الأطفال : ” ولكننا صائمون يا أبي .. ولا نستطيع الرقص أو الإستماع للمعزوفات الماجنه ..والشمس حارقة يا أبي .. إرحمنا .. على الأقل في هذا الشهر الفضيل”

فزعق فيهم :”لا تناقشوني يا صعاليك .. وإلا فسأذيقكم العذاب .. إن سمعت حرفا ..
سأقطع لسان من نطق به .. هذا اليوم يومي .. وهذا الزمن لي كما كان لغيري من قبل
أريدكم ان تفعلوا ما أريد .. ألا أعطيكم كل يوم تمره يا ناكري الجميل ؟؟؟سترقصون
الآن وكما أريد أنا .. وإلا فقسما أن أجعلكم أشلاءا في الأرض .. ألم أعطكم ما
تريدون؟؟ .. ألا تكفيكم تمره كل يوم ؟؟ من لا تكفيه فليتكلّم .. فهناك غيركم من هم
بحاجة لها “
قالها وعلى شفتيه إبتسامة نصر ساخره ..

فما كان من الأطفال إلا أن تابعوا الرقص ..بحزن ..

كانت هناك عينان تتابعان ما يحدث من بعيد .. وقد إنحدرت منهما دمعتان ساختان
حزينتان على ما يحدث .. وعلى ما آل إليه قلب ذلك الرجل من قسوه .. كانت عينا الجده
أم الرجل .. وجدة الأطفال ..فتوجهت بسرعه لميدان القصه ..وصرخت في وجه إبنها
بحزن : “مالذي تفعله يا بني ؟؟ مالذي حلّ بك ؟؟ لم تكن هكذا عندما تعاهدنا على
حمايتي .. لم تكن هكذا عندما اعطيتك كل ما أملك يا بني .. حتى أني ملّكتك نفسي..
لقد ربّيتك احسن تربيه حتى أراك عادلا بين أبناءك .. ولم أبخل عليك بشيء..
ولكنك تجعل بعضهم ملوكا .. والبعض الآخر خدما في الحضيض .. إنهم جميعا أبناءك
يا ولدي .. لم تفرّق بينهم ؟؟ ألا يكفي انك أدخلت بيننا أناس غرب .. يهود ونصارى..
أين ذهبت الغيره ؟؟ أين ذهبت النشوه العربيه التي زرعتها فيك ؟؟؟ لقد تماديت يا بني
على الأقل إرحمهم في هذا الشهر الفضيل .. ما هكذا يفعل المسلم بأبناءه ..”

إبنها : “أصمتي .. وإلا قسما لأذبّحنّهم على صدرك .. ورميتهم ورميتك عظما
لمن هبّ ودب ..حتى وإن كنتي أمي .. لن تنفعيني إذا إنقلب عليّ هؤلاء الصعاليك .. فأنا
على يقين تامبأنهم سيرمونني كالجيفة عندما اكبر .. ولن يهتم بي أحد إلا من احيطهم
بعنايتي الان لأني أعلم انهم مخلصون لي .. كالكلاب”

الأم : “حسنا يا بني .. إفعل ما تشاء .. ولكن إرحمهم على الأقل في هذا الشهر الفضيل
إنك تعصي الله تعالى بفعلك هذا … أولا تدرك ذلك يا بني ؟؟”

الإبن :”قلت إخرسي ..”
ثم إلتفت لأبناءه الذين توقفوا عن الرقص لينصتوا للحوار الدائر بين أبوهم وجدّتهم
فصرخ فيهم :”لا تتوقفوا عن الرقص .. وإلا فسأطلق عليكم كلابي المخلصه لتنهشكم”

فسارع الأبناء بالرقص من جديد وهم يقولون : ” أيرضيك هذا يا جدتنا ؟؟”

عاد الأب ليخاطب أمه : “لن يتوقفوا عن الرقص .. ومن شاء أن يفطر فله ذلك ..
لا يهمني ..المهم .. أريد رقصا رائعا في يومي المفضّل .. أفهمتي ؟؟ “

الأبناء :”الرحمة يا أبي ..”

وبين عتبات هذا الزمن المنحوس .. والذي غدا فيه المسلمون والعرب يهودا ونصارى ..

بدأ التاريخ يطبّق علينا قاعدة الزمان المعروفه ,,
(ما طار طير وأرتفع .. إلا كما طار … وقع )

وها نحن وقعنا بالفعل ..ضحية من ضحايا التطوّر .. والإنقياد ..وهاأنتم
في بدايات هذا الشهر الكريم الفضيل ..تستقبلونه بالرقص والمعازف والشيشه
والله أعلم إن كانت هناك خمور ام لا … ولا أستبعدها أبدا من قاموسكم المتعارف عليه ..
ها أنتم تستقبلون أعظم الشهور بالمفاتن والشهوات المغضبات لله عزّوجل .. على غرار
بقية البشر .. ممن تنحّوا عن سبيل الله تعالى .. لا يهمني أمر أحد كما يهمني أمر السلطنه والعمانيين .. قد تقولون ما بالها ؟؟ جن جنونها ؟؟؟ .. ولكني لن اهتم .. فما ببالي ولا
يعجبني .. سأنتقده كما يحلو لي .. إنقلبتم على وجوهكم .. وصرتم تسجدون للبشر الذين
هم من طينتكم ..على نغمات الشر والمجون .. ونسيتم الواحد القهّارالذي لا يغفل عن شي
في هذا الكون الواسع الفسيح .. فلا تستبعدوا ان تحل بنا نقمة من الله عزّوجل ,, فقد غدونا يهود ..
وهذه القصّه التي أدرجتها للتو .. ما هي إلا نبذه بسيطه عن أحد الطفرات الموجوده
هنا في مجتمعنا الأصيل … والقصص كثيره .. والحمد لله ..