السخرية والهمز واللمز صفات اخلاقية سيئة نلمسها لدى تصرفات البعض والاخطر من ذلك اننا نلاحظ ايضا هذه السلوكيات لدى الاطفال مما يشير الى ان بعض الاسر تهمل ردع ابنائها عن هذه السلوكيات التي نهانا عنها ديننا الحنيف واعتبرها من المحرمات.

فماذا يقول علماء الدين عن هذه الصفات السيئة؟

يقول الدكتور حمادي العبيدلي من كلية الشريعة بتونس متحدثا عن هذا الموضوع: السخرية مرادفة للاحتقار ومصدرها احساس النفس بأن الساخر احسن وافضل من الذي سخر منه لذلك جعلها النبي صلى الله عليه وسلم من الكبائر حيث قال: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر .

ويعرف الدكتور العبيدلي الانسان الساخر فيقول: الساخر انسان ضعيف الاخلاق والعقل لأنه يغفل عن عيوبه ونقائصه ولا يرى الا عيوب الناس، ولا يدري لعل الذين يسخر منهم يكونون خيرا منه، وقد نهى الله سبحانه وتعالى عن السخرية فقال سبحانه: يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن .

وقد اتفق العلماء ان السخرية من الناس سواء أكانوا افرادا او جماعات محرمة تحريما باتا وانها من الكبائر اي من الذنوب العظيمة التي تجلب لصاحبها غضب الله تعالى وسخطه وعذابه ولا تعود على صاحبها بنفع في الدنيا او في الآخرة ولذلك جعلها النبي صلى الله عليه وسلم شرا عظيما فقال: بحسب امريء من الشر ان يحقر اخاه المسلم .

معاني السخرية

السخرية ثلاثة انواع هي الهمز واللمز والنبز. فالهمز ذم الناس في غيبتهم واللمز هو أذى الناس بالاشارة او غمز العين او تحريك الرأس اما النبز فهو اطلاق الالقاب الذميمة على الناس لتحقيرهم. هذه النقائص الاخلاقية كلها من كبائر الذنوب وقد توعد الله كل هماز لماز بالعذاب الشديد فقال: ويل لكل همزة لمزة كما قدم الله سبحانه وتعالى النبز بصريح العبارة حيث قال: ولا تنابزوا بالالقاب .

واما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد وصف التنابز والسباب بالفسوق فقال: سباب المسلم فسوق.

وهناك اثمان آخران عظيمان هما الغيبة والنميمة فالغيبة هي ان يذكر الانسان شخصا آخر بما يكره وقد شنع بها القرآن الكريم وشبهها بأكل لحوم البشر فقال سبحانه: ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه .

وقال النبي صلى الله عليه وسلم في حادثة الاسراء والمعراج: لما عرج بي مررت بقوم لهم اظافر من نحاس يخبشون بها وجوههم وصدورهم فقلت من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في اعراضهم .

ودعا النبي صلى الله عليه وسلم ان يتصدى المؤمن للمغتاب وان يدافع عن عرض الذي وقعت غيبته فقال: من رد عن عرض اخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة .

واما النميمة فهي السعي بين الناس بالفتنة، اذ ينقل كلام الآخر الى من نقل عنه اولا، وقد ذكر الله النمام وذمه وتوعده بأشد العذاب وقال النبي صلى الله عليه وسلم: شر الناس ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه يعني النمام.

كيف ننهي أبناءنا عن هذه السيئات

هنا يبرز دور الاسرة في ردع الطفل على الهمز واللمز والنبز حتى وان تم ذلك مزحا منه وان لا نضحك في وجهه ونعتبر ذلك تصرفا صبيانيا بل يجب ردعه بالضرب ان وجب الامر وتذكيره ان ذلك حرام وان الله يغضب غضبا شديدا عن فاعل هذا الشيء.

كما يبرز دور المدرسة ايضا هاما في زرع روح الاخلاق الحميدة في نفوس التلاميذ والطلاب حيث يجب ان يعاقب اي تلميذ يتصرف تصرفا كهذا عقابا شديدا حتى يكون موعظة لزملائه وهكذا يعلم التلاميذ ان ذلك حرام وعيب لا يجب فعله.

واخيرا لا بد للكبار ان يكونوا قدوة حسنة للصغار فلا يتصرف اي تصرف فيه هذه الصفات السيئة امام اطفاله وكذلك الام فالسخرية لا بد ان ترسخ في ذهن الجميع على كونها اثما عظيما ولا نسمح لأنفسنا ولأطفالنا السخرية من الخادمة او العامل لأن ذلك فيه اثم عظيم.

____________________________________________

اضحــــك وفكّر بإيجابية…