الرئيسية منتديات مجلس الفقه والإيمان رسالة إلى كل ناصح مرشد مشفق أقول

مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #20299
    الطحاوي
    مشارك

    رسالة إلى كل ناصح مرشد مشفق أقول

    إلى اخوانى السلفين الغيورين على دين الله- لكم أحب فيكم غيرتكم على هذا الدين- من أخ لكم منكم يحبكم ويحب لكم الخير نصيحة من مفتقر إليها وتوجيه ممن هو به أولى
    أولا التحلى بالرفق:
    قال ابن القيم رحمه الله نظما :
    وهو الرفيق يحب أهل الرفق … يعطيهم بالرفق فوق أمان
    وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله في شرحه لهذا البيت :
    ومن أسمائه سبحانه الــرفيــق وهو مأخوذ من الرفق الذي هو التأني في الأمور والتدرج فيها وضده العنف الذي هو الأخذ فيها بشدة واستعجال ..
    والتفسير لهذا الاسم الكريم مأخوذ من
    قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح :
    ” إن الله رفيق يحب الرفق , وإن الله يعطي على الرفق مالا يعطي على العنف ”

    فالله تعالى رفيق في أفعاله حيث خلق المخلوقات كلها بالتدريج شيئا فشيئا بحسب حكمته ورفقه ، مع انه قادر على خلقها دفعة واحدة وفي لحظة واحدة ..

    وهو سبحانه رفيق في أمره ونهيه فلا يأخذ عباده بالتكاليف الشاقة مرة واحدة ، بل يتدرج معهم من حال إلى حال حتى تألفها نفوسهم وتأنس إليها طباعهم ، كما فعل ذلك سبحانه في فرضية الصيام وفي تحريم الخمر والربا ونحوهما …

    فالمتأني الذي يأتي الأمور برفق وسكينة ، اتباعا لسنن الله في الكون واقتداء بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم تتيسر له الأمور وتذلل الصعاب , لا سيما إذا كان ممن يتصدى لدعوة الناس إلى الحق فانه مضطر إلى استشعار اللين والرفق كما قال تعالى : ” ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم “
    رفقا بالمنصوحين وقولا لينا ، فإن في ذلك مدعاة لقبول نصحكم والاهتمام به …
    فهلا تأملتم خطاب الله جل وعلا لكليمه موسى و أخيه هارون عليهما السلام في قوله تعالى :
    ” اذهبا إلى فرعون إنه طغى * فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى ”
    أي اذهبا إلى فرعون الطاغية الذي جاوز الحد في كفره وطغيانه وظلمه وعدوانه ” فقولا له قولا لينا ”
    أي : سهلا لطيفا برفق ولين وأدب في اللفظ ، من دون فحش ولا صلف ولا غلظة في المقال او فظاظة في الأفعال ” لعله ” بسبب القول اللين ” يتذكر ” ما ينفعه فيأتيه ” أو يخشى ” ما يضره فيتركهفإن القول اللين داع لذلك والقول الغليظ منفر عن صاحبه وقد فسر القول اللين في قوله تعالى :
    ” فقل هل لك إلى أن تزكى وأهديك إلى ربك فتخشى ”
    فإن في هذا الكلام من لطف القول وسهولته وعدم بشاعته مالا يخفى على المتأمل فإنه أتى بـ ” هــل ” الدالة على العرض والمشاورة والتي لا يشمئز منها أحد ودعاه إلى التزكي والتطهر من الأدناس التي أصلها التطهر عن الشرك , الذي يقبله عاقل سليم ولم يقل ” أزكيـك ” بل قـال ” تـزكى ” أنت بنفسك ثم دعاه إلى سبيل ربه الذي رباه و أنعم عليه بالنعم الظاهرة والباطنة التي ينبغي مقابلتها بشكرها وذكرها فقال :
    ” و أهديك إلى ربك فتخشى ”
    (( فإن كان أسلوب الخطاب هذا لذلك الطاغية فكيف بإخوانكم المسلمين وإن كانوا مخالفين يرحمكم الله))
    ولا يقولن قائل أن الشدة مع أهل البدع مطلوبة هذا صحيح ولكن فى مقام الدعوة والنصح والارشاد لا مكان للشدة
    قال تعالى ” ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ”

    ثانيا اجتناب الفاحش من الكلام :

    لابد من التحلى بالأدب وإن أساء المخالف بل ولو أفحش فى كلامه وأغلظ
    ففى الحديث الصحيح
    كان ناس يأتون رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليهود فيقولون السام عليك فيقول وعليكم . ففطنت بهم عائشة فسبتهم وفي رواية قالت عائشة بل عليكم السام والذام ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مه يا عائشة
    [ لاتكوني فاحشة ] فإن الله لايحب الفحش ولا التفحش . قالت فقلت يارسول الله إنهم يقولون كذا وكذا . فقال أليس قد رددت عليهم فأنزل الله عز وجل [ وإذا جاؤك حيوك بما لم يحيك به الله ] إلى آخر الآية )
    وقال عليه السلام :” ….إياكم والفحش فإن الله لا يحب الفاحش المتفحش……” (صحيح)
    وهذا مثال آخر للرفق من السنة الصحيحة
    عن أنس رضي الله عنه قال : بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم يصيحون به : مه مه ( أي أترك ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تزرفوه دعوه ( لا تقطعوا بوله ) فيترك الصحابة الأعرابي يقضي بوله ثم يدعوا الرسول عليه الصلاة والسلام الأعرابي فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم للأعرابي : إن المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول والقذر إنما هي لذكر الله والصلاة وقراءة القرآن .
    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين صبوا عليه دلوا من الماء . فقال الأعرابي : اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحدا .
    فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لقد تحجرت واسعا ) ” أي ضيقت واسعا ” متفق عليه …

    فانظروا يا رعاكم الله إلى الآثار المباركة للرفق فاعملوا بها نسعد ونُسعد الآخرين وإياكم والعنف فإنه شقاء لكم وللآخرين …

    فلم يكن أبدا من هدى السلف الصالح التلفظ بالقبيح من الكلام فليست الغيرة على السلفية بالسب وتوزيع الشتائم والكيل بها وإلا فالنبى هو أغير خلق الله على دينه كان يغضب لله ولكنه لم يفحش قط وحاشاه
    وهو القائل ” إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ” (صحيح)
    – راجع شريط الشدة واللين فى الدعوة إلى الله – للعلامة الألبانى رحمه الله تعالى رحمة واسعة
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    #433980

    بارك الله فيك وفي علمك ونفع بك.

    أخيك/ زاد المعاد

مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد