تعالى أول منازل الرضى عن اله سبحانه ، و إذا أراد الله بعبد خيراً أغناه بالقنوع و ارضاه بما قسم له ..
إنَ القناعة و العفاف ليغنيان عن الغنى
فإذا صبرت عن المنى فاشكر فقد نلت المنىو عن أبي حازم الأعرج أنه قال : “” وجدت الدنيا شيئين: شيء هو لي لن أعجّله قبل أجله ، و لو طلبته بقوة أهل السماوات و الأرض ، و شيء هو لغيري و ذلك مما لم انله فيما مضى و لا أنا له فيما بقي يـُمنع الذي لي من غيري كما يـُمنع الذي لغيري مني ، ففي أي هذين أفني عمري و أهلك نفسي ؟ “”
يتبع >>>
9 ديسمبر، 2003 الساعة 7:54 ص #436076سـمـاءمشاركأما الدواء الذي يكسب القناعة و يزول الحرص به، فهو مركب من ثلاثة أركان : الصبر ، العِلم ، و العمل و من مجموع ذلك خمسة أمور:
الأول : و هو العمل ، الإقتصاد في المعيشة و الرفق بالإنفاق ، و هو الأصل في القناعة ، فمن اراد عِز القناعة فليقتصر في جميع احواله على ما لا بد منه ، أي يكتفي بالأشياء الضرورية و لا يحرص على طلب ما هو غير ضروري من المباحات و التي تؤدي به – ربما – شيئاً فشيئاً غلى المحرمّات لا قدّر الله … و ليعود عياله و يوطّنهم على عيشة الكفاف حتى لا يكبرون و تكبر طلباتهم معهم إذا تربّوا على أخذ كل ما هو فوق حاجتهم ..
قالَ عليه السلام : ( من اقتصد أغناه الله ، و من بـذر أفقره الله )
الثاني : أنه إذا تيسر له في الحال ما يكفيه ، فلا ينبغي أن يكون شديد الإضطراب لأجل الإستقبال ، و الذي يعينه على التخلّص من هذا الإضطراب هو قصر الأمل ، و التحقيق بأن الرزق الذي قـُـدّر له لا بد أن يأتيه و إن لم يشتد حرصه عليه و ينبغي أن يكون واثقاً بوعد الله إذ قال : { وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين }
و قال عليه السلام لاِبنّي خالد : ( لا تيأسا من الرزق ما تهزهزت رؤوسكما .. فإنَ الإنسان تلده أمه أحمر ليس عليه قمش ثم يرزقه الله )
و قال : ( أيها الناس اجمِلوا في الطلب فإنه ليس للعبد إلا ما كثتِب له ، و لن يذهب عبد من الدنيا حتى يأتيه ما كُتِبَ له منها و هي راغمة )
و لنعلم أنه لا ينفك الإنسان عن الحرص إلا بحسن ثقة تدبير الله في تقدير أرزاق العباد ، و إنَ ذلك يحصل لا محالة مع الإجمال في الطلب بل ينبغي أن يعلم أن رزق الله العبد من حيث لا يحتسب أكثر .. و قد قال عليه السلام : ( أبى الله أن يرزق عبده إلا من حيث لا يحتسب )
و قيل لحكيم : ” من اينَ تُنفِق ؟ فقال : لو علمت ذلك لنفد ” أي أن لو علِمنا المصادر التي منها نعيش و حددناها ، لنفد رزقنا و نقتنا و معيشتنا لأنه في الأصل أنَ الله يرزقنا من حيث لا ندري و لا نحتسب و ليس بمصادر محددة و لا بتدبير من الخلق .. بل بتدبير من الخالق
الثالث : أن يعرف ما في القناعة من عـِـز افستغناء .. و ما في الطمع من الذل .. فإن ايقن بهذا فحينها تنبعث رغبته إلى القناعة ، لأنه في الحرص لا يخلو من التعب ، و الطمع لا يخلو من الذل ، و القناعة ليس فيها سوى ألم الصبر عن الشهوات و الفضول ، و هذا ألم لا يطلع عليه أحد ، و فيه ثــواب الآخـــرة .. و أما ذل الطمع و تعب الحرص فهو ظاهر أمام الناس و يلاحظونه و فيه الوبال و الإثم و فوت عِز النفس و العجز عن إقامة الحق .. تسألون كيف ذلك ؟!
لنعد إلى قصة الفتاة أعلاه و ما تواجهه من ذل و غيره مع مديرها .. فهذه الفتاة حريصة .. و الحرص أذلها .. فجعلها ساكتة عن الحق .. لا تستطيع أن تنطق بكلمة لمديرها و لا تحاول تبيان طريق الحق له .. ببساطة .. لأنها لا تريده ان يثور وتخسر عملها و بذلك تبقى دون مال .. كل هذا من أجل المال ..
إذاً .. كلما كثر حرص الإنسان و طمعه .. كلما زادت حاجته إلى الناس و بذلك لا تمنكه دعوتهم إلى الحق ، و في ذلك المداهنة و هـلاك الدين . و من لا يُـؤثر عن النفس عن شهوات البطن ، فهو ركيك العقل ضعيف الإيمان إذ قال عليه السلام : ( عـِـز المؤمن استغناؤه عن الناس )
الرابع : فلنكثر التأمل في تنّعم اليهود و النصارى و ارذال الناس و الحمقى و السفهاء و من لا دين له و لا عقل ، ثم ينظر إلى أحوال الأنبياء و الولياء ، و إلى سِمة الخلفاء الراشدين و سائر الصحابة و التابعين و يستمع إلى أحاديثهم و يتطلع أحوالهم ، ثم يأتي في التخيير بينهم : هل يحب أن يكون مثل أرذال الخلق أم مثل من هم أعز أصناف خلق الله تعال .. حتى يهون عليه بذلك الصبر على القليل و القناعة باليسير ..
ثم ليعلم إنه إن تنعّم في البطن فالحمار أكثر أكلاً منه .. و إن تنعّم في الجماع فالخنزير أعلى رتبة منه .. و إن قنعَ بالقليل و رضيَ به لم يساهمه في رتبته إلا الأنبياء و الأولياء ..
سبحان الله .. و هل لنا شرف أكثر من أن نكون مثلهم ؟؟!! أسأل الله أن يحشرنا في زمرتهم .. آمين
الخامس : أن يفهم ما في جمع المال من خطر و ما فيه من خوف السرقة و النهب و الضياع .. و ما في خلو اليد منه من الأمن و الفراغ ، مع الحبس يوم القيامة في الموقف عن باب الجنة خمسمائة عام ،لأنه لم يقنع بما يكفيه و التحق بزمرةالأغنياء
عن أبي ذر – رحمه الله – قال : ( أوصاني خليلي أن أنظر إلى من هو دوني .. لا إلى من هم فوقي ) و هنا يعني في امور الدنيا و ليس في الطاعات و العبادات .. أي أننا ننظر إلى أحوال الفقراء و المساكين في الدنيا حتى نشكر الله على نعمته .. و ليس إلى الأغنياء و المترفين حتى لا نتمنى أن نكون مثلهم ..
أما – و بالطبع – في أمور الآخرة .. فيجب أن ننظر غلى من هو أعلى منا .. ننظر إلى من ينفل و يوتر و يتعبّد .. إلخ .. حتى نتمنى أن نكون مثله .. و بالله التوفيق
هذه الأمور تكسب القناعة و عماد الصبر .. و قصر الأمل .. و أن يعلم أن غاية صبره في الدنيا أياماً قليله هو سبب التمتع دهوراً لا غاية لها في مـقـعـد صـــــــــدق ..!
نسأل الله أن يرزقنا ذلك بمنه و كرمه و فضله إنه أرحم الراحمين
9 ديسمبر، 2003 الساعة 8:10 ص #436081سـمـاءمشاركأرجوا من الله تعالى أن أكون قد وُفِقت في النقل و الإيضاح ..
و ارجوا من الجميع الإستفادة .. و لنا عودة إن شاء الله تعالى13 ديسمبر، 2003 الساعة 10:45 ص #436819الربيعمشاركبارك الله فيكِ اختي الكريمة سماء علىما تفضلتِ به
ونسأل الله أن لا يردنا حرصنا على الدنيا وشهواتها إلى سوء العاقبة … فهكذا هو الإنسان …. حيث لا ينتبه إلا بعد فوات الأوان ، ولو أنه قنع لسلم ونجى وعاش سعيدا في الدنيا والآخرة ….
وحقا إن الحرص من أهم الإسباب المؤدية إلى معصية الله تعالى
كما أنني أرى أن هنالك كثيرا من الأسباب الأخرى والتي تدعو الناس إلى أن يقعوا في معاصي الله …
فمن ذلك مع الحرص والإغترار بالحياة الدنيا والجري وراء شهواتها :
1- الجهل
2- الإعترار بحلم الله
3- طول الأمل والأماني
4- الفراغ
5- المعاندة والمكابرة والإغترار بالقوة والمنصب والجاه
6- حب الشهرة والعجب ، وحب المديح
7- الخوف من ذي سلطان أو صاحب بطش وقوة وظلم
8- البيئة والمجتمع والأسرة
9- وسائل الإعلام المختلفة
10- رفقاء السوء
11- النسيان والذهول والغفلة
ولا شك أن الشيطان هو الداعي إلى المعصية
تعضده النفس الأمارة بالسوء ،فلننتبه لخطر هذه الاشياء ، ولنحفظ أنفسنا من معصية الله ، يحفظنا الله من عذابه
6 يناير، 2004 الساعة 9:05 م #441433الربيعمشاركهل هو الفتور الذي يتلو الحماس
ام هو شعور بالإحباط
أم لا مبالاة
ام أن الموضوع غير مهم
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أسئلة موجهة للجميع
7 يناير، 2004 الساعة 5:40 ص #441525سـمـاءمشارك
الرد على :
أسئلة موجهة للجميع
و بالطبع أنا في مقدمتهم
ليس فتوراً استاذي الفاضل و لا هو شعور بالإحباط … فكل عمل خالص لوجه الله لا يُصيبه شيء من ذلك
إنما – و كما تعلم استاذي – الظروف و المشاغل و خاصة أنه لم يبقى على الموعد إلا اسبوعان
و ما بعد الأسبوعان أدهى و أمـر
و لكن ثــق استاذي .. نــار الطموح لا زالت تشتعل .. و لن يُطفئها شيء غير الموت
و تأكد بأن لي وقفة أخرى شيخي الفاضل .. فــصبرٌ جميل و الله المستعان
7 يناير، 2004 الساعة 5:43 ص #441526سـمـاءمشارك
الرد على :
هل هو الفتور الذي يتلو الحماس
ام هو شعور بالإحباط
أم لا مبالاة
ام أن الموضوع غير مهم
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أسئلة موجهة للجميع
و لكن السؤال الأهم … هل بــدأ أحدهم بالتطبيق ..؟!
7 يناير، 2004 الساعة 10:58 ص #441595فريد عصرهمشاركمستغرب ليش الخلاط نحن مومنون بالجنه والنار طالما ان الانسان مومين بالله هو مومن بالجنه والنار هذا لا يختلاف عليه اثين
اما مساله اننا نعمل الذبوب تلك مساله اخري7 يناير، 2004 الساعة 12:51 م #441639الربيعمشارك
الرد على :
و بالطبع أنا في مقدمتهم
وأين أنا ؟؟الرد على :
ليس فتوراً استاذي الفاضل و لا هو شعور بالإحباط … فكل عمل خالص لوجه الله لا يُصيبه شيء من ذلك
الحمد لله ، فلنحذر جميعا من الفتور والإحباط فإنهما من أخطر العقبات والأدواء على الدعاة خاصة والناس عامة وهما سبب الفشل والهزيمةالرد على :
إنما – و كما تعلم استاذي – الظروف و المشاغل
لا يخلو الإنسان من مشاغل وأعمال إلى أن يموت ، فلا بد وان ينظم وقته ويرتب أموره ، ويجعل الظروف في صالحه ، وليغتنم خمسا قبل خمس .. صحته قبل سقمه ، غناه قبل فقره ، فراغه قبل شغله ، شبابه قبل هرمه ، حياته قبل موته …. وسينجح ويؤدي ما عليه بغذن الله تعالىالرد على :
و لكن ثــق استاذي .. نــار الطموح لا زالت تشتعل .. و لن يُطفئها شيء غير الموت
الحمد لله رب العالمين ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشأ ، فنسأل الله تعالى لكِ التوفيق والتيسير ، وأطال الله في عمركِ ، ونفع بكِ الإسلام والمسلمينالرد على :
و تأكد بأن لي وقفة أخرى شيخي الفاضل .. فــصبرٌ جميل و الله المستعان
ها نحن ننتظر أستاذتي الكريمة ، ونأمل خيرا ونرجو أن نستفيد بإذن الله تعالى …. بل إننا في انتظار الجميع -
الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.