مشاهدة 9 مشاركات - 1 إلى 9 (من مجموع 9)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #19472
    سندس
    مشارك

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    أخوتي في الله:
    هذا حوار من أجمل ما قرأته، فإليكن:

    كنت نائماً فى ليلة من ليالي الشتاء الباردة، من بعد نصب وتعب من مشاغل الدنيا، وما أكثرها.
    وقد استلقيت على فراشي وغرقت في نوم عميق جداً، فاستيقظت قبيل الفجر من عطش شديد ألمّ بي. فقمت لأشرب الماء فسمعت أنيناً يخرج من الأرض فتلفت حولي فذهب الأنين، ثم ذهبت وشربت الماء وعدت إلى الفراش، وإذا بالأنين يعود مرة أخرى، وفي هذه المرة كان الأنين قوياً وكأنه صوت بكاء.

    فتحسست الأرض بيدي، حتى أمسكت “سجادتي” فسكتت، فقلت مستغرباً: ءأنت التي تأنين يا سجادتي؟!
    قالت: نعم.
    قلت: ولماذا؟
    قالت: قد أيقظك عطشك وشربت من الماء حتى ارتويت، وأنا بحاجة إلى الماء ولا أجد من يرويني الماء!!
    قلت: وهل تريدين أن أحضر لكِ كأساً من الماء؟
    قالت: لا.. ليس هذا الماء الذى يرويني، إنما ترويني دموع العابدين التائبين.
    قلت: ومن أين لي أن آتي لك بهذا النوع من الماء؟
    قالت: وهذا هو سبب بكائي، فقم يا عبد الله وصلِّ لله ركعتين في ظلمة الليل؛ حتى تنير لك ظلمة القبر والجزاء من جنس العمل، ولم يبقَ من الوقت إلا القليل وبعدها يؤذن لصلاة الفجر.
    قلت: دعيني وشأني يا سجادتي.
    قالت: يا عبد الله قم لصلاة الفجر فإنها حياة للقلب والروح، وقد حان موعد الأذان ليردد “الصلاة خيرمن النوم”، وأنت تستجيب لنداء الدنيا كل يوم بالليل وبالنهار ولا تستجيب لنداء العزيز القهار؟!!
    قلت متضايقاً: دعيني أنام يا سجادتي.. فأنتِ تشاهديني كل يوم لا أعود إلا وأنا مرهق متعب. ثم أخذ اللحاف ووضعه على صدره فشعر بالدفء واستسلم لسلطان النوم.
    قالت: يا عبد الله، وهل تعطي للدنيا أكثر مما تعطيه لدينك؟
    قلت بلغة تهكمية: اسكتي ياسجادتي، أرجوك لا تتكلمي.. فإنني متعب ومرهق وأريد أن أنام..
    فسكتت السجادة برهة متأثرة بما قاله عبد الله وقالت بصوت حزين: آه لرجال الفجر!! آه لرجال الفجر!!
    ألم تسمع قول النبي صلى الله عليه وسلم: “لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها (يعني الفجر والعصر)” [رواه مسلم]. وقال صلى الله عليه وسلم “من صلى البردين دخل الجنة”[رواه البخاري ومسلم] وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام:”ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا” [رواه البخاري]
    فانتبه عبد الله من غفلته وقال: فعلاً إن صلاة الفجر مهمة.
    السجادة: قم يا عبد الله.. قم.
    قال: غداً أبدأ إن شاء الله.. ولكن اتركيني اليوم لأنام فأنا مرهق.
    السجادة: وهى متحسرة “من لم يعرف ثواب الأعمال ثقلت عليه في جميع الأحوال”
    ثم قالت: ستنام غداً في قبرك كثيراً يا عبدالله، وتذكر كلامي ونصحي.
    ثم تركته ونام عبد الله ولكن!! كانت أطول نومة ينامها في حياته، فقد قبض من تلك الساعةه..
    فأنشدت السجادة حين علمت بموته قائلة:

    يا من يعد غداً لتوبته…. أعَلى يقين من بلوغ غد؟
    المرء في زلل على أمل… ومنية الإنسان بالرصد
    أيام عمرك كلها عدد… ولعل يومك آخر العدد..

    [منقول من كتيب “حورات إيمانية، لجاسم المطوع”]

    #428458

    سبحان الله !!!

    حتى السجادة تسبح بحمد الله

    فعلاً قصة مؤثرة

    أشكرك سندس على طرحها

    تحياتي لك

    #428498

    حوار عظيم

    وعبره اعظم

    #428530
    smilly_guy
    مشارك

    حوار شيق وعظيم صراحه ما اقول غير سبحان الله

    #428536
    كروان
    مشارك

    أختي سندس ..

    دائما هي مواضيعك تحتل الصدارة ..

    من حيث سعة ما تحويه من سمو الفكر وعلو المكانة ..

    أتحفتينا بما قدمتيه لنا .. فالى الامام .. دوما باذن الله تعالى ..

    اختك : كــــــــــــروان

    #428678
    سندس
    مشارك

    أخي أنظر

    للجمادات تسبيح
    وحمد
    وشكر

    فأين نحن منها الآن؟؟؟

    #428679
    سندس
    مشارك

    نعم

    كم من العبر التي نجدها في حياتنا

    ولكن

    أين المعتبرين !!!؟؟؟

    #428681
    سندس
    مشارك

    جزالك الله خير الجزاء

    ودمت ودام قلمك ذخرا للجميع

    #428684
    سندس
    مشارك

    بارك الله فيك

    أخي أنظر كم من الأمور التي تغافلنها وتنسيناها …

    فليحاسب كل إنسان نفسه قبل أن يحاسب

مشاهدة 9 مشاركات - 1 إلى 9 (من مجموع 9)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد