أحدهم كان يسأل ويستشرف بما سيؤول اليه من مصير في الخليج

العربي…!!

فتغايرت على اثرها وتباينت انفعالات الحضور على هذا الطرح ، فمنهم

من كان متفائلا ، ومنهم من كان متشائما ، وعلى الرغم من اختلاف

وجهاتهم الا أن الاتفاق السائد بينهم كان على أن الخليج سيدفع

ضريبة مواقفه سلبّا كانت أو ايجابا ، سيدفعها رغما عنه، سيدفعها

لعله يضمن استقرار منطقته ،ومن يدري سيضمنها أم، لا؟!

سؤال قد لا يملكون جوابه في الوقت الحالي.. ولكنهم حتما يفقهون ما

يقولون.

و على أّية حال سندرج انقسام ردودهم في اتجاهين:-

أولا المتفائل منهم :-

/ هناك من يرى بأن الخليج سوف تبرز أهميته الاستراتيجية بالنسبة

للدول الصناعية لدرجة أن المنطقة ستصير الى سوق عالمي تصدر

مواردها الحيوية الى الاسواق الاستهلاكية.

/ وهناك من اعتقد وعن يقين بأن مقومات الاتحاد في المنطقة سيكون

لها الدور الأكبر في الغاء الحدود السياسية ، ومنها التأكيد على

المقومات القومية العربية والاسلامية..

/ وهناك من أكد بأن القوى والقدرات العسكرية أو التكنولوجية في

المنطقة والتي تمثل تهديدا سوف تخمد حتميّا حمم بركانها.

/ وهناك من يرى بأن التسوية السلمية والتضامن وتخفيض ترسانة

الأسلحة وعدم التنازل عن السيادة الخليجية والايمان بحقوق المواطن،

هي منطلقات أساسية ستصد دوافع الحرب والهيمنة الامريكية

الغربية ، وستدحر القواعد الامريكية من المنطقة..

/ وهناك من يبصم على أن المصالحة التاريخية بين الجانبين العربي و

الاسرائيلي ستمهد للتعايش السلمي ونشر الديمقراطية ونشر التنمية

في المنطقة.

كان هذا ما يراه ممن تطبعت أفكاره بطابع التفاؤل ،ولم يكن هذا المنظور

منهم عشوائيا بقدر ما كان ووفق افتراضات محددة تنبئ عن التفاؤل

في المستقبل..

أليست هذه النظرة المتفائلة يستدعيها تضحيات جسام ،

تضحيات قد تكلف الكثير .. شعوبا وحكومات؟

سؤال نتركه لمن يود المناقشة والمعالجة

ولنا حوار أخر عمّا يكنّ في مكنونات الفئة المتشائمة.