الرئيسية منتديات مجلس الفقه والإيمان (( تصحيح مفاهيم خاطئة في قضية مهمة ))

مشاهدة 8 مشاركات - 1 إلى 8 (من مجموع 8)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #19590

    (( تصحيح مفاهيم خاطئة في قضية مهمة ))

    للشيخ العلامة صالح بن عبد العزيز آل الشيخ

    =====================
    بسم الله الرحمن الرحيم

    فمنذ سنوات طويلة وعقود مديدة والحديث دائر والجدل موصول عن الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وعن دعوته ، مؤيد ومعارض ، متهم ومدافع .
    والذي يلفت النظر في كلام المخالفين للشيخ الذين يلصقون به أنواع التهم أن كلامهم عار عن الدليل ، فليس لما يقولون شاهد من قوله ، أو متمسك من كتبه ، وإنما هي دعاوى يذكرها المتقدم ، ويرددها المتأخر فحسب .
    ولا أظن منصفا إلا وهو يقر بأن أصح طريق لمعرفة الحقيقة أن يقصد المعين الأول ، ويؤخذ من المصدر الأصيل .
    وكتب الشيخ موجودة ، وكلامه محفوظ ، وبالنظر فيه يتحقق صدق ما يشاع عنه أو عدمه ، وأما الدعاوى العارية عن البرهان فسراب لا حقيقة له .
    وفي هذه الأوراق أسطر يسيرة من كلام الشيخ محمد بن عبدالوهاب منقولة بأمانة من الكتب الموثقة التي جمعت كلامه ، ليس لي فيها سوى الترتيب .
    وهي تتضمن إجابات من الشيخ وحده عن أهم التهم التي يرميه بها مخالفوه ، مصرحا فيها بخلاف ما يزعمون ، وأنا على يقين من أنها بتوفيق الله ستكون كافية في توضيح الحق لمبتغيه .
    وأما المعاندون للشيخ المعاندون لدعوته ، الدائبون في إشاعة الزور ونشر الكذب فأقول لهم : اربعوا على أنفسكم فإن الحق أبلج وإن دين الله غالب ، والشمس ساطعة لا تحجب بالأكف .
    هذا كلام الشيخ يفند تلك الدعاوي ، ويدحض هاتيك التهم ، فإن كان عندكم من كلامه ما يكذبه فأبرزوه ولا تكتموه .. وإلا تفعلوا ولستم بفاعلين فإني أعظكم بواحدة : أن تقوموا لله متجردين من كل هوى أو عصبية ، وأن تسألوه بصدق أن يريكم الحق ويهديكم إليه ، ثم تتفكروا فيما يقول هذا الرجل هل جاء بغير كلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام ؟
    ثم تفكروا كرة أخرى : هل من سبيل للنجاة سوى قول الصدق وتصديق الحق ؟
    فإذا ظهر لكم الحق فثوبوا إلى رشدكم ، وراجعوا الحق ، فإنه خير من التمادي في الباطل ، وإلى الله ترجع الأمور .

    حقيقة دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب

    يحسن في بداية المطاف نقل كلمات موجزة للشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في بيان حقيقة ما يدعو إليه ، بعيدا عن سحب الدعايات الكثيفة التي وضعها المخالفون حائلا بين كثير من الناس وبين تلك الدعوة ، فيقول:
    أقول ولله الحمد والمنة ، وبه القوة : إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم ، دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين ، ولست ولله الحمد أدعو إلى مذهب صوفي أو فقيه أو متكلم أو إمام من الأئمة الذين أعظمهم …
    بل أدعو إلى الله وحده لا شريك له ، وأدعو إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي أوصى بها أول أمته وآخرهم ، وأرجو ألا أرد الحق إذا أتاني ، بل أشهد الله وملائكته وجميع خلقه إن أتانا منكم كلمة من الحق لأقبلنها على الرأس والعين ، ولأضربن الجدار بكل ما خالفها من أقوال أئمتي ، حاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لا يقول إلا الحق . ( الدرر السنية 1/37،38)
    وأنا- ولله الحمد – متبع ولست بمبتدع . ( مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهاب 5/36)
    وصورة الأمر الصحيح أني أقول : ما يدعى إلا الله وحده لا شريك له ، كما قال تعالى في كتابه : ) فلا تدعوا مع الله أحدا ( وقال في حق النبي صلى الله عليه وسلم : ) قل إني لا أملك لكم ضرًّا ولا رشدًا ( فهذا كلام الله والذي ذكره لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصانا به ، …. وهذا الذي بيني وبينكم ، فإن ذكر شيء غير هذا فهو كذب وبهتان . ( الدرر السنية 1/91،90 )

    المسألة الأولى : اعتقاد الشيخ في حق النبي صلى الله عليه وسلم

    يرمى الشيخ من أعدائه بتهم عظمى تتعلق باعتقاده في حق النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذه التهم هي ما يأتي :
    أولا : أنه لا يعتقد ختم النبوة في النبي صلى الله عليه وسلم .
    هكذا قيل ! مع أن جميع كتب الشيخ تطفح برد هذه الشبهة وتشهد بكذبها ، من ذلك قوله:
    أؤمن بأن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين والمرسلين ولا يصح إيمان عبد حتى يؤمن برسالته ويشهد بنبوته . ( الدرر السنية 1/32 )
    فأسعد الخلق وأعظمهم نعيما وأعلاهم درجة أعظمهم اتباعا له وموافقة علما وعملا . ( الدرر السنية 2/21 )
    ثانيا : أنه يهضم النبي صلى الله عليه وسلم حقه ، ولا ينزله المنزلة اللائقة به .
    وللوقوف على حقيقة هذا المدعى أنقل بعضا من كلامه الذي صرح فيه بما يعتقده في حق النبي صلى الله عليه وسلم ، حيث يقول :
    لما أراد الله سبحانه إظهار توحيده ، وإكمال دينه ، وأن تكون كلمته هي العليا ، وكلمة الذين كفروا هي السفلى ؛ بعث محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وحبيب رب العالمين ، وما زال في كل جيل مشهورا ، وفي توراة موسى وإنجيل عيسى مذكورا ، إلى أن أخرج الله تلك الدرة ، بين بني كنانة وبني زهرة ، فأرسله على حين فترة من الرسل ، وهداه إلى أقوم السبل ، فكان له من الآيات والدلالات على نبوته قبل مبعثه ما يعجز أهل عصره ، وأنبته الله نباتا حسنا ، وكان أفضل قومه مروءة ، وأحسنهم خلقا ، وأعزهم جوارا ، وأعظمهم حلما ، وأصدقهم حديثا ، حتى سماه قومه الأمين ، لما جعل الله فيه من الأحوال الصالحة والخصال المرضية . ( الدرر السنية 2/19،90 )

    وهو سيد الشفعاء ، وصاحب المقام المحمود ، وآدم فمن دونه تحت لوائه . ( الدرر السنية 1/86 )
    وأول الرسل نوح ، وآخرهم وأفضلهم محمد صلى الله عليه وسلم . ( الدرر السنية 1/143 )
    وقد بين أبلغ بيان وأتمه وأكمله ، كان أنصح الخلق لعباد الله ، وكان بالمؤمنين رؤوفا رحيما ، بلغ الرسالة ، وأدى الأمانة ، وجاهد في الله حق الجهاد ، وَعَبَدَ اللهَ حتى أتاه اليقين . ( الدرر السنية 2/21 )
    كما ذكر رحمه الله أن مما يستفاد من قوله عليه الصلاة والسلام : (( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين )) : وجوب محبته صلى الله عليه وسلم على النفس والأهل والمال . ( كتاب التوحيد : 108 )
    ثالثا : إنكار شفاعته صلى الله عليه وسلم
    ويتولى الشيخ جواب هذه الشبهة ، حيث يقول : يزعمون أننا ننكر شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم ؟ سبحانك هذا بهتان عظيم ، بل نشهد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم الشافع المشفع ، صاحب المقام المحمود ، نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يشفعه فينا ، وأن يحشرنا تحت لوائه . ( الدرر السنية 1/64،63 )
    ولا ينكر شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم إلا أهل البدع والضلال ولكنها لا تكون إلا من بعد الإذن والرضى ، كما قال تعالى : ) ولا يشفعون إلا لمن ارتضى ( وقال تعالى : ) من ذا الذي يشفعه عنده إلا بإذنه ( ( الدرر السنية 1/31 )
    ويبين الشيخ سبب ترويج هذه الدعاية الكاذبة فيقول :
    هؤلاء لما ذكرت لهم ما ذكره الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وما ذكره أهل العلم من جميع الطوائف من الأمر بإخلاص الدين لله والنهي عن مشابهة أهل الكتاب من قبلنا في اتخاذ الأحبار والرهبان أربابا من دون الله ؛ قالوا لنا : تنقصتم الأنبياء والصالحين والأولياء . ( الدرر السنية 2/50 )

    المسألة الثانية : آل البيت

    من جملة التهم الموجهة للشيخ : أنه لا يحب آل البيت النبوي ، ويهضمهم حقهم .
    والجواب عن ذلك : أن ما زعم خلاف الحقيقة ؛ بل قد كان رحمه الله معترفا بما لهم من حق المحبة والإكرام ، قائما به ، بل ومنكرا على من لم يكن ذلك . يقول رحمه الله:
    وقد أوجب الله لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس حقوقا ، فلا يجوز لمسلم أن يسقط حقوقهم ويظن أنه من التوحيد ، بل هو من الغلو ، ونحن ما أنكرنا إلا إكرامهم لأجل ادعاء الألوهية فيهم ، وإكرام من يدعي ذلك . (مؤلفات الشيخ 5/284)
    ومن تأمل سيرة الشيخ تحقق له صدق ما ذكر ، ويكفي في ذلك أن يعلم أن الشيخ قد سمى ستة من أبنائه السبعة بأسماء أهل البيت الكرام رضي الله عنهم وهم : علي وعبدالله وحسين وحسن وإبراهيم وفاطمة ، وهذا دليل واضح على عظيم ما كان يكنّ لهم من محبة وتقدير .

    المسألة الثالثة : كرامات الأولياء

    يشيع بعض الناس أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب ينكر كرامات الأولياء .
    ويدحض هذا الافتراء أن الشيخ رحمه الله قد قرر في عدد من المواضع معتقده الصريح في هذا الأمر بخلاف ما يشاع ، من ذلك قوله ضمن كلام له يبين فيه معتقده :
    وأقر بكرامات الأولياء ( الدرر السنية 1/32 )
    وليت شعري كيف يتهم الشيخ بذلك وهو الذي يصف منكري كرامات الأولياء بأنهم أهل بدع وضلال ، حيث يقول :
    ولا يجحد كرامات الأولياء إلا أهل البدع والضلال . ( مؤلفات الشيخ 1/169 )

    المسألة الرابعة : التكفير

    إن من أعظم ما يشاع عن الشيخ ومحبيه أنهم يكفرون عامة المسلمين ، وأن أنكحتهم غير صحيحية ، إلا من كان منهم أو هاجر إليهم .
    وقد فَنَّدَ الشيخ هذه الشبهة في عدد من المواضع ، من ذلك قوله :
    القول أنا نكفر بالعموم فذلك من بهتان الأعداء الذين يصدون عن هذا الدين ، ونقول : سبحانك هذا بهتان عظيم . ( الدرر السنية 1/100 )
    نسبوا إلينا أنواع المفتريات ، فكبرت الفتنة ، وأجلبوا علينا بخيل الشيطان ورجله ، فمنها : إشاعة البهتان بما يستحي العاقل أن يحكيه فضلا عن أن يغتر به ، ومنها : ما ذكرتم أني أكفر جميع الناس إلا من اتبعني ، وأني أزعم أن أنكحتهم غير صحيحة ، فيا عجبًا كيف يدخل هذا عقل عاقل ، وهل يقول هذا مسلم ؟!
    إني أبرأ إلى الله من هذا القول الذي ما يصدر إلا من مختل العقل فاقد الإدراك ، فقاتل الله أهل الأغراض الباطلة . ( الدرر السنية 1/80 )
    أنا أُكَفِّر من عرف دين الرسول عليه الصلاة والسلام ثم بعد ما عرف سَبَّه ، ونهى الناس عنه ، وعادى من فعله ، فهذا الذي أُكَفِّرُهُ ، وأكثر الأمة ولله الحمد ليسوا كذلك . ( الدرر السنية 1/73 )

    المسألة الخامسة : مذهب المكفرين بالمعاصي .

    من الناس من يتهم الشيخ بأنه على مذهب المكفرين بالمعاصي .
    والجواب عن ذلك من كلام الشيخ ما يأتي :
    قال رحمه الله : لا أشهد على أحد من المسلمين بجنة ولا نار إلا من شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولكني أرجو للمحسن وأخاف على المسيء ، ولا أُكَفِّر أحدًا من المسلمين بذنب ولا أخرجه من دائرة الإسلام .
    ( الدرر السنية 1/32 )

    المسألة السادسة : التجسيم

    مما يثار عن الشيخ أيضا أنه مجسم أي :؛ يمثل صفات الله بصفات خلقه .
    وقد ذكر الشيخ معتقده في هذا الباب وهو بعيد كل البعد عما يلصقه به مخالفوه ، إذ يقول :
    من الإيمان بالله : الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ، من غير تحريف ولا تعطيل ، بل أعتقد أن الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شئ وهو السميع البصير ، فلا أنفي عنه ما وصف به نفسه ، ولا أُحَرِّف الكَلِمَ عن مواضعه ، ولا أُلْحِد في أسمائه وصفاته ، ولا أُكَيِّف ولا أُمَثِّل صفاته تعالى بصفات خلقه ؛ لأنه سبحانه لا سَمِيَّ له ، ولا كُفُؤَ له ، ولا نِدَّ له ، ولا يُقاس بِخَلْقِهِ .
    فإنه سبحانه أعلم بنفسه وبغيره ، وأصدق قيلا وأحسن حديثا ، فَنَزَّهَ نفسه عما وصفه به المخالفون من أهل التكييف والتمثيل ، وعما نفاه عنه أهل التحريف و التعطيل ، فقال : ) سبحان ربك رب العزة عما يصفون () وسلام على المرسلين () والحمد لله رب العالمين ( ( الدرر السنية 1/29 )
    ومعلوم أن التعطيل ضد التجسيم ، وأهل هذا أعداء لأهل هذا ، والحق وسط بينهما . ( الدرر السنية 3/11 )

    المسألة السابعة : مخالفة العلماء

    بعض الناس يقول : إن الشيخ محمد بن عبدالوهاب قد خالف سائر العلماء فيما دعا إليه ، ولم يلتفت إلى قولهم ، ولم يعتمد على كتبهم ، وإنما خرج بشيء جديد ، وأتى بمذهب خامس .
    وخير من يبين حقيقة الحال هو الشيخ نفسه ؛ حيث يقول :
    نحن مقلدون الكتاب والسنة وصالح سلف الأمة وما عليه الاعتماد من أقوال الأئمة الأربعة : أبي حنيفة النعمان بن ثابت ، ومالك بن أنس ، ومحمد بن إدريس ، وأحمد بن حنبل رحمهم الله . ( مؤلفات الشيخ 5/96 )
    فإن سمعتم أني أفتيت بشيء خَرَجْتُ فيه عن إجماع أهل العلم توجه علي القول . (الدرر السنية 1/53 )
    إن كنتم تزعمون أن أهل العلم على خلاف ما أنا عليه فهذه كتبهم موجودة . (الدرر السنية 2/58 )
    أنا أخاصم الحنفي بكلام المتأخرين من الحنفية ، والمالكي والشافعي والحنبلي كلا أخاصمه بكلام المتأخرين من علماء مذهبه الذين يعتمد عليهم . ( الدرر السنية 1/82 )
    وبالجملة فالذي أُنْكِرُهُ : الاعتقاد في غير الله مما لا يجوز لغيره ، فإن كنتُ قلتُه من عندي فَارْمِ به ، أو من كتابٍ لقيتَه ليس عليه العمل فَارْمِ به كذلك ، أو نقلتُه عن أهل مذهبي فَارْمِ به ، وإن كنتُ قلتُه عن أمر الله ورسوله عليه الصلاة والسلام وعمّا أجمع عليه العلماء في كل مذهب فلا ينبغي لرجل يؤمن بالله واليوم الآخر أن يُعْرِضَ عنه لأَجْلِ أهل زمانه ، أو أهل بلده ، أو أنَّ أكثر الناس في زمانه أعرضوا عنه . ( الدرر السنية 1/76 )

    الخاتمة

    في الختام هاتان نصيحتان مقدمتان من الشيخ :
    أولاهما: لمن يسعى ضد هذه الدعوة وأتباعها ويؤلب عليها ويلصق بها أنواع التهم والأباطيل .. لهؤلاء يقول الشيخ :
    إني أذكر لمن خالفني أن الواجب على الناس اتباع ما وصى به النبي صلى الله عليه وسلم أمته ، وأقول لهم : الكتب عندكم انظروا فيها ولا تأخذوا من كلامي شيئا ، لكن إذا عرفتم كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي في كتبكم فاتبعه ولو خالف أكثر الناس …
    لا تطيعوني ، ولا تطيعوا إلا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي في كتبكم …
    واعلم أن ما ينجيك إلا اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والدنيا زائلة ، والجنة والنار ما ينبغي للعاقل أن ينساهما . ( الدرر السنية 1/90،89 )
    أنا أدعو من خالفني إلى أربع : إما إلى كتاب الله ، وإما إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإما إلى إجماع أهل العلم ، فإن عاند ؛ دعوته إلى المباهلة . ( الدرر السنية 1/55 )
    والنصيحة الثانية: لمن اشتبه عليه الأمر
    الشيخ :
    عليك بكثرة التضرع إلى الله والانطراح بين يديه ، خصوصا أوقات الإجابة : كآخر الليل ، وأدبار الصلاة ، وبعد الأذان .
    وكذلك بالأدعية المأثورة ، وخصوصا الذي ورد في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول : (( اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل ، فاطر السماوات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك ، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم )) فعليك بالإلحاح بهذا الدعاء بين يدي من يجيب المضطر إذا دعاه ، وبالذي هدى إبراهيم لمخالفة الناس كلهم ، وقل : يا معلم إبراهيم علمني .
    وإن صعب عليك مخالفة الناس ، ففكر في قول الله تعالى : ) ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون () إنهم لن يُغْنُوا عنك مِنَ الله شيئا ( ) وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ في الأرض يُضِلُّوكَ عَنْ سبيل الله (
    وتأمل قوله عليه الصلاة والسلام في الصحيح : (( بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ )) ، وقوله صلى الله عليه وسلم : (( إن الله لا يقبض العلم )) إلى آخره ، وقوله : (( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي )) ، وقوله : (( وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل بدعة ضلالة )) . ( الدرر السنية 1/43،42 )
    وإن تبين لكم أن هذا هو الحق الذي لا ريب فيه ، وأن الواجب إشاعته في الناس ، وتعليمه النساء والرجال ، فَرَحِمَ الله من أدى الواجب عليه ، وتاب إلى الله ، وَأَقَرَّ على نفسه ، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، وعسى الله أن يهدينا وإياكم وإخواننا لما يحب ويرضى ، والسلام . ( الدرر السنية 2/43 )

    وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا وحبيبنا محمد وآله وصحبه أجمعين

    منقول بارك الله فيكم.

    #429154
    الفيلسوف
    مشارك


    isnt it nice ??
    answer me plz

    أخي .. بصراحه …
    من أين نقلت هذا الموضوع ؟؟
    ثانيا ..
    هل تريد هديه لموضوعك هذا ؟؟؟ مجرد وصله ..

    تحياتي

    #429194

    أخي الفيلسوف النقل لا يهمنا بكثر ما يهمنا المصدر، فمصدر الكلام هو زبدة الموضوع وليس النقل. ولديك مؤلفات الشيخ يمكن الرجوع إليها.

    أخيك/ زاد المعاد

    #429198

    أخي زاد المعاد . بارك الله فيك على انتقائك كل ما هو مفيد فجزاك الله خيرا.

    اما بعد …
    فأقول اعتاد الناس أن يطلقوا كلمة وهابي على كل من يخالف عاداتهم ومعتقداتهم وبدعهم، ولو كانت هذه المعتقدات فاسدة، تخالف القرآن الكريم، والأحاديث الصحيحة، ولا سيما الدعوة الى التوحيد ودعاء الله وحده دون سواه.

    وحقيقة كنت لا أعرف شيئا عن الوهابية إلا ما اسمعه من الناس ” المتعلم والعامي”
    فيقولون عنهم : الوهابيون مخالفون للناس لا يؤمنون بالأولياء وكراماتهم، ولا يحبون الرسول، ويكفرون الناس، وقد انتشرت هذه الافكار عند الناس، كنت آنذاك ادرس في المرحلة الثانوية، ثم بعد ذلك اكرمني الله عزوجل بدخولي الجامعة وكما تعلمون ان المكتبة الرئيسة تعج بالآلف الكتب ومنها الكتب والمصادر الاسلامية، وبحكم تخصصي كان أغلب وقتي هو البحث والقراءة والاطلاع في المكتبة ، فقلت في نفسي: إن كانت الوهابية تؤمن بالاستعانة بالله وحده، وأن الشافي هو الله وحده، فيجب أن أتعرف عليها عن طريق البحث في المكتبة. وفعلا بدأ البحث واستمر لمدة اسبوع،وكنت ابحث في أقوال المؤيدين والخصوم وبالطبع اضطررت الى الاطلاع على كتب الشيخ وأول كتاب قرأته هو كتاب الأصول الثلاثة ثم كتاب التوحيد وكشف الشبهات، وهذه أفضل طريقة لمعرفة منهج الشخص وهي أن تقرأ وتتصفح سيرته وأقواله وكتبه حتى تكون على بينة وقناعة تامة، فلما اكتمل بحثي – وكان في الحقيقة موضوعيا بعيدا عن الهوى والتعصب- ، كانت النتيجة هي صدمة لي فالشيخ يتكلم في كتبه عن التوحيد ونبذ الشرك بالدليل من الكتاب والسنة وعن الاصول الثلاثة التي ينبغي على الانسان معرفتها، حتى يعبد الله على علم، والناس تطعن في الشيخ بدون أن تعرف حقيقة دعوته فمنهم من كفره بدون علم ومنهم من بدعه وهو لا يعرف من هو هذا الشيخ الوهابي. فسبحان الله ” الناس أعداء ما جهلوا “.

    معنى وهابي:
    أطلق أعداء التوحيد على الموحد كلمة ” وهابي ” نسبة الى الشيخ محمد بن عبدالوهاب، ولو صدقوا لقالوا ” محمدي ” نسبة إلى اسمه ” محمد “، وشاء الله أن تكون ” وهابي ” نسبة إلى ” الوهاب ” وهو اسم من أسماء الله الحسنى.
    فإذا كان الصوفي ينتسب إلى جماعة يلبسون الصوف، فإن الوهابي ينتسب إلى الوهاب، وهو الله الذي وهب له التوحيد، ومكنه من الدعوة إليه.

    والحمد لله رب العالمين.

    #429203

    تشكر زاد المعاد على طرحك هذا الموضوع

    كما تشكر تمام المنة على الاضافة الطيبة

    وبارك الله فيكم

    اضافة ….

    عباد الله ! لقد أرسل الله نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم بالتوحيد الخالص والدين القويم ، وما زال أصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين وعلى هديه سائرون ، وبسنته مستمسكون وبشرعه عاملون ، فكلما بعد الناس عن الوحيين قيض الله لهم من يجدد لهم ما نسوه من دين الله ، وما تركوه من شريعته الغراء ، فجاء المصلحون والمجددون في كل عصر يحيون بكتاب الله الموتى ويُبَصِّرون به أهل العمى، ويصبرون منهم على الأذى وينفون عن كتاب الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه ، وكم من ضال تائه قد هدوه ، وهذا التجديد للدين هو مصداقاً لما صح عن نبينا صلى الله عليه وسلم حيث قال: ((إن الله يبعث إلى هذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها)) [الحاكم:4/567، وأبو داود: 4/109]، وكان من جملة هؤلاء المجددين والأئمة المهتدين والدعاة المصلحين الشيخُ الإمامُ المجددُ شيخُ الإسلام محمدُ بنُ عبدِ الوهاب والمتوفى سنة 1206هـ رحمه الله .
    فكان أكثر الناس في عصره قد انغمسوا في أوحال الوثنية (وانهمكوا في الشرك وارتدوا إلى الجاهلية فانطمست بينهم أنوار الإسلام والسنة لذهاب أهل العلم والبصيرة ، وغلبة أهل الجهل والهوى واستعلاء ذوي الأهواء والضلال وعدلوا عن عبادة الله وحده إلى عبادة الأولياء والصالحين من الأموات والأحياء يستغيثون يهم في النوازل والكوارث ، ويُقْبِلُون عليهم في الحاجات والرغبات ويعتقدون النفعَ والضُرَّ في الجمادات كالأحجار والأشجار والغيران والكهوف، ويعبدون أهلَ القبورِ ، ويَصْرِفُون لها الدعاء والنذور في حالتي الضراء والسراء ، زائدين على مشركي الجاهلية الأولين .

    فقد كانوا في نجد يأتون عند قبر ( زيد بن الخطاب ) فيدعونه لتفريج الكُرب وكشف النوب وفي الدرعية كانوا يزعمون وجود قبور بعض الصحابة فعكفوا على عبادتها ، وصار أهلُ تربتها أعظمَ في صدورهم من الله

    وكان الرجال والنساء يأتون بلدة لفحل النخل الذي فيها ، ويفعلون عنده أقبح الأفعال ، ويتبركون به ، ويعتقدون فيه ، فكانت المرأة إذا تأخرت عن الزواج تأتيه فتضمه بيديها ، وترجو أن يفرِّج عنها كُرَبَهَا ، وتقول : يا فحل الفحول ، أريد زوجاً قبل الحول .

    وكانت طوائف من الناس تنتاب شجرةً تسمى الطَرَفِيَّة ، يتبركون بها ، ويُعلِّقُون الخِرَق عليها ، إذا وَلدتِ المرأةُ ذكرا لعله يسلمُ من الموت .
    وأما ما كان يُفعَلُ في الحرم المكي الشريف فهو يزيد على غيره كثيرا ، فلقد انتُهِكَت فيه المحرماتُ والحدود فمن ذلك ما يُفعَل عند قُبَّة أبي طالب حيث كانوا يأتون إلى قبره ويستغيثون به عند حلول المصائب ونزول الكوارث.

    ومن ذلك ما يفعل عند قبر ميمونة بنت الحارث أم المؤمنين – رضي الله عنها – في سَرِف ، وعند قبر خديجة رضي الله عنها في المعلاة ، من اختلاط الرجال بالنساء ، وفعل الفواحش والمنكرات وارتفاع الأصوات عندهما بالدعاء والاستغاثة ، وتقديم الفدية مما لا يسوغ لمسلم أن يبيحه ، فضلاً عن أن يراه قربة.

    كذلك ما كانوا يأتونه عند قبر عبد الله بن عباس رضي الله عنهما بالطائف من هذه الأمور التي تشمئز منها نفس أهل الجاهل فكيف بالعالم ؟ يقف عند قبره المكروب والخائف متضرعاً مستغيثا في حالة عبوديته ، وينادي أكثر الباعة في الأسواق : اليوم على الله وعليك يا ابن عباس ، ثم يسألونه ويسترزقونه .

    أما ما كان يُفعل عند قبره عليه الصلاة والسلام من الأمور العظيمة المنكرة كتعفير الخدود والانحناء والسجود خضوعا وتذللاً واتخاذ ذلك القبر عيدا ، فهو أعم من أن يخفى وأعظم من أن يذكر لشهرته وشيوعه ، وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعله ، وكفى بذلك زجراً ووعيداً . ويعجز اللسان عن وصف ما كان يُفعَل عند قبر حمزة وفي البقيع وقباء .
    وغير ذلك من المصائب التي حلت ببلاد الإسلام التي لو جلسنا نعددها لطال بنا المقام [تاريخ نجد لابن غنام : 81، وما بعدها- بتصرف يسير ]. هذا ما كان يفعل في الجزيرة أما ما يفعل في البلدان الآخرى فحدِّث عن ذلك ولا حرج .
    فجاء الله بهذا الإمامِ المجددِ المصلح شيخِ الإسلام محمدِ بنِ عبد الوهاب والناس واقعون في ما تقدم ذكرُه من هذه الأمور المنكرة والشركيات الظاهرة والباطنة ، وتقليد الآباء والأجدادا في ضلالهم فاختفت معالم الدين ، واستبدَل الناسُ التوحيدَ بالشرك والسنةَ بالبدعة . فقام الإمام المجدد وشمر عن ساعد الجد فطلب العلم على أيدي علماء عصره ورحل إلى البلدان المجاورة ليتسلح بسلاح العلم وهو في كل رحلاته يرى ما عليه الناس من هذه المنكرات العظيمة ولا يستطيع لها إنكاراً ، فلما رجع إلى بلده استعان بالله عز وجل وأخذ يدعو الناس إلى ما تعلمه من دين الله الحق ، و يحذِّر الناس من الشرك ويدعوهم إلى التوحيد الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم والرسلُ من قبله وينكر على الناس ما هم واقعون فيه من بدع وشركيات (حتى قام بهذا الأمر أتم قيام ، فلم يزل في جهاد مع الأعداء وجلاد حتى نشر التوحيد الخالص والسنة المحضة بين العباد ، وقمع الشرك ووسائله والبدع والفساد ، فخلصت الجزيرة بحمد الله وانصبغت بالسنة والتوحيد ، وسلمت بفضل الله ثم بمساعيه المشكورة ومساعي تلاميذه وأحفاده وأنصاره من الشرك والتنديد ، فلا ترى فيها – ولله الحمد – قبةً على قبرٍ ولا مشهداً ولا مولداً ولا معبداً ) [خطب السعدي : 72]. وأزال الله به ما كان يُفعَل من العبادة لغير الله في هذه الجزيرة ، وأزيلت القبور ، والمشاهد والأوثان التي كان الناس يلجئون إليها في الكرب لقضاء الحاجات ،فالذي ينظر في سيرة هذا الإمام ودعوته بعين الإنصاف لا بعين الجهل والهوى؛ يعلم علم اليقين أن الإمام محمداً رحمه الله لم يأت بدين جديد ولا بمذهب خامس كما افتراه عليه أهل الجهل والهوى، إنما هو مجدد لما انمحى من آثار النبوة في عصره ، فلا دين عندهم يتبع ، ولا شريعة تحكَّم ، ولا سنة تعظم ، وانحرف الناس في عقيدتهم وعبادتهم فلا توحيد ولا صلاة ولا زكاة ولا غير ذلك ، وزد على ذلك انتشار البدع والخرافات والفواحش والمنكرات ، فنشر بين الناس التوحيد وحذَّرهم من الشرك وأزال القباب التي كانت على القبور، وأنكر على أهلها ما كانوا يفعلونه عندها من الأعمال المنكرة والشركيات الظاهرة وبين لهم أن ما يفعلونه هو الشرك الصراح ، وأمر بالصلاة والزكاة ، وأقام الشريعة وحكم بها وألف المؤلفات العظيمة في تعليم الناس الدين الصحيح والعقيدة السليمة.

    #429211

    أشكر أخواني تمام المنة ومنار السبيل على مداخلتهم الطيبة.

    #429254
    الفيلسوف
    مشارك


    isnt it nice ??
    answer me plz

    حسنا ..محمد عبدالوهاب … كما تقولون ..

    ماذا عن أتباعه … هل هم أيضا كما تدّعون ..؟؟؟

    سأعود حتما ..

    #429290

    موضوعك جيد زاد المعاد . تشكر على التوضيح

    وكذلك تمام المنة .. و منار السبيل جزاكم الله خير

مشاهدة 8 مشاركات - 1 إلى 8 (من مجموع 8)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد