في ذات ليلة ينهال مطر ليس يشبه المطر ، مطر احمر يقتل من يصيبه ، وتتناثر الطلقات في المكان ، ويزداد صراخ اطفال مذعورين ، امام آلة قتل تروي ظمء القلوب باراقمة الدماء ، وتركض ام نحو طفل باكٍ ، هو طفل بل امهات واطفال ، الكل يهرب يترك خلفه دموع العين تبكي ذاك المأوى الذي كان ذات يوم حضن دافء وحصن منيع ، ينتهي الليل بعد أن اغمضت عيون اناس لتنام نوم ابدي ، ويستيقظ من نجح في الفرار ، ليعود الى تلك الجنة التي قضى فيها اجمل لحظات عمره
وهنالك تبكي العيون وتتمنى لو أن القلب بكى ، ذكريات انتهت وصارت حطام ، وبيت التقت فيه البسمة بدمعة الحزن ، ذاك البيت هناك انه بيتي وذاك الجدار الذي كان يسامرني ، كتبته عليه قصائدي ونقشت عليه ذكريات طفولتي ، كله انتهى ، هل احتفظ برماله ، هل هو حقا بيتي؟ تقف العيون متعجبة باكية سارحة مسترجعة كل الذكريات لبيت حمل معه كل ذاكرتي ، لبيت كان حبي وقلبي وكتاباتي ، ذاك البيت الذي بكى معي وابتسم لابتسامتي ، ها انا اقف على اطلال الذكرى …
والكل واقف يبكي وبيحث في انقاض البيت المنتاثر عن بقايا ذكرى تبقى معه …….

منقول