الرئيسية منتديات مجلس القصص والروايات رمضان في الشعر العربي

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #20068
    صباح
    مشارك

    السلام عليكم

    كيف احتضن الشعر العربي شهر رمضان المبارك؟

    لم يترك الأدب العربي شيئًا إلا تناوله، وكان لشهر رمضان حظ من الشعر ما بين ترحيب بمقدمه وتوديع له، ورصد لأحداثه ومظاهر الاحتفاء به واستقبال العيد.

    فتذكر كتب التاريخ أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- جمع المصلين لأول مرة في صلاة التراويح خلف إمام واحد في السنة الثانية من خلافته الراشدة، فقال أحد الشعراء:
    جاء الصيام فجاء الخير أجمعه
    ترتيل ذكر وتحميد وتسبيح
    فالنفس تدأب في قول وفي عمل
    صوم النهار وبالليل التراوي

    ومن أحسن ما قيل في التهنئة بقدوم شهر رمضان:
    نلت في ذات الصيام ما ترتجيه
    ووقاك الله له ما تتقيه
    أنت في الناس مثل شهرك في الأشـ
    هر أو مثل ليلة البــدر فيــه

    ولهبة الله بن الرشيد جعفر بن سناء الملك في التهنئة بقدوم شهر رمضان من قصيدة طويلة:
    تَهَنَّ بهذا الصوم يا خير صائر
    إلى كل ما يهوى ويا خير صائم
    ومن صام عن كل الفواحش عمره
    فأهون شيءٍ هجره للمطاعم

    ويقول عمارة اليمني:
    وهنئت من شهر الصيام بزائر
    مناه لو أن الشهر عندك أشهر
    وما العيد إلا أنت فانظر هلاله
    فما هو إلا في عدوك خنجر

    وتحدث الكثير من الشعراء العرب على مر العصور الإسلامية عن فضائل الشهر الكريم فقال أحدهم:
    أدِم الصيام مع القيام تعبدا
    فكلاهما عملان مقبولان
    قم في الدجى واتل الكتاب ولا تنم
    إلا كنومة حائر ولهان

    فلربما تأتي المنية بغتة
    فتساق من فرس إلى أكفان
    يا حبذا عينان في غسق الدجى
    من خشية الرحمن باكيتان

    ويبدو أن فانوس رمضان والحلوى الخاصة التي تصنع فيه للصائمين كانت موضوعًا للكثير من قصائد شعرائنا.. فيقول علي بن ظافر الأديب المصري المتوفى 613هـ: اقترح بعض الحاضرين في مجلس الأديب أبي الحجاج يوسف بن علي أن ينشدهم شيئًا عن الفانوس -بقصد تعجيزه- فقال
    ونجم من الفانوس يشرق ضوؤه
    ولكنه دون الكواكب لا يسري
    ولم أر نجمًا قط قبل طلوعه
    إذا غاب ينهى الصائمين عن الفطر

    أما حلوى رمضان الخاصة مثل القطائف والكنافة فيقول فيها الشاعر المصري الفاطمي ابن نباتة:
    رعا الله نعماك التي من أقلها
    قطائف من قطر النبات لها قطر
    أمد له كفي فأهتز فرحة
    كما انتفض العصفور بلله القطر

    أما وداع رمضان فنجده في هذه القصيدة التي يصف فيها الشاعر كيف سيكون مآل الناس، وهل ستقبل أعمالهم عند رب العزة العظيم؟:
    أي شهر قد تولى
    يا عباد الله عنا
    حق أن نبكي عليه
    بدماء لو عقلنا
    كيف لا نبكي لشهر
    مرَّ بالغفلة عنا

    ثم لا نعلم أنّا
    قد قُبلنا أم حُرمنا
    ليت شعري من هو
    المحروم والمطرود منا

    تحياتي للجميع

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد