الرئيسية منتديات مجلس أخبار ومقالات صرخات من أرض الحرمين :

مشاهدة 15 مشاركة - 31 إلى 45 (من مجموع 46)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #433434
    بحبوح
    مشارك

    الوهابية هي خرافة الألتزام بفهم السلف

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم

    تعريف الوهابية :

    فِرقة خرجت على حين ضعفٍ وفُرقةٍ بين المسلمين ، خرجت في آخر الزمان ، تركت قتال أهل الأوثان ، وقاتلت أهل الإسلام ، واعتبرتهم مشركين ، مالم يكونوا وهابية ويهاجروا إلى دار هجرتهم نجد ، وذلك في بداية دعوتهم كما أثبت ذلك الشيخ سليمان بن عبد الوهاب النجدي في معرض رده على أخيه محمد في كتابه (الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية) ، نجد تلك التي قال عنها الرسول الكريم (هناك الزلازلُ والفِتَنُ ومنها يخرج قرنُ الشيطان) وأبى أن يدعو لها بخير كما دعا لغيرها

    ولم ينقم الوهابية على المسلمين أموراً جوهرية ، بل جادلوا في مسائل ثانوية ، وكفَّروا المسلمين على أساسها ، ويدَّعون اتباع السلف لتقليدهم ابن تيمية وأذياله ؛ ولتعلقهم بظاهر القرآن والسنَّة مع المحاربة لإعمال العقل في فهم النص أو التأويل ، إلا أنَّ أفكارهم سرعان ما انكشف تهافتها ووهنها لكثير من العقلاء ، وعلماؤهم لا يستطيعون الوقوف أمام حجج المسلمين وبراهينهم ، فهم إن تحدَّثوا فكثيراً ما تسمع عيَّهم كمتحدثين ، وضعفهم في لغة القرآن الكريم ، ويهربون من كلِّ مناظرة علمية تهدف إلى تبيين الحق لأنهم يعلمون أن لا قِبَل لهم بذلك.

    الشهادة بجهل الوهابية :

    إن الجهل والسطحية لدى علماء الوهابية ، قد شهد بها الكثير ممن احتكوا بهذه الفرقة ، فقد روى الشيخ إبراهيم المنصوري أن ابن عبد الوهاب (كان يمنع أتباعه من مطالعة كتب الفقه والتفسير والحديث ، وقد أحرق كثيراً منها وأذن لكل من اتبعه أن يفسر القرآن الشريف بحسب فهمه … فكل واحد منهم يفعل ذلك حتى ولو كان لا يحفظ من القرآن شيئاً) وهذا ليس بغريب على زعيم الوهابية ، فمن يقرأ تاريخه الحقيقي غير المزوَّر يدري بأنه جاء بعد تدريب مكثَّف بالعراق على أيدي المستشرقين الإنجليز لهدم الإسلام ، بل كانت الخطة – كما ذكر ذلك المستر هامفر أستاذ محمد بن عبد الوهاب في مذكراته – هدم الكعبة وإضافة المنسوخ من القرآن ، ولكنه اعتذر لأسياده عن فعل ذلك بحجة أن الدولة العثمانية سترسل إليه جيشاً جراراً يقضي على حركته إن فعل ذلك .

    وذكر الشيخ محمد سليم الكيلاني أن أحد المفتين الوهابيين ويدعى عبدالله بن خلف حضر إلى دمشق ، وطلب منه أن يعطيه كتابا في علم النحو ، وشيئا من فن الصرف ، فأمره أن يحضر مع صغار الطلبة الذين يدرسون كتاب (قطر الندى) وكتاب(النبأ في الصرف) ، وكذلك فعل القاضي الشيخ عبدالله مرعي ، ويعلق الشيخ الكيلاني على مستواهم هذا بقوله (فإذا كان هذا مبلغ علم قاضيهم ومفتيهم فما بالك في بقية علمائهم) ، ويضيف ( إني اجتمعت بكثير من علمائهم فوجدتهم من الجهل بمكان ، ومن العلم بمعزل).

    ولا تعجب أخي القاريء ، فقدوتهم محمد بن عبد الوهاب ، وقد رد عليه أخوه سليمان بن عبد الوهاب في كتابه (الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية) ونسب إليه القصور العلمي وذلك في قوله : (ابتلي الناس بمن ينتسب إلى الكتاب والسنة ويستنبط من علومهما ولا يبالي من خالفه . وإذا طلبت منه أن تعرض كلامه على أهل العلم لم يفعل بل يوجب على الناس الأخذ بقوله وبمفهومه ومن خالفه فهو عنده كافر. هذا وهو لم يكن فيه خصلة واحدة من خصال الاجتهاد ، ولا والله ولا عُشر واحدة ، ومع ذلك راج كلامه على كثير من الجهال).

    ونحن ندعو من يشك في أمر جهل الوهابيين – إن كان يقول أن هؤلاء الذين يكتبون في الإنترنت هم جهال الوهابية – ندعوه ليس فقط إلى تأمل أفكارهم ، وما تنم عنه من معارف جزئية وسطحية ، كقولهم بعدم دوران الأرض ، بل إلى مطالعة أساليبهم الكتابية الركيكة الواضحة في كتبهم ورسائلهم وفتاويهم ، وأن يسمع كبار علمائهم عندما يتحدثون.

    على أنه لم يستطع حتى من دافع عن الوهابيين إلا أن يعترف بجهلهم ، فهم يقولون أن الجهل كان سائداً في مناطق نجد بشكل عام . فقد جاء في شرح محمد حامد الفقي لأسباب نجاح الوهابية في حين فشل ابن تيمية وابن القيم الجوزية ، قوله (على نهج شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم سلك شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ، ولكنه كان قد هُيأ له من الظروف مالم يتهيأ للشيخين . فبلاد نجد البدوية (حيث انطلقت دعوة ابن عبد الوهاب) غير مصر والشام (حيث نشط ابن تيمية ثم تلميذه ابن القيم) التي كانت تعج بالملوك والأمراء والجيوش والقواد والمدارس والحضارات وتكايا المتصوفة المختلفة ، والقضاة والعلماء والمدرسين في جميع المذاهب) فهذا اعتراف منهم بجهلهم ، وبجهل من انطوت عليهم أفكارهم الفاسدة ، فأكثر أتباع الوهابية اليوم هم من الذين أغلقت أمام أعينهم وسائل معرفة الحقيقة ، فلا تدخل كتب المسلمين إلى ديارهم إلا إذا لمستها يد التحريف لتتناسب ومنظور التضليل الوهابي.

    تسميتهم بالحشوية والمشبِّهة والمجسِّمة:

    الحشوية هم طوائف مرَّت على مدار التاريخ الإسلامي منهم (الكرامية) و (البربهارية) و (السالمية) وآخر العقد هم الوهابية (الوهابية) والتي خرجت منها فرقة أخرى اليوم تسمى (الجامية) ، وهم أصناف المجسمة عموماً.

    وسبب تسمية الذين يُدخلون في العقيدة ما ليس منها بالحشوية : أن طائفة من أسلافهم حضروا مجلس الحسن البصري بالبصرة ، وتكلموا بالسقط عنده فقال : ردوا هؤلاء إلى حشا الحلقة – فتسامع الناس بذلك وسموهم (الحشَوية) بفتح الشين ويصح إسكانها – وناسبهم لقولهم بالتجسيم ، لأن الجسم محشو ، فالحشوية هم الذين حادوا عن التنـزيه ، وتقولوا على الله بأفهامهم المعوجَّة.

    يقول الشيخ محمد زاهد الكوثري (وكان أهل الحق يلقبونهم بألقاب تكشفهم لمن لا يعرفهم : بالمشبهة لتشبيههم الحق تبارك وتعالى بخلقه في وصفه بما هو من خواص الخلق. وبالمجسمة لقولهم في الله تعالى بالاتصاف بما هو من لوازم الجسم لزوماً بينا .. وبالحشوية نسبة إلى الحشو بسكون الشين ، وهو اللغو الذي لا اعتبار له ، فضلا عن أن يكون منسوباً إلى الله وإلى رسوله ، أو مذهباً يدان الله تعالى به …).

    وسيأتيك بهذا الكتاب بإذن الله ما يشرح صدرك بما يثبت استحقاق الوهابية لهذه التسميات بل وما هو أعظم.

    خرافة الالتزام بفهم السلف

    منقول نصاً من كتاب صحيح شرح العقيدة الطحاوية للشيخ حسن بن علي السَّقاف

    خرافة الالتزام بفهم السلف

    يدعي البعض بأنه يجب فهم الكتاب والسنة بفهم السلف ، وهم بذلك يعتبرون فهم السلف من الأدلة الشرعية الواجب اتباعها وهذا يتضمن مغالطتين:-

    أن السلف غير متفقين في فهم المسائل فليس لهم مذهب موّحد معروف حتى يصح أن يقال مذهب السلف أو فهم السلف أو يجب فهم الأمور بفهم السلف ، وسترى بعد قليل إن شاء الله تعالى أمثلة اختلاف السلف في مسائل عقائدية وغير عقائدية في فصل خاص وبالله التوفيق.

    وهؤلاء الذين يدعون الناس إلى فهم السلف نراهم ينافرون فهم الأئمة الأربعة للمسائل الشرعية ويَحثُّون إما على تقليدهم في فهمهم للأمور أو على فهم أناس بعد القرون الثلاثة المسماة بقرون السلف!!

    والمغالطة الثانية :

    أنه ليس في الكتاب والسنة دليل يفيد أنه يجب تعطيل العقول التي وهبنا الله سبحانه وتعالى إياها وفهم الكتاب والسنة بفهم غيرنا ما دام أن المرء وصل إلى درجة الفهم والاجتهاد!!

    بل نقول لهؤلاء: إن النصوص الشرعية تخاطبنا مباشرة لنفهم أوامر الله تعالى ونواهيه دون تحريف أو ليٍّ لها ، فقول الله تعالى في آيات كثيرة مثلاً { يا أيها الذين آمنوا } عام يشمل السلف والخلف والمتقدم والمتأخر إلى قيام الساعة.

    بل يقطع الشغب في هذه المسألة قوله تعالى { ولو ردُّوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم } هو صريح بأن علم أو فهم أولي الاستنباط وهم المجتهدون في كل عصر ومصر معتَبَر ، ولم يُخَصَّ ذلك بالسلف ، حيث لم يقل بأن أهل الاستنباط من السلف هم الذين يعلمون الأحكام ويفهمونها دون غيرهم من الخلَف ، وفي هذا دليل واضح على هدم الاستدلال بفهم السلف وجعله أحد الأدلة الشرعية ، بل الصواب أن يقال : إن فهم المجتهدين سواء كانوا من الخلف أو السلف معتبر شرعاً بالنسبة للعامي الذي يتأهل لفهم الأحكام من الكتاب والسنة مباشرة ، وإجماع هؤلاء المجتهدين في أي عصر من العصور سواء في زمن السلف أو الخلف هو معتبر شرعاً وهو من الأدلة الشرعية ، وما سوى ذلك هذيان!!

    ثم إن الله تعالى يقول في كتابه العزيز : { فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول} ولم يقل ردوه إلى فهم السلف لهما!!

    ويؤيد هذا ما جاء في صحيح البخاري (1/204) وغيره عن أبي جحيفة قال : قلت لعلي (رضوان الله عليه) هل عندكم كتاب ؟ قال : (( لا إلا كتاب الله أو فهم أٌُعطيهِ رجل مسلم …)).

    قلت : ولم يقيد ذلك بالسلف فلم يقل إلا فهم السلف للكتاب والسنة !! بل قال (( فهم أعطيه رجل مسلم)) وهذا يعم المسلمين في كل عصر ومصر ولا يختص بالسلف !! فمن تأهل للفهم كان له ذلك وليس لأحد أن يلزمه بفهم السلف !! ونعتقد أن القائلين بوجوب اتباع فهم السلف متخابطون متناقضون في هذه المسألة!!

    وجاء في الحديث الصحيح ((مثَلُ أُمتي مثَلُ المطر ، لا يُدرى أوَّلُه خيرٌ أم آخِرُه ))

    وقال الحافظ ابن الجوزي في ((دفع شبه التشبيه)) ص (111) : (( وقد سئل الإمام أحمد عن مسألة فأفتى فيها فقيل له : هذا لا يقول به ابن المبارك ، فقال : ابن المبارك لم ينـزل من السماء))!!

    أيضا من السعودية

    #433435
    بحبوح
    مشارك

    المملكة العربية .. السعودية ؟!!

    المملكة العربية .. السعودية ؟!!

    الثلاثاء 20 مايو 2003 15:35

    مجاهد إبراهيم عبدالمتعالي

    الغريب أن السعوديين يستنكرون ما حصل! قد يعذر الشعب على إستنكاره ، لكن الغريب أن تستنكر الحكومة ما تدركه أكثر من غيرها ، ولهذا فمن الحماقة أن يكرر التيار الليبرالي في السعودية لومه على تجاهل تحذيراته … الحكومة تعلم يقينا ما يقوم به توأمها السيامي، ومعاناتها لن يحلها إلا المنظر الأول لنشوئها وهاهم الغربيون قد حضروا ليصلحوا مشاكل هذين التوامين السياميين… صحيح أن الحكومة الدينية قد تقضي على الحكومة السياسية لكن وجود المنظر الغربي قد يبقي على علاقتهما كما هي ولكن بتوازن فالغرب يعلم أن أفضل ما يناسب عقليتنا هو نفس ما ناسب أوروبا في العصور الوسطى، فلقد إنشغل الفكر السياسي المسيحي آنذاك بمبدأ إزدواج السلطتين، حيث كان يفترض إزدواجية الولاء كأحد المسلمات، وذلك للعقلية المتخلفة المزدوجة للفرد آنذاك، وكان المقلق للفكرالسياسي المسيحي تساؤل: من يطيع الفرد في حالة تعارض الولاء؟ ولأي من السلطتين اليد العليا؟ بمعنى أي من الحكومتين يجب أن يطيع الفرد ولمن يعطى ولاءه في حالة التعارض بينهما؟

    لقد أوضح البابا جيلاسيوس الأول في أواخر القرن الخامس الميلادي ما أطلق عليه مذهب السيفين أو نظرية السيفين ــ من الغريب أن شعار الدولة السعودية سيفين ونخلة فهل هما سيفي جيلاسيوس؟ .. ربما ـــ ووفقا لهذا المبدأ أكد جيلاسيوس أن هناك سيفين يمثل كل منهما مركزا للسلطة ويلاحظ أنه عندما كانت الكنيسة ضعيفة بادئ الأمر كانت الآفكار تنادي بضرورة ضمان سلطاتها وحريتها في نشر دعوتها وتمتعها بممتلكاتها والحث على طاعة الحاكم لكن تدريجيا اكتسبت سلطة ضخمة وثراء ووصل بها الأمر إلى أن أصبحت دولة داخل الدولة…

    وهذا ما حصل مع الحكومة السعودية ، حيث أن تركيزها في الحفاظ على بقاءها كان متمحورا حول الوحدة الداخلية للأسرة الحاكمة نفسها بينما إمكانية سقوطها من خلال توأمها السيامي بقيت فكرة مستبعدة وذلك للثقة التي كسبتها من خلال إنتصارها على كل حركة تحصل بدء بالسبلة ومرورا بقضية الحرم وهلم جرا …

    إن ميكافيللي تحدث عن ضرورة أمثال هؤلاء لمكسب وحيد وهو صعوبة إختراق الدولة من الخارج وهذا ما وجدته السعودية مفيدا لوقف المد الثوري الخميني وما تقاطع مع مصالح أمريكا أيضا لوقف المد الأحمر …

    لكن ميكافيللي بين أيضا أن عيب هؤلاء الوحيد هو الثورات الصغيرة من حين لآخر ….

    عند هذا نجد أنه من الإنصاف أن نلتمس العذر للسعوديين عندما يتحملون هذه السلطة الدينية المتنفذة، فهم يدركون أنهم بدونها يفقدون الهوية الموحدة والتي حرصت الحكومة الدينية على وأد أي محاولة من قبل المثقفين المتنورين لإيجاد هوية بديلة تتناسب والتطور الحاصل مع العولمة والذي أوقع حتى المواطنين الأميين سياسيا واقتصاديا في مأزق مع أنفسهم ففي دواخلهم ما زالوا يقفون مع الحكومة الدينية ويطربهم النغمة الأكثر مزايدة لظنهم أنها الأكثر قربا من الدين غافلين عن ما حاوله ولي العهد السعودي من جلب للإستثمار الأجنبي لزيادة النمو الإقتصادي وكذلك محاولة الأسرة الحاكمة طرح حلول إيجابية تعيد للفرد السعودي شيئا من أحلامة الطفروية القديمة لكن مأزق الأمية المسيطر على المواطن الذي لم يفهم سوى ما لقنته حكومته الدينية عبر وسائل إعلامها بدء بالمنبر وانتهاء بالقنوات الفضائية جعل المواطن لا يدرك من هذه التطويرات الإقتصادية سوى أنها فتح لباب الشر ودخول للغرباء وضياع للدين ولم يعلم أن السر ليس هذا الأمر بقدر ما فيه من ضياع لإمتيازات الحكومة الدينية بدء بتقنين الشريعة الذي يحقق مستويات أعلى من إحترام حقوق الإنسان ولكن فيه مستوى أعلى من تقييد سلطة الفقهاء ( الحكومة الدينية ) وهذا ما لايريده المتنفذون من قدامى الدينيين والذين يملكون ناصية العامة وهو ما إتضح من خلال التفجيرات وفشل الحكومة السياسية من القبض عن المعلن عنهم بل تجاوز الأمر نصابة إلى حد إصدار فتاوى على مرأي ومسمع من الجميع تحرم المساعدة في القبض على الإرهابيين الذين يعملون كجهاز عسكري يقف ندا للجهاز العسكري السياسي فيما لو فكرت السلطة السياسية التخلص من توأمها السيامي ولهذا صدرت مثل هذه الفتاوى ..

    لا نريد أن نغفل الوضع الإقتصادي الذي جعل الشرهات والعادات لا تكفي الأفواه الجديدة من الحكومة الدينية مما جعلهم يلجأون إلى الضغط بهذا الشكل لعلمهم أنه ينجح دائما والأمثلة على هذا كثيرة ويكفي نظرة تأملية لعرابي الصحوة في بداية التسعينات وكيف تحسن وضعهم ألإقتصادي حاليا بشكل يغري بالمحاولة بدلا من الوقوف في آخر الطابور … واللعبة لا تتجاوز المزايدة على السابقين كما فعل سابقيهم وكما يفعل لاحقيهم ….

    هل بإمكاننا الان ان نذكر الليبراليين بصعوبة رهانهم مع الحكومة السياسية وأنهم لن يكونوا سوى درع لتلقي الضربة الأولى في حالة الإنفلات الأمني لنجد الإغتيالات وقد بدأت في رموز الليبرالية ليدق ناقوس الخطر إيذانا بأن الطريق متجه للرموز السياسية .

    الليبرالية السعودية ليست سوى أخ غير شقيق يعاني من الهمز واللمز في نسبه من الأخ السيامي للحكومة السياسية ولهذا فيجب على المصلحين الحقيقيين مراعاة هذه الأمور عند طرح حلول لهذه الأزمة التى تمس الأمن السعودي حكومة وشعبا فالذي يجب أن يعلمه المقامرون أن هؤلاء القتلة سيبقوا قتلة حتى ولو لم يبقى في السعودية سوى السكان الأصليون …. سيجدوا لهم عدوا جديدا كما فعلوا في أفغانستان فبعد إنسحاب القوات السوفياتية بحث هؤلاء عن عدو جديد فلم يجدوا أفضل من رفاق الجهاد من الشيعة لتبدأ الحروب الطائفية وهذا ما سيفعلونه إن لم يجدوا سوى شيعة الشرقية والجنوب ثم الطريق على رموز العلمانية ثم الطريق لإنشاء حكومة طالبان لتكون منطلقا للجهاد ضد الآخر أيا كان فالهدف الأول والأخير الموت مقتولا ويكفي أن نعلم أن هؤلاء يحتسبون عند الله كل ما يلقونه …. هل نسينا فترة التسعينات الميلادية والمد المسمى بالصحوى الذي أوجد شبابا أبغضوا آباءهم في الله بسبب وجود التلفاز … الكرة ستعود إن لم تجد الحكومة حلا مؤقتا لأن الحل الجذري مستحيل على الأقل في الوقت الحالي وذلك للأسباب التالية:

    إمتلاك الحكومة الدينية لما يلي :

    الأداة الدبلوماسية المتمثلة في صفين من الإسلاميين ، صف يلعب بشكل دبلوماسي مرن ليقدم المعلومات الإستخبارية للصف الخلفي الداعم عسكريا للصف الأول ..

    الأداة العسكرية فلدى الحكومة الدينية قوة تتمثل في هؤلاء الإنتحاريين كما هو موجود في فلسطين ويستخدمه ياسر عرفات في الحصول على الكسب السياسي مع التبرؤ منه عند الحاجة للمناورة بشكل أفضل . مع وجود عامل خطير وهو وجود متعاطفين من القوة العسكرية التابعة للحكومة السياسية مع هؤلاء مما يشكل إختراقا يجب الحذر منه بينما العكس غير موجود فلا يوجد تعاطف من أفراد الحكومة الدينية مع أي من مخالفيهم ..

    الأداة الدعائية .. حيث تستطيع الحكومة الدينية إيقاف أي توجه جديد يسقط سلطتها حتى على مستوى النشر البسيط بينما تعجز الحكومة السياسية عن إيقاف المد الإعلامي على المستوى الصحفي او البث الفضائي … وتكمن الخطورة في أن المساحة المتروكة للتعبير الحر تتمثل في اللهو والطرب وعدم السماح للتعبيرات الفكرية الحرة البحتة من الظهور على السطح مما يجعل التعبير الفكري الظلامي متسيدا الوعي الشعبي باعتباره خطاب الحقيقة وغيره مجرد إغواءات شيطانية وهذا حقق أكبر مكسب في الحرب الباردة بين الحكومتين إذ كسب الظلاميون المعركة لأن من أهم شروط نجاح هذه الأداة: صفة البساطة في صياغة المادة الدعائية فالتعقيد في صياغة المادة قد يبعث على النفور والملل بينما تقديمها في شكل شعارات أو صفات مختصرة يجعلها أكثر قبولا خاصة إذا نسبت لله أو النبي وسلفه الصالح إضافة للتكرار المستمر لما يريدون إيصاله للجمهور وكما نعلم فالدعاية تسبق كل عمل عسكري .

    الأداة الإقتصادية. حيث تمكن هؤلاء من إيجاد داعمين من خلال الأعمال الخيرية التي فتحت آفاقا للتواصل الموثوق لإيجاد تغيير راديكالي بعد الحصول على ما يشبه الأكتفاء الذاتي ….

    هل نرى بصيص أمل بعد كل هذا ..

    نعم… في الإندماج ويتم ذلك بإيجاد درجة ما من الهوية المشتركة أو الولاء المشترك العام الشامل لكل فئات المجتمع بجميع أشكاله الطائفية والفكرية والعرقية وإذا أصبح الإندماج حقيقة فعلى الدولة ما يلي:

    حفظ السلام والأمن بشكل حقيقي

    تحقيق مكاسب متساوية وبشكل أكبر لكل الفئات

    تحقيق هوية جديدة للحكومة تقطع صلتها بالماضي … هذه مجرد نظرة لا تتجاوز الخطوات الأولي في تلمس الطريق نحو دولة أفضل مع مافي الخطوات الآولى من تعثر ولكن الخطوات الأولى تعني الحياة والتوقف يعني الموت بهدوء والتراجع يعني الإنتحار.

    #433437
    بحبوح
    مشارك

    لماذا الجزع من نقد المشايخ ؟

    لم يعرف الإسلام الفصل بين الدين والحياة كما عرفته وعايشته العلمانية في الغرب . ولعل السبب الأساس يعود إلى أن الإسلام لم يكن مجرد طقوس تمارس على المستوى الشخصي دون أن يكون لها أي تأثير على المجتمع الخارجي . جاء الإسلام ليكون نظام حياة يكون فيه للعبادات كالصلاة وغيرها أثرها الاجتماعي المذهل في تجنب الفحشاء . دين لم يفصل بين العبادة والمعاملة في كون أنهما كليهما يرتكزان على إرضاء الله من خلال الإحسان لخلقه بكل ضروب الإحسان المختلفة من بر وصدقة وعلم نافع وعمل صالح . هذا هو الإسلام بكل بساطته دين ودنيا .

    والإسلام كرسالة خالدة ودين سامٍ يتحمل تبعات توضيحه وتبليغه للناس وتفعيل مقاصده وغاياته المسلمون كلهم بحسب طاقاتهم وقدراتهم . ومن ضمن أولئك الذين لهم دور المشايخ بوصف أنهم كان لهم حظ أكبر في تعلم العلوم الشرعية وتفهم مقاصده الإسلام وأهدافه أكثر من عامة الأمة . ويجب أن نوضح هنا أن المسئولية ليست مقتصرة علي المشايخ وحدهم بل تشمل كل عالم ومفكر ومتخصص قادر متمكن من تخصص يخدم وطنه بعلمه وفكره .

    وبسبب غياب التخصص في بلادنا نتيجة تخلفنا الحضاري ؛ فإننا نطالب المشايخ والمثقفون بأكثر مما يستطيعون أن يتحملوا . فنطلب منهم أن يعطونا حلولاً نفسية أو اجتماعية أو اقتصادية لمشاكل يعاني منها وطننا من إرهاب وبطالة وفقر وغيرها . هل يمكن أن يكون الشيخ أو المثقف مفكراً ؟ يمكن أن يكون ويمكن ألا يكون ! ليست القدرة على التفكير بمرتبطة بمعرفة العلوم الشرعية أو الإحاطة بجوانب ثقافية معينة . بمعنى آخر إن التفكير قدرة وموهبة وفن وليس كلاً مشاعاً لمن هب ودب . فقليل من يملك القدرة على التفكير استبطان الأمور والخروج بتحليل يدرك جوانب المشكلة الواقعية ويقدم لها مشروع حل متمكناً من إعطاء رأي عميق يعالج المشكلة من أبعاد مختلفة . هؤلاء وحدهم هم من يفترض أن يستشاروا وتؤخذ آراؤهم وليس غيرهم .

    إن المشايخ يمكن أن يفيدونا في مسائل الشريعة المباشرة ولكن حين يأتي الكلام عن المشاكل الاجتماعية أو المسائل السياسية أو النفسية أوغيرها فلا يجب أن نحملهم أكثر مما يستطيعون عليه . فيمكن أن نستفيد من رؤاهم كما نستفيد من رؤى أخرى غيرها ونأخذ في النهاية بالرأي المتخصص النافع .

    ونلاحظ أن بعض المشايخ حين يتصدى لنقاش مسائل اجتماعية وفكرية نجد أنه قد يأتي بآراء ضعيفة أو ساذجة وهذا طبيعي جداً نتيجة غياب بعض الأساسيات من قبيل فهم الواقع والمعرفة بمسائل السياسة والفكر والاجتماع . وحين ينتقد الشيخ على أخطاءه يتصدى البعض مدافعاً مصوراً المسألة وكأنها هجوم على الشيخ والدين !! لماذا نريد أن نحول الشيخ إلى كائن مقدس إذا قال شيئاً فيجب التنفيذ . لماذا لا نفصل المشيخة عن الرأي فننظر لهذا الرأي باستقلالية ونحكم عليه ونقومه .

    عبدالله السعد

    السعودية

    #433447
    بحبوح
    مشارك

    قول سلفي اشد من قول ليبراللي

    نص كلام العواجي حول غلاة الوهابية :

    .محسن العواجي:
    . حتى لا أتهم حتى لا أتهم بأني يعني أعطي الكلام على عواهنه، أنا

    حينما أقول إن هؤلاء الشباب الذين في نهاية الأمر تبنوا العنف ينطلقون

    من أفكار هي أصلاً موجودة في الفكر الوهابي، أنا عندي الآن نص أخذته

    من “الدرة السَّنية في الأجوبة النجدية”.

    أحمد منصور: هذا أحد الكتب اللي هو يباع في البقالات.

    د.محسن العواجي: تباع في السعودية.

    أحمد منصور: في كل مكان.

    د.محسن العواجي:

    نعم، هذا النص الذي يجب أن نرفضه كلنا الآن، لكنه للأسف فيه من

    يتشبث به، هذا الذي يتشبث به هو الذي يعطي الدعم اللوجستي

    لمثل هؤلاء يقول هذا الرجل.. يقول مثلاً مؤلف هذا الكتاب ومتحدثاً عن

    طريقة أسرة آل الشيخ وهي أسرة تميمية عريقة نحترمها، لكن يتحدث

    عن الغلاة منهم يقول: ولا ينبغي لأحد من الناس العدول.. العدول عن

    طريقة آل الشيخ رحمهم الله، ومخالفة ما استمروا عليه في أصول

    الدين، فإنه الصراط المستقيم الذي من حاد عنه فقد سلك طريق

    أصحاب الجحيم.

    ………………………………

    اعلنها بصراحة العواجي :

    …… أنا

    حينما أقول إن هؤلاء الشباب الذين في نهاية الأمر تبنوا العنف ينطلقون

    من أفكار هي أصلاً موجودة في الفكر الوهابي، ….

    …. نعم، هذا النص الذي يجب أن نرفضه كلنا الآن، لكنه للأسف فيه من

    يتشبث به، هذا الذي يتشبث به هو الذي يعطي الدعم اللوجستي

    لمثل هؤلاء ….

    #433454

    الاخ بحبوح ..

    عندما يتغير مسار الموضوع من السياسي إلى الديني … فتأكد تمام بأن هناك مجلس سوف يحتضن الموضوع …

    سعيد بوجودك .

    حارس

    #433478
    مجد العرب
    مشارك

    لابد من الحق أن ينتصر يوما ما مهما طال اتجاهه المعاكس ، ولكن ما يدور في هذا الكلام الطويل يوحي إلى الشعور بالخوف حقيقا .

    #433681

    الرد على :


    السعــــــوودية……تحتضر..ويلااااااااه..!!

    السلاام عليكم ورحمة الله وبركااته

    شعب نصفه عااطل عن العمل والنصف الاخر فقير,شعب 60% منه على خط الفقر..الطلااب لا يجدوون وظااائف..النسااءيبكوون على شبااب اولاادهم اللذي ضيعه الفقر والبطاالة وسيطرة الاسرة الحااكمة على اموااال الشعب ..!!

    شعب دمره وزير للدااخلية يدعى ناايف..فعل كل ما يستطيع فعله من اجل اهاانة واذلاااال الشعب حتى انه تسائل في احدى المراات لماذا لا يتوظف الموااطن السعوودي ب500 رياال تصوروا فيما هو ينهب الملالايين

    المستشفياات من اسوا المستشفياات بالعاالم…الخدماات التعليمية اسوا خدماات تعليمية بالخليج..الفساااد الادااري مستشري وينخر جسد الدوولة…المعاارضون بالخاارج يريدون ازالة الحكومة وعلى حسااب الموااطن المسكين..اي بلد نملكه بلد تمزقه الطاائفة من جميع جواانبه شمالا وجنووبا..!!

    اخشى ان مملكتنا تسير على خطى مملكة محمد رضا بهلوي شااه ايراان..فالتنمية كاانت لدية بالمدن الرئيسية فقط ..ونحن الان مثله

    والفقر والبطاالة كاانتا منتشرتناان بشكل صاارخ..ونحن الان كذلك

    وعندما ارااد عمل شئ كااان الوقت قد تااخر اخشى ان حكومتنا قد تاخرت ايضا..!!

    قصص الفقر تنتشر على صفحاات الجراائد ..وكاننا نقرا صحيفة هندية وليس كاننا ننتج يوميا 13.5 مليون برميل يوميا بحر من النفط اليومي ..والمدااخيل للموااطن السعوودي في نقصاان..والالسعاار في ارتفااع فااحش ولا الحكومة مهتمة بالشعب..حتى الميزاانية الى الان لم يعلنوا عنها خوفا من ضجر الشعب اللذي سأم الوعوود الكااذبة..بالاصلااح واللذي في مؤخرتها الاصلااح الاقتصااادي وهذا غباء سيااسي وااضح لان المشكلتاان الرئيسيتاان الان بالبلد هما الفقر والبطاااالة..ولكن لا اعتقد ان هناااك اي بواادر تلوح بالافق على ان هنااك نية من قبل الحكومة لتعديل اوضااع النااس المعيشية ..انظروا بالله عليكم الى قطر في خلاال 8سنواات اصبح الشعب اغنى شعب خليجي..يا سااادة فلينقلب الاب على ابيه او ما يشااااؤؤن المهم ان نصل الى ما وصل اليه القطريوون..!!

    كل شعووب الخليج تنعم بالبتروول الا نحن.نتعب ونكدح ولا من فاااائدة البيوت تبكي وتذرف دمووعا من اعدااد الخريجين الهاااائلة سنويا والعااائلة المااالكة ولا كااان الوضع يهمها..المهم سفرياات جنيف وبااريس…!!

    وجيشوا لهم جيشا من العلماااء المدفووعين الثمن..والكتاااب

    كل الكتاااب السعووديين اللذين قدموا العرااائض هم ام عملااء او خوونة دفعت لهم شيكاااات..!!

    الحكومة لا تريد اصلااحاات..وتحااول الالتفااف على الشعب بالانتخااباات البلدية..اخشى ما اخشااه..ان ياتي يوم تترجى الحكومة الشعب من اجل عمل اصلااحاات اسرع مما يتوقعه الشعب ولكنها تقاابل بالرفض لرغبة الشعب بالتغيير…!!

    اما حسنووا اوضااعنا اواقتلووونا…لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

    من السعودية


    عزيزي المملكة العربية السعودية من الدول الغنية وها أنت ذا تتقول وتتهمها بالفقر …

    هل تعلم أن الشعب السعودي يعيش برفاهية وغنى ؟؟

    هل تعلم أن المواطن السعودي الذي يعمل في القطاع الخاص لا يقل راتبه عن 1000 دولار أي 3750 بالريال السعودي …

    اذكر لي مصدر هذه الكذبة الكبيرة التي ألصقتها ضمن موضوعك ..

    أخيراً

    أهل مكة أدرى بشعابها

    أخي :

    لاتكتب شيئاً أنت لا تعرفه فهذا اثم عظيم ..

    قال أفقر ناس قال …

    #433690

    على فكرة بحبوب

    إذا اشتريت كرتون مناديل وبعتها عند إشارات المرور في المملكة العربية السعودية .. تكون من أغنى الناس

    إذا بعت بضاعة عند باب مسجد من المساجد في السعودية تدر لك مبالغاً طائلة ..

    وبعدين الأمير نايف الله يحفظه مو مقصر معانا بعكس ما ذكرته في احدى ردودك

    ويعمل قصارى جهده لرفعه الوطن والشعب السعودي

    #433691

    الثلاثاء 10 ربيع الثاني 1424العدد 12772 السنة 39

    السعودية اليوم

    دارة الملك عبدالعزيز تعقد اللقاء الأول لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب

    احتضنت دارة الملك عبدالعزيز مساء أمس اللقاء العلمي الخاص بمناقشة الوسائل المناسبة لمعالجة ما تتعرض له دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله من مغالطات وتشويه وتقديمها حسب حقيقها بما يتلاءم مع اساليب الطرح المعاصر من المنظور التاريخي وذلك بمشاركة نخبة من العلماء والمفكرين والباحثين السياسيين والاعلاميين والاكاديميين المتخصصين في الدراسات التاريخية وعدد من اعضاء مجلس الشورى.
    وفي بداية اللقاء اعرب فهد السماري الأمين العام للدارة عن ترحيبه وشكره للحضور على مشاركتهم في هذا اللقاء الى أن الدارة اخذت تتبنى عددا من البرامج والمشروعات العلمية منها توثيق تاريخ دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب.
    وأبان ان هذا الاجتماع يأتي على ثلاثة مسارات وهي تأسيس مركز تجمع فيه هذه القضايا وكذلك ايجاد استراتيجية للرد العلمي وتنشيط الشرايين العلمية لكتب الدعوة الصحيحة، وايضا اللقاء المتجدد وهو مسار استشاري نستأنس برأي الآخرين في مجال مواجهة الحملة وتدارس ما تم انجازه.
    اثر ذلك تحدث معالي الشيخ صالح الحصن الرئيس العام لشؤون الحرمين الشريفين وابرز اهمية مثل هذه اللقاءات وقال ان هنالك الآن بيئة مواتية لقبول الدعوة وتفهمها وذلك لعدم وجود تيارات تعيقها، وارجع الحديث الى تاريخ الدعوة وكيف كان الخصوم يواجهونها ووصف ذلك بالمواجهة السلبية والتي هدفت الى تشويه الوهابية وذكر مواقف تمثيلا، وبين ان كثيرا من الحركات الاسلامية قد تأثرت بها سواء في افريقيا وغيرها واشار الى أن وفود الحجاج والزوار كانت تأتي الى المملكة وترى الدعوة مجسمة فتأثرت بها، واقترح الشيخ الحصين اقامة دورات لعدد من الأئمة وتكون داخل المملكة لتعريفهم بالدعوة الاسلامية.
    ورأى د. مازن القحطاني ان الاتهام الموجه للدعوة هو قديم والحديث عن الوهابية ليس المقصود به الشيخ محمد بن عبدالوهاب بل الاسلام عموما وطرح بعض الاقتراحات مشيرا الى تحديد هذه المواقع المعادية عن طريق الانترنت وكذلك التعرف على الشخصيات التي كتبت عن الشيخ محمد بن عبدالوهاب ودعوتها لزيارة المملكة ودعا الى التواصل مع الجامعات الغربية والتعاون مع مراكز البحوث.
    واكد د. ناصر التويم على أهمية مركز التوثيق، ورأى ان من الواجب قبل وضع استراتيجية ان ننظر الى من نوجه الحديث هل هو العالم الاسلامي ام الغربي ام هما معا، وذكر د. التويم نظرة الغرب الى الدعوة الوهابية واشار الى المكتبات الغربية ولاحظ عدم وجود كتابات باللغة الانجليزية يتحدث بشكل منصف عن دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ولذا يلجؤون الى كتب المستشرقين، واكد على أهمية وجود كتاب حول الدعوة ودعا الى دعم الكتاب الغربيين المعتدلين بابراز كتبهم وترجمتها..
    ورأى د. فهد العرابي الحارثي ان الدارة انشأت هذه الوحدة نتيجة احساس الدارة بوجود مشكلة، واشار الى أن وجهة نظر الآخرين هي متجهة نحو دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، واعاد النظر الى احداث 11سبتمبر وكيف ان ما حدث حسب على الدعوة وهذا يعني ان هنالك تشويه للدعوة وهجوم عليها وحملوها ما ليس فيها، وبين ان الدارة يجب ان تحدد الاطار الحقيقي لهذه الحملة المشكلة، وأكد اننا بين اشكاليتين اعلامية وأخرى فكرية.
    وكان من المتحدثين صاحب السمو الأمير سعود بن سلمان بن محمد حيث أكد ان الدعوة الاصلاحية قد تعرضت للكثير من التشويه وفق أهواء معينة ولذلك وصفت بالارهاب والتطرف.. وهي في اصلها دعوة سلفية صحيحة.
    وبين ان الاعداء يحاولون تشويه صورة هذه الدعوة منذ القديم وقد توارثت هذه النظرة، ورأى أن “السلفية” أعم وأشمل من الوهابية لأنه مرتبط بالناحية السياسية التي قد تستغل من قبل الآخرين.
    واعتقد ان اقامة المركز هو ضرورة ملحة وكل ما يطرح هو وجهات نظر ويمكن استقطاب كفاءات تثري هذا المركز..
    كذلك تحدث د. صالح الوهيبي الأمين العام للندوة العالمية للشباب الاسلامي ورأى اننا نعيش في هذا البلد بعقلية المدافع واذا نظرنا ان هنالك قبولاً لكل مايطرح من هذا البلد، ودعا الى استغلال حلقات الحرمين الشريفين وأهميتها ودعا الى أهمية المصالحة وتساءل لماذا هذا الصدام بين الحركات الاسلامية وأكد اهمية الانفتاح على الآخرين، واشار الى أهمية الانطلاق باستراتيجية لا ننظر الى واقع الحال، وبين ان المركز يجب ان يكون مؤسسة اكاديمية علمية وليست دعوية.

    المصدر : جريدة الرياض

    #433693


    المصدر : الموقع الرسمي لسماحة الشيخ / عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله

    الإمام محمد بن عبد الوهاب دعوته وسيرته

    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله وخيرته من خلقه سيدنا وإمامنا محمد بن عبد الله، وعلى آله وأصحابه ومن والاه.

    أما بعد: أيها الإخوان الفضلاء، أيها الأبناء الأعزاء، هذه المحاضرة الموجزة أتقدم بها بين أيديكم تنويرا للأفكار، وإيضاحا للحقائق، ونصحا لله ولعباده، وأداء لبعض ما يجب علي من الحق نحو المحاضر عنه، وهذه المحاضرة عنوانها: الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب ، دعوته وسيرته.

    لما كان الحديث عن المصلحين والدعاة والمجددين، والتذكير بأحوالهم وخصالهم الحميدة، وأعمالهم المجيدة، وشرح سيرتهم التي دلت على إخلاصهم، وعلى صدقهم في دعوتهم وإصلاحهم، لما كان الحديث عن هؤلاء المصلحين المشار إليهم، وعن أخلاقهم وأعمالهم وسيرتهم، مما تشتاق إليه النفوس، وترتاح له القلوب، ويود سماعه كل غيور على الدين، وكل راغب في الإصلاح، والدعوة إلى سبيل الحق، رأيت أن أتحدث إليكم عن رجل عظيم ومصلح كبير، وداعية غيور، ألا وهو الشيخ المجدد للإسلام في الجزيرة العربية في القرن الثاني عشر من الهجرة النبوية هو الإمام محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي التميمي الحنبلي.

    لقد عرف الناس هذا الإمام ولا سيما علماؤهم ورؤساؤهم، وكبراؤهم وأعيانهم في الجزيرة العربية وفي خارجها، ولقد كتب الناس عنه كتابات كثيرة ما بين موجز وما بين مطول، ولقد أفرده كثير من الناس بكتابات، حتى المستشرقون كتبوا عنه كتابات كثيرة، وكتب عنه آخرون في أثناء كتاباتهم عن المصلحين، وفي أثناء كتاباتهم في التاريخ، وصفه المنصفون منهم بأنه مصلح عظيم، وبأنه مجدد للإسلام، وبأنه على هدى ونور من ربه، وإن تعدادهم يشق كثيرا.

    ومن جملتهم المؤلف الكبير أبو بكر الشيخ حسين بن غنام الأحسائي . فقد كتب عن هذا الشيخ فأجاد وأفاد، وذكر سيرته وذكر غزواته، وأطنب في ذلك وكتب كثيرا من رسائله، واستنباطاته من كتاب الله عز وجل، ومنهم أيضا الشيخ عثمان بن بشر في كتابه عنوان المجد، فقد كتب عن هذا الشيخ أيضا، وعن دعوته، وعن سيرته، وعن تأريخ حياته، وعن غزواته وجهاده، ومنهم خارج الجزيرة الدكتور أحمد أمين في كتابه زعماء الإصلاح، فقد كتب عنه وأنصف، ومنهم الشيخ الكبير مسعود الندوي ، فقد كتب عنه وسماه: المصلح المظلوم، وكتب عن سيرته وأجاد في ذلك، وكتب عنه أيضا آخرون، منهم الشيخ الكبير الأمير محمد بن إسماعيل الصنعاني ، فقد كان في زمانه وقد كان على دعوته. فلما بلغه دعوة الشيخ سر بها وحمد الله عليها.

    وكذلك كتب عنه العلامة الكبير الشيخ محمد بن علي الشوكاني ، صاحب نيل الأوطار ورثاه بمرثية عظيمة، وكتب عنه جمع غير هؤلاء يعرفهم القراء والعلماء وبمناسبة كون كثير من الناس قد يخفى عليه حال هذا الرجل وسيرته ودعوته رأيت أن أساهم في بيان حال هذا الرجل، وما كان عليه من سيرة حسنة، ودعوة صالحة، وجهاد صادق، وأن أشرح قليلا مما أعرفه عن هذا الإمام حتى يتبصر في أمره من كان عنده شيء من لبس، أو شيء من شك في حال هذا الرجل، ودعوته، وما كان عليه، ولد هذا الإمام في عام (1115) هجرية، هذا هو المشهور في مولده رحمة الله عليه، وقيل في عام (1111) هجرية، والمعروف الأول: أنه ولد في عام 1115 هجرية على صاحبها أفضل الصلاة وأكمل التحية.

    وتعلم على أبيه في بلدة العيينة، وهذه البلدة هي مسقط رأسه رحمه الله عليه وهي قرية معلومة في اليمامة في نجد، شمال غرب مدينة الرياض، بينها وبين الرياض مسيرة سبعين كيلو متر، ولد فيها رحمة الله عليه، ونشأ نشأة صالحة، وقرأ القرآن مبكرا واجتهد في الدراسة والتفقه على أبيه الشيخ عبد الوهاب بن سليمان وكان فقيها كبيرا، وكان عالما قديرا، وكان قاضيا في بلدة العيينة. ثم بعد بلوغ الحلم حج وقصد بيت الله الحرام، وأخذ عن بعض علماء الحرم الشريف. ثم توجه إلى المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، فاجتمع بعلمائها، وأقام فيها مدة، وأخذ عن عالمين كبيرين مشهورين في المدينة ذلك الوقت. وهما الشيخ عبد الله بن إبراهيم بن سيف النجدي ، أصله من المجمعة، وهو والد الشيخ إبراهيم بن عبد الله صاحب العذب الفائض في علم الفرائض، وأخذ أيضا عن الشيخ الكبير محمد حياة السندي بالمدينة. هذان العالمان ممن اشتهر أخذ الشيخ عنهما بالمدينة، ولعله أخذ عن غيرهما ممن لا نعرف.

    ورحل الشيخ لطلب العلم إلى العراق، فقصد البصرة واجتمع بعلمائها، وأخذ عنهم ما شاء الله من العلم، وأظهر الدعوة هناك إلى توحيد الله، ودعا الناس إلى السنة، وأظهر للناس أن الواجب على جميع المسلمين أن يأخذوا دينهم عن كتاب الله، وسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام، وناقش وذاكر في ذلك، وناظر من هنالك من العلماء واشتهر من مشايخه هناك شخص يقال له الشيخ محمد المجموعي ، وقد ثار عليه بعض علماء السوء بالبصرة، وحصل عليه وعلى شيخه المذكور بعض الأذى، فخرج من أجل ذلك، وكان من نيته أن يقصد الشام، فلم يقدر على ذلك لعدم وجود النفقة الكافية، فخرج من البصرة إلى الزبير، وتوجه من الزبير إلى الأحساء واجتمع بعلمائها وذاكرهم في أشياء من أصول الدين، ثم توجه إلى بلدة حريملاء وذلك (والله أعلم) في العقد الخامس من القرن الثاني عشر، لأن أباه كان قاضيا في العيينة، وصار بينه وبين أميرها نزاع، فانتقل عنها إلى حريملاء سنة 1139 هجرية، فقدم الشيخ محمد على أبيه في حريملاء بعد انتقاله إليها سنة 1139 هجرية، فيكون قدومه حريملاء في عام 1140 هجرية أو ما بعدها، واستقر هناك، ولم يزل مشتغلا بالعلم والتعليم، والدعوة في حريملاء حتى مات والده عام 1153 هجرية، فحصل من بعض أهل حريملاء شر عليه، وهم بعض السفلة بها أن يفتك به، وقيل إن بعضهم تسور عليه الجدار، فعلم بهم بعض الناس فهربوا، وبعد ذلك ارتحل الشيخ إلى العيينة رحمة الله عليه.

    وأسباب غضب هؤلاء السفلة عليه أنه كان آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر، وكان يحث الأمراء على تعزير المجرمين، الذين يعتدون على الناس بالسلب والنهب والإيذاء، هؤلاء السفلة الذين يقال لهم العبيد هناك، ولما عرفوا من الشيخ أنه ضدهم، وأنه لا يرضى بأفعالهم، وأنه يحرض الأمراء على عقوباتهم، والحد من شرهم، غضبوا عليه وهموا أن يفتكوا به، فصانه الله وحماه، ثم انتقل إلى بلدة العيينة وأميرها إذ ذاك عثمان بن ناصر بن معمر ، فنزل عليه ورحب به الأمير، وقال قم بالدعوة إلى الله، ونحن معك وناصروك، وأظهر له الخير، والمحبة والموافقة على ما هو عليه.

    فاشتغل الشيخ بالتعليم والإرشاد والدعوة إلى الله عز وجل، وتوجيه الناس إلى الخير، والمحبة في الله رجالهم ونسائهم، واشتهر أمره في العيينة، وعظم صيته، وجاء إليه الناس من القرى المجاورة، وفي يوم من الأيام قال الشيخ للأمير عثمان : دعنا نهدم قبة زيد بن الخطاب رضي الله عنه فإنها أسست على غير هدى، وأن الله جل وعلا لا يرضى بهذا العمل، والرسول عليه الصلاة والسلام نهى عن البناء على القبور، واتخاذ المساجد عليها، وهذه القبة فتنت الناس وغيرت العقائد، وحصل بها الشرك فيجب هدمها، فقال الأمير: لا مانع من ذلك، فقال الشيخ: إني أخشى أن يثور أهل الجبيلة، والجبيلة قرية هنالك قريبة من القبر، فخرج عثمان ومعه جيش يبلغون 600 مقاتل لهدم القبة. ومعهم الشيخ رحمة الله عليه، فلما قربوا من القبة خرج أهل الجبيلة لما سمعوا بذلك لينصروها ويحموها. فلما رأوا الأمير عثمان ومن معه كفوا ورجعوا عن ذلك. فباشر الشيخ هدمها وإزالتها، فأزالها الله عز وجل على يديه رحمة الله عليه. ولنذكر نبذة عن حال نجد قبل قيام الشيخ رحمة الله عليه، وعن أسباب قيامه، ودعوته.

    كان أهل نجد قبل دعوة الشيخ على حالة لا يرضاها مؤمن، كان الشرك الأكبر قد نشأ وانتشر، حتى عبدت القباب وعبدت الأشجار، والأحجار، وعبدت الغيران، وعبد من يدعي بالولاية. وهو من المعتوهين، وعبد من دون الله أناس يدعون بالولاية، وهم مجانين مجاذيب لا عقول عندهم، واشتهر في نجد السحرة والكهنة، وسؤالهم وتصديقهم وليس هناك منكر إلا من شاء الله، وغلب على الناس الإقبال على الدنيا وشهواتها، وقل القائم لله والناصر لدين الله، وهكذا في الحرمين الشريفين، وفي اليمن اشتهر في ذلك الشرك، وبناء القباب على القبور، ودعاء الأولياء والاستغاثة بهم، وفي اليمن من ذلك الشيء الكثير، وفي بلدان نجد من ذلك ما لا يحصى، ما بين قبر وما بين غار، وبين شجرة وبين مجذوب ومجنون يدعى من دون الله ويستغاث به مع الله، وكذلك مما عرف في نجد واشتهر دعاء الجن والاستغاثة بهم، وذبح الذبائح لهم، وجعلها في الزوايا من البيوت رجاء نجدتهم، وخوف شرهم، فلما رأى الشيخ الإمام هذا الشرك وظهوره في الناس، وعدم وجود منكر لذلك، وقائم بالدعوة إلى الله في ذلك، شمر عن ساعد الجد، وصبر على الدعوة، وعرف أنه لا بد من جهاد، وصبر وتحمل للأذى، فجد في التعليم والتوجيه والإرشاد وهو في العيينة، وفي مكاتبة العلماء في ذلك، والمذاكرة معهم رجاء أن يقوموا معه في نصر دين الله، والمجاهدة في هذا الشرك وهذه الخرافات، فأجاب دعوته كثيرون من علماء نجد وعلماء الحرمين، وعلماء اليمن، وغيرهم وكتبوا إليه بالموافقة، وخالف آخرون وعابوا ما دعا إليه وذموه، ونفروا عنه وهم بين أمرين، ما بين جاهل خرافي لا يعرف دين الله ولا يعرف توحيد الله، وإنما يعرف ما هو عليه آباؤه وأجداده من الجهل والضلال والشرك، والبدع، والخرافات، كما قال الله عز وجل عن أمثال أولئك: إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ وطائفة أخرى ممن ينسبون إلى العلم ردوا عليه عنادا وحسدا، لئلا يقول العامة: ما بالكم لم تنكروا علينا هذا الشيء؟ لماذا جاء ابن عبد الوهاب وصار على الحق، وأنتم علماء ولم تنكروا هذا الباطل؟!. فحسدوه وخجلوا من العامة، وأظهروا العناد للحق، إيثارا للعاجل على الآجل، واقتداء باليهود في إيثارهم الدنيا على الآخرة، نسأل الله العافية والسلامة.

    أما الشيخ فقد صبر وجد في الدعوة، وشجعه من شجعه من العلماء والأعيان في داخل الجزيرة، وفي خارجها، فعزم على ذلك واستعان بربه عز وجل، وعكف قبل ذلك على كتاب الله، وكانت له اليد الطولى في تفسير كتاب الله، والاستنباط منه، وعكف على سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرة أصحابه، وجد في ذلك وتبصر فيه، حتى أدرك من ذلك ما أعانه وثبته على الحق، فشمر عن ساعد الجد، وصمم على الدعوة وعلى أن ينشرها بين الناس، ويكاتب الأمراء والعلماء في ذلك، وليكن في ذلك ما يكون.

    فحقق الله له الآمال الطيبة، ونشر به الدعوة، وأيد به الحق، وهيأ الله له أنصارا ومساعدين وأعوانا، حتى ظهر دين الله، وعلت كلمة الله فاستمر الشيخ في الدعوة في العيينة بالتعليم والإرشاد، ثم شمر عن ساعد الجد إلى العمل وإزالة آثار الشرك بالفعل، لما رأى الدعوة لم تؤثر، باشر الدعوة عمليا ليزيل بيده ما تيسر، وما أمكن من آثار الشرك، قال الشيخ للأمير عثمان بن معمر : لا بد من هدم هذه القبة التي على قبر زيد . وزيد بن الخطاب رضي الله عنه هو أخو عمر بن الخطاب أمير المؤمنين رضي الله تعالى عن الجميع. وكان من جملة الشهداء في قتال مسيلمة الكذاب في عام 12 من الهجرة النبوية، فكان ممن قتل هناك، وبني على قبره قبة فيما يذكرون، وقد يكون قبر غيره، لكنه فيما يذكرون أنه قبره، فوافقه عثمان كما تقدم، وهدمت القبة بحمد الله، وزال أثرها إلى اليوم ولله الحمد والمنة، أماتها جل وعلا لما هدمت عن نية صالحة، وقصد مستقيم ونصر للحق .
    وهناك قبور أخرى منها قبر يقال إنه قبر ضرار بن الأزور ، كانت عليه قبة هدمت أيضا، وهناك مشاهد أخرى أزالها الله عز وجل، وكانت هناك غيران وأشجار تعبد من دون الله جل وعلا، فأزيلت وقضي عليها وحذر الناس عنها. والمقصود أن الشيخ استمر رحمة الله عليه على الدعوة، قولا وعملا كما تقدم، ثم إن الشيخ أتته امرأة، واعترفت عنده بالزنا عدة مرات، وسأل عن عقلها فقيل إنها عاقلة ولا بأس بها، فلما صممت على الاعتراف، ولم ترجع عن اعترافها، ولم تدع إكراها ولا شبهة وكانت محصنة، أمر الشيخ رحمة الله عليه بأن ترجم فرجمت بأمره، حالة كونه قاضيا بالعيينة، فاشتهر أمره بعد ذلك بهدم القبة، وبرجم المرأة، وبالدعوة العظيمة إلى الله، وهجرة المهاجرين إلى العيينة.

    وبلغ أمير الأحساء وتوابعها من بني خالد سليمان ابن عريعر الخالدي أمر الشيخ، وأنه يدعو إلى الله، وأنه يهدم القباب، وأنه يقيم الحدود، فعظم على هذا البدوي أمر الشيخ، لأن من عادة البادية- إلا من هدى الله- الإقدام على الظلم، وسفك الدماء، ونهب الأموال، وانتهاك الحرمات، فخاف أن هذا الشيخ يعظم أمره، ويزيل سلطان الأمير البدوي، فكتب إلى عثمان يتوعده، ويأمره أن يقتل هذا المطوع الذي عنده في العيينة، وقال: إن المطوع الذي عندكم بلغنا عنه كذا، وكذا!! فإما أن تقتله، وإما أن نقطع عنك خراجك الذي عندنا.!! وكان عنده للأمير عثمان خراج من الذهب، فعظم على عثمان أمر هذا الأمير، وخاف إن عصاه أن يقطع عنه خراجه أو يحاربه، فقال للشيخ: إن هذا الأمير كتب إلينا كذا وكذا، وإنه لا يحسن منا أن نقتلك، وإنا نخاف هذا الأمير ولا نستطيع محاربته، فإذا رأيت أن تخرج عنا فعلت، فقال الشيخ: إن الذي أدعو إليه هو دين الله، وتحقيق كلمة لا إله إلا الله وتحقيق شهادة أن محمدا رسول الله، فمن تمسك بهذا الدين، ونصره وصدق في ذلك نصره الله وأيده وولاه على بلاد أعدائه، فإن صبرت واستقمت، وقبلت هذا الخير فأبشر، فسينصرك الله ويحميك من هذا البدوي وغيره، وسوف يوليك الله بلاده وعشيرته. فقال: أيها الشيخ إنا لا نستطيع محاربته، ولا صبر لنا على مخالفته.

    فخرج الشيخ عند ذلك وتحول من العيينة إلى بلاد الدرعية، جاء إليها ماشيا فيما ذكروا، حتى وصل إليها في آخر النهار، وقد خرج من العيينة في أول النهار مشيا على الأقدام، لم يرحله عثمان ، فدخل على شخص من خيارها في أعلا البلد يقال له محمد بن سويلم العريني ، فنزل عليه ويقال إن هذا الرجل خاف من نزوله عليه، وضاقت به الأرض بما رحبت، وخاف من أمير الدرعية محمد بن سعود فطمأنه الشيخ وقال له: أبشر بخير وهذا الذي أدعو الناس إليه دين الله، وسوف يظهره الله. فبلغ محمد بن سعود خبر الشيخ محمد .

    ويقال إن الذي أخبره زوجته، جاء إليها بعض الصالحين، وقال لها: أخبري محمدا بهذا الرجل، وشجعيه على قبول دعوته، وحرضيه على مؤازرته ومساعدته، وكانت امرأة صالحة طيبة، فلما دخل عليها محمد بن سعود أمير الدرعية وملحقاتها، قالت له: أبشر بهذه الغنيمة العظيمة! هذه غنيمة ساقها الله إليك، رجل داعية يدعو إلى دين الله، يدعو إلى كتاب الله، يدعو إلى سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام يا لها من غنيمة! بادر بقبوله وبادر بنصرته، ولا تقف في ذلك أبدا، فقبل الأمير مشورتها، ثم تردد هل يذهب إليه أم يدعوه إليه؟! فأشير عليه، ويقال إن المرأة أيضا هي التي أشارت عليه مع جماعة من الصالحين، وقالوا له: لا ينبغي أن تدعوه إليك، بل ينبغي أن تقصده في منزله وأن تقصده أنت، وأن تعظم العلم والداعي إلى الخير، فأجاب إلى ذلك لما كتب الله له من السعادة والخير رحمة الله عليه، وأكرم مثواه، فذهب إلى الشيخ في بيت محمد بن سويلم وقصده وسلم عليه وتحدث معه، وقال له يا شيخ محمد : أبشر بالنصرة وأبشر بالأمن وأبشر بالمساعدة فقال له الشيخ وأنت أبشر بالنصرة أيضا والتمكين والعاقبة الحميدة، هذا دين الله من نصره نصره الله، ومن أيده أيده الله، وسوف تجد آثار ذلك سريعا، فقال: يا شيخ سأبايعك على دين الله ورسوله، وعلى الجهاد في سبيل الله، ولكنني أخشى إذا أيدناك ونصرناك وأظهرك الله على أعداء الإسلام أن تبتغي غير أرضنا، وأن تنتقل عنا إلى أرض أخرى، فقال: لا؛ أبايعك على هذا، أبايعك على أن الدم بالدم، والهدم بالهدم، لا أخرج عن بلادك أبدا، فبايعه على النصرة، وعلى البقاء في البلد، وأنه يبقى عند الأمير يساعده، ويجاهد معه في سبيل الله، حتى يظهر دين الله، وتمت البيعة على ذلك.

    وتوافد الناس إلى الدرعية من كل مكان، من العيينة، وعرقة، ومنفوحة والرياض وغير ذلك من البلدان المجاورة، ولم تزل الدرعية موضع هجرة يهاجر إليها الناس من كل مكان، وتسامع الناس بأخبار الشيخ، ودروسه في الدرعية ودعوته إلى الله وإرشاده إليه، فأتوا زرافات ووحدانا، فأقام الشيخ بالدرعية معظما مؤيدا محبوبا منصورا، ورتب الدروس في الدرعية في العقائد، وفي القرآن الكريم، وفي التفسير، وفي الفقه، والحديث، ومصطلحه، والعلوم العربية، والتاريخية، وغير ذلك من العلوم النافعة.

    وتوافد الناس عليه من كل مكان، وتعلم عليه في الدرعية الشباب وغيرهم، ورتب للناس دروسا كثيرة للعامة والخاصة، ونشر العلم في الدرعية، واستمر على الدعوة، ثم بدأ بالجهاد وكاتب الناس إلى الدخول في هذا الميدان، وإزالة الشرك الذي في بلادهم، وبدأ بأهل نجد، وكاتب أمراءها وعلماءها، كاتب علماء الرياض، وأميرها دهام بن دواس، وكاتب علماء الخرج وأمراءها، وعلماء بلاد الجنوب والقصيم، وحائل، والوشم، وسدير، وغير ذلك. ولم يزل يكاتبهم ويكاتب علماءهم وأمراءهم، وهكذا علماء الأحساء وعلماء الحرمين الشريفين، وهكذا علماء الخارج في مصر، والشام والعراق، والهند، واليمن، وغير ذلك، ولم يزل يكاتب الناس ويقيم الحجج، ويذكر الناس ما وقع فيه أكثر الخلق من الشرك والبدع، وليس معنى هذا أنه ليس هناك أنصار للدين، بل هناك أنصار، والله جل وعلا ضمن لهذا الدين أن لا بد له من ناصر، ولا تزال طائفة في هذه الأمة على الحق منصورة، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام، فهناك أنصار للحق في أقطار كثيرة، ولكن الحديث الآن عن نجد، فكان فيها من الشر والفساد والشرك والخرافات ما لا يحصيه إلا الله عز وجل، مع أن فيها علماء فيهم خير، ولكن لم يقدر لهم أن ينشطوا في الدعوة وأن يقوموا بها كما ينبغي.


    #433694

    أسباب نجاح دعوة الشيخ / محمد بن عبدالوهاب وبيان خصومه :

    وهناك أيضا في اليمن وغير اليمن دعاة إلى الحق، وأنصار قد عرفوا هذا الشرك وهذه الخرافات، ولكن لم يقدر الله لدعوتهم من النجاح ما قدر لدعوة الشيخ محمد لأسباب كثيرة، منها: عدم تيسر الناصر المساعد لهم، ومنها: عدم الصبر لكثير من الدعاة، وتحمل الأذى في سبيل الله.

    ومنها: قلة علوم بعض الدعاة التي يستطيع بها أن يوجه الناس بالأساليب المناسبة، والعبارات اللائقة، والحكمة والموعظة الحسنة. ومنها: أسباب أخرى غير هذه الأسباب، وبسبب هذا المكاتبات الكثيرة والرسائل والجهاد، اشتهر أمر الشيخ، وظهر أمر الدعوة، واتصلت رسائله بالعلماء في داخل الجزيرة وفي خارجها، وتأثر بدعوته جم غفير من الناس، في الهند وفي أندونيسيا وفي أفغانستان وفي أفريقيا وفي المغرب وهكذا في مصر، والشام والعراق، وكان هناك دعاة كثيرون، عندهم معرفة بالحق والدعوة إليه فلما بلغتهم دعوة الشيخ زاد نشاطهم وزادت قوتهم، واشتهروا بالدعوة، ولم تزل دعوة الشيخ تشتهر وتظهر بين العالم الإسلامي وغيره، ثم في هذا العصر الأخير طبعت كتبه، ورسائله، وكتب أبنائه وأحفاده، وأنصاره، وأعوانه من علماء المسلمين في الجزيرة وخارجها، وكذلك طبعت الكتب المؤلفة في دعوته، وترجمته، وأحوال أنصاره، حتى اشتهرت بين الناس في غالب الأقطار والأمصار، ومن المعلوم أن لكل نعمة حاسدا، وإن لكل داع أعداء كثيرين كما قال الله تعالى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ فلما اشتهر الشيخ بالدعوة، وكتب الكتابات الكثيرة، وألف المؤلفات القيمة، ونشرها في الناس، وكاتبه العلماء، ظهر جماعة كثيرون من حساده ومن مخالفيه، وظهر أيضا أعداء آخرون.

    وصار أعداؤه وخصومه قسمين: قسم عادوه باسم العلم والدين، وقسم: عادوه باسم السياسة لكن تستروا بالعلم، وتستروا باسم الدين، واستغلوا عداوة من عاداه من العلماء، الذين أظهروا عداوته وقالوا إنه على غير الحق، وإنه كيت وكيت، والشيخ رحمة الله عليه مستمر في الدعوة يزيل الشبه، ويوضح الدليل، ويرشد الناس إلى الحقائق على ما هي عليه من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام وطورا يقولون: إنه من الخوارج، وتارة يقولون: يخرق الإجماع ويدعي الاجتهاد المطلق، ولا يبالي بمن قبله من العلماء والفقهاء وتارة يرمونه بأشياء أخرى، وما ذاك إلا من قلة العلم من طائفة منهم، وطائفة أخرى قلدت غيرها، واعتمدت على غيرها، وطائفة أخرى خافت على مراكزها فعادته سياسة، وتسترت باسم الإسلام والدين، واعتمدت على أقوال المخرفين والمضللين.

    يبتبع ..

    #433698

    أقسام خصوم الشيخ / محمد بن عبدالوهاب وانتشار دعوته :

    ولا أعلم من أي طائفة أنت يا بحبوح

    والخصوم في الحقيقة ثلاثة أقسام: علماء مخرفون يرون الحق باطلا والباطل حقا، ويعتقدون أن البناء على القبور، واتخاذ المساجد عليها، ودعاءها من دون الله والاستغاثة بها وما أشبه ذلك دين وهدى، ويعتقدون أن من أنكر ذلك فقد أبغض الصالحين، وأبغض الأولياء، وهو عدو يجب جهاده.

    وقسم آخر: من المنسوبين للعلم جهلوا حقيقة هذا الرجل، ولم يعرفوا عنه الحق الذي دعا إليه، بل قلدوا غيرهم، وصدقوا ما قيل فيه من الخرافيين المضللين، وظنوا أنهم على هدى فيما نسبوه إليه من بغض الأولياء والأنبياء، ومن معاداتهم وإنكار كراماتهم. فذموا الشيخ، وعابوا دعوته ونفروا عنه.

    وقسم آخر: خافوا على المناصب والمراتب، فعادوه لئلا تمتد أيدي أنصار الدعوة الإسلامية إليهم، فتزيلهم عن مراكزهم، وتستولي على بلادهم، واستمرت الحرب الكلامية والمجادلات والمساجلات بين الشيخ وخصومه، يكاتبهم ويكاتبونه، ويجادلهم ويرد عليهم ويردون عليه، وهكذا جرى بين أبنائه وأحفاده وأنصاره، وبين خصوم الدعوة، حتى اجتمع من ذلك رسائل كثيرة، وردود جمة، وقد جمعت هذه الرسائل والفتاوى والردود فبلغت مجلدات، وقد طبع أكثرها والحمد لله، واستمر الشيخ في الدعوة والجهاد، وساعده الأمير محمد بن سعود أمير الدرعية، وجد الأسرة السعودية على ذلك ؛ ورفعت راية الجهاد، وبدأ الجهاد من عام 1158 هـ، بدأ الجهاد بالسيف وبالكلام، وبالحجة والبرهان، ثم استمرت الدعوة مع الجهاد بالسيف، ومعلوم أن الداعي إلى الله عز وجل إذا لم يكن لديه قوة تنصر الحق، وتنفذه فسرعان ما تخبو دعوته وتنطفئ شهرته، ثم يقل أنصاره، ومعلوم ما للسلاح من الأثر العظيم في نشر الدعوة، وقمع المعارضين، ونصر الحق وقمع الباطل، ولقد صدق الله العظيم في قوله عز وجل، وهو الصادق سبحانه في كل ما يقول: لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ فبين سبحانه وتعالي أنه أرسل الرسل بالبينات، وهي الحجج والبراهين الساطعة، التي يوضح الله بها الحق، ويدفع بها الباطل، وأنزل مع الرسل الكتاب الذي فيه البيان، والهدى والإيضاح، وأنزل معهم الميزان، وهو العدل الذي ينصف به المظلوم من الظالم، ويقام به الحق وينشر به الهدى، ويعامل الناس على ضوئه بالحق والقسط، وأنزل الحديد فيه بأس شديد، فيه قوة، وردع وزجر لمن خالف الحق، فالحديد لمن لم تنفع فيه الحجة، وتؤثر فيه البينة، فهو القامع.

    ولقد أحسن من قال في مثل هذا:

    وما هو إلا الوحي أو حد مرهف

    تزيل ظباه أخدعي كل مائل

    فهذا دواء الداء من كل جاهل

    وهذا دواء الداء من كل عادل

    فالعاقل ذو الفطرة السليمة، ينتفع بالبينة، ويقبل الحق بدليله، أما الظالم التابع لهواه فلا يردعه إلا السيف، فجد الشيخ رحمه الله في الدعوة والجهاد، وساعده أنصاره من آل سعود طيب الله ثراهم على ذلك، واستمروا في الجهاد والدعوة من عام 1158 هـ إلى أن توفي الشيخ في عام 1206 هـ فاستمر الجهاد والدعوة قريبا من خمسين عاما، جهاد، ودعوة ونضال، وجدال في الحق، وإيضاح لما قال الله ورسوله، ودعوة إلى دين الله، وإرشاد إلى ما شرعه رسول الله عليه الصلاة والسلام حتى التزم الناس بالطاعة، ودخلوا في دين الله، وهدموا ما عندهم من القباب، وأزالوا ما لديهم من المساجد المبنية على القبور، وحكموا الشريعة، ودانوا بها وتركوا ما كانوا عليه من تحكيم سوالف الآباء والأجداد، وقوانينهم ورجعوا إلى الحق وعمرت المساجد بالصلوات، وحلقات العلم وأديت الزكوات، وصام الناس رمضان كما شرع الله عز وجل، وأمر بالمعروف، ونهي عن المنكر، وساد الأمن في الأمصار والقرى والطرق والبوادي، ووقف البادية عند حدهم، ودخلوا في دين الله وقبلوا الحق، ونشر الشيخ فيهم الدعوة، وأرسل الشيخ إليهم المرشدين، والدعاة في الصحراء والبوادي، كما أرسل المعلمين، والمرشدين، والقضاة إلى البلدان والقرى، وعم هذا الخير العظيم والهدى المستبين نجدا كلها، وانتشر فيها الحق، وظهر فيها دين الله عز وجل.

    ثم بعد وفاة الشيخ رحمة الله عليه، استمر أبناؤه وأحفاده، وتلاميذه، وأنصاره، في الدعوة والجهاد، وعلى رأس أبنائه الشيخ الإمام عبد الله بن محمد، والشيخ حسين بن محمد، والشيخ علي بن محمد، والشيخ إبراهيم ابن محمد، ومن أحفاده الشيخ عبد الرحمن بن حسن، والشيخ علي بن حسين والشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد، وجماعة آخرون، ومن تلاميذه أيضا الشيخ حمد بن ناصر بن معمر، وجمع غفير من علماء الدرعية، وغيرهم استمروا في الدعوة والجهاد ونشروا دين الله تعالى، وكتابة الرسائل وتأليف المؤلفات، وجهاد أعداء الدين، وليس بين هؤلاء الدعاة وخصومهم شيء، إلا أن هؤلاء دعوا إلى توحيد الله وإخلاص العبادة لله عز وجل، والاستقامة على ذلك، وهدم المساجد، والقباب التي على القبور، ودعوا إلى تحكيم الشريعة والاستقامة عليها، ودعوا إلى الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وإقامة الحدود الشرعية، هذه أسباب النزاع بينهم وبين الناس. والخلاصة: أنهم أرشدوا إلى توحيد الله، وأمروهم بذلك، وحذروا الناس من الشرك بالله، ومن وسائله وذرائعه، وألزموا الناس بالشريعة الإسلامية، ومن أبى واستمر على الشرك بعد الدعوة والبيان، والإيضاح والحجة، جاهدوه في الله عز وجل، وقصدوه في بلاده حتى يخضع للحق، وينيب إليه، أو يلزموه به بالقوة والسيف حتى يخضع هو وأهل بلده إلى ذلك، وكذلك حذروا الناس من البدع والخرافات، التي ما أنزل الله بها من سلطان، كالبناء على القبور، واتخاذ القباب عليها والتحاكم إلى الطواغيت، وسؤال السحرة والكهنة، وتصديقهم وغير ذلك، فأزال الله ذلك على يدي الشيخ وأنصاره رحمة الله عليهم جميعا.

    وعمرت المساجد بتدريس الكتاب العظيم والسنة المطهرة، والتاريخ الإسلامي، والعلوم العربية النافعة، وصار الناس في مذاكرة، وعلم، وهدى، ودعوة، وإرشاد، وآخرون منهم فيما يتعلق بدنياهم من الزراعة والصناعة وغير ذلك، علم، وعمل، ودعوة، وإرشاد، ودنيا ودين، فهو يتعلم ويذاكر، ومع ذلك يعمل في حقله الزراعي، أو في صناعته أو تجارته وغير ذلك، فتارة لدينه، وتارة لدنياه، دعاة إلى الله وموجهون إلى سبيله، ومع ذلك يشتغلون بأنواع الصناعة الرائجة في بلادهم، ويحصلون من ذلك على ما يغنيهم عن خارج بلادهم. وبعد فراغ الدعاة وآل سعود من نجد امتدت دعوتهم إلى الحرمين، وجنوب الجزيرة، وكاتبوا علماء الحرمين سابقا ولاحقا، فلما لم تجد الدعوة واستمر أهل الحرمين على ما هم عليه من تعظيم القباب، واتخاذها على القبور، ووجود الشرك عندها، والسؤال لأربابها، سار الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد بعد وفاة الشيخ بإحدى عشرة سنة متوجها إلى جهة الحجاز، ونازل أهل الطائف ثم قصد أهل مكة، وكان أهل الطائف قد توجه إليهم قبل سعود الأمير عثمان بن عبد الرحمن المضايفي، ونازلهم بقوة أرسلها إليه الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد أمير الدرعية بقوة عظيمة من أهل نجد وغيرهم، وساعدوه حتى استولى على الطائف، وأخرج منها أمراء الشريف، وأظهر فيه الدعوة إلى الله وأرشد إلى الحق، ونهى فيها عن الشرك وعبادة ابن عباس وغيره مما كان يعبده هناك الجهال، والسفهاء من أهل الطائف. ثم توجه الأمير سعود عن أمر أبيه عبد العزيز إلى جهة الحجاز، وجمعت الجيوش حول مكة.

    فلما عرف شريفها أنه لا بد من التسليم أو الفرار فر إلى جدة، ودخل سعود ومن معه من المسلمين البلاد من غير قتال، واستولوا على مكة في فجر يوم السبت ثامن محرم من عام 1218 هـ وأظهروا الدعوة إلى دين الله وهدموا ما فيها من القباب التي بنيت على قبر خديجة وغيره، فأزالوا القباب كلها، وأظهروا فيها الدعوة إلى توحيد الله عز وجل، وعينوا فيها العلماء المدرسين، والموجهين، والمرشدين، والقضاة الحاكمين بالشريعة، ثم بعد مدة وجيزة فتحت المدينة، واستولى آل سعود على المدينة في عام 1220 هـ بعد مكة بنحو سنتين، واستمر الحرمان في ولاية آل سعود، وعينوا فيها الموجهين والمرشدين، وأظهروا في البلاد العدل وتحكيم الشريعة، والإحسان إلى أهلها ولا سيما فقراؤهم ومحاويجهم فأحسنوا إليهم بالأموال، وواسوهم وعلموهم كتاب الله، وأرشدوهم إلى الخير، وعظموا العلماء وشجعوهم على التعليم والإرشاد، ولم يزل الحرمان الشريفان تحت ولاية آل سعود إلى عام 1226 هـ، ثم بدأت الجيوش المصرية والتركية تتوجه إلى الحجاز، لجهاد آل سعود وإخراجهم من الحرمين، لأسباب كثيرة تقدم بعضها، وهذه الأسباب كما تقدم هي أن أعداءهم، وحسادهم، والمخرفين الذين ليس لهم بصيرة، وبعض السياسيين الذين أرادوا إخماد هذه الدعوة وخافوا منها أن تزيل مراكزهم، وأن تقضي على أطماعهم، كذبوا على الشيخ وأتباعه وأنصاره، وقالوا: إنهم يبغضون الرسول عليه الصلاة والسلام، وإنهم يبغضون الأولياء، وينكرون كراماتهم وقالوا إنهم أيضا يقولون كيت وكيت، مما يزعمون أنهم يتنقصون به الرسل عليهم الصلاة والسلام، وصدق هذا بعض الجهال، وبعض المغرضين، وجعلوه سلما للنيل منهم والجهاد لهم، وتشجيع الأتراك والمصريين على حربهم، فجرى ما جرى من الفتن والقتال، وصار القتال بين الجنود المصرية والتركية ومن معهم، وبين آل سعود في نجد، والحجاز، سجالا مدة طويلة من عام 1226 هـ إلى عام 1233 هـ سبع سنين كلها قتال ونضال بين قوى الحق وقوى الباطل.


    #433700

    خلاصة دعوة الشيخ / محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وأسباب النزاع بينه وبين الناس :

    والخلاصة أن هذا هو الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمة الله عليه، إنما قام لإظهار دين الله، وإرشاد الناس إلى توحيد الله، وإنكار ما أدخل الناس فيه من البدع والخرافات، وقام أيضا لإلزام الناس بالحق، وزجرهم عن الباطل، وأمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر.

    هذه خلاصة دعوته رحمة الله تعالى عليه، وهو في العقيدة على طريقة السلف الصالح يؤمن بالله وبأسمائه وصفاته، ويؤمن بملائكته، ورسله، وكتبه، وباليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره على طريقة أئمة الإسلام في توحيد الله، وإخلاص العبادة له جل وعلا، وفي الإيمان بأسماء الله وصفاته على الوجه اللائق بالله سبحانه، لا يعطل صفات الله، ولا يشبه الله بخلقه، وفي الإيمان بالبعث والنشور، والجزاء والحساب، والجنة والنار، وغير ذلك ويقول في الإيمان ما قاله السلف إنه قول وعمل يزيد وينقص، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية، كل هذا من عقيدته رحمة الله عليه، فهو على طريقتهم وعلى عقيدتهم، قولا وعملا، لم يخرج عن طريقتهم تلك البتة، وليس له في ذلك مذهب خاص، ولا طريقة خاصة، بل هو على طريقة السلف الصالح من الصحابة وأتباعهم بإحسان. رضي الله عن الجميع.

    وإنما أظهر ذلك في نجد وما حولها، ودعا إلى ذلك، ثم جاهد عليه من أباه، وعانده، وقاتلهم، حتى ظهر دين الله وانتصر الحق، وكذلك هو على ما عليه المسلمون من الدعوة إلى الله، وإنكار الباطل، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ولكن الشيخ وأنصاره يدعون الناس إلى الحق، ويلزمونهم به، وينهونهم عن الباطل، وينكرونه عليهم، ويزجرونهم عنه حتى يتركوه، وكذلك جد في إنكار البدع والخرافات حتى أزالها الله سبحانه بسبب دعوته، فالأسباب الثلاثة المتقدمة آنفا هي أسباب العداوة والنزاع بينه وبين الناس وهي:

    أولا: إنكار الشرك والدعوة إلى التوحيد الخالص. ثانيا: إنكار البدع، والخرافات، كالبناء على القبور واتخاذها مساجد ونحو ذلك كالموالد والطرق التي أحدثتها طوائف المتصوفة. ثالثا: إنه يأمر الناس بالمعروف، ويلزمهم به بالقوة فمن أبى المعروف الذي أوجبه الله عليه، ألزم به وعزر عليه إذا تركه، وينهى الناس عن المنكرات، ويزجرهم عنها، ويقيم حدودها، ويلزم الناس بالحق، ويزجرهم عن الباطل وبذلك ظهر الحق وانتشر، وكبت الباطل وانقمع، وصار الناس في سيرة حسنة، ومنهج قويم في أسواقهم، وفي مساجدهم، وفي سائر أحوالهم.

    لا تعرف البدع بينهم، ولا يوجد في بلادهم الشرك، ولا تظهر المنكرات بينهم. بل من شاهد بلادهم وشاهد أحوالهم وما هم عليه ذكر حال السلف الصالح وما كانوا عليه زمن النبي عليه الصلاة والسلام، وزمن أصحابه، وزمن أتباعه بإحسان في القرون المفضلة رحمة الله عليهم. فالقوم ساروا سيرتهم. ونهجوا منهجهم، وصبروا على ذلك، وجدوا فيه، وجاهدوا عليه، فلما حصل بعض التغيير في آخر الزمان بعد وفاة الشيخ محمد بمدة طويلة، ووفاة كثير من أبنائه رحمة الله عليهم وكثير من أنصاره حصل بعض التغيير جاء الابتلاء وجاء الامتحان بالدولة التركية، والدولة المصرية، مصداق قوله عز وجل: إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ نسأل الله عز وجل أن يجعل ما أصابهم تكفيرا وتمحيصا من الذنوب، ورفعة وشهادة لمن قتل منهم رضي الله عنهم ورحمهم. ولم تزل دعوتهم بحمد الله قائمة منتشرة إلى يومنا هذا فإن الجنود المصرية لما عثت في نجد، وقتلت من قتلت، وخربت ما خربت، لم يمض على ذلك إلا سنوات قليلة ثم قامت الدعوة بعد ذلك وانتشرت، ونهض بالدعوة بعد ذلك بنحو خمس سنين الإمام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود رحمة الله عليه فنشر الدعوة في نجد وما حولها، وانتشر العلماء في نجد وأخرج من كان هناك من الأتراك، والمصريين، أخرجهم من نجد وقراها، وبلدانها، وانتشرت الدعوة بعد ذلك في نجد في عام 1240 هـ.

    وكان تخريب الدرعية والقضاء على دولة آل سعود في عام 1233 هـ. فمكث الناس في نجد في فوضى، وقتال، وفتن نحو خمس سنين من أربع وثلاثين إلى عام 1239 هـ ثم في عام أربعين بعد المائتين وألف اجتمع شمل المسلمين في نجد على الإمام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود، وظهر الحق وكتب العلماء الرسائل، إلى القرى والبلدان، وشجعوا الناس ودعوهم إلى دين الله وانطفأت الفتن التي بينهم بعد الحروب الطويلة التي حصلت على أيدي المصريين وأعوانهم، وهكذا انطفأت الحروب والفتن التي وقعت بينهم على إثر تلك الحروب وخمدت نارها، وظهر دين الله، واشتغل الناس بعد ذلك بالتعليم والإرشاد، والدعوة، والتوجيه، حتى عادت المياه إلى مجاريها، وعاد الناس إلى أحوالهم، وما كانوا عليه في عهد الشيخ، وعهد تلامذته، وأبنائه، وأنصاره، رضي الله عن الجميع ورحمهم، واستمرت الدعوة من عام 1240 هـ إلى يومنا هذا بحمد الله، ولم يزل يخلف آل سعود بعضهم بعضا، وآل الشيخ وعلماء نجد بعضهم بعضا، فآل سعود يخلف بعضهم بعضا في الإمامة والدعوة إلى الله والجهاد في سبيل الله.

    وهكذا العلماء يخلف بعضهم بعضا في الدعوة إلى الله والإرشاد إليه، والتوجيه إلى الحق. إلا أن الحرمين الشريفين بقيا مفصولين عن الدولة السعودية دهرا طويلا ثم عادا إليهم في عام 1343 هـ واستولى على الحرمين الشريفين الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد ابن سعود رحمة الله عليه، ولم يزالا بحمد الله تحت ولاية هذه الدولة إلى يومنا هذا. فلله الحمد، ونسأل الله عز وجل أن يصلح البقية الباقية من آل سعود، ومن آل الشيخ، ومن علماء المسلمين جميعا في هذه البلاد وغيرها وأن يوفقهم جميعا لما يرضيه، أن يصلح علماء المسلمين أينما كانوا، وأن ينصر بالجميع الحق، ويخذل بهم الباطل، وأن يوفق دعاة الهدى أينما كانوا للقيام بما أوجب الله عليهم، وأن يهدينا وإياهم صراطه المستقيم، وأن يعمر الحرمين الشريفين، وملحقاتهما، وسائر بلاد المسلمين بالهدى، ودين الحق، وبتعظيم كتاب الله، وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، وأن يمن على الجميع بالفقه فيهما، والتمسك بهما، والصبر على ذلك، والثبات عليه، والتحاكم إليهما، حتى يلقوا ربهم عز وجل، إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير. وهذا آخر ما تيسر بيانه، والتعريف به، من حال الشيخ، ودعوته وأنصاره، وخصومه، والله المستعان، وعليه الاتكال، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا وإمامنا محمد بن عبد الله، وعلى آله، وأصحابه، ومن سلك سبيله واهتدى بهداه والحمد لله رب العالمين.

    #433702

    أخي بحبوح :

    بعدما ذكرنا هذه السيرة عن حياة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله

    هل تستطيع أن تكذب كلام الشيخ / عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله

    هل تستطيع أن تكذب عالم زمانه

    هل تستطيع أن تكذب عالم هذه الأمه رحمه الله

    هل تستطيع أن تكذب من صدق به من جميع الدول العربية والمسلمين في بريطانيا …

    هل تستطيع ؟؟؟

    أترك الإجابة لك ..

    ودع عنك لصق الخرافات التي نسبتها إلى السعودية ، أقسم لك أنها خرافات..

    تقبل تحياتي وكل عام وأنت بخير وعيدك مبارك

    #433829

    السلام عليكم..

    بحبوح يبدو أنك طيب و على سجيتك و هذا الامر جيد و لكن قد يضرك إن لم ترى الأمر كما يجب , الأقلام الكبيرة التي تتحدث عنها منها كثير من الأقلام ذوات (الخط الحلو) و بما أنك معجب بالمنتديات السعودية و التي تناقش قضايا وطننا الحبيب بلا قيود ولا أي موانع فعليك أن تعلم بأن ليست كل الأقلام الكبيرة و الباهرة و الواعدة هي أقلام أصلية الصنع, و هذا أمر لن تعرفه أنت لأنك لست بالداخل, لا يعرف ما يدور بداخل أحشاء القضية إلا أصحابها و ما تسمعه ليست سوى أصوات تأثيرية..
    سيدي الفكر حر هو فكر مطلوب في الدول العربية و الكل يحتاجه و يستمتع بقرائته و لكن لا يعلم الكل ما الصوت الذي سيصدر منه..
    و قد كررت في عدة مواضع أنك لا تكتب هذا الكلام و إنما أنت (ناقل) لهذه الأراء و الاتجاهات, و النقل ياسيدي ليكون نقلاً عليه بالمرور من خلالك أولاً ليصل إلى الطرف الأخر , أي أنك نقلت هذا الكلام و لم تعقب عليه لأنه أعجبك و وافقك , ولا تقنعني بغير ذلك فلا أجدك و العفو منك بعيراً ينقل العلف من مكان لآخر..

    بحبوح الأوضاع الآن غير مستتبة لا بالداخل ولا الخارج بالنسبة للمملكة ولا تعلم حجم التوتر الموجود, ولا تعرف أيضاً بأن في موضوعك هذا قد تضر نفسك و مجالسنا من غير قصد, سيدي عليك بالمعرفة و هي لا تنقصك أن إثارة موضوع كهذا في وقتٍ كهذا سيسبب المتاعب..
    و كأخت لا أنصحك بذلك..

    رغم كل التغيرات التي طرأت و تطرأ, مازال الوضع متوتر جداً , و الآن أكثر من ذي قبل..

    تحية طيبة

    و هذا قلم من السعودية اضفه إلى ذاكرتك 🙂

مشاهدة 15 مشاركة - 31 إلى 45 (من مجموع 46)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد